1- توحيد في القول والعمل
وهو الاعتقاد بأن الله تعالى بسيط الحقيقة، ومنزّه عن التركيب الخارجي الذي هو المادة والصورة، ومنزه عن التركيب العقلي الذي هو الماهية والوجود[46]. والخلاصة، تنزيهه تعالى عن كل صفات الممكن، كما قال تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞ﴾ [الشورى: 11].
وسورة التوحيد [الإخلاص] تثبت غاية التنزيه ومطلق التقديس للذات الربوبية: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢ لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤﴾ [الإخلاص: 1-4]. أيها المنزه من الصاحبة والولد والزوج أنَّى لي أن أشكر نِعَمَك؟[47]
[46] المؤلف رحمه الله جرى على طريقة تنزيه الله بنفي التركيب، ونهاية هذه الطريقة تؤول إلى نفي أي صفة تجعل لله وجوداً خارج الذهن وخارج التصور العقلي، والقائلون بهذا تصوروا أن إثبات صفات حقيقية يؤدي إلى وصف الله بالأعراض وهو يخالف البساطة عندهم، ولهذا عمدوا إلى جميع الصفات وأرجعوها إلى معنى العلم والإدراك وجعلوا صفاته هي عين ذاته، ويكفي لبيان مخالفة هذا القول للصواب ما يلي: أ. اعتبار تعدد الصفات الحقيقية للموصوف تركيباً اصطلاح محدث يخالف الشرع والعرف، لأن الشرع أثبت صفات كثيرة للرب الواحد والنظر إنما هو في المعاني العقلية، والعرف يثبت للموجود صفات متعددة. ب. أن المركب لا يعقل إلا فيما ركبه مُرَكِّبٌ وهذا ممتنع في حق الموجود بنفسه (الله) الغني عن كل ما سواه بل هو الفاعل لكل ما سواه، فإذا قُدّر أنه متصف بصفات متعددة، لم يكن أحد ركبه ولا ركبها فيه. ج. هذا التركيب أمر اعتباري ذهني، ليس له وجود في الخارج، كما أن ذات النوع من حيث هي عامة، ليس لها ثبوت في الخارج. [47] ای منزه از زن و فرزند و جفت کَی توانم شکر نعمتهات گفت