(5) في أن سبب كفر بني آدم، الغلوّ في الأنبياء والصالحين
قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ﴾ [النساء: 171].
الغلوّ: معناه مجاوزة الحدّ، مثلاً: غلا السعر يغلو غُلُوَّاً أي ارتفع سعر البضاعة وتجاوز الحدّ.
لقد نهى الله تبارك وتعالى في هذه الآية المباركة أهل الكتاب عن الغلو؛ ولقد كان غلوّ النصارى أشد من غلوّ جميع الملل، إذ رفعوا عيسى ÷ عن مرتبة العبودية والنبوَّة إلى مرتبة الألوهية والربوبية وعبدوه، بل وقع منهم الغلوّ بحق بعض أتباع عيسى÷ من العلماء والأحبار أيضاً، فقالوا بعصمتهم وأطاعوهم في كل ما قالوه حقاً كان أم باطلاً، وصدقاً كان أم كذباً، قال تعالى:: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾ [التوبة: 31]. كما غلا الصدوقيون من اليهود في عُزير واعتقدوا ألوهيته.
يقول النبي الأكرم ص: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى المَسِيْحَ بْنَ مَرْيَمَ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ»[156].
لقد غلا بعض الناس في النبيص في زمانه، وقالوا له: يا رسول الله! ائذن لنا أن نسجد لك، فمنع الرسول الأكرم ص من هذا الأمر أشد المنع، وقال حينها الحديث السابق[157]، لأن السجود لا يجوز إلا للذات الربوبية، قال تعالى: ﴿وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ﴾ [فصلت: 37]، فالسجود لغير الله شرك، سواء أكان لشخص أو لقبر، ولكن العجب أن الجهال إذا وصلوا إلى قبور الأولياء يسجدون، كما أن بعض جهلة الصوفية يسجدون لشيوخهم أيضاً [158].
يقول ابن عباس: قَالَ رَسُولُ اللَّـهِ ص: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ»[159].
عن ابن مسعود أن رسول الله ص قال: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ. قَالَهَا ثَلاثًا»[160].
وقد رُوِيَ في كتاب «عيون أخبار الرضا ÷»: «قَالَ الْمَأْمُونُ للرضَّا: بَلَغَنِي أَنَّ قَوْماً يَغْلُونَ فِيكُمْ وَيَتَجَاوَزُونَ فِيكُمُ الْحَدَّ؟! فَقَالَ الرِّضَا ÷: حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ÷ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لا تَرْفَعُونِي فَوْقَ حَقِّي فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اتَّخَذَنِي عَبْداً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَنِي نَبِيّاً. قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادٗا لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن كُونُواْ رَبَّٰنِيِّۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ ٧٩ وَلَا يَأۡمُرَكُمۡ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّۧنَ أَرۡبَابًاۗ أَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ بَعۡدَ إِذۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ ٨٠﴾ [آل عمران: 79-80] وَقَالَ عَلِيٌّ ÷: «يَهْلِكُ فِيَّ اثْنَانِ وَلا ذَنْبَ لِي، مُحِبٌّ مُفْرِطٌ وَمُبْغِضٌ مُفْرِطٌ، وَإِنَّا لَنَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّنْ يَغْلُو فِينَا فَيَرْفَعُنَا فَوْقَ حَدِّنَا كَبَرَاءَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ÷ مِنَ النَّصَارَى». قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ءَأَنتَ قُلۡتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيۡنِ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالَ سُبۡحَٰنَكَ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أَقُولَ مَا لَيۡسَ لِي بِحَقٍّۚ إِن كُنتُ قُلۡتُهُۥ فَقَدۡ عَلِمۡتَهُۥۚ تَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِي وَلَآ أَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِكَۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّٰمُ ٱلۡغُيُوبِ ١١٦ مَا قُلۡتُ لَهُمۡ إِلَّا مَآ أَمَرۡتَنِي بِهِۦٓ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۚ وَكُنتُ عَلَيۡهِمۡ شَهِيدٗا مَّا دُمۡتُ فِيهِمۡۖ فَلَمَّا تَوَفَّيۡتَنِي كُنتَ أَنتَ ٱلرَّقِيبَ عَلَيۡهِمۡۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ١١٧﴾ [المائدة: 115-116] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿لَّن يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبۡدٗا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ﴾ [النساء: 172]، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿مَّا ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُۥ صِدِّيقَةٞۖ كَانَا يَأۡكُلَانِ ٱلطَّعَامَ﴾ [المائدة: 75]. –أَيْ: أَنَّهُمَا كَانَا يَتَغَوَّطَانِ-. فَمَنِ ادَّعَى لِلأنْبِيَاءِ رُبُوبِيَّةً أَوِ ادَّعَى لِلأئِمَّةِ رُبُوبِيَّةً أَوْ نُبُوَّةً أَوْ لِغَيْرِ الأئِمَّةِ إِمَامَةً فَنَحْنُ مِنْهُ بِرَاءٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ!...»[161].
وَصَلَّى اللَّـهُ عَلَى سَیدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِینَ.
[156] انظر: «خلاصة عبقات الأنوار»، للسيد حامد النقوي (1306 هـ)، (قم: مؤسسة البعثة، 1405 هـ)، 3/301. وأصله من مصادر أهل السنة، كما في صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، ح (3261)، ومسند أحمد (1/124) عن عمر بن الخطابس مرفوعاً. قلت: وقد روى محمد بن محمد بن الأشعث في كتابه «الأشعثيات» [ويُسَمَّى أيضاً «الجعفريات»] (ص 181): «بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لا تَرْفَعُونِي فَوْقَ حَقِّي فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اتَّخَذَنِي عَبْداً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَنِي نَبِيّاً». ورواه القطب الراوندي في النوادر (ص16). ونقله المجلسي، بحار الأنوار، ج25/ص 265. وانظر: موسوعة الإمام علي للريشهري3/76. [المصحح] [157] ورد في الكافي وغيره، عن أبي عبد الله الصادق أنه قال: إن قوماً أتوا رسول الله ص فقالوا: يا رسول الله! إنا رأينا أناساً يسجد بعضهم لبعض فقال رسول الله ص: «لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا». انظر: الكافي 5/507-508، ومن لا يحضره الفقيه 3/439، وبحار الأنوار 17/377. وأما في مصادر أهل السنة والجماعة، فقد ورد استئذان بعض الصحابة السجود للنبي ص بروايات متعددة، منها: 1- ما رواه أبوداود وغيره عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَتَيْتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ فَقُلْتُ: رَسُولُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُسْجَدَ لَهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنِّي أَتَيْتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ، قَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ مَرَرْتَ بِقَبْرِي أَكُنْتَ تَسْجُدُ لَهُ؟» قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: «فَلَا تَفْعَلُوا، لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ النِّسَاءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ لِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنَ الْحَقِّ». (سنن أبي داوود ج 6 ص 177، سنن الدارمي، 2/917). 2- ما رواه الدارمي (سنن الدارمي 2/918) وغيره: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي فَلِأَسْجُدَ لَكَ، قَالَ: «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ، لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا». 3- ما رواه أحمد وغيره عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَجَاءَ بَعِيرٌ، فَسَجَدَ لَهُ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَسْجُدُ لَكَ الْبَهَائِمُ وَالشَّجَرُ، فَنَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ، فَقَالَ: «اعْبُدُوا رَبَّكُمْ، وَأَكْرِمُوا أَخَاكُمْ، وَلَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا، أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا...». 4- وما رواه أحمد في المسند (32/145) والطبراني في المعجم الكبير (5/208)، والحاكم في المستدرك (4/190) وغيرهم عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذًا إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَأَيْتُ أَهْلَ الْكِتَابِ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَبَطَارِقَتِهِمْ، أَلَا نَسْجُدُ لَكَ؟ قَالَ: «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا....». وغيرها من الروايات الكثيرة في هذا المعنى. [المصحح] [158] حكى النوويُ والشوكاني الإجماع على كفر من سجد لغير الله بنية العبادة. انظر: (نيل الأوطار 7/168، البحر الزخار5/205. ونقل سعدي حبيب قول النووي في المجموع2/73 (موسوعة الاجماع2/548)، ولهذا لو سجد أحدهم لأب أو عالم ونحوهما وقصد التحية والإكرام فقد وقع في محرّم خطير وإن قلنا بأنه لم يشرك، وأما إن قصد الخضوع والذل والتقرب فهذا من الشرك، لكن لو سجد لشمس أو قمر، فمثل هذا السجود لا يأتي إلا عن عبادة وخضوع وتقرب فهو سجود شركي لعدم تصور وقوع التحية لمثل هذه الأجناس من المسلم. (انظر نواقض الإيمان القولية والعملية لعبد العزيز آل عبد اللطيف 278-279). [159] ذكر المجلسي في بحار الأنوار (4/303) عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ (ع) قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع): «لا تَتَجَاوَزُوا بِنَا الْعُبُودِيَّةَ ثُمَّ قُولُوا مَا شِئْتُمْ وَلا تَغْلُوا وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ كَغُلُوِّ النَّصَارَى فَإِنِّي بَرِيءٌ مِنَ الْغَالِين..». وفي مصادر أهل السنة، أخرج نحوه ابن ماجه في سننه 2/1008، ح(3029) وأحمد في مسنده (1/347) ولفظه: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ «الْقُطْ لِى حَصًى»... (إلى قوله:) ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِى الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِى الدِّينِ». [المصحح] [160] صحيح مسلم (2670) وسنن أبي داود (4610) ومسند أحمد (1/386). [المصحح] [161] عيون أخبار الرضا، للشيخ الصدوق، 2/200 – 201، بحار الأنوار للمجلسي 25/135. وقد جاء في المستدرك للحاكم: عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَجَاءَ قَوْمٌ مِنَ الْكُوفِيِّينَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ أَحِبُّونَا حُبَّ الْإِسْلَامِ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَرْفَعُونِي فَوْقَ قِدْرِي، فَإِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي عَبْدًا قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَنِي نَبِيًّا». وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (المستدرك 3/179). [المترجم]