(7) في معنى السببية وحقيقتها وخطأ الناس في الأسباب وعدم توجه المشركين إلى مسبب الأسباب
لقد خلق الله تبارك وتعالى مخلوقات العالم في غاية الحكمة والإتقان، وبمقتضى حكمته، جعل لكل موجود سبباً لا يمكن لهذا الموجود أن يوجد دون وجود سببه. والمسلم المتبع للقرآن لا ينكر الأسباب أبداً لأن القرآن صرَّح بوجود الأسباب، فقال تعالى: ﴿وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖ﴾ [البقرة: 164].
فلكل شيء سبب، ولن يستقيم نظام العالم دون الأسباب: «أَبَى اللَّهُ أَنْ يُجْرِيَ الأُمُورَ إِلَّا بِأَسْبَابِها»[184]. فعمود الخليقة قائم على هذه السنة: ﴿وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِيلًا ٤٣﴾ [فاطر: 43].
[184] «الكافي»، للكُلَيْنِيّ (1/ 183)، ولفظه: «عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) أَنَّهُ قَالَ: أَبَى اللَّهُ أَنْ يُجْرِيَ الأشْيَاءَ إِلا بِأَسْبَابٍ فَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَباً...».