1- باب ولادته وأحوال أُمِّه
أورد المَجْلِسِيّ في باب ولادة المهدي وأحوال أُمِّه عدَّة أقوال يُناقض بعضها بعضاً:
فمثلاً: سنة ولادته[125] مجهولة، إذ قال المَجْلِسِيّ في ص4 وص15: إن ولادته كانت في سنة 256هـ ولكنه روى في ص2 أن سنة ولادته كانت 255هـ! وقال في ص23 إن سنة ولادته كانت 258هـ. في حين ذكر في ص25 إن سنة ولادته كانت 257هـ. وفي ص16 روى إن سنة ولادته كانت 254هـ. فمن مجموع هذه الروايات يُمكن القول إن سنة ولادته غير معروفة!!
وأما يوم الولادة: فرُوي في ص2 أنه 15 شعبان وفي ص23 أنه 23 رمضان وفي ص24 أنه 9 ربيع الأول وفي ص 19 روى عن حكيمة عمته أنه وُلِدَ في النصف من شهر رمضان! وفي ص25 روَى أن ولادته كانت 3 شعبان. وفي ص15 نقل أن ولادته كانت 8 شعبان. وفي ص 16 روى أنه وُلد ليلة الجمعة من شهر رمضان. وفي ص 19 و20 نقل عن عمته حكيمة أنه لما وُلد تكلم ونطق بالشهادتين وقرأ عدة آيات من القرآن الكريم. وهذا مخالف لقوله تعالى في سورة النحل: ﴿وَٱللَّهُ أَخۡرَجَكُم مِّنۢ بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ شَيۡٔٗا﴾ [النحل: ٧٨]. إضافة إلى أن رسول الله ص ذاته ما كان يعلم شيئاً من آيات القرآن حتى سن الأربعين من عمره فكيف أمكن لهذا الطفل الذي هو أحد أفراد أمته [هذا إن كان له وجود] أن يعلم القرآن منذ ولادته؟!
والرواية رقم 14 نقلت عن حكيمة هذه ذاتها رواية بشكل مختلف[126]. هذا في حين أن كتاب البحار ذاته ينص في موضع آخر على أن حكيمة لم ترَ الطفل أصلاً، بل سمعت به! (ص 364). فلاحظوا أي أخبار مكذوبة اختلقوا باسم الإسلام!!
[125] حول وجود ابن لحضرة العسكري (ع) راجعوا التحرير الثاني لكتاب «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول»، ص 665 فما بعد. [126] راجعوا مقال «المهدي الموعود وغيبته» في بداية الكتاب الحاضر.