دراسة علمية لأحاديث المهدي

فهرس الكتاب

16في أمر (المهدي) الفاطمي وما يذهب إليه الناس في شأنه وكشف الغطاء عن ذلك

16في أمر (المهدي) الفاطمي وما يذهب إليه الناس في شأنه وكشف الغطاء عن ذلك

اعلم أن في المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مَمَرّ الأعصار[74] أنه لابُدَّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يُؤَيِّد الدين ويُظهِرُ العدلَ ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلامية ويُسمَّى بالمهدي، ويكون خروج الدجَّال وما بعده من أشراط[75] الساعة الثابتة في الصحيح على أثره. وأن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال أو ينزل معه فيُساعده على قتله ويأتمَّ بالمهدي في صلاته. ويحتجُّون في هذا الشأن بأحاديث خرَّجها الأئمَّة وتكلَّم فيها الُمنكرون لذلك وربما عارضوها ببعض الأخبار........ ونحن الآن نذكر هنا الأحاديث الواردة في هذا الشأن وما للمُنكرين فيها من المطاعن وما لهم في إنكارهم من المُستند..... ليتبيَّن لك الصحيح من ذلك إن شاء الله تعالى.

فنقول إن جماعةً من الأئمَّة خرَّجوا أحاديث المهدي منهم الترمذي وأبو داود والبزَّار وابن ماجه والحاكم [النيسابوري] والطبراني وأبو يعلى الموصلي وأسندوها إلى جماعة من الصحابة مثل علي ÷ وابن عباس وابن عمر وطلحة وابن مسعود وأبي هريرة وأنس وأبي سعيد الخدري وأم حبيبة وأم سلمة وثوبان وقُرة بن إياس وعلي الهلالي وعبد الله بن الحارث بن جَزء، بأسانيد ربما يُعَرِّضُ لها المُنكرون، كما نذكره، إلا أن المعروف عند أهل الحديث أن الجرح مقدم على التعديل فإذا وجدنا طعناً في بعض رجال الأسانيد بغفلة أو بسوء حفظ أو ضعف أو سوء رأي تطرَّق ذلك إلى صحة الأحاديث وأوهن منها...... فقد تجد مجالاً للكلام في أسانيدها بما نُقل عن أئمة الحديث في ذلك.

ولقد توغَّل أبو بكر بن أبي خيثمة[76] على ما نقل السهيلي عنه في جمعه للأحاديث الواردة في المهدي فقال: ومن أغربها إسناداً ما ذكره أبو بكر الإسكافُ في «فوائد الأخبار» مستنداً إلى مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله ص: "من كذَّب بالمهدي فقد كفر ومن كذَّب بالدجَّال فقد كذب!". وقال في طلوع الشمس من مغربها مثل ذلك فيما أحسب، وحسبك هذا غُلُوَّاً. والله أعلم بصحة طريقه إلى مالك بن أنس، على أن أبا بكر الإسكاف عندهم مُتَّهم وضَّاع!

1) [77]وأما الترمذي فخرَّج هو وأبو داود بسندهما إلى ابن عباس من طريق عاصم بن أبي النجود أحد القراء السبعة إلى «زِرِّ بن حُبَيْش» عن عبد الله بن مسعود عن النبي ص: "لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنِّى أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي"[78]. هذا لفظ أبي داود وسكت عليه، وقال في رسالته المشهورة إن ما سكت عليه في كتابه فهو صالح، ولفظ الترمذي: "لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي"، وفي لفظ آخر "حَتَّى يَلِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي" وكلاهما حديث حسن صحيح. ورواه أيضاً من طريق موقوفاً[79] على أبي هريرة!......... وقال العجلي: كان يَخْتَلِفُ عليه [أي على عاصم بن أبي النجود] في زِرٍّ وأبي وائل؛ يُشير بذلك إلى ضعف روايته عنهما. وقال محمد بن سعد: كان [أي عاصم] ثقةً إلا أنه كثير الخطأ في حديثه، وقال يعقوب بن سفيان: في حديثه اضطراب....

2) وخرَّج أبو داود في الباب عن عَلِيٍّ س من رواية فِطْرٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِى بَزَّةَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله تعالى عنه - عَنِ النَّبِيِّ ص قال: "لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ يَوْمٌ لَبَعَثَ اللهُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلأُهَا عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا". وفِطْرُ بن خليفة وإن وثَّقَهُ أحمدُ ويحيى بن القطان وابن معين والنسائي وغيرهم، إلا أن العجلي قال: حسن الحديث وفيه تشيع قليل، وقال ابن معين مَرَّةً: ثقةٌ شيعيٌّ. وقال أحمد بن عبد الله بن يونس: كنا نمر على فِطر وهو مطروح لا نكتب عنه[80]. وقال مَرَّةً: كنت أمرُّ به وأدعه مثل الكلب. وقال الدارقطني: لا يُحْتَجُّ به. وقال أبو بكر بن عياش: ما تركت الرواية عنه إلا لسوء مذهبه. وقال الجرجانِيُّ: زائغٌ غير ثقة. انتهى.

3) وخرَّج أبو داود أيضاً بسنده إلى عَلِيٍّ س عَنْ مروان بْنِ الـْمُغِيرَةِ عن عَمْرو [81] بْنِ أَبِي قَيْسٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبي إِسْحَاقَ النَّسَفِيّ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - وَنَظَرَ إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ فَقَالَ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ كَمَا سَمَّاهُ النَّبِيُّ ص وَسَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ رَجُلٌ يُسَمَّى بِاسْمِ نَبِيِّكُمْ يُشْبِهُهُ فِي الْخُلُقِ وَلاَ يُشْبِهُهُ فِي الْخَلْقِ يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلاً". وَقَالَ هَارُونُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبي قَيْسٍ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ عَنْ أَبي الْحَسَنِ عَنْ هِلاَلِ بْنِ عَمْرو[82] قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا - رضي الله عنه - يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ ص: "يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ النَّهْرِ يُقَالُ لَهُ الْحَارِثُ بْنُ حَرَّاثٍ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مَنْصُورٌ يُوَطِّئُ أَوْ يُمَكِّنُ لآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا مَكَّنَتْ قُرَيْشٌ لِرَسُولِ اللهِ ص وَجَبَ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ نَصْرُهُ ". أَوْ قَالَ "إِجَابَتُهُ".

سكت أبو داود عليه. وقال في موضع آخر في هارون: هو من وُلْدِ الشيعةِ. وقال السليماني: فيه نظرٌ. وقال أبو داود في «عَمْرو[83] بن أبي قيس»: لا بأس في حديثه خطأ. وقال الذهبي: صدوق له أوهام. وأما أبو إسحاق الشيعي وإن خُرِّجَ عنه في الصحيحين فقد ثبت أنه اختلط آخر عمره وروايته عن علي، منقطعة، وكذلك رواية أبي داود عن هارون بن المغيرة.

وأما السند الثاني فأبو الحسن فيه وهلال بن عَمْرو[84] مجهولان ولم يُعرف أبو الحسن إلا من رواية مُطَرَّف بن طريف عنه! (انتهى).

4) وخرَّج أبو داود أيضاً عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وكذا ابن ماجه والحاكم في المُستدرك من طريق عَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ عن سعيد بن المُسيِّب عن أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ص يَقُولُ: «الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ». ولفظ الحاكم: "سمعت رسول الله ص يذكر المهدي فقال: «نعم هو حق وهو من بني فاطمة»". ولم يتكلم عليه بالصحيح ولا غيره. وقد ضعَّفه أبو جعفر العقيلي وقال: لا يُتَابَعُ عَلِيُّ بْنُ نُفَيْلٍ عليه ولا يُعْرَفُ إلا به.

5) وخرَّج أبو داود أيضاً عن أُمِّ سَلَمَةَ من رواية صالح أبي الخليل[85] عن صاحب له عن أُمِّ سَلَمَةَ قال: "يَكُونُ اخْتِلاَفٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنَ الشَّامِ فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ[86] وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ (!) بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ[87] ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ فَيَقْسِمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ فِي النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ -صلى الله عليه وسلم- وَيُلْقِي الإِسْلاَمُ بِجِرَانِهِ إِلَى الأَرْضِ فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ»[88]. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ هِشَامٍ «تِسْعَ سِنِينَ» وَقَالَ بَعْضُهُمْ «سَبْعَ سِنِينَ».

ثم رواه أبو داود من رواية أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة فتبين بذلك المبهم في الإسناد الأول ورجاله رجال الصحيحين لا مطعن فيهم ولا مغمز، وقد يُقال إنه من رواية قتادة عن أبي الخليل وقتادة مُدَلِّسٌ[89] وقد عنعنه والمدلِّس لا يُقبَل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع، مع أن الحديث ليس فيه تصريح بذكر المهدي، نعم ذكره أبو داود في أبوابه.

6) وخرَّج أبو داود أيضاً وتابعه الحاكم [النيسابوري] عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ص: "الْمَهْدِيُّ مِنِّي، أَجْلَى الْجَبْهَةِ[90] أَقْنَى الأَنْفِ[91] يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ" هذا لفظ أبي داود[92] وسكت عليه. ولفظ الحاكم: "المَهْدِيُّ مِنَّا أهْلَ البَيْتِ أَشَقُّ الأنْفِ أقنَى أجْلَى، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرَاً وَظُلْمَاً، يَعِيشُ هَكَذَا وَيَبْسُطُ يَسَارَهُ وإصبعينِ مِنْ يمينه السبابة والإبهام وعقد ثلاثةً" قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه و«عمران القطَّان» مختلف في الاحتجاج به، إنَّما أخرج له البخاري استشهاداً لا أصلاً، وكان يحيى القطان لا يحدِّث عنه. وقال يحيى بن معين: ليس بالقوي وقال مَرَّةً: ليس بشيء...... وقال يزيد بن زريع: كان حرورياً[93] كان يرى السّيف على أهل القبلة! وقال النَّسائيّ ضعيف. وقال أبو عُبَيْد الآجريّ....... وسمعت أبا داود ذكره مرَّةً فقال: ضعيف، أفتى في إبراهيم بن عبد الله بن حسن بفتوى شديدة فيها سفك الدِّماء.

7) وخرَّج التّرمذيّ وابن ماجه والحاكم عن أبي سعيد الخدريّ من طريق زيد العميّ عن أبي صديق النَّاجيّ عن أبي سعيد الخدريّ قال: خشينا أن يكون بعض شيء حدث فسألنا نبيَّ الله ص فقال: «إِنَّ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيَّ يَخْرُجُ يَعِيشُ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا». زَيْدٌ الشَّاكُّ قَالَ: قُلْنَا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: «سِنِينَ». قَالَ: «فَيَجِيءُ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَيَقُولُ يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي أَعْطِنِي». قَالَ: « فَيَحْثِي لَهُ فِي ثَوْبِهِ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَحْمِلَهُ!»[94] لفظ التّرمذيّ وقال: هذا حديث حسن وقد رُويَ من غير وجه عن أبي سعيد عن النّبيّ ص.

ولفظ ابن ماجه والحاكم: «يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ إِنْ قَصَّرَ فَسَبْعٌ وَإِلَّا فَتِسْعٌ، تَنْعَمُ أُمَّتِي فِيهِ نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُوا مِثْلَهَا قَطُّ، تُؤْتِي الْأَرْضُ أُكُلَهَا لَا تَدَّخِرُ عَنْهُمْ شَيْئًا، وَالْمَالُ يَوْمَئِذٍ كُدُوسٌ يَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي، فَيَقُولُ: خُذْ»! [95] (انتهى).

اعتبر أبو حاتم «زَيْداً الْعَمِّيَّ»، ضعيفَ الحديث وقال: ضعيف يُكتب حديثه ولا يُحتجُّ به. وقال يحيى بن معين في رواية أخرى: لا شيء. وقال مرّة يُكتب حديثه وهو ضعيف...... وقال أبو زرعة ليس بقويّ واهي الحديث ضعيفاً...... وقال النّسائيّ: ضعيف. وقال ابن عدي: عامّة ما يرويه ومن يُروى عنهم ضعفاء، على أنّ شعبة قد روى عنه ولعلّ شعبة لم يروِ عن أضعف منه.

وقد يُقال: إنّ حديث التّرمذيّ وقع تفسيراً لما رواه مسلم في صحيحه من حديث جابر قال: قال رسول الله ص: «يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا لاَ يَعُدُّهُ عَدَدًا» ومن حديث أبي سعيد قال: «مِنْ خُلَفَائِكُمْ خَلِيفَةٌ يَحْثُو الْمَالَ حَثْيًا» ومن طريق أخرى عنهما قال: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ الْمَالَ وَلاَ يَعُدُّهُ» (انتهى). وأحاديث مسلم لم يقع فيها ذكر المهديّ ولا دليل يقوم على أنّه المراد منها.

8) ورواه الحاكم أيضاً من طريق عوف الأعرابيّ عن أبي الصّدّيق النّاجي عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول الله ص: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُمْلَأَ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا وَعُدْوَانًا، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي مَنْ يَمْلَأُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا» وقال فيه الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ. ورواه الحاكم أيضاً عن طريق سليمان بن عبيد عن أبي الصّدّيق النّاجي عن أبي سعيد الخدريّ عن رسول الله ص قال: «يَخْرُجُ فِي آخِرِ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ يَسْقِيهِ اللهُ الْغَيْثَ، وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا، وَيُعْطِي الْمَالَ صِحَاحًا، وَتَكْثُرُ الْمَاشِيَةُ وَتَعْظُمُ الْأُمَّةُ، يَعِيشُ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِياً» يعني حِججاً. وقال فيه: حديث صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه. مع أنّ سليمان بن عُبَيْد لم يُخرِّج له أحد من السّتّة.

ورواه الحاكم أيضاً من طريق أسد بن موسى عن حماد بن سلمة عن مطر الورّاق وأبي هارون العبديّ عن أبي الصّدّيق النّاجي عن أبي سعيد أنّ رسول الله ص قال: «تُمْلَأُ الْأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي فيملك سبعاً أو تسعاً فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا» وقال الحاكم فيه: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ[96]، لأنّه [أي: مسلم] أخرج عن حماد بن سلمة وعن شيخه مطر الورَّاق. وأمّا شيخه الآخر وهو أبو هارون العبديّ فلم يُخرِّج له [مسلم في صحيحه] وهو ضعيف جدّاً متّهم بالكذب ولا حاجة إلى بسط أقوال الأئمّة في تضعيفه. وأمّا الرّاوي له عن حماد بن سلمة فهو «أسد بن موسى» يُلقَّب أسد السّنّة...... واحتجّ به أبو داود والنّسائيّ إلّا أنّه قال مرّة أخرى: ثقة لو لم يُصنّف كان خيراً له. وقال فيه محمّد بن حزم: مُنكر الحديث.

9) ورواه الطَّبرانيّ في معجمه الأوسط من رواية أبي الواصل عبد الحميد بن واصل عن أبي الصّدّيق النّاجي عن الحسن بن يزيد السعديّ أحد بني بهدلة عن أبي سعيد الخدريّ قال سمعت رسول الله ص يقول: «يخرج رجل من أُمَّتي يقول بسُنَّتي يُنزل الله عزّ وجلّ له القطر من السّماء وتُخرج الأرض بركتها وتُمْلأ الأرض منه قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ جوراً وظلماً، يعمل على هذه الأمّة سبع سنين وينزل على بيت المقدس».

وقال الطّبرانيّ فيه: "رواه جماعة عن أبي الصّدّيق ولم يدخل أحد منهم بينه وبين أبي سعيد أحداً إلّا أبا الواصل فإنّه رواه عن الحسن بن يزيد عن أبي سعيد" (انتهى). وهذا الحسن بن يزيد ذكره ابن أبي حاتم ولم يعرّفه بأكثر ممّا في هذا الإسناد من روايته عن أبي سعيد ورواية أبي الصّدّيق عنه وقال الذّهبيّ في الميزان: إنّه مجهول....... وأمّا أبو الواصل الّذي رواه عن أبي الصّدّيق فلم يُخرِّج له أحد من السِّتّة...... .

10) وخرَّج ابن ماجه[97] في كتاب السُّنن عن عبد الله بن مسعود من طريق يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ص، إِذْ أَقْبَلَ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ , فَلَمَّا رَآهُمُ النَّبِيُّ ص ذرفت عَيْنَاهُ, وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ, قَالَ: فَقُلْتُ: مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ؟ فَقَالَ: «إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللهُ لَنَا الآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا, وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلاَءً, وَتَشْرِيدًا، وَتَطْرِيدًا, حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ, مَعَهُمْ رَايَاتٌ سُودٌ, فَيَسْأَلُونَ الْخَيْرَ, فَلاَ يُعْطَوْنَهُ, فَيُقَاتِلُونَ, فَيُنْصَرُونَ, فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا, فَلاَ يَقْبَلُونَهُ, حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي, فَيَمْلَؤُهَا قِسْطًا كَمَا مَلَؤُوهَا جَوْرًا, فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ, فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ». (انتهى).

17وهذا الحديث يُعرف عند المحدّثين بحديث الرّايات. ويزيد بن أبي زياد راويه قال فيه شعبة: كان رفَّاعاً يعني يرفع الأحاديث الّتي لا تعرف مرفوعة[98]. وقال محمّد بن الفضيل: من كبار أئمّة الشّيعة. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن بالحافظ، وقال مرَّة: حديثه ليس بذلك. وقال يحيى بن معين: ضعيف....... وقال أبو زرعة: ليِّن يُكتب حديثه ولا يُحتجُّ به. وقال أبو حاتم: ليس بالقويّ. وقال الجرجانيّ: سمعتهم يُضعِّفون حديثه........

وبالجملة فالأكثرون على ضعفه. وقد صرّح الأئمة بتضعيف هذا الحديث الّذي رواه عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله وهو حديث الرّايات. وقال وكيع بن الجرَّاح فيه: ليس بشيء. وكذلك قال أحمد بن حنبل...... وأورد العقيليّ هذا الحديث في الضّعفاء. وقال الذّهبيّ: ليس بصحيح.

11) وخرَّج ابن ماجه عن عليٍّ رضي الله عنه من رواية ياسين العجليّ عن إبراهيم بن محمّد بن الحنفيّة عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله ص: «الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، يُصْلِحُ اللهُ بِهِ فِي لَيْلَةٍ»!.

..... قال البخاريّ فيه نظر. وهذه اللّفظة من اصطلاحه قويّة في التّضعيف جدّاً. وأورد له ابن عديّ في الكامل والذّهبيّ في الميزان هذا الحديث على وجه الاستنكار له، وقال: هو معروف به.

12) وخرَّج الطّبرانيّ في معجمه الأوسط عن عليّ رضي الله عنه أنّه قال للنّبيّ ص «أمنّا المهديّ أم من غيرنا يا رسول الله؟» فقال: «بل منّا بنا يختم الله كما بنا فتح وبنا يستنقذون من الشّرك وبنا يؤلّف الله قلوبهم بعد عداوة بيّنة كما بنا ألّف بين قلوبهم بعد عداوة الشّرك». قال عليّ: «أمؤمنون أم كافرون؟» قال: «مفتون وكافر». (انتهى).

وفيه «عبد الله بن لهيعة»[99] وهو ضعيف معروف الحال. وفيه عمر بن جابر الحضرميّ وهو أضعف منه. قال أحمد بن حنبل: رُوي عن جابر مناكير وبلغني أنّه كان يكذب. وقال النّسائيّ: ليس بثقة. وقال: كان ابن لهيعة شيخاً أحمقاً ضعيف العقل وكان يقول: «عليّ في السّحاب»، وكان يجلس معنا فيُبصر سحابة فيقول: «هذا عليّ قد مرّ في السّحاب»!

13) وخرَّج الطّبرانيّ عن عليّ رضي الله تعالى عنه أنّ رسول الله ص قال: «يكون في آخر الزّمان فتنة يحصل النّاس فيها كما يحصل الذّهب في المعدن فلا تسبّوا أهل الشّام ولكن سبّوا أشرارهم فإنّ فيهم الأبدال يُوشك أن يُرسَل على أهل الشّام صيّب من السّماء فيفرّق جماعتهم حتّى لو قاتلتهم الثّعالب غلبتهم فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات المكثر يقول بهم خمسة عشر ألفا والمقلّ يقول بهم اثنا عشر ألفا وأمارتهم «أمت أمت!»[100] يلقون سبع رايات تحت كلّ راية منها رجل يطلب الملك فيقتلهم الله جميعا ويردّ الله إلى المسلمين ألفتهم ونعمتهم وقاصيتهم ورأيهم[101] (انتهى).

وفيه عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف معروف الحال......

14) وخرَّج الحاكم في المستدرك عن عليّ رضي الله عنه من رواية أبي الطّفيل عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الـْمَهْدِيِّ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: هَيْهَاتَ، ثُمَّ عَقَدَ بِيَدِهِ سَبْعًا، فَقَالَ: "ذَاكَ يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: اللهَ اللهَ قُتِلَ، فَيَجْمَعُ اللهُ تَعَالَى لَهُ قَوْمًا قُزُعًا[102] كَقَزَعِ السَّحَابِ، يُؤَلِّفُ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَا يَسْتَوْحِشُونَ إِلَى أَحَدٍ، وَلَا يَفْرَحُونَ بِأَحَدٍ، يَدْخُلُ فِيهِمْ عَلَى عِدَّةُ أَصْحَابِ بَدْرٍ، لَمْ يَسْبِقْهُمُ الْأَوَّلُونَ وَلَا يُدْرِكُهُمُ الْآخِرُونَ، وَعَلَى عَدَدِ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُوا مَعَهُ النَّهَرَ، قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ: قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: أَتُرِيدُهُ؟ قُلْتُ: «نَعَمْ»، قَالَ: إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ هَذَيْنِ الأخشبين[103]، قُلْتُ: «لَا جَرَمَ وَاللهِ ولا أدعها حَتَّى أَمُوتَ»، فَمَاتَ بِهَا يَعْنِي مَكَّةَ. قال الحاكم: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ». وإنّما هو على شرط مسلم فقط فإنّ فيه عمّاراً الذّهبيّ[104] ويونس بن أبي إسحاق، ولم يُخرِّج لهما البخاريّ. وفيه عمرو بن محمّد العبقريّ ولم يُخرِّج له البخاريّ احتجاجاً بل استشهاداً مع ما ينضمّ إلى ذلك من تشيّع عمّار الذّهبيّ........

15) وخرّج ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه في رواية سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الْيَمَامِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ص يَقُولُ: «نَحْنُ وَلَدَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَا وَحَمْزَةُ وَعَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَالْمَهْدِيُّ». (انتهى).

وعكرمة بن عمّار وإن أخرج له مسلم فإنّما أخرج له متابعة. وقد ضعَّفه بعض ووثَّقه آخرون وقال أبو حاتم الرّازيّ: هو مُدلِّس فلا يُقبل إلا أن يُصرِّح بالسّماع. عليّ بن زياد، قال الذّهبيّ في الميزان: لا ندري من هو؟ ثمّ قال الصّواب فيه: عبد الله بن زياد. وسعد بن عبد الحميد..... تكلّم فيه الثّوريّ، قالوا: لأنّه رآه يُفتي في مسائل ويخطئ فيها. وقال ابن حبّان: كان ممّن فحش عطاؤه فلا يُحتجُّ فيه. وقال أحمد بن حنبل: سعيد[105] بن عبد الحميد يدَّعي أنّه سمع عرض كتب مالك والنّاس يُنكرون عليه ذلك وهو هاهنا ببغداد لم يحجّ[106] فكيف سمعها؟!

16) وخرَّج الحاكم في مستدركه من رواية مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ لَمْ أَسْمَعْ أَنَّكَ مِثْلُ أَهْلِ الْبَيْتِ مَا حَدَّثْتُكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: " فَقَالَ مُجَاهِدٌ: فَإِنَّهُ فِي سِتْرٍ لَا أَذْكُرُهُ لِمَنْ تَكْرَهُ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ أَرْبَعَةٌ: مِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا الْمُنْذِرُ، وَمِنَّا الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ»، قَالَ: فَقَالَ لَهُ مُجَاهِدٌ: فَبَيِّنْ لِي هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةَ، فَقَالَ: " أَمَّا السَّفَّاحُ فَرُبَّمَا قَتَلَ أَنْصَارَهُ وَعَفَا عَنْ عَدُوِّهِ(!!)، وَأَمَّا الْمُنْذِرُ أراه قَالَ: فَإِنَّهُ يُعْطِي الْمَالَ الْكَثِيرَ لَا يَتَعَاظَمُ فِي نَفْسِهِ وَيُمْسِكُ الْقَلِيلَ مِنْ حَقِّهِ، وَأَمَّا الْمَنْصُورُ: فَإِنَّهُ يُعْطَى النَّصْرَ عَلَى عَدُوِّهِ الشَّطْرَ مِمَّا كَانَ يُعْطَى رَسُولُ اللهِ ص يُرْعَبُ مِنْهُ عَدُوُّهُ عَلَى مَسِيرَةِ شَهْرَيْنِ، وَالْمَنْصُورُ يُرْعَبُ عَدُوُّهُ مِنْهُ عَلَى مَسِيرَةِ شَهْرٍ، وَأَمَّا الْمَهْدِيُّ الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا، وَتَأْمَنَ الْبَهَائِمُ السِّبَاعَ[107] وَتُلْقِي الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا"، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا أَفْلَاذُ كَبِدِهَا؟ قَالَ: «أَمْثَالُ الْأُسْطُوَانَةُ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ». (انتهى).

وقال الحاكم [هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرِّجاه] وهو من رواية إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن أبيه وإسماعيل ضعيف وإبراهيم أبوه وإن خرَّج له مسلّم فالأكثرون على تضعيفه.

17) وخرَّج ابن ماجه عَنْ ثَوْبَانَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ص: «يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلاَثَةٌ كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةٍ ثُمَّ لاَ يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلاً لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ». ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لاَ أَحْفَظُهُ فَقَالَ: «فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللهِ الْمَهْدِيُّ». (انتهى).

ورجاله رجال الصّحيحين إلّا أنّ فيه أبا قلابة الجرميّ وذكر الذّهبيّ وغيره أنّه مُدلِّس، وفيه سفيان الثّوريّ وهو مشهور بالتّدليس وكلّ واحد منهما عنعن ولم يُصرِّح بالسّماع، فلا يُقبل. وفيه عبد الرّزاق بن همّام وكان مشهوراً بالتّشيّع وعمي في آخر وقته فخلّط! قال ابن عديّ: «حدّث بأحاديث في الفضائل لم يُوافقه عليها أحد» ونسبوه إلى التّشيّع. (انتهى).

18) وخرَّج ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ حديثاً من طريق ابْنِ لَهِيعَةَ[108] عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ص: «يَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ فَيُوَطِّئُونَ لِلْمَهْدِيِّ». يَعْنِى سُلْطَانَهُ!

قال الطّبرانيّ: تفرّد به ابن لهيعة وقد تقدّم لنا في حديث عليٍّ ÷ الّذي خرّجه الطّبراني في معجمه الأوسط أنّ ابن لهيعة ضعيف وأنّ شيخه عمر بن جابر أضعف منه!

19) وخرّج البزّار في مسنده والطّبرانيّ في معجمه الأوسط واللّفظ للطّبرانيّ عن أبي هريرة عن النّبيّ ص قال: «يكون في أمّتي المهديّ إن قصّر فسبع وإلّا فثمان وإلّا فتسع(؟!) تنعم فيها أمّتي نعمة لم ينعموا بمثلها ترسل السّماء عليهم مدراراً ولا تدّخر الأرض شيئاً من النّبات والمال كدوس يقوم الرّجل يقول: يا مهديّ أعطني فيقول: خذ».

قال الطّبرانيّ والبزّار تفرّد به محمّد بن مروان العجليّ زاد البزّار: ولا نعلم أنّه تابعه عليه أحد....... وقال أبو زرعة: ليس عندي بذلك، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: رأيت محمّد بن مروان العجليّ حدّث بأحاديث وأنا شاهد لم نكتبها تركتها على عمد وكتب بعض أصحابنا عنه كأنّه ضعّفه.

20) وخرّجه أبو يعلى الموصليّ في مسنده عن أبي هريرة وقال: «حدّثني خليلي أبو القاسم ص قال: «لا تقوم السّاعة حتّى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي فيضربهم حتّى يرجعوا إلى الحقّ قال قلت: وكم يملك؟ قال: خمساً واثنتين قال قلت: وما خمساً واثنتين قال لا أدري».

وهذا السّند غير مُحتجٍّ به وإن كان فيه بشير بن نهيك، وقال فيه أبو حاتم لا يُحتجُّ به فقد احتجَّ به الشَّيخان ووثقه النّاس ولم يلتفتوا إلى قول أبي حاتم لا يُحتجُّ به إلّا أنّه قال فيه رجاء[109] ابن أبي رجاء اليشكريّ وهو مختلف فيه قال أبو زرعة ثقة وقال يحيى بن معين: ضعيف. وقال أبو داود: ضعيف...

21) وخرَّج أبو بكر البزّار في مسنده والطّبرانيّ في معجمه الكبير والأوسط عن قرّة بن إياس قال قال رسول الله ص: «لَتُمْلأَنَّ الأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا، فَإِذَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا بَعَثَ اللهُ رَجُلًا مِنِّي اسْمُهُ اسْمِي واسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي[110]، يَمْلَؤُهَا عَدْلًا وَقِسْطًا، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، فَلا تَمْنَعُ السَّمَاءَ شَيْئًا مِنْ قَطْرِهَا وَلاَ الأَرْضَ شَيْئًا مِنْ نَبَاتِهَا، يَلْبَثُ فِيكُمْ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا أَوْ تِسْعًا يَعْنِي سِنِينَ» (انتهى). وفيه داود بن الـْمُحَبَّرُ بْنُ قَحْذَمٍ[111] عن أبيه وهما ضعيفان جدّاً.

22) وخرَّج الطبراني في معجمه الأوسط حديثاً برواية أُمِّ حبيبة كما يلي: «قالت أُمُّ حبيبة سمعت رسول الله ص يقول: يخرج ناس من قبل المشرق يريدون رجلاً عند البيت حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم فيلحق بهم من تخلف عنهم فيُصيبهم ما أصابهم، قلت: يا رسول الله! فكيف بمن كان أخرج مُستكرهاً؟ قال: يصيبه ما أصاب الناس ثم يبعث الله كل امرئ على نيته» (انتهى).

في سنده «سَلَمَة بن الأبرش» وهو ضعيف الحديث. وفيه أيضاً «محمد بن إسحاق» المُدلِّس وقد روى الحديث عنعنة ومثل هذا الحديث لا يُقبل إلا إذا صرَّح راويه بالسماع[112].

23) وخرّج الطّبرانيّ في معجمه الأوسط عن «ابن عمر» قال: «كان رسول الله ص في نفر من المهاجرين والأنصار وعليّ بن أبي طالب عن يساره والعبّاس عن يمينه إذ تلاحى العباس ورجل من الأنصار فأغلظ الأنصاريّ للعبّاس فأخذ النّبيّ ص بيد العبّاس وبيد عليّ» وقال: «سيخرج من صلب هذا فتى يملأ الأرض جوراً وظلماً وسيخرج من صلب هذا فتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التّميميّ فإنّه يُقبل من قبل المشرق وهو صاحب راية المهديّ». (انتهى).

وفيه عبد الله بن عمر و«عبد الله بن لهيعة» وهما ضعيفان.

24) وخرّج الطّبرانيّ في معجمه الأوسط عن طلحة بن عبد الله عن النّبيّ ص قال: «ستكون فتنة لا يسكن منها جانب إلّا تشاجر جانب حتّى يُنادي مُناد من السّماء إنّ أميركم فلان»!. (انتهى).

وفيه المثنّى بن الصّباح وهو ضعيف جدّاً. وليس في الحديث تصريح بذكر المهديّ وإنّما ذكروه في أبوابه وترجمته استئناساً!

فهذه جملة الأحاديث الّتي خرّجها الأئمّة في شأن المهديّ وخروجه آخر الزّمان. وهي كما رأيت لم يخلص منها من النّقد إلّا القليل والأقلّ منه.

وربّما تمسّك المُنكرون لشأنه بما رواه محمّد بن خالد الجنديّ عن أبان بن صالح بن أبي عيّاش عن الحسن البصريّ عن أنس بن مالك عن النّبيّ ص أنّه قال: «لَا مَهْدِيَّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ»[113] وقال يحيى بن معين في محمّد بن خالد الجندي: إنّه ثقة. وقال البيهقيّ: تفرّد به محمّد بن خالد. وقال الحاكم فيه: إنّه رجل مجهول واختُلف عليه في إسناده فمرّةً يروونه[114] كما تقدّم ويُنسب ذلك لمحمّد بن إدريس الشّافعيّ، ومرّةً يروونه عن محمّد بن خالد عن أبان عن الحسن عن النّبيّ ص مرسلاً[115]! قال البيهقيّ: فرجع إلى رواية محمّد بن خالد وهو مجهول عن أبان بن أبي عيّاش وهو متروك عن الحسن عن النّبيّ ص وهو منقطع وبالجملة فالحديث ضعيف مضطرب.

وقد قيل: «أن لا مهديّ إلّا عيسى» أي لا يتكلّم في المهد إلّا عيسى يُحاولون بهذا التّأويل ردّ الاحتجاج به أو الجمع بينه وبين الأحاديث وهو مدفوع بحديث جريج ومثله من الخوارق.

وأمّا المتصوّفة فلم يكن المتقدّمون منهم يخوضون في شيء من هذا وإنّما كان كلامهم في المجاهدة بالأعمال وما يحصل عنها من نتائج المواجد والأحوال!!

وكان كلام الإماميّة والرافضة من الشّيعة في تفضيل عليّ رضي الله عنه والقول بإمامته وادِّعاء الوصيّة له بذلك من النّبيّ ص، والتّبرّي من الشّيخين[116] كما ذكرناه في مذاهبهم، ثمّ حدث فيهم بعد ذلك القول بالإمام المعصوم وكثرت التّآليف في مذاهبهم. وجاء الإسماعيليّة منهم يدّعون ألوهيّة الإمام بنوع من الحلول وآخرون يدّعون رجعة من مات من الأئمّة بنوع التّناسخ، وآخرون مُنتظرون مجيء من يقطع بموته منهم(!!) وآخرون مُنتظرون عود الأمر في أهل البيت مُستدلِّين على ذلك بما قدّمناه من الأحاديث في المهديّ وغيرها(!!)

ثمّ حدث أيضاً عند المتأخّرين من الصّوفيّة الكلام في الكشف وفيما وراء الحسّ وظهر من كثير منهم القول على الإطلاق بالحلول والوحدة فشاركوا فيها الإماميّة والرّافضة لقولهم بألوهيّة الأئمّة وحلول الإله فيهم، وظهر منهم أيضاً القول بالقطب والأبدال وكأنّه يحاكي مذهب الرّافضة في الإمام والنُّقباء[117]. وأُشربوا أقوال الشّيعة وتوغّلوا في الدّيانة بمذاهبهم، حتّى جعلوا مستند طريقهم في لبس الخرقة أنّ عليّاً رضي الله عنه ألبسها الحسن البصريّ وأخذ عليه العهد بالتزام الطَّريقة....... ولا يُعلَم هذا عن عليّ من وجه صحيح......." [118].

من المفيد أن يعلم القُرَّاءُ المُحترمون أن «ابن خلدون» ذكر عدداً من مُتأخِّري الصوفية الذين تكلَّموا حول «المهدي»، ومن جملتهم «ابن عربي»، وقال عنهم: "وأكثر كلماتهم في شأنه [الفاطمي الموعود] ألغاز وأمثال وربما يُصرِّحون في الأقل أو يُصرِّح مُفسِّرو كلامهم!". (مقدمة ابن خلدون، ج 1، ص 324)[119].

ويقول ابن خلدون أيضاً:

"وقال ابن العربيّ فيما نقل ابن أبي واطيل[120] عنه: وهذا الإمام المنتظر هو من أهل البيت من ولد فاطمة -رضي الله عنها- وظهوره يكون من بعد مضيّ (خ ف ج) من الهجرة! ورسم حروفاً ثلاثة يُريد عددها بحساب الجُمَّل وهو الخاء المعجمة بواحدة من فوق ستّمائة والفاء أخت القاف بثمانين والجيم المعجمة بواحدة من أسفل ثلاثة وذلك ستّمائة وثلاث وثمانون سنة وهي آخر القرن السّابع ولمّا انصرم هذا العصر ولم يظهر، حَمَلَ ذلك بعض المُقلّدين لهم على أنّ المراد بتلك المدّة مولده وعبّر بظهوره عن مولده وأنّ خروجه يكون بعد العشر السبعمائة فإنّه الإمام النّاجم من ناحية المغرب! قال: «وإذا كان مولده كما زعم ابن العربيّ سنة ثلاث وثمانين وستّمائة فيكون عمره عند خروجه ستّاً وعشرين سنة»". (انتهى. ص 634 من الجزء الأول من مقدمة ابن خلدون)[121].

أقول: وبغضِّ النظر عن أن هذا المهدي لا علاقة له بالإمام الحسن العسكري ÷، فإن هذا الموضوع يُذكِّر كاتب هذه السطور بقصة عن شخص ادَّعى النُّبُوَّة وصار له أتباع لكنه عاد إلى نفسه في نهاية المطاف وندم على ما فعل واعترف لأتباعه أنه ليس بنبيّ وأنه كذب عليهم، لكن أتباعه لم يقبلوا ذلك منه وأخذوا يُؤَوِّلون كلامه بحُجج وتوجيهات مختلفة! فمرَّةً كانوا يقولون: إنه نبيّ ولكنه يتواضع ليُعلِّمنا خُلُق التواضع! أو يقولون: إنه نبيّ ويريد بكلامه هذا أن يمتحن قُوَّة إيماننا به! أو يقولون: إن قصده أنني على مرتبة ودرجة أعلى من النُّبُوَّة لا أنه يريد أن يُنكر نُبُوَّة نفسه!! وهكذا..... لم يقبلوا إقراره بعدم نُبُوَّته ووجَّهوا كلامه بأنواع التلفيقات!! واحسرتاه على الأتباع الخرافاتيين الذين إذا تعوَّدوا على عقيدة وأُشربوها في قلوبهم لا يتخلَّون عنها بأيِّ وجهٍ من الوجوه ولا يقبلون أيَّ دليل ضدها ويقولون: ﴿بَلۡ نَتَّبِعُ مَآ أَلۡفَيۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآ! ولكن القرآن الكريم ردَّ عليهم في الآية نفسها قائلاً: ﴿أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ شَيۡ‍ٔٗا وَلَايَهۡتَدُونَ ١٧٠ [البقرة: ١٧٠].

[74] في رأينا لم يكن لهذه الفكرة وجود في عصر الصحابة ولم تنتشر هذه العقيدة بين المسلمين إلا بعد انقضاء عصر الصحابة. [البرقعي] [75] أشراط: أي علامات. (المُتَرْجِمُ) [76] أبو بكر بن أبي خيثمة (185 - 279 ه‍ = 801 - 892 م) من علماء القرن الثالث الهجري. كان مؤرخاً من حفَّاظ الحديث. وكان ثقةً، راويةً للأدب، بصيراً بأيام الناس، أصله من «نسا» - بفتح النون والسين المخففة - ومولده ووفاته ببغداد. أهم تصانيفه «التاريخ الكبير» على طريقة المحدِّثين. و«أخبار الشعراء» و«كتاب الإعراب». (المُتَرْجِمُ) [77] هذا الترقيم من عندنا وليس في كتاب ابن خلدون. [البرقعي] [78] في حين أن اسم أبي مهدِيِّنَا ليس «عبد الله» بل «الحسن» (فلا تتجاهل). [البرقعي] [79] الموقوف: هو الحديث الذي يصل سنده إلى الصحابي فقط و لا يُسْنَد إلى النبي ص [البرقعي]. [80] كناية عن عدم الاعتناء به وعدم الالتفات إلى رواياته. [البرقعي] [81] قوله: «عَمْرو» هكذا في نص كتاب المرحوم البرقعي، وهو مطابق لنص الحديث كما جاء في سنن أبي داود (4292)، لكن الذي جاء في نص مقدمة ابن خلدون هو: عُمَر بْنِ أَبِي قَيْسٍ بدلاً من عَمْرو. والصحيح هو ما جاء في لفظ سنن أبي داود بالطبع وهو «عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ». (المُتَرْجِمُ) [82] قوله «هِلاَلِ بْنِ عَمْرٍو»: هكذا في نص كتاب المرحوم البرقعي، وهو مطابق لنص الحديث كما جاء في سنن أبي داود (هو تكملة الحديث السابق رقم 4292)، لكن المذكور في نص مقدمة ابن خلدون هو: «هِلاَلِ بْنِ عُمَرَ». والصحيح هو ما جاء في لفظ سنن أبي داود بالطبع. (المُتَرْجِمُ) [83] لاحِظ الحاشية قبل السابقة. (المُتَرْجِمُ) [84] لاحِظ الحاشية قبل الأخيرة. (المُتَرْجِمُ) [85] وفي نسخة أخرى: صالح بن الخليل. (المُتَرْجِمُ) [86] الأبدال: جماعة من أولياء الله، يُبقي الحقُّ تعالى العالَم قائماً بوجودهم. من هذا يُعْلَمُ أن شخصاً من أهل التصوُّف هو الذي وضع هذه القصَّة. [البرقعي] [87] الركن = الحجر الأسود. والمقام = مقام إبراهيم بجوار الكعبة. [البرقعي] [88] هكذا في نص كتاب المرحوم البرقعي، وهو مطابق لنص الحديث كما جاء في سنن أبي داود (الحديث رقم 4288) لكن الذي في «مقدمة ابن خلدون» هو اختصار لذلك، ولفظه: (فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ وقال بعضهم تسع سنين). ولم يذكر ابن خلدون جملة: (ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ). (المُتَرْجِمُ) [89] من المتَّفق عليه أن التدليس أخو الكذب، وحديث المدلِّس هو أن يخفي الراوي المدلِّس الحقيقة بشأن الرواة الذين يروي عنهم أو بشأن غير ذلك من المسائل المتعلقة بالحديث، أو يحرِّفها، وحديث المدلِّس مردودٌ بالطبع. [البرقعي] [90] قوله «أَجْلَى الْجَبْهَةِ»: أي منحسر الشعر من مقدم رأسه، يعني نصف رأسه الأمامي بدون شعر، فهو نصف أصلع. (المُتَرْجِمُ) [91] قوله «أَقْنَى الأَنْفِ» قال ابن الأثير في النهاية: القَنا في الأنْف: طُوله ورِقَّة أرْنَبَتِه مع حَدَبٍ في وسطه. إذن أقنى الأنف أي الذي أنفه طويل ودقيق. (المُتَرْجِمُ) [92] سنن أبي داود، الحديث رقم 4285. (المُتَرْجِمُ) [93] الحرورية فرقة من الخوارج. [البرقعي]. أي الخارجين على علىٍّ رضى الله عنه وسُمُّوا بذلك نسبة إلى حروراء، بلدة قرب الكوفة هي الموضع الذى خرج فيه أسلافهم حينما انشقوا وخرجوا عن جيش الإمام. (المُتَرْجِمُ) [94] أي من الدراهم والدنانير. (المُتَرْجِمُ) [95] الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، كتاب الفتن والملاحم، حديث (8675). [96] الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، كتاب الفتن والملاحم، حديث (8674). [97] من الضروري التذكير بأن سُنن ابن ماجه أضعف كتب الصحاح الستة وأقلها وثوقاً واعتباراً، إلى درجة أن علماء الحديث اختلفوا في إدراجه بين الكتب الستة فرجَّح بعضهم جعل «مُوطأ» الإمام مالك بدلاً منه، ورجَّح آخرون «سنن الدارمي» عليه. وقد [امتنع ابن الأثير الجزري] مؤلف كتاب «جامع الأصول في أحاديث الرسول ص» ومؤلف كتاب «التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول» الشيخ منصور علي ناصيف، عن نقل أحاديث سنن ابن ماجه في كتابيهما، واعتبر بعض العلماء مثل جلال الدين السيوطي وآخرين سنن ابن ماجه أقل وثوقاً واعتباراً من بقية الصحاح والسنن حتى أن بعضهم قال: إن كل حديث تفرَّد ابنُ ماجه في روايته ضعيف ومعلول! [98] الحديث المرفوع هو الحديث الذي لم يكتمل سنده أي لم يُذكر في وسط السند أو في آخره اسم راوٍ أو عدة رواة. [البرقعي] [99] وهو راوي الحديثين 18 و23 أيضاً. [100] هذه الكلمة كانت كلمة السر بين أفراد المسلمين في غزوة بدر. [101] في نسخة أخرى: «رايتهم». [102] قزعاً: أي أفواجاً. [103] الأخشبين: الجبلان المطيفان بمكة وهما: أبو قبيس والأحمر، وهو جبل مشرف وجهه على قعيقان. [104] وفي نسخة أخرى «عمّاراً الدّهني». (المُتَرْجِمُ) [105] وفي نسخة أخرى «سعد بن عبد الحميد». (المُتَرْجِمُ) [106] وفي نسخة أخرى «لم يحتجّ». (المُتَرْجِمُ) [107] يعني أن السباع تُصبح آكلةً للنباتات؟!! [108] وهو راوي الحديثين رقم 12 و23 أيضاً. [109] وفي نسخة أخرى: «إلا أن فيه رجاء». (المُتَرْجِمُ) [110] هذا في حين أن اسم والد مهدينا: الحسن وليس عبد الله. (فلا تتجاهل). [البرقعي] وأقول (المُتَرْجِمُ): جاءت العبارة هكذا في المعجم الكبير للطبراني أما في مسند البزَّار فجاءت كالتالي: [اسْمُهُ اسْمِي أَوِ اسْمُهُ اسْمُ أَبِي]. [111] وفي نسخة أخرى: داود بن المحبّي بن المحرم. (المُتَرْجِمُ) [112] هذا الحديث رقم 22 والتعليق عليه موجود في كتاب المرحوم البرقعي، ولكنني لم أجده في مقدمة ابن خلدون. (المُتَرْجِمُ) [113] أخرجه الحاكم في «المستدرك»، ج 4، ص 441. والبيهقي في «معرفة السنن والآثار» والقاضي القضاعي في «مسند الشهاب». (المُتَرْجِمُ) [114] وفي نسخة أخرى: يُرْوَى. [115] الحديث المرسل هو الذي سنده ناقص من آخره أي سقط راوٍ أو أكثر من الرواة في آخر السند. [البرقعي] [116] أي: أبي بكر وعمر. [البرقعي]. [117] «النقيب» هو الرئيس والزعيم والمسؤول عن أمور الجماعة، ونقيب الأشراف والسادات هو من يأخذ على عاتقه متابعة أمورهم والاهتمام بأحوالهم. [118] تابعوا بقية الموضوع في الجزء الأول من كتاب «مقدمة ابن خلدون». [119] وفي «مقدمة ابن خلدون» (الأصل العربي): ج 1، ص 403. [120] هكذا في نصِّ كتاب المرحوم البرقعي ولكن الذي في «مقدمة ابن خلدون» (الأصل العربي): «ابن أبي واصل». (المُتَرْجِمُ) [121] وفي «مقدمة ابن خلدون» (الأصل العربي): ج 1، ص 404- 405.