[تنبيهات]
أولاً: يجد القارئ الكريم في هذه الطبعة زيادات مهمة في الحديث عن مسألة الاستغاثة بغير الله، وكيفية نشأة الأضاحي بين البشر وسبب عبادة الأوثان، والحديث عن أهمية التوحيد وأنه أساس الفضائل، ونحو ذلك.
ثانياً: قمنا في هذه الطبعة بتشكيل الآيات والأحاديث، خلافاً للطبعة الأولى، تسهيلاً للقارئ لا سيما الذي لا يُحسِن العربية.
1وقد قمت بهذا، رغم أن تأليف ونشر هذا الكتاب وكتاب «كليد فهم قرآن= مفتاح فهم القرآن» ومحاضرات مساء الخميس، قد كلفني الكثير من المتاعب إذْ قام عددٌ من الأراذل والجهلة الذين لم يشمُّوا رائحة التوحيد بشنّ حملات مسعورةٍ ضدّي ولم يتوانوا عن كل ما أمرتْهم به أنفسهم الأمّارة بالسوء من الافتراء والبهتان بحقِّي.
نعم؛ إن الكلام بما يخالف عقائد جماهير الناس وآراء العوام وأوهامهم أمرٌ صعب جداً وخطير للغاية، وقد ابتليت بذلك منذ خمسة عشر عاماً، ولا أدَّعي بأنني بِدعاً من الناس في هذا الأمر، ففي كل عصر وزمان عندما يظهر شخصٌ قد أكرمه الله بشيء من التميُّز على أقرانه، ويفهم أكثر من غيره، فإذا بيّن للناس ذلك، واجهه أهل البدعة والضلال بالنفور والكراهية؛ فلا ينبغي أن يتوقع من جميع الناس أن يدركوا كلامه ويفهموه، ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 75]. لأن الجّهال في الغالب هم الأكثرية، ولو كانوا يفهمون لما صاروا إلى هذا الشقاء الذي هم فيه ولما بقوا في مستنقع الجهل كلّ هذا الوقت.
2في اعتقادي إن هذه الفضائح والتهم التي يرميني بها الجهلة وأدعياء الباطل بسبب الإصلاحات التي أقوم بها قليلة لا تساوي شيئاً، لأنني في هذا الكتاب وسائر كتاباتي ومحاضراتي، أعرِّف فيها بإسلام السلف الصحيح، فتكون نتيجته اجتثاث الخرافات من جذورها وهدم المعابد الوثنية فوق رؤوس أصحابها؛ فالذين أَنِسُوا بتلك المقالات وتدبروا القرآن وأدركوا توحيد الإسلام لن يلقوا بالاً بأدعياء الباطل وأنصار الخرافات، ولن يعودوا إلى الأوهام والأباطيل من جديد، فلا عجب أن ترتفع أصوات المرتزقة من تلك الأوهام عندما يرون أن منافعهم مهدَّدةٌ بالخطر، لذا تجدهم يستخدمون كل سلاح ممكن لمحاربة هذه الدعوة التوحيدية. ولنعلم أن حرب هؤلاء ضدنا ليست حرباً دينية بل هي حرب مادية اقتصادية. فيا ليتهم كانوا يعتقدون فعلاً بما يقولون لأن الدفاع عن العقيدة أمرٌ محمود، ولو كانوا متدينين حقيقةً ويعملون لخدمة الدين، فلماذا يهاجمونني باستمرار مع أنني لا أقوم إلا بدعوة الناس إلى الله الواحد رب العالمين وإلى ختم نبوة سيد المرسلين وإلى اليوم الآخر وإلى العلم والتقوى؟!
وقد شاع في مجتمعنا آلاف المنكرات والبدع، وهناك فئات من الناس يحاربون القرآن والإسلام تحت عناوين مختلفة ويقومون بأعمال تهدم الأخلاق والقيَم وتعاليم الدين، فلماذا لا يتصدى لهم أولئك الذين ينكرون علينا؟! ولماذا لا يقومون بمنع من يذهب إلى المراقص والخمارات ويمارسون أكل الربا والاحتكار وأمثالهم؟! ولماذا لا يعملون لمنع الكتب الضالّة والمقالات الضارّة التي تؤدي إلى زوال الدين من أساسه وإلى القضاء على أعراض المسلمين ونواميسهم؟ ولماذا نجد أن كلَّ همِّهم هو منع الناس من قراءة كتابي هذا وكتاب «مفتاح فهم القرآن» ومن سماع دروسي ومحاضراتي؟!