لحظة في غاية الأهمية في حياة المؤلف
يقول رحمه الله: (أنا شخصياً كان لي خاتم [فصه] من حجر الحديد الصيني، قرأت في بعض الكتب أن له خواصاً، منها أنه يحفظ مَن يضعه في يده في الصحاري والبحار من الآفات. لذا لما عزمت السفر إلى حج بيت الله الحرام أخذت معي ذلك الخاتم، ولما كنت في طريقي من المدينة المنوّرة إلى مكّة المكرّمة؛ بدأت بقراءة كتاب في الحديث وأنا في الحافلة، وإذ بي أُفاجأ برؤية هذه الأخبار التي نقلتُها [في هذا الفصل]، فلما دققت النظر فيها؛ قلت: يا ويح نفسي! كم أنا جاهل بتوحيد الإسلام! أنا مُحْرِم وحاج إلى بيت الله وفي يدي صنم! لماذا لا أعتبر اللهَ رب العالمين حافظي فقط؟ كيف أعتبر حجراً يحفظني مع أنني أنا الذي أحفظه؟! لقد أحدث هذا الأمر انقلاباً في نفسي يستحيل عليَّ شرحه. فشرعت بالاستغفار ونزعت الخاتم من يدي، ورميته في الصحراء، وأرجعته إلى عالمه، عالم أحجار البادية وحصاها)[14].
[14] ص 75 من هذا الكتاب.