دراسة علمية لأحاديث المهدي

فهرس الكتاب

2- باب أسمائه وألقابه وكناه وعللها

2- باب أسمائه وألقابه وكناه وعللها

* الرواية 1- مروية عن أكذب الخلق «مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ»[132] وهو يرويه بواسطة واحدة «عمّن ذكره» دون أن يُبيِّن اسم هذا الذي ذكره ولا هويته!! وينسب إلى الإمام الباقر قوله: "لَمَّا قُتِلَ جَدِّيَ الْحُسَيْنُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ضَجَّتِ المَلَائِكَةُ إِلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ بِالْبُكَاءِ والنَّحِيبِ وقَالُوا إِلَهَنَا وسَيِّدَنَا أَتَغْفَلُ‏ عَمَّنْ قَتَلَ صَفْوَتَكَ! ولنا أن نسأل: إن هذا الكلام – ضجيج الملائكة وخطابهم لِـلَّهِ وما قاله الله لهم..الخ -كله من الأمور الغيبية ولا يمكن لأحد أن يعلمها إلا من طريق الوحي، فهل كان يُوحى إلى الإمام الباقر (ع)؟؟ كيف وقد قال الإمام عليٌّ (ع) في نهج البلاغة «خَتَم به [أي بالنبي ص] الوحيَ؟!» (راجعوا «بحار الأنوار»، الحديث الثامن من الباب 6، ج 51، ص 68).

* الرواية 2- عن «الحسن بن علي الكوفي» مجهول الحال عن مجهول آخر وهو عن مجهول ثالث عن «عمرو بن شمر» الضعيف جداً. بالله عليكم لاحظوا هذا السند: مجهولٌ عن مجهولٍ عن ضعيفٍ! ألم يكن لمُدَوِّني تلك الروايات عَمَلٌ أكثر فائدةً من جمع هذه القصص؟! وأما متن الرواية فجاء فيه: "وَتُجْمَعُ إِلَيْهِ أَمْوَالُ الدُّنْيَا كُلُّهَا مَا فِي بَطْنِ الْأَرْضِ وَظَهْرِهَا فَيَقُولُ لِلنَّاسِ تَعَالَوْا إِلَى مَا قَطَعْتُمْ فِيهِ الْأَرْحَامَ وَسَفَكْتُمْ فِيهِ الدِّمَاءَ ورَكِبْتُمْ فِيهِ مَحَارِمَ الله فَيُعْطِي شَيْئاً لَمْ يُعْطِ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ" (أي أن عطاءه ليس له نظام ولا حساب؟!). وينبغي أن نقول: أجل يمكن للرواة أن يخترعوا ما يريدونه، ومن الواضح أن هذه الروايات كُتِبَت لتطميع الناس. (فَتَأَمَّل).

* الرواية 3- منقولةٌ من كتاب «معالم الأخبار»، وتقول: "سُمِّيَ الْقَائِمُ (ع) قَائِماً لِأَنَّهُ يَقُومُ بَعْدَ مَوْتِ‏ ذِكْرِهِ". فيجب أن نسأل ما الفائدة من هذا الكلام؟ وما الذي يُثبته؟ ومن هو قائله أساساً؟؟ وبناءً على هذا الحديث يجب على المهدي أن يقوم الآن لأن إيران أصبحت مملوءة من ذكره!!

* الرواية 4- عن «ابْنِ عُبْدُوسٍ» مجهول الحال وهو عن مجهول آخر عن مجهول ثالث عن مجهول رابع عن الإمام الرضا (ع) أنه لما سُئِلَ: فَمَنِ الْإِمَامُ بَعْدَ الـْحَسَنِ؟ فَبَكَى (ع) بُكَاءً شَدِيداً! [السند والمتن غنيان عن التعليق!]

* الرواية 5- حديث مرفوع وَمِنْ ثَمَّ فهو حديث ضعيف لا اعتبار له، وقد رواه الكُلَيْنِيّ ويقول: إن الإمام سمَّى أباه «مؤمّل»!!

* الرواية 6- راويها «عَبْدُ اللهِ بْنُ الْقَاسِمِ الحَضْـرَمِيِّ» الضعيف. جاء في هذه الرواية أن القائم "يقوم بعد ما يموت"! أي أن ذلك يُطابق عقيدة الفرقة التي ذُكرت في الصفحات 186 و222 و223 من المجلد 51 من البحار، وأشرنا إليها في الرقم 2 في الصفحة 60 من الكتاب الحاضر. ولكن المَجْلِسِيّ ادَّعى -دون دليل - أن المراد أن الناس يظنون أنه مات، أو المراد أن ذكره قد مات! ولا ندري ماذا كان يتوجَّب على القائل أن يقوله حتى لا يخترع المَجْلِسِيّ من عند نفسه تأويلاً آخر لكلامه!

* الرواية 7- منقولة عن كتاب «الإرشاد» للشيخ المفيد، وقد عرفنا قيمته.

* الرواية 8- منقولة عن كتاب «فرات بن إبراهيم» المشهور بالخرافات وراويها مجهول لم يُبيِّن لنا الرواة الذين نقل عنهم، ويروي عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: إن آية ﴿وَمَن قُتِلَ مَظۡلُومٗا فَقَدۡ جَعَلۡنَا لِوَلِيِّهِۦ سُلۡطَٰنٗا فَلَا يُسۡرِف فِّي ٱلۡقَتۡلِۖ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورٗا ٣٣ [الإسراء: ٣٣] نزلت في الإمام الحسين عليه السلام، و«المنصور» أحد أسماء القائم!! أفلم يوجد من يقول لأولئك الرواة الكذبة أن هذه السورة مكية وأنه لما نزلت تلك الآية لم يكن الإمام الحسين (ع) مظلوماً لسبب بسيط وهو أنه لم يكن موجوداً إذْ لم يكن قد وُلد بعد! وآيات القرآن التشريعية القانونية لا تختصُّ بأشخاص مُعيَّنين. ثم هل تعتقدون أن القائم سيُسرف في القتل حتى قالت الآية عنه «فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ»؟!

* الرواية 9- رواها مؤلف كتاب «كشف الغمة» الذي عاش في القرن السابع[133]، عن أناس مجهولين أن كنية المهدي هي «أبو القاسم» وأن له اسمان، ولا نعلم ما هو مُستنده في ذلك.

تلك أحاديث هذا الباب وهي كما لاحظنا لا تفيد شيئاً ولا تُبيِّن لنا مجهولاً.

[132] قال عنه ابن داود الحليّ في رجاله: "محمد بن جمهور أبو عبد الله العمي: ضعيف الحديث فاسد المذهب..... قيل فيه أشياء الله أعلم بها من عظمها.... عربي بصري غال. [غض‏] غال فاسد الحديث، رأيت له شعراً يحلل فيه حرمات الله تعالى". رجال‏ ابن ‏داود، طهران، انتشارات دانشگاه، 1383هجري شمسي، ص 502. (المُتَرْجِمُ) [133] سبقت ترجمته قبل صفحات وأنه من علماء الإمامية في القرن السابع وتوفي 693 هـ . (المُتَرْجِمُ)