1- «كليد فهم قرآن» أي (مفتاح فهم القرآن)
يعد هذا الكتاب من الكتب المهمة له، وقد كشف فيه بوضوح عن منهجه الإصلاحي، حيث رأى فيه أن المسلمين هجروا القرآن، فكان نصيبهم الفشل والخسران، وأن الحلّ الوحيد يكمن في الرجوع إلى الكتاب الكريم. إلاّ أنّ السؤال كيف يمكن فهم القرآن؟ هذا ما يجيب عنه «شريعت سنگلجي» بأخذ الدين عن السلف لا عن الخلف، أولئك ـ أي الخلف ـ الذين جاؤوا مع الفلسفة والتصوّف والاعتزال[24]. ولكي يؤسّس لمرجعية القرآن ودور السنّة الشريفة طرح في كتابه أفكاراً أساسيةً هامَّةً حول القرآن الكريم، منها أن النص القرآني غير محرّف، ويذكر سنگلجي أدلّته على ذلك، وأن القرآن قابلٌ للفهم تماماً، لا يحتاج إلى غيره، وأن القرآن مستوعب لجميع قضايا الدين الأساسية، دون أن يعني ذلك التخلي عن السنة النبوية بل ينتقد سنگلجي تلك الحركة التي حاولت رفض السنّة الشريفة رفضاً مطلقاً، ويرى أنّ الحاجة قائمة لها، لكن القبول بمبدأ حجية السنّة، لا يعني تدخّلها في شؤون الدين كافّة، من هنا يطرح سنگلجي تفصيلاً في دور السنّة يتمثّل -حسب رأيه- في الحاجة إلى السنّة في مجال الشرعيات، لأنّها تفصّل أمر الكتاب الكريم، أما العقائد الأساسية التي عليها مدار النجاة والهلاك فالقرآن تكفَّل ببيانها ولا حاجة ـ عند سنگلجي ـ للسنّة فيها[25].
[24] «كليد فهم قرآن»، شريعت سنگلجي، ص 3- 4-5. [25] المصدر السابق، ص 39-41.