دراسة علمية لأحاديث المهدي

فهرس الكتاب

كيفية ولادة القائم!

كيفية ولادة القائم!

الروايات التي نذكرها هنا هي بقية الروايات التي ذكرناها بشأن أم الإمام القائم، حيث اقتصرنا هناك على ما يتعلق باسم أم القائم وأوصافها، لكي نرى مدى التناقض في ذلك بينها، وهنا نكمل متون تلك الروايات لنرى تناقضاتها فيما تذكره بشأن كيفية ولادة القائم:

1- بقية الحديث الأول الذي أوردناه في الفقرة السابقة: "ثُمَّ جَلَسْتُ مُعَقِّبَةً ثُمَّ اضْطَجَعْتُ ثُمَّ انْتَبَهْتُ فَزِعَةً وهِيَ رَاقِدَةٌ ثُمَّ قَامَتْ فَصَلَّتْ‏ قَالَتْ حَكِيمَةُ فَدَخَلَتْنِي الشُّكُوكُ فَصَاحَ بِي أَبُو مُحَمَّدٍ (ع) مِنَ المَجْلِسِ فَقَالَ: لَا تَعْجَلِي يَا عَمَّةُ فَإِنَّ الأَمْرَ قَدْ قَرُبَ. قَالَتْ: فَقَرَأْتُ الم السَّجْدَةَ ويس، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكِ إِذَا انْتَبَهَتْ فَزِعَةً فَوَثَبْتُ إِلَيْهَا فَقُلْتُ: اسْمُ اللهِ عَلَيْكِ. ثُمَّ قُلْتُ لَهَا: تُحِسِّين شَيْئاً؟ قَالَتْ: نَعَمْ يَا عَمَّةُ! فَقُلْتُ لَهَا: اجْمَعِي نَفْسَكِ واجْمَعِي قَلْبَكِ فَهُوَ مَا قُلْتُ لَكِ. قَالَتْ حَكِيمَةُ: ثُمَّ أَخَذَتْنِي فَتْرَةٌ وأَخَذَتْهَا فِطْرَةٌ فَانْتَبَهْتُ بِحِسِّ سَيِّدِي (ع) فَكَشَفْتُ الثَّوْبَ عَنْهُ فَإِذَا أَنَا بِهِ (ع) سَاجِداً يَتَلَقَّى الأَرْضَ بِمَسَاجِدِهِ (!!)[18] فَضَمَمْتُهُ إِلَيَّ فَإِذَا أَنَا بِهِ نَظِيفٌ مُنَظَّفٌ. فَصَاحَ بِي أَبُو مُحَمَّدٍ [الإمام الحسن العسكري] ÷: هَلُمِّي إِلَيَّ ابْنِي يَا عَمَّةُ، فَجِئْتُ بِهِ إِلَيْهِ فَوَضَعَ يَدَيْهِ تَحْتَ أَلْيَتَيْهِ وظَهْرِهِ ووَضَعَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِهِ ثُمَّ أَدْلَى لِسَانَهُ فِي فِيهِ وأَمَرَّ يَدَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ وسَمْعِهِ ومَفَاصِلِهِ ثُمَّ قَالَ: تَكَلَّمْ يَا بُنَيَّ! فَقَالَ: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ» ثُمَّ صَلَّى عَلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وعَلَى الأَئِمَّةِ إِلَى أَنْ وَقَفَ عَلَى أَبِيهِ ثُمَّ أَحْجَمَ. قَالَ [الإمام] أَبُو مُحَمَّدٍ: يَا عَمَّةُ اذْهَبِي بِهِ إِلَى أُمِّهِ لِيُسَلِّمَ عَلَيْهَا وَائْتِنِي بِهِ، فَذَهَبْتُ بِهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهَا وَرَدَدْتُهُ وَوَضَعْتُهُ فِي الْمَجْلِسِ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَمَّةُ! إِذَا كَانَ يَوْمُ السَّابِعِ فَأْتِينَا. قَالَتْ حَكِيمَةُ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ جِئْتُ لِأُسَلِّمَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ فَكَشَفْتُ السِّتْرَ لِأَفْتَقِدَ سَيِّدِي فَلَمْ أَرَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! مَا فَعَلَ سَيِّدِي؟ فَقَالَ: يَا عَمَّةُ! اسْتَوْدَعْنَاهُ الَّذِي اسْتَوْدَعَتْهُ أُمُّ مُوسَى (ع). قَالَتْ حَكِيمَةُ: فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ جِئْتُ وَسَلَّمْتُ وَجَلَسْتُ، فَقَالَ: هَلُمِّي إِلَيَّ ابْنِي. فَجِئْتُ بِسَيِّدِي فِي الْخِرْقَةِ فَفَعَلَ بِهِ كَفَعْلَتِهِ الْأُولَى. ثُمَّ أَدْلَى لِسَانَهُ فِي فِيهِ كَأَنَّهُ يُغَذِّيهِ لَبَناً أَوْ عَسَلًا، ثُمَّ قَالَ: تَكَلَّمْ يَا بُنَيَّ فَقَالَ: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» وَثَنَّى بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى أَبِيهِ ..... الحديث"[19].

توضيح: كما ذكرنا، هذا الجزء من الرواية هو بقية الرواية رقم 1 التي أوردناها على جزأين، وهي في الواقع رواية واحدة أوردها المجلسي في «بحار الأنوار». ويظهر من هذه الرواية أن «حكيمة» لم تر ما حلَّ بالطفل الوليد، إلى أن جاءت الإمام العسكري ÷ بالوليد في اليوم السابع لولادته. فلنقارن هذا بما ذكرته بقية الرواية الرابعة -التي أوردناها في الفقرة الماضية- حول كيفية ولادة إمام الزمان:

"فَقَالَ [الإمام]: يَا عَمَّتَاهُ! بِيتِيَ اللَّيْلَةَ عِنْدَنَا فَإِنَّهُ سَيُولَدُ اللَّيْلَةَ المَوْلُودُ الكَرِيمُ عَلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ الَّذِي يُحْيِي اللهُ عَزَّ وجَلَّ بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا. قُلْتُ مِمَّنْ يَا سَيِّدِي ولَسْتُ أَرَى بِنَرْجِسَ شَيْئاً مِنْ أَثَرِ الحَمْلِ. فَقَالَ: مِنْ نَرْجِسَ لَا مِنْ غَيْرِهَا. قَالَتْ: فَوَثَبْتُ إِلَى نَرْجِسَ فَقَلَبْتُهَا ظَهْراً لِبَطْنٍ فَلَمْ أَرَ بِهَا أَثَراً مِنْ حَبَلٍ فَعُدْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا فَعَلْتُ، فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ لِي: إِذَا كَانَ وَقْتُ الفَجْرِ يَظْهَرُ لَكِ بِهَا الحَبَلُ لِأَنَّ مَثَلَهَا مَثَلُ أُمِّ مُوسَى لَمْ يَظْهَرْ بِهَا الحَبَلُ ولَمْ يَعْلَمْ بِهَا أَحَدٌ[20] إِلَى وَقْتِ وِلَادَتِهَا لِأَنَّ فِرْعَوْنَ كَانَ يَشُقُّ بُطُونَ الحَبَالَى فِي طَلَبِ مُوسَى. وهَذَا نَظِيرُ مُوسَى (ع). قَالَتْ حَكِيمَةُ: فَلَمْ أَزَلْ أَرْقُبُهَا إِلَى وَقْتِ طُلُوعِ الفَجْرِ وهِيَ نَائِمَةٌ بَيْنَ يَدَيَّ لَا تَقْلِبُ جَنْباً إِلَى جَنْبٍ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَقْتَ طُلُوعِ الفَجْرِ وَثَبَتْ فَزِعَةً فَضَمَمْتُهَا إِلَى صَدْرِي وسَمَّيْتُ عَلَيْهَا، فَصَاحَ [الإمام] أَبُو مُحَمَّدٍ (ع) وقَالَ: اقْرَئِي عَلَيْهَا ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ. فَأَقْبَلْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهَا وقُلْتُ لَهَا: مَا حَالُكِ؟ قَالَتْ: ظَهَرَ الأَمْرُ الَّذِي أَخْبَرَكِ بِهِ مَوْلَايَ. فَأَقْبَلْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهَا كَمَا أَمَرَنِي، فَأَجَابَنِي الجَنِينُ مِنْ بَطْنِهَا يَقْرَأُ (!!) كَمَا أَقْرَأُ وسَلَّمَ عَلَيَّ (!!). قَالَتْ حَكِيمَةُ: فَفَزِعْتُ لِمَا سَمِعْتُ، فَصَاحَ بِي [الإمام] أَبُو مُحَمَّدٍ (ع): لَا تَعْجَبِي مِنْ أَمْرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى يُنْطِقُنَا بِالْحِكْمَةِ صِغَاراً ويَجْعَلُنَا حُجَّةً فِي أَرْضِهِ كِبَاراً، فَلَمْ يَسْتَتِمَّ الكَلَامَ حَتَّى غِيبَتْ عَنِّي نَرْجِسُ(!!) فَلَمْ أَرَهَا كَأَنَّهُ ضُرِبَ بَيْنِي وبَيْنَهَا حِجَابٌ، فَعَدَوْتُ نَحْوَ أَبِي مُحَمَّدٍ (ع) وأَنَا صَارِخَةٌ فَقَالَ لِي: ارْجِعِي يَا عَمَّةُ فَإِنَّكِ سَتَجِدِيهَا فِي مَكَانِهَا. قَالَتْ: فَرَجَعْتُ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ كُشِفَ الحِجَابُ بَيْنِي وبَيْنَهَا وإِذَا أَنَا بِهَا وعَلَيْهَا مِنْ أَثَرِ النُّورِ مَا غَشِـيَ بَصَرِي وإِذَا أَنَا بِالصَّبِيِّ (ع) سَاجِداً عَلَى وَجْهِهِ جَاثِياً عَلَى رُكْبَتَيْهِ رَافِعاً سَبَّابَتَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وهُوَ يَقُولُ: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وأَنَّ جَدِّي رَسُولُ اللهِ وأَنَّ أَبِي أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ» ثُمَّ عَدَّ إِمَاماً إِمَاماً إِلَى أَنْ بَلَغَ إِلَى نَفْسِهِ فَقَالَ (ع) اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي وَعْدِي وأَتْمِمْ لِي أَمْرِي وثَبِّتْ وَطْأَتِي وامْلَأِ الأَرْضَ بِي عَدْلًا وقِسْطاً. فَصَاحَ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ العسكري ÷ فَقَالَ: يَا عَمَّةُ! تَنَاوَلِيهِ فَهَاتِيهِ فَتَنَاوَلْتُهُ وأَتَيْتُ بِهِ نَحْوَهُ فَلَمَّا مَثَلْتُ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ وهُوَ عَلَى يَدَيَّ سَلَّمَ عَلَى أَبِيهِ فَتَنَاوَلَهُ الحَسَنُ (ع) والطَّيْرُ تُرَفْرِفُ عَلَى رَأْسِهِ فَصَاحَ بِطَيْرٍ مِنْهَا فَقَالَ: لَهُ احْمِلْهُ واحْفَظْهُ ورُدَّهُ إِلَيْنَا فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْماً فَتَنَاوَلَهُ الطَّائِرُ وطَارَ بِهِ فِي جَوِّ السَّمَاءِ وأَتْبَعَهُ سَائِرُ الطَّيْرِ فَسَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ يَقُولُ: أَسْتَوْدِعُكَ الَّذِي اسْتَوْدَعَتْهُ أُمُّ مُوسَى فَبَكَتْ نَرْجِسُ، فَقَالَ لَهَا: اسْكُتِي فَإِنَّ الرَّضَاعَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ إِلَّا مِنْ ثَدْيِكِ[21] وسَيُعَادُ إِلَيْكِ كَمَا رُدَّ مُوسَى إِلَى أُمِّهِ[22] وذَلِكِ قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿فَرَدَدۡنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ قَالَتْ: حَكِيمَةُ فَقُلْتُ مَا هَذَا الطَّائِرُ؟ قَالَ: هَذَا رُوحُ القُدُسِ(!!) المُوَكَّلُ بِالْأَئِمَّةِ يُوَفِّقُهُمْ ويُسَدِّدُهُمْ ويُرَبِّيهِمْ بِالْعِلْمِ. قَالَتْ حَكِيمَةُ: فَلَمَّا أَنْ كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً رُدَّ الغُلَامُ ووَجَّهَ إِلَيَّ ابْنُ أَخِي. فَدَعَانِي فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا أَنَا بِصَبِيٍّ متحركٍ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهِ فَقُلْتُ: سَيِّدِي هَذَا ابْنُ سَنَتَيْنِ!! فَتَبَسَّمَ [الإمام] ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَوْلَادَ الأَنْبِيَاءِ والْأَوْصِيَاءِ إِذَا كَانُوا أَئِمَّةً يَنْشَئُونَ بِخِلَافِ مَا يَنْشَأُ غَيْرُهُمْ، وإِنَّ الصَّبِيَّ مِنَّا إِذَا أَتَى عَلَيْهِ شَهْرٌ كَانَ كَمَنْ يَأْتِي عَلَيْهِ سَنَةٌ............... الحديث"[23].

توضيح: من هذه الرواية يظهر أن الولد أُعطي لطائر وأن الطائر أخذه أربعين يوماً وأن هذا الأمر تم منذ ابتداء ولادته، في حين أن الرواية السابقة قالت إن «حكيمة» ذهبت في اليوم السابع ورأت الطفل! فهذا تناقض واضح وصارخ بين الروايتين!

بقية الرواية 2: والآن لنر ما جاء في بقية الرواية الثانية التي نقلها المجلسـيُّ في «بحار الأنوار» عن كتاب «الغيبة» للشيخ الطوسي، عن «حكيمة خاتون» أنها قالت: "بَعَثَ إِلَيَّ الإمام الحسن العسكري ÷ سَنَةَ 255هـ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وقَالَ: يَا عَمَّةُ! اجْعَلِي اللَّيْلَةَ إِفْطَارَكِ عِنْدِي ........... فَلَمَّا أَنْ صَلَّيْتُ المَغْرِبَ والْعِشَاءَ الآخِرَةَ أَتَيْتُ بِالْمَائِدَةِ فَأَفْطَرْتُ أَنَا وسَوْسَنُ وبَايَتُّهَا فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ فَغَفَوْتُ غَفْوَةً ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ فَلَمْ أَزَلْ مُفَكِّرَةً فِيمَا وَعَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ (ع) مِنْ أَمْرِ وَلِيِّ اللهِ (ع) فَقُمْتُ قَبْلَ الوَقْتِ الَّذِي كُنْتُ أَقُومُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ اللَّيْلِ حَتَّى بَلَغْتُ إِلَى الوَتْرِ فَوَثَبَتْ «سَوْسَنُ» فَزِعَةً وخَرَجَتْ وأَسْبَغَتِ الوُضُوءَ ثُمَّ عَادَتْ فَصَلَّتْ صَلَاةَ اللَّيْلِ وبَلَغَتْ إِلَى الوَتْرِ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي أَنَّ الفَجْرَ قَدْ قَرُبَ فَقُمْتُ لِأَنْظُرَ فَإِذَا بِالْفَجْرِ الأَوَّلِ قَدْ طَلَعَ فَتَدَاخَلَ قَلْبِيَ الشَّكُّ مِنْ وَعْدِ أَبِي مُحَمَّدٍ (ع). فَنَادَانِي مِنْ حُجْرَتِهِ: لَا تَشُكِّي وكَأَنَّكِ بِالْأَمْرِ السَّاعَةَ قَدْ رَأَيْتِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ‏. قَالَتْ حَكِيمَةُ: فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ (ع) ومِمَّا وَقَعَ فِي قَلْبِي ورَجَعْتُ إِلَى البَيْتِ وأَنَا خَجِلَةٌ فَإِذَا هِيَ قَدْ قَطَعَتِ الصَّلَاةَ وخَرَجَتْ فَزِعَةً فَلَقِيتُهَا عَلَى بَابِ البَيْتِ فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتِ وأُمِّي هَلْ تَحِسِّينَ شَيْئاً. قَالَتْ: نَعَمْ يَا عَمَّةُ إِنِّي لَأَجِدُ أَمْراً شَدِيداً، قُلْتُ: لَا خَوْفَ عَلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللهُ وأَخَذْتُ وِسَادَةً فَأَلْقَيْتُهَا فِي وَسَطِ البَيْتِ وأَجْلَسْتُهَا عَلَيْهَا وجَلَسْتُ مِنْهَا حَيْثُ تَقْعُدُ المَرْأَةُ مِنَ المَرْأَةِ لِلْوِلَادَةِ فَقَبَضَتْ عَلَى كَفِّي وغَمَزَتْ غَمْزَةً شَدِيدَةً ثُمَّ أَنَّتْ أَنَّةً وتَشَهَّدَتْ ونَظَرْتُ تَحْتَهَا فَإِذَا أَنَا بِوَلِيِّ اللهِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ مُتَلَقِّياً الأَرْضَ بِمَسَاجِدِهِ فَأَخَذْتُ بِكَتِفَيْهِ فَأَجْلَسْتُهُ فِي حَجْرِي وإِذَا هُوَ نَظِيفٌ مَفْرُوغٌ مِنْهُ فَنَادَانِي أَبُو مُحَمَّدٍ (ع): يَا عَمَّةُ هَلُمِّي فَأْتِينِي بِابْنِي فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَتَنَاوَلَهُ وأَخْرَجَ لِسَانَهُ فَمَسَحَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ فَفَتَحَهَا ثُمَّ أَدْخَلَهُ فِي فِيهِ فَحَنَّكَهُ ثُمَّ أَدْخَلَهُ فِي أُذُنَيْهِ وأَجْلَسَهُ فِي رَاحَتِهِ اليُسْرَى فَاسْتَوَى وَلِيُّ اللهِ جَالِساً فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ انْطِقْ بِقُدْرَةِ اللهِ فَاسْتَعَاذَ وَلِيُّ اللهِ (ع) مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ واسْتَفْتَحَ: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ ٥ وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنُرِيَ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُواْ يَحۡذَرُونَ ٦ [القصص: ٥، ٦] . وصَلَّى عَلَى رَسُولِ اللهِ وعَلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ والْأَئِمَّةِ (ع) وَاحِداً وَاحِداً حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَبِيهِ فَنَاوَلَنِيهِ أَبُو مُحَمَّدٍ (ع) وقَالَ: يَا عَمَّةُ! رُدِّيهِ إِلَى أُمِّهِ حَتَّى تَقَرَّ عَيْنُها ولا تَحْزَنَ ولِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ فَرَدَدْتُهُ إِلَى أُمِّهِ وقَدِ انْفَجَرَ الفَجْرُ الثَّانِي فَصَلَّيْتُ الفَرِيضَةَ وعَقَّبْتُ إِلَى أَنْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ وَدَّعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ (ع) وانْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثٍ اشْتَقْتُ إِلَى وَلِيِّ اللهِ فَصِرْتُ إِلَيْهِمْ فَبَدَأْتُ بِالْحُجْرَةِ الَّتِي كَانَتْ «سَوْسَنَ» فِيهَا فَلَمْ أَرَ أَثَراً ولَا سَمِعْتُ ذِكْراً فَكَرِهْتُ أَنْ أَسْأَلَ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ (ع) فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَبْدَأَهُ بِالسُّؤَالِ فَبَدَأَنِي فَقَالَ: يَا عَمَّةُ! فِي كَنَفِ اللهِ وحِرْزِهِ وسَتْرِهِ وعَيْنِهِ حَتَّى يَأْذَنَ اللهُ لَهُ ... الحديث"[24].

توضيح: في هذه الرواية أم الإمام هي «سَوْسَنَ» وكان عليها أثر الحمل، أما في الروايات الأخرى فأم الإمام «نرجس» ولم يكن عليها أثر الحمل! فهذا تناقض واضح أول.

وأما التناقض الواضح الثاني بين هذه الرواية و الرواية السابقة فهو أن هذه الرواية تذكر أن الإمام غاب منذ اليوم الثالث أما الرواية السابقة فتذكر أن الإمام أُعطِيَ إلى طائر منذ اليوم الأول لولادته فغاب معه أربعين يوماً، وفي الرواية الأخرى ذُكر أن «حكيمة» رأت الطفل في اليوم السابع لولادته!

6- أما الرواية الأخرى التي رواها المجلسـيُّ في «بحار الأنوار» نقلاً عن كتاب «الغيبة» للشيخ الطوسي عن «محمد بن إبراهيم» أن السيدة «حكيمة خاتون» قالت: "بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ ÷ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وخَمْسِينَ ومِائَتَيْنِ قَالَتْ: وقُلْتُ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ! مَنْ أُمُّهُ؟ قَالَ: نَرْجِسُ. قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ اشْتَدَّ شَوْقِي إِلَى وَلِيِّ اللهِ فَأَتَيْتُهُمْ عَائِدَةً فَبَدَأْتُ بِالْحُجْرَةِ الَّتِي فِيهَا الجَارِيَةُ فَإِذَا أَنَا بِهَا جَالِسَةً فِي مَجْلِسِ المَرْأَةِ النُّفَسَاءِ وعَلَيْهَا أَثْوَابٌ صُفْرٌ وهِيَ مُعَصَّبَةُ الرَّأْسِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهَا والْتَفَتُّ إِلَى جَانِبِ البَيْتِ وإِذَا بِمَهْدٍ عَلَيْهِ أَثْوَابٌ خُضْرٌ فَعَدَلْتُ إِلَى المَهْدِ ورَفَعْتُ عَنْهُ الأَثْوَابَ فَإِذَا أَنَا بِوَلِيِّ اللهِ نَائِمٌ عَلَى قَفَاهُ غَيْرَ مَحْزُومٍ ولَا مَقْمُوطٍ فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ وجَعَلَ يَضْحَكُ ويُنَاجِينِي بِإِصْبَعِهِ فَتَنَاوَلْتُهُ وأَدْنَيْتُهُ إِلَى فَمِي لِأُقَبِّلَهُ فَشَمَمْتُ مِنْهُ رَائِحَةً مَا شَمَمْتُ قَطُّ أَطْيَبَ مِنْهَا ونَادَانِي أَبُو مُحَمَّدٍ (ع) يَا عَمَّتِي هَلُمِّي فَتَايَ إِلَيَّ فَتَنَاوَلَهُ وقَالَ يَا بُنَيَّ انْطِقْ.... الحديث"[25].

توضيح: كما رأينا جاء في هذه الرواية أن «حكيمة» ذهبت في اليوم الثالث لرؤية الطفل حديث الولادة وأنها دخلت غرفة «نرجس» و وجدت الطفل في المهد، في حين أن الرواية السابقة ذكرت أن «حكيمة» ذهبت إلى غرفة نرجس في اليوم الثالث لولادتها فلم تر الطفل فلمّا استفسرتُ من الإمام العسكري قال لها: "يَا عَمَّةُ! فِي كَنَفِ اللهِ وحِرْزِهِ وسَتْرِهِ وعَيْنِهِ حَتَّى يَأْذَنَ اللهُ لَهُ". فهذا تناقض آخر.

إلى هنا ذكرنا جميع الروايات المذكورة في «بحار الأنوار» المتعلِّقة بأم إمام الزمان وكيفية ولادته. وقبل أن ننهي هذا المبحث نودُّ أن نلاحظ بعض الأمور التي وردت في متون تلك الروايات، التي يعتقد الشيعة بصحتها، ونعلّق عليها:

يظهر من الرواية رقم 3 أن الإمام علي النقي ÷ يعلم الغيب وما سيقع في المستقبل، حيث قال لخادمه «كافور» اذهب وافعل كذا وكذا وستجد تلك الأمة في السفينة فقل كذا وافعل كذا.. الخ، هذا في حين أن مثل هذا الأمر لا يصح لأن الله تعالى يقول في القرآن الكريم: ﴿وَمَا تَدۡرِي نَفۡسٞ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗاۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُ [لقمان: ٣٤].

وإذا رأينا في القرآن أن الله تعالى يخبرنا بأنه في بضع سنين – أي بعد 3 إلى 9 سنوات – ستقع حرب بين إيران والروم وسينتصر فيها الروم على الفرس فهذا لأن الله خالق المستقبل ويعلم به، وقد أطلع نبيه الكريم على ذلك. أو قال تعالى مثلاً في سورة الجن: ﴿قُلۡ إِنۡ أَدۡرِيٓ أَقَرِيبٞ مَّا تُوعَدُونَ أَمۡ يَجۡعَلُ لَهُۥ رَبِّيٓ أَمَدًا ٢٥ [الجن: ٢٥]، ثم أعقب ذلك بقوله: ﴿عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا ٢٦ إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا ٢٧ [الجن: ٢٦، ٢٧].

فهذه الآيات الكريمة تدل على أن الله تعالى يُطْلِعُ من يشاء من أنبيائه ورسله على الغيب، ولكن بما أن الإمام علي النقي ÷ لم يكن لا نبياً ولا رسولاً فلا تشمله هذه الآية، بل يشمله قوله تعالى: ﴿وَمَا تَدۡرِي نَفۡسٞ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗا [لقمان: ٣٤]، فنسبة علم الغيب إلى الإمام دليل آخر -يُضاف إلى ما ذكرناه من أدلة - على كذب تلك الروايات.

والأمر الثاني أن تلك الروايات ذكرت أن الإمام المهدي «حجة الله على عباده» والشيعة تؤمن فعلاً بهذا الأمر، هذا في حين أن الله تعالى يبين لنا في القرآن أنه أتم الحجة على الناس برسله وأنه باختتام الرسل تمَّت حجة الله وانتهت: قال تعالى: ﴿رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا ١٦٥ [النساء: ١٦٥]. وإذا تدبرنا الآية التي جاءت قبل هذه الآية مباشرةً وجدناها تقول: ﴿إِنَّآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ كَمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ نُوحٖ وَٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَٰرُونَ وَسُلَيۡمَٰنَۚ وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورٗا ١٦٣ وَرُسُلٗا قَدۡ قَصَصۡنَٰهُمۡ عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُ وَرُسُلٗا لَّمۡ نَقۡصُصۡهُمۡ عَلَيۡكَۚ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا ١٦٤ رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا ١٦٥ [النساء: ١٦٣، ١٦٥]

فهذه الآيات تبيِّن بوضوح أن الله تعالى أتم الحجة على عباده برسله وبواسطة كتبهم وتعاليمهم، وقد جاء نحو ذلك في الخطبة رقم 90 المعروفة باسم «خطبة الأشباح» في «نهج البلاغة» ونصه: "فَأَهْبَطَهُ [أي آدم عليه السلام] بَعْدَ التَّوْبَةِ لِيَعْمُرَ أَرْضَهُ بِنَسْلِهِ ولِيُقِيمَ الحُجَّةَ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ ولَمْ يُخْلِهِمْ بَعْدَ أَنْ قَبَضَهُ مِمَّا يُؤَكِّدُ عَلَيْهِمْ حُجَّةَ رُبُوبِيَّتِهِ ويَصِلُ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ مَعْرِفَتِهِ بَلْ تَعَاهَدَهُمْ بِالحُجَجِ عَلَى أَلْسُنِ الْخِيَرَةِ مِنْ أَنْبِيَائِهِ ومُتَحَمِّلِي وَدَائِعِ رِسَالاتِهِ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) حُجَّتُهُ وبَلَغَ المَقْطَعَ عُذْرُهُ ونُذُرُهُ".

وعندما نقول إن «حجة الله» بيننا معشر المسلمين اليوم هي كتاب الله (القرآن) فإن كلامنا هذا متطابقٌ تماماً مع قول الله تعالى: ﴿لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ [الحديد: ٢٥] فإن قيل: إن إمام الزمان «حجَّةٌ»، قلنا: إن هذا مخالفٌ لما تقوله الآيات والأحاديث.

أما من الناحية العقلية فنقول: لماذا يخفي الله تعالى حجته عن الأنظار؟ أليست سنة الله في عباده – كما تبينها آيات القرآن الكريم – أن يُتِمَّ حجَّتَه على الناس بكل وضوح وجلاء؟ وأنه قد بدأ بإتمام حجَّته بإرسال الأنبياء وانتهت حجَّته بخاتمهم سيدنا محمد ص؟ ثم إنه كيف يعذِّب اللهُ تعالى الناسَ إن لم يؤمنوا بهذه الحجَّة (أي الإمام القائم)؟ أفلا يحق لهم أن يقولوا يوم القيامة: يا رب! لقد كانت حجَّتك غائبةً فمن أين لنا أن نعلم أنها كانت موجودة فعلاً؟؟.

ثم إنكم لاحظتم أن جميع الروايات السابقة مروية عن السيدة «حكيمة» عمة الإمام الحسن العسكري، ورأينا أنها متناقضة يكذِّب بعضها بعضاً وتتضمَّن أموراً تخالف القرآن الكريم، فليت شعري! كيف يؤاخِذُ اللهُ مَنْ لَمْ يؤمن بمثل هذه الحجَّة المستَنِدة إلى مثل هذه الروايات المتناقضة المخالفة للكتاب؟! هذا في حين أننا نعلم - طبقاً لما في كتاب «فِرَق الشيعة» الذي ألَّفه «النوبختي» الشيعي الإمامي الذي تُوُفِّيَ سنة 301 هـ - أن شيعة الإمام الحسن العسكري ÷ انقسموا بعد وفاته إلى فرق عديدة: وسنذكر هنا رأي كل واحدة من هذه الفرق على ضوء ما جاء في كتاب «فرق الشيعة» للنوبختي[26] الذي ترجمه الدكتور «محمد جواد مشكور» إلى الفارسية، ومن أراد التفصيل فعليه أن يرجع إلى الكتب الخاصة بالفرق والمذاهب مثل «الملل والنِّحَل» للشهرستاني وابن حزم أو «مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين» لأبي الحسن الأشعري، أو كتاب «المَقَالاتُ والفِرَقُ» لسعد بن عبد الله الأشعري و...الخ[27].

2تُوُفِّيَ الحسن بن علي (الإمام الحسن العسكري)...... بِسُرَّ مَنْ رأى وهو ابن ثمان وعشرين سنة، ودُفِنَ في داره في البيت الذي دُفِنَ فيه أبوه، وصلَّى عليه أبو عيسى بن المتوكِّل، وكانت إمامته خمس سنين وثمانية أشهر وخمس أيام. وَتُوُفِّيَ ولم يُرَ له [خلف] ولم يُعْرَف له ولدٌ ظاهرٌ، فاقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمُّه...... .

وافترق أصحابه من بعده فِرَقاً:

1- ففرقةٌ قالت: إن «الحسن بن عليّ» حيٌّ لم يَمُتْ وإنما غاب وهو المهدي القائم ولا يجوز أن يموت الإمام! ولا ولد له ولا خلف معروف ظاهر...

نُلاحظ إذاً أن هناك عدداً من أتباع الإمام الحسن العسكري ÷ أنكروا وفاته، لأنه كانوا يعتقدون أنه لا ولد له، وَمِنْ ثَمَّ فاضطروا أن يعتبروه المهدي القائم!!

32- وقالت فرقةٌ إن «الحسن بن عليٍّ» مات وعاش بعد موته، وهو القائم المهدي، وتمسكوا في ذلك برواية رووها عن جعفر بن محمد أنه قال: إنما سُمِّيَ القائم قائماً لأنه يقوم بعدما يموت، فالحسن بن علي قد مات لا شك في موته، ولا خلف له، ولا وصيَّ موجود!

تُلاحظون أن هذه الفرقة من أتباع الإمام الحسن العسكري ÷ استندت إلى حديثٍ يقول: إن الإمام القائم إنما سُمِّيَ قائماً لأنه يقوم بعدما يموت، فلم تنكر هذه الفرقة موت حضرة الإمام خلافاً للفرقة السابقة التي أنكرت وفاته، ولكن لمَّا لم يكن للإمام ولدٌ، اعتبروه هو نفسه الإمام القائم مثل عقيدة الفرقة السابقة.

3- وقالت فرقةٌ من شيعته: إن الإمام «الحسنَ بنَ علٍّي» تُوُفِّيَ ولا عقب له والإمامُ بعده أخوه «جعفر بن علي»، وإليه أوصى الحسن، وَمِنْهُ قَبِلَ جَعْفَرٌ الوصيةَ، وعنه صارت إليه الإمامة!

4- وقالت فرقةٌ: إن «أبا جعفر محمد بن علي»[28]، الميت في حياة أبيه، كان الإمامَ بوصية أبيه إليه، وإشارته ودلالته ونصِّه على اسمه وعينه. ولا يجوز أن يشير إمامٌ قد ثبتت إمامتُه وصحَّت (أي الإمام الهادي) على [شخصٍ] غير إمام. فلمَّا حضرت الوفاة «محمدَ بن عليٍّ» لم يجز أن لا يوصي وأن لا يقيم إماماً، ولا يجوز له أن يوصي إلى أبيه، إذ إمامة أبيه ثابتة عن جدِّه، ولا يجوز أيضاً أن يأمر مع أبيه وينهى ويقيم من يأمر معه ويشاركه، وإنما ثبتت له الإمامة بعد مضي أبيه، فلما لم يجز له إلا أن يوصي (فقد) أوصى إلى غلامٍ لأبيه صغيرٍ كان في خدمته يُقال له «نفيس» وأمر إذا حدث به حدثُ الموت أن يؤدي ذلك كله إلى أخيه جعفر، كما فعل الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، لما خرج إلى الكوفة فقد دفع كتبه والوصية وما عنده من السلاح وغيره إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله، واستودعها ذلك كله، وأمرها أن تدفعه إلى علي بن الحسين الأصغر إذا رجع إلى المدينة، فلما انصرف علي بن الحسين من الشام إليها، دفعت إليه جميع ذلك، وسلَّمته إليه، فهذا بتلك المنزلة في الإمامة لجعفر بوصية «نفيس» إليه عن محمد أخيه، فإن نفيساً لمَّا خاف على نفسه ولمَّا علم أهل الدار بقصّته وأحسُّوا بأمره وحسدوه، ونصبوا له وبغوه الغوائل، وخشي أن تبطل الإمامة وتذهب الوصية دعا جعفرا وأوصى إليه، ودفع إليه جميع ما استودعه أخوه الميت في حياة أبيه، ودفع إليه الوصية على نحو ما أمره. وهكذا ادَّعى جعفر (أن الإمامة) صارت إليه مِنْ قِبَلِ محمد أخيه، لا مِنْ قِبَلِ أبيه، وهذه الفرقة تُسمَّى «النفيسية». وأنكرت هذه الفرقة إمامة الحسن العسكري عليه السلام، وقالوا لم يوصِ أبوه إليه، ولا غيَّر وصيَّته إلى محمد ابنه، وهذا عندهم جائز صحيح، فقالوا بإمامة جعفر من هذا الوجه، وناظروا عليها[29].

5- وآمنت فرقةٌ، منهم أشخاصٌ من أهل الورع والعبادة مثلُ «عبدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ» ونظرائه، بإمامة حضرة «الحسن بن علي العسكري» بعد أبيه، وقالوا بما أن الإمام العسكري تُوُفِّيَ ولم يكن له ولد، لذا جاز أن تنتقل الإمامة من بعده إلى أخيه «جعفر بن علي».

هذا في حين أن الفرقة 3 كانت تعتقد أن حضرة العسكري هو نفسه الذي نصب أخاه جعفراً بمنصب الإمامة من بعده!

6- ورجعت فرقةٌ إلى القول بإمامة «محمد بن علي» المُتَوَفَّى في حياة أبيه، وزعمت أن الحسن وجعفر ادَّعيا ما لم يكن لهما، وأن أباهما لم يُشِرْ إليهما بشيء من الوصية والإمامة، ولا رُوِيَ عنه في ذلك شيءٌ أصلاً ولا نص عليهما بشيء يوجب إمامتهما!!

7- وقالت فرقة: بما أنه ظهر للحسن (العسكري) ولدٌ بعده بثمانية أشهر، فالذين ادَّعوا له ولداً في حياته كاذبون مبطلون في دعواهم، لأن ذلك لو كان، لم يخْفَ كما لم يخْفَ غيره، ولكنه مضى ولم يُعْرَف له ولدٌ، ولا يجوز أن يُكابَر في مثل ذلك ويُدْفَعَ العيان والمعقول والمُتعارف.

8- وقالت فرقةٌ: لا ولد للحسن بن علي أصلاً لأنا تبحَّرنا ذلك بكل وجه وفتشنا عنه سرَّاً وعلانيةً، وبحثنا عن خَبَرِهِ في حياة الحسن بكل سبب فلم نجده، ولو جاز أن يُقال في مثل الحسن بن علي وقد تُوُفي ولا ولد له ظاهر معروف، أن له ولداً مستوراً، لجاز مثل هذه الدعوى في كل ميت من غير خَلَفٍ، ولجاز مثل ذلك في النبي صلوات الله عليه أن يقال خلَّف ابناً رسولاً نبياً![30]

9- وفرقةٌ قالت: إن الحسن بن علي قد صحَّت وفاته كما صحت وفاة آبائه بتواطؤ الأخبار التي لا يجوز تكذيب مثلها، وصح بمثل هذه الأسباب أنه لا خلف له، فلما صح عندنا الوجهان ثبت أن لا إمام بعد الحسن بن علي وأن الإمامة انقطعت، وذلك جائز في المعقول والقياس، فكما جاز أن تنقطع النبوة بعد محمد ص فلا يكون بعده شيء، كذلك جاز أن تنقطع الإمامة.

10- وقالت فرقةٌ لما سُئلوا عن ذلك وقيل لهم: ما تقولون في الإمام أهو جعفر أم غيره؟؟ قالوا: لا ندري ما نقول في ذلك! أهو من ولد الحسن أم من إخوته، فقد اشتبه علينا الأمر فلسنا نعلم أن للحسن بن علي ولدا أم لا؟ أم الإمامة صحت لجعفر أم لمحمد؟ وقد كثر الاختلاف. إلا أننا نقول إن الحسن بن علي كان إماماً مفترض الطاعة ثابت الإمامة، وقد توفي (عليه السلام) وصحت وفاته، والأرض لا تخلو من حجة، فنحن نتوقف ولا نقدم على القول بإمامة أحد بعده، ولا ننكر إمامة أبي محمد ولا موته، ولا نقول إنه رجع بعد موته ولا نقطع على إمامة أحد من ولد غيره، ولا ننتميه حتى يظهر الله الأمر إذا شاء ويكشف ويبينه لنا[31].

11- وقالت فرقةٌ: إن الحسن بن علي ÷ كان له ولدٌ، سمَّاه «محمَّداً»، وأشار إليه بالإمامة من بعده، وهم الآن ينتظرون ظهوره.

توضيح: لو كان في شريعةِ اللهِ نصٌّ موثوقٌ حول «المهديِّ» لما وُجِدَ كلُّ هذا الاختلاف والحيرة بشأنه بين المسلمين.

وعلي أي حال، كان هذا حال شيعة الإمام الحسن العسكري في زمنه، وتلك كانت عقيدتهم بشأن ابن الإمام الحسن العسكري، رغم أنهم كانوا معاصرين له، فما بالك بحال من جاء بعدهم؟؟ فهل هكذا تكون حجَّة الله على عباده؟؟

ثم نسأل: ما هي فائدة مثل هذه الحجَّة؟؟ وعلى قول أستاذنا جناب «السيد مصطفى الحسيني الطباطبائي»: عندما يكون إمام الأمة وهاديها مختفياً فأي إمامة وهداية وإرشاد يُرتجى منه على نحو أنه لو فقد فإن الدنيا تنقلب أوضاعها ويضطرب الزمان والناس؟؟

أليس من المضحِك أن نقول: إن رَبَّ العالمين غيَّبَ حُجَّته ثم إنه سيلوم الناس في الحياة الأخرى وفي يوم القيامة على عدم إيمانهم بوجود حُجَّته؟! أليس من حق الناس في الآخرة أن يُجيبوا الله قائلين: اللهم إن حُجَّتك هي الدليل، وطبقاً لقول بعض الناس بالطبع، جاء الحُجَّة بيننا ولكنه غاب ولم يعد لدينا من سبيل للوصول إليه!! لقد أتيتَنا بدليل وحُجَّة ولكن دليلك غاب واختفى!! هل يُمكن أن يهتدي الناس وتتم الحُجَّة عليهم من خلال دليل غائب لا يُمكن للناس أن يصلوا إليه؟! فَسُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَقُولُ الْجـَاهِلُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا.

إن كل من يقول ذلك لم يعرف الله حق المعرفة، ومن هنا نُدرك أن منشأ الخرافات والأخطاء عدم معرفة الله تعالى وعدم معرفة مقام كبرياء الذات الأحدية.

لو قبلنا بكل أسطورة أو ادِّعاء لا دليل عليه واعتبرنا كائناً غائباً منذ ألف وبضع مئات من السنين إمامنا نكون قد سلكنا سبيلاً مخالفاً للوحي والعقل والتجربة، لأن الوحي يقول إن فائدة الإمام هي هدايته وإرشاده وأعماله التي نأتمُّ بها ونقتدي بها، فإذا كان إمامنا مختفياً ولم يترك لنا كتاباً وآثاراً كي نرجع إليها لحلِّ مشكلات عصرنا فإن هذا الإمام ليس هو الإمام الذي جاء وصفه في القرآن الكريم والذي أمر القرآن بالإيمان به واتِّباع أقواله وأفعاله.

فإن قيل: أين اعتبر القرآن الكريم أن فائدة الإمام هي هداية الناس؟ قلنا: عندما قال عن الهُداة المُرشدين المُرسلين من الله: ﴿وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا [الأنبياء: ٧٣] ولا شك أن ما يقوله القرآن لا يتعلق بالماضي والأمم السالفة فقط بل هو لجميع أهل القرآن أي للمسلمين جميعاً؛ لأن الماضين مضوا فلو كانت بعض تعاليم القرآن خاصة بمن قبلنا فما فائدة تذكير هذه الأمة بها؟!

يقول هؤلاء المُدَّعون أحياناً بعد أن يُعييهم الجواب: إن فائدة الإمام ستظهر في المستقبل عندما يظهر ويملأ العالَم عدلاً بعد أن يكون قد امتلأ ظلماً وجوراً. فنقول: إذن الإمام ليس إمام زماننا بل هو إمام المستقبل!

أضف إلى ذلك إذا كانت إرادة الله تعالى قد تعلَّقت بأن يملأ العالَم بنور العدل في المستقبل وفي آخر الزمن، فما الحاجة إلى أن يخلق شخصاً قبل ألف سنة ويحتفظ به قروناً متمادية لإنجاز هذه المهمة؟ ألم يكن الله قادراً -نعوذ بالله تعالى- أن يوجد مثل هذا الهادي والإمام المُصلح في الوقت المناسب تماماً كما أوجد النَّبِيّ الأَكْرَم ص في الوقت المقتضي؟! وهل يفعل الله القُدُّوس القدير عملاً عبثياً؟ وهل حساب الله مثل حساب العبيد الذين يرون أنه لا يُمكنهم الحصول على فاكهة الشتاء في الصيف فيُخزِّنون فاكهة الشتاء كي يأكلوها بالصيف؟!

يقولون: لا بُدَّ أن يكون الإمام ابناً لإمام، ولذلك احتفظ الله بابن آخر إمام من الأئمة ليُؤَدِّي تلك المهمة!! فنقول: يا للعجب! ألا يعلمون أن أبا طالب والد أمير المؤمنين علي ÷ لم يكن إماماً ولا نبياً! ألا يتفكرون في حال «عبد الله» والد رسول الله ص الذي لم يكن يتمتع لا بمقام النبوة ولا بمقام الإمامة؟! فإذا كان حضرة أبي الأئمة خارجاً عن هذا الشرط ولم يدَّعِ رسول الله ص نفسه مع كل مقامه العالي الذي لا يُضاهى هذا الأمر فكيف يُمكن أن يكون ادِّعاؤكم صحيحاً؟

أضف إلى ذلك أن السؤال المهم الذي يطرح نفسه: لماذا لا نجد أيّ ذكر أو دليل يدل على هذا الإمام المحجوب الذي يرتبط به مصير مستقبل العالَم في القرآن الكريم؟ وهل أهمية الإيمان بوجود مثل هذا الإمام أقل من أهمية الإيمان بوجود رجال من الماضين عاشوا ورحلوا عن الدنيا منذ عشرات القرون مثل لقمان وذي القرنين، حتى نجد أن القرآن الكريم ذكر لنا أسماءهم وأوصافهم بشكل مفصل لنأخذ من سيرتهم وأقوالهم العبرة والموعظة، ولكنه لم يذكر لنا أيَّ شيء عن اسم وأوصاف إمام عظيم وشخص غائب يجب على المسلمين أن ينتظروه ويترقَّبوا ليل نهار ظهور دولته؟! هل طريقة كتاب الهداية أنه كلما كان الأمر أكثر أهمية اختصر في بيانه أو كتم بيانه عنا بشكل تام! أما إذا كان الأمر أقل أهمية أوضحه وفصَّله لنا بشكل كامل؟!

[18] أي أعضاء السجود السبعة: وهي: الجَّبْهَة (أو الوَجْه) والرُّكْبَتَانِ، وَالْيَدَانِ، وَالْقَدَمَانِ. (المُتَرْجِمُ). [19] بحار الأنوار، ج 51، ص 2-3، حديث رقم 3. (المُتَرْجِمُ) [20] قوله إن أم موسى لم تظهر عليها آثار الحبل غير صحيح، [ودليل آخر على كذب هذه الرواية]، لأننا إذا رجعنا إلى «التوراة»، وإلى سفر الخروج (الآية 16 فما بعد) منها رأينا أن سبب بقاء حضرة «موسى» حياً كان خوف القابلة (المولدة) من الله، وفيما يلي نص ذلك: "15وَكَلَّمَ مَلِكُ مِصْـرَ قَابِلَتَيِ الْعِبْرَانِيَّاتِ اللَّتَيْنِ اسْمُ إِحْدَاهُمَا شِفْرَةُ وَاسْمُ الأُخْرَى فُوعَةُ 16وَقَالَ: «حِينَمَا تُوَلِّدَانِ الْعِبْرَانِيَّاتِ وَتَنْظُرَانِهِنَّ عَلَى الْكَرَاسِـيِّ إِنْ كَانَ ابْناً فَاقْتُلاَهُ وَإِنْ كَانَ بِنْتاً فَتَحْيَا». 17وَلَكِنَّ الْقَابِلَتَيْنِ خَافَتَا اللهَ وَلَمْ تَفْعَلاَ كَمَا كَلَّمَهُمَا مَلِكُ مِصْـرَ بَلِ اسْتَحْيَتَا الأَوْلاَدَ.". [21] فكيف كان يرضع الحليب في الأربعين يوماً المذكورة؟ (البرقعي) [22] ينبغي أن نعلم أنه طبقاً لما جاء في القرآن الكريم وكذلك في نص التوراة، وضعت أم موسى ابنها في صندوق و وضعته في نهر النيل فالتقطه آل فرعون وأتوا به منزل فرعون، ثم حرم الله عليه المراضع فجاءت أم موسى فأرضعته، وردَّه الله تعالى إليها بهذه الطريقة، وليس في واقع القصة أن أم موسى عهدت بوليدها إلى طائر، ولا ذكرٌ لطائر أصلاً في ذلك الموضوع. (المؤلِّف) [23] بحار الأنوار، ج 51، ص 13 - 14، حديث رقم 14. (المُتَرْجِمُ) [24] بحار الأنوار، ج 51، ص 17 - 18، حديث رقم 25. (المُتَرْجِمُ) [25] بحار الأنوار، ج 51، ص 19، حديث رقم 26. (المُتَرْجِمُ) [26] اعتبر علماءٌ [ورجاليون] كبار كالنجاشي والشيخ الطوسي: النوبختيَّ من علماء الشيعة. [27] كما أنه من المفيد في هذا الموضوع قراءة الجزء الأول من «مقدمة ابن خلدون» الفصل 27. (البرقعي) [28] المراد ابنُ حضرة الإمام علي النقي (الهادي) عليه السلام، الذي توفي صغيراً في حياة أبيه، وكان الإمام الهادي قد عرَّفه للناس بوصفه الإمام من بعده. [29] كتاب فرق الشيعة، الحسن بن موسى النوبختي، الدكتور عبد المنعم الحنفي، القاهرة، دار الرشاد، 1412هـ -1992م، ص 104. (المُتَرْجِمُ) [30] كتاب فرق الشيعة، الحسن بن موسى النوبختي، ص 101. (المُتَرْجِمُ) [31] اختصر المؤلف بشدة في بيانه لعقيدة هذه الفرقة، فبينتُها كما في الأصل الذي نقل عنه أي كتاب «فرق الشيعة» للنوبختي، ص 105. (المُتَرْجِمُ)