دراسة علمية لأحاديث المهدي

فهرس الكتاب

المجلد 51 من بحار الأنوار

المجلد 51 من بحار الأنوار

لنبدأ الآن بدراسة أحاديث الجزء 51 من البحار:

يصف المجلسي في ص1 من هذا الجزء قبل بدء الباب 1 الإمام الثاني عشـر بأنه «نـور الأنوار». فأقولُ: هذه الصفة كلام باطل، فالفلاسفة والشيخية اعتبروا بعقلهم الناقص أن الله خلق العقل الأول أو نور الأنوار فقط في حين أن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ [الإنسان: ٢] فجميع الناس حتى الأنبياء خلقوا من نطفة وليس من نور. كما أن الله تعالى ليس خالقاً للصادر الأول بل هو خالقُ كُلِّ شَيْءٍ كما قال: ﴿ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ ٦٢ [غافر: ٦٢]. وكما قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ [ق: ٣٨]، وقال أيضاً: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ [الحجر: ٢٦].

ويصف المَجْلِسِيُّ الإمامَ الثاني عشر أيضاً بقوله: «خليفة الرحمن الحُجَّة بن الحسن» مُعتبراً ذلك الشخص الغائب خليفةً لِـلَّهِ، 21في حين أن الله تعالى لم يغب ولا يغيب حتى يكون له خليفة، اللهم إلا في عقيدة الخرافاتيين الذين لا يريدون أن يقبلوا -أنانيةً وعُجباً بالنفس- أنه ليس لِـلَّهِ خليفة. وقد بحثنا موضوع خرافة القول بخليفة الله بمقدار واف[124] فلا داعي لتكرار ذلك هنا. (فَلْيُرَاجَعْ ثَمَّةَ). ويجب أن نعلم بالطبع أن جميع البشر، سواءً كانوا مُصلحين أم مُفسدين، ومؤمنين أم كافرين هم خلفاء، ولكنهم ليسوا خلفاء لِـلَّهِ بل خلفاء لمن سبقهم من البشر، لأن البشر في كل عصر وزمان يخلُفُون الأجيال التي سبقتهم ويرثون قوَّتهم وحضارتهم. وعلى هذا المعنى فكلنا خلفاء. أما إن كان قصده من «خليفة الرحمن» الخليفة المنصوص عليه من الله والمنصوب مِنْ قِبَلِ الله ففي هذه الحالة يكون قد ذكر كلاماً دون دليل أو مستند، ويجب الرجوع إلى الكتاب الشريف «شَاهْرَاه اتِّحَاد يا بررسى نصوص امامت» [طَرِيق الاتِّحاد أو دراسة وتمحيص نصوص الإمامة] لمعرفة بطلان هذه الدعوى. لاحظوا كيف بدأ المَجْلِسِيّ من أول الكتاب المُتعلِّق بالمهدي بذكر كلام لا دليل عليه وبأفكار خرافية.

[124] يُراجع التحرير الثاني لكتاب «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول»، الصفحات من 554 إلى 562.