دراسة علمية لأحاديث المهدي

فهرس الكتاب

[ بدايات التحصيل العلمي ]

[ بدايات التحصيل العلمي ]

وعلى كل حال لما كان أبي لا يملك من مال الدنيا شيئاً، لم يكن قادراً على الإنفاق على تعليمي وتربيتي، بل تمكنت من الدراسة بفضل سعي واهتمام والدتي التي أرسلتني إلى الكَتَّاب وكانت تُدبِّر أمرها بأيِّ طريق كانت لتُرسل كل شهر قسطاً شهرياً بقيمة ريال إلى المعلم كي يقبلني في صفه.

كانت أمي «سكينة سلطان» امرأةً عابدةً زاهدةً قنوعةً، والدها الحاج الشيخ: غلام رضا القمي -صاحب كتاب «رياض الحسيني»- كان واعظاً معروفاً. وكان المرحوم الشيخ غلام حسين الواعظ والمرحوم الشيخ علي المحرر خالاي. وكتاب «فائدة الممات» من مؤلفات الشيخ غلام حسين. وعلى كل حال كانت أمي امرأةً مُدَبِّرَةً جداً أنقذت أبناءها بتوفيق الله من المجاعة، وكان عمري في عام المجاعة- أي أيام الحرب العالمية الأولى حين دخلت القوات الروسية إيران- خمس سنوات.

لم يكن المعلم يهتم بي أثناء طفولتي وذهابي إلى الكَتَّاب، بل تعلَّمت القراءة والكتابة شيئاً فشيئاً من خلال الإصغاء إلى دروس الأطفال الآخرين.

كانت طريقة التعليم سابقاً تختلف عنها اليوم، حيث لم يكن المعلم يُدرِّس طلاب الغرفة الواحدة جميعاً، بل كان لكل طالب درسٌ يخصّه. ونظراً لضيق يد أهلي لم أكن أعطي المعلم القسط الشهري بشكل منتظم، ولهذا لم يكن لي درس يخُصّني مثل بقية الأطفال.. ومع ذلك تقدمت في التعلم بالجلوس قريباً منهم. ولم يكن لديَّ دفترٌ وأوراقٌ منظَّمةٌ أكتب عليها، لكنني كنت أستفيد من الأوراق التي يرميها أصحاب الدكاكين والعطارين، فإذا وجدت أحد وجهيّ الورقة أبيضَ أخذته لأكتب عليه. وعلى كل حال ينبغي عليَّ أن أحمد الله تعالى أن تعلمت في تلك الفترة قبل أن تنشأ الصفوف الحديثة ذات التكلفة الكبيرة؛ إذْ أصبح التعليم اليوم يتطلب من كل طالب شراء عديد من الدفاتر والكتب، فكيف كان لطالب فقير مثلي لم يكن يستطيع أن يشتري قلماً أو كراسة واحدةً، أن يدرس ويتعلَّم العلم؟