(1) تفسـير التوحيـد وإفراد الله بالعبادة وأن «توحيد العبادة» قطب رحى القرآن
إن القرآن الكريم يدعو الذين ضلّوا عن الطريق وتعطشوا في مستنقعات الشرك والوثنية إلى كوثر التوحيد، وإلى منزلة التفريد[39]، وينقذ الذين سقطوا في حُفَر الوثنية والثَّنَوِيَّة[40] بحبل التوحيد القويم.
تمسك بحبل القرآن بيديك لتتخلص من بئر هذا العالم الأجاج
يا يوسف! ما أُنزل هذا الدلو في البئر إلا لانقاذك[41]
يعتمد الفهم الدقيق لـ«توحيد العبادة»، الذي هو قطب رحى القرآن، على التمهيد بعدة أصولٍ وقواعد:
[39] يستعمل التفريد عند الصوفية بمعانٍ عديدة، منها: ا- أن يكون وصفا للعبد، وهو حال يصل إليه السالك بعد وصوله إلى التجريد، ويعرِّف الكلاباذى التفريد بهذا المعنى بأنه هو "أن يتفرد عن الأشكال، وينفرد فى الأحوال، ويتوحد فى الأفعال، وهو أن تكون أفعاله لله وحده، فلا يكون فيها رؤية نفس، ولا مراعاة خلق ولا مطالعة عوض...". 2- أن يكون التفريد مختصاً بالرب- جل جلاله- وهو معنى من معانى توحده بإفراده عن المحدثات، إذ لا مجانسة بينه وبينها. فهو واحد أحد، فرد صمد، متفرد فى ذاته وصفاته وأفعاله. (انظر: المعجم الصوفى، د/ سعاد الحكيم- طبع دندرة للطباعة والنشر- لبنان، ط 1، سنة 1981م). [المُصحح] [40]الثَّنَوِيَّة: المانوية، وَهُوَ مَذْهَب يَقُول بإلهين اثْنَيْنِ إِلَه للخير وإله للشر ويرمز لَهما بِالنورِ والظلام. المعجم الوسيط، ص122(ط. دار الدعوة). [المُصحح] [41] از چاه شور این جهان بر حبل قرآن زن دو دست ای یوسف، آخر بَهْرِ توست این دَلو در چاه آمده