الآيات النافية لوجود مهدي بتلك الأوصاف
أولاً: إضافةً إلى الآيتين 14 و 64 من سورة المائدة المباركة اللتين أشرنا إليهما في بداية الكتاب[68]، لاحظوا الآية الكريمة التالية: ﴿وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا﴾ [الممتحنة : ٤]. في هذه الآية يقول تعالى للمسلمين: عليكم - اتِّباعاً لحضرة إبراهيم ÷ وبوصفكم من أتباعه- أن تقولوا أنتم أيضاً لليهود المُحاربين لكم: إن لم تؤمنوا بالله وحده لا شريك له فإننا سنُخالفكم إلى الأبد. يُعلَم من هذا إذن أنه سيكون هناك يهود إلى الأبد. فهل الله تعالى هو الصادق فيما يقول أم الأخبار غير الموثوقة التي تقول إن المهدي سيجعل جميع الناس مسلمين أو تقول إنه سينشر السلام والصلح والصفاء بين جميع الناس؟!
ثانياً: وقال تعالى: ﴿يَٰعِيسَىٰٓ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوۡقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأَحۡكُمُ بَيۡنَكُمۡ فِيمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ٥٥﴾ [آل عمران: ٥٥]. في هذه الآية عدَّةُ نُقَاط: الأولى: تدلُّ هذه الآية كما تدلُّ الآية 34 من سورة الأنبياء[69] على أن عيسى ÷ تُوُفي[70]، فالأخبار التي تقول بأنه هو المهدي أو أنه سيُصَلِّي خلف المهدي إنما وضعها أناس جاهلون وكذَّابون لأنها تخالف هذه الآيات القرآنية. والنقطة الثانية هي أن أتباع عيسى –بنص هذه الآية الصـريح- ستكون لهم الغلبة والظهور على أعدائهم ومخالفيهم من اليهود، وقد بيَّن التاريخ أيضاً أن النصارى كانوا متفوِّقين دائماً على اليهود، كما نجد اليوم أن دعم الدول المسيحية هو الذي مكَّن اليهود من السيطرة على فلسطين وأنهم هم الذين يُوفِّرون لإسرائيل الغاصبة أسباب البقاء. والحاصل إن هذه الآية تُفيد بقاء اليهود والنصارى حتى يوم القيامة وأن الله تعالى سيحكم بينهم يوم القيامة بحكمه النهائي. فالقول بأن هناك إمام من طرف الله سيأتي وينتصر على الجميع ولا يُبقي مخالفاً للإسلام بل يجعل الجميع مسلمين قول باطل.
ثالثاً: لاحظوا الآيتين التاليتين: قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ﴾ [الرعد: ١١] وقوله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ٥٣﴾ [الأنفال: ٥٣].
كما تُلاحظون، بيَّن الله تعالى لنا في الآية الأخيرة أن هلاك آل فرعون وعدم هداية الكفار والمنافقين سببه أن سُنَّة الله جرت أن لا يُغيِّر نعمته على قوم قبل أن يُغيِّر أولئك القوم أنفسهم فطرتهم ويكفروا ويُفسدوا في الأرض، عندئذ ونتيجةً لأعمالهم تلك يُعاقبهم الله السميع العليم. إن الحق تبارك وتعالى منذ أن خلق البشر وإلى اليوم لم يُغيِّر حال أيّ قوم بالجبر والإكراه، لا نعمتهم ولا نقمتهم، وَمِنْ ثَمَّ فلا يُمكن أن يُرسل مأموراً ويأمره بتغيير حال الناس بالجبر والإكراه بل لا بُدَّ أن يقوم الناس أنفسهم بإصلاح أنفسهم، لا أن يأتي إمام من عند الله ويُصلح الناس بقُوَّة السيف. ومن حيث المبدأ، لا قيمة للإصلاح الذي يأتي بقُوَّة السيف، لذا قال تعالى: ﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّ﴾ [البقرة: ٢٥٦]. فبعد ذلك هل يُرسل الله إماماً كي يُجبر الناس بقُوَّة السيف على سلوك الطريق المستقيم؟! وقال تعالى أيضاً: ﴿لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: ٢٥] نُلاحظ في هذه الآية أن كلمة «الناس» هي الفاعل لفعل «يقوم»، أي أن على الناس أنفسهم أن ينهضوا ويقوموا لأجل العدالة، لا أن يقوم شخصٌ واحد لتحقيق هذا الغرض.
رابعاً: يقول تعالى: ﴿وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَأٓمَنَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِيعًاۚ أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ ٩٩﴾ [يونس: ٩٩]. في هذه الآية الكريمة يقول الله تعالى لنا بأسلوب الاستفهام الإنكاري إنه لو أراد الإيمان الجبري لكان قادراً على أن يجبر جميع الناس على الإيمان ولَمَا كانت هناك حاجة إلى إرسال الرسل، ولكنَّه سبحانه وتعالى لم يفعل ذلك، فلا يُمكنك أنتَ أيها الرسول الكريم ولا يحقُّ لك أن تُكره الناس على الإيمان.
وقال تعالى: ﴿وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ ١١٨ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ ١١٩﴾ [هود: ١١٨، ١١٩]. ثم قال تعالى في السورة ذاتها: ﴿وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنَّا عَٰمِلُونَ ١٢١ وَٱنتَظِرُوٓاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ ١٢٢﴾ [هود: ١٢١، ١٢٢].
وقال سبحانه: ﴿لَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ ٣ إِن نَّشَأۡ نُنَزِّلۡ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ءَايَةٗ فَظَلَّتۡ أَعۡنَٰقُهُمۡ لَهَا خَٰضِعِينَ ٤﴾ [الشعراء : ٣، ٤].
إِذَنْ، عندما تكون سُنَّة الله عدم جعل الناس مؤمنين بالجبر والإكراه وعندما ينهى الله رسولَه الكريم عن شدَّة حرصه وضغطه على نفسه لأجل إيمان قومه، ولا يرضى بهذا الأمر لأنبيائه، فكيف يُرسل إماماً يجعل الناس جميعاً مسلمين بقُوَّة السيف؟! اللهم إلا أن يكون مثل الشاه إسماعيل الصفوي من أتباع فرقة «أهل الحق»14[71] الذي كان يُجبر الناس بقُوَّة السيف على قبول الخرافات!!!
خامساً: ويقول القرآن بشكل عام: ﴿وَمَن نُّعَمِّرۡهُ نُنَكِّسۡهُ فِي ٱلۡخَلۡقِۚ أَفَلَا يَعۡقِلُونَ ٦٨﴾ [يس: ٦٨]. ويقول كذلك: ﴿وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا ٦٢﴾ [الأحزاب : ٦٢]، إذن فإنَّ الله لا يُبَدِّل سُنَّتَهُ في خلق الإنسان فلا يُمكن لإنسان أن يُعَمِّر أكثر من ألف ومئتي سنة ويبقى شاباً قوياً، دون أن ينتكس خَلْقُهُ، ثم يجعل الناس جميعاً مسلمين حتى لا يبقى اختلاف بين الناس كما يقول الجاهلون بالقرآن. (فَتَأَمَّل جداً).
15للأسف فإن علماءَنا يُرسِّخون يوماً بعد يوم الخرافات في نفوس الناس ويُوسِّعونها ويُبقون الناس بعيدين عن القرآن الكريم وسُنَّة النبيّ ص القطعية، ويتركون جانباً الإسلام الحقيقي الذي هو دين التعليم والتعلُّم والتحقيق والتفكُّر ويُروِّجون بدلاً منه للتقليد.
ولكن أحد العلماء اليقظين المُعاصرين وهو الشيخ «عبد الله بن زيد آل محمود» الذي كان رئيس المحاكم الشرعية في إمارة قَطَر، ألَّف كتاباً بعنوان «لا مهدي يُنتظر بعد الرسول محمد ص خير البشر»، واعتبر الإمام الموعود مبدأً ومنشأً لخرافة اسمها «المهدي» الموهوم، وقال: لقد تكرّر في كل زمان ومكان حدوث فتنة وشغب باسم المهدي ، وثار أشخاص مُغامرون بحُجَّة المهدي الموعود وجمعوا الناس البُسطاء وطُلَّاب الفتنة والجاهلين حولهم وأحدثوا ثورةً وأراقوا دماءً كثيرةً ولم يصلوا إلى نتيجة مطلوبة في نهاية المطاف بل جعلوا الناس يقتل بعضهم بعضاً دون أن ينصروا ديناً أو حقاً وأوقعوا مصائب في الأمة. وحاصل الكلام أن اسم المهدي أصبح سبباً للفتنة والفساد وجرَّ الكثيرين نحو الضلال، فعلى العالِم المُصلح الذي يُريد الخير لمجتمعه أن يتأمَّل ويُفكِّر بحلٍّ لدفع هذا الفساد وأن يُنَوِّر أذهان الناس ويُبعدهم عن هذه الفتن ويُبيِّن لهم أن اسم المهدي وثورته لم يُذكَرا في كتاب الله ولا في مصادر الإسلام الأولى القديمة، بل جاءت آيات في القرآن تُخالف هذا الموضوع (كما لاحظنا ذلك في الصفحات السابقة).
ونقول: كل إمام هو في الأساس تابعٌ للدين وليس أساساً للدين، فما هي فائدة الدعوة إلى إمام ليس أصلاً من أصول الدين ولا فرعاً من فروعه ولا ذكر له في القرآن ولماذا يتم دعوة عامة الناس إليه ونشر المفاسد تحت هذا الاسم في كل عصـر؟! قد يقول قائل: إن هذه الفكرة مفيدة لأصحاب الدكاكين المذهبية الذين يدعون الناس ليل نهار لانتظار إمام العصـر والزمان ويأتون بآلاف الفلسفات والأدلة غير المنطقية على وجوده، ويأخذون مليارات الأموال باسم سهم الإمام، ولذلك فهم يُؤكِّدون جداً على هذا الموضوع أكثر من تأكيدهم على أي موضوع آخر، ويدعون الناس كل سنة في النصف من شعبان إلى الاحتفال وإضاءة المصابيح في كل مكان وصرف ملايين الدراهم والدنانير بمناسبة ولادته –حسب قولهم- ويحتفلون احتفالاً لا يحتفلون مثله بمناسبة ولادة الأنبياء ولا حتى في ذكرى ولادة نبي آخر الزمان ص! هذا في حين أنه ليس لدينا في دين الإسلام أمر بالاحتفال بولادة عظماء الدين ولا بإحياء ذكرى وفاتهم فلم يُؤثَر عن علي بن أبي طالب ÷ ولا عن سائر الخلفاء أنهم أقاموا احتفالاً سنوياً بمناسبة ولادة رسول الله ص أو أحيوا كل سنة ذكرى وفاته واعتبروها أيام عطل.
نعم، هناك أشخاص يعتبرون أنفسهم نُوَّاباً للإمام الغائب دون أن يكون لهم برهان على دعواهم هذه ويأخذون الأموال باسم سهم الإمام ويأكلونها. ولذلك فينبغي على الناس أن ينتبهوا إلى أن الله تعالى حذَّر المؤمنين وقال لهم مُنبِّهاً: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَيَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ [التوبة: ٣٤].
إذن يتبيَّن أن هذا الشخص المُنتظر لا نفع فيه لعامة الناس، وكل هذه الفتن والفساد منشؤها العلماء الذين اخترعوا لنا ذلك الشخص بقُوَّة الروايات والأدلة المُخترعة المُضلِّلة للعوام وتجدهم يحثُّون الناس كل سنة على الاحتفال وإضاءة المصابيح وقراءة الأشعار وإنفاق الأموال فيما لا طائل تحته، كي يشغلوهم بهذه الأفكار التي لا فائدة منها ويُفرغوا جيوبهم من المال.
يقول الشيخ «عبد الله بن زيد آل محمود» في كتابه المذكور: "اعلم أن أحاديث المهدي تدور بين ما يزعمونه صحيحًا وليس بصريح، وبين ما يزعمونه صريحًا وليس بصحيح، وأننا بمقتضى الاستقراء والتتبع لم نجد عن النبي ج حديثًا صحيحًا صريحًا يعتمد عليه في تسمية المهدي، وأن الرسول ج تكلم فيه باسمه. وقد نزه البخاري ومسلم كتابيهما عن الخوض في أحاديث المهدي".
وبعض أحاديث المهدي تقول «وما المهدي إلا عيسى ابن مريم» (كما نصت على ذلك بعض أخبار الشيعة أيضاً، هذا في حين أن القرآن الكريم يدل على وفاة عيسى ÷ وسائر الأنبياء، ولكنهم للأسف أبعدوا الناس عن القرآن).
ثم يذكر الشيخ عبد الله بن زيد أن بعض الأخبار تقول إن ذلك المهدي هو المهدي بن أبي جعفر المنصور الدوانيقي!! الذي مضى زمنه.
إذن، لا فائدة من ذكر مثل تلك الأخبار في الكتب، لأنه من الحماقة بمكان انتظار المهدي بن أبي جعفر المنصور الدوانيقي! (من المعلوم إذن أن بني العباس كانت لهم يَدٌ في وضع أحاديث المهدي، وكان من سياستهم وضع مثل تلك الأخبار ونشرها). وبعض هذه الأحاديث يذكر أن المهدي من أولاد الحسن بن علي ÷. وأكثر الأحاديث كذلك. وقد ثار كثير من أولاد الحسن بن علي في قرون الإسلام الأولى بهذا الاسم وتحت هذه الذريعة، وكم جمعوا من الناس حولهم تحت هذا الشعار فأزهقوا أرواحهم, وخسروا أموالهم وأولادهم، وللأسف لم يصلوا إلى نتيجة مفيدة.
أما أخبار الإمامية التي تقول إن «المهدي» هو ابن الإمام الحسن العسكري ÷ فينبغي أن نعلم أن المؤرِّخين اتَّفقوا على أنه لم يكن له ولدٌ.
إن اختلاف روايات المهدي أكبر دليل على أن المهدي لم يكن أمراً متفقاً عليه وأن الأحاديث المتعلقة به موضوعة ومُختَلَقَة، فقد قامت كلُّ جماعة بوضع أحاديث لنصرة مذهبها وتقوية مرامها. والعلماء الذين اعتبروا أحاديث المهدي موضوعةً ومُخْتَلقةً كثيرون منهم: أبو الأعلى المودودي الذي لم يعتبر هذه العقيدة [أي الإيمان بالمهدي المنتظر] من عقائد كتاب الله اللازمة، ومنهم العلامة ابن خلدون والأستاذ محمد فريد وجدي (في الجزء التاسع، ص 480 من دائرة المعارف)، والدارقطني، ومنهم العالم الخبير الذهبي ومنهم السيد محمد رشيد رضا والعلامة البلاغي وآخرون كُثُر. ولكن ما العمل إذا كان تعصُّب الناس وجهلهم بكتاب الله وسنة رسوله ص يمنعان الناس من إدراك حقائق الدين.
[68] وهي قوله تعالى واصفاً النصارى: ﴿فَأَغۡرَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَاوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾ [المائدة: ١٤]. وقال في وصف اليهود: ﴿وَأَلۡقَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾ [المائدة: ٦٤]. (المُتَرْجِمُ) [69] أي قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلۡنَا لِبَشَرٖ مِّن قَبۡلِكَ ٱلۡخُلۡدَۖ أَفَإِيْن مِّتَّ فَهُمُ ٱلۡخَٰلِدُونَ ٣٤﴾ [الأنبياء: ٣٤]. [70] من الضروري في هذا الموضوع قراءة الرسالة التي كتبها المرحوم آية الله شريعت سنگلجي رحمه الله حول وفاة حضرة عيسى عليه السلام وطُبِعَتْ بتقديم السيد حسينقلى مستعان. [71] فرقة «أهل الحق»، كما يحلو لأتباعها تسمية أنفسهم، أو «العلي اللهية» كما يسميها جيرانهم، فرقةٌ باطنية منحرفة مغالية في غرب إيران وخاصةً في إقليم «كرمانشاه»، معظم أتباعها من الأكراد، ويوجد بينهم بعض الآذريين والعرب في العراق، يعتقد أتباعها بالتناسخ، ويُؤَلِّهون الإمام علياً عليه السلام، ولا يلتزمون بأيٍ من العبادات الإسلامية، ولهم طقوسهم الخاصة، ويُقدَّر عددهم في إيران والعراق بحوالي المليون على أكثر تقدير. (المُتَرْجِمُ)