خامساً: الاستقلال في المنهج
حيث لا يمكن للمطلع على هذا الكتاب أن يصنف المؤلف من الشيعة الإمامية، كما أنه لا يمكن لأحد أن يزعم على أنه من أهل السنة والجماعة، والحقيقة أن المؤلف لا يفصله عن منهج أهل السنة إلا الاسم فقط، وبيان ذلك أن العلامة شريعت سنگلجي انتهى إلى ترك القول بالإمامة مع الاحترام والولاء لأهل البيت والصحابة رضي الله عنهم ويقدّر للجميع جهدهم وجهادهم في نشر التوحيد، وهذا هو مذهب أهل السنة، خلافاً للتيار الغالب على الشيعة الإمامية والذي يتبنى نظرية العداء بين الآل والأصحاب وغيرها من البدع والمحدثات.
وهكذا أصبح الشيخ «شريعت سنگلجي» من أعلام حركة التنوير والتجديد والإصلاح الديني في إيران التي يطلق عليها المؤرخون بالفارسية لقب «نوگرايي دينى» والتي كان أهم ما يميزها المناداة بالعودة إلى القرآن ونبذ الغلو الخرافات الكثيرة التي علقت بالدين عبر الأزمنة وتراكمت عليه كالغبار الكثيف فذهبت بجماله ونضارته ونقائه ونفَّرت المثقفين منه. وككل مصلح مجدِّد وُوجهت دعوة الشيخ «سنگلجي» بالرفض من جانب المؤسسة الدينية التقليدية الرسمية، ومورست عليه ضغوط كثيرة، حتى أنه يذكر في أحد كتبه أنه قد جرت محاولتان لاغتياله، بيد أنهما باءتا بالفشل[11].
[11]«كليد فهم قرآن»، شريعت سنگلجي، ص 5-7.