دراسة علمية لأحاديث المهدي

فهرس الكتاب

الدين الكامل لا يحتاج إلى مهديٍّ ليُكَمِّلَهُ

الدين الكامل لا يحتاج إلى مهديٍّ ليُكَمِّلَهُ

ثم يقول الشيخ المذكور: ".... إن الدين كاملٌ بوجود رسول الله ص ونزول كتاب الله، ولم يخلف رسول الله شيئًا منه لا في السماء ولا في الأرض، يقول تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗا [المائ‍دة: ٣] ...... وإننا بكتاب ربنا وسنة نبينا لفي غنى واسع عن دينٍ وعَدْلٍ يأتينا به المهدي المنتظر...". أي بعد رسول الله ص يقع علينا نحن معشر المسلمين واجب تطبيق دين الله تعالى.

ثم يقول العالم المذكور: "جاء آلاف من العلماء الكبار وذهبوا وبذلوا جهوداً كبيرةً في سبيل نشر الدين و أوضحوا أصول الدين وفروعه دون أن يروا المهدي أو يكون لهم أي علم به وكان جميع أصحاب رسول الله ص والتابعون مسلمين دون أن يكون لأحدٍ منهم أي معرفة بالمهدي و دون أن يكون أحدهم قد سمع باسمه".

وأقول (كاتب هذا السطور): بل حتى أئمة الشيعة أنفسهم لم يدعوا الإمامة المنصوص عليها مِنْ قِبَلِ الله تعالى، وإن وجدنا أخباراً قد انتشـرت بين الشيعة في هذا الصدد، فإنها في الواقع أخبار تم وضعها واختلاقها في القرن الهجري الثالث، كما أوضح ذلك المرحوم الأستاذ «قلمداران» في كتابه الشريف «شاهراه اتِّحاد» [طريق الاتِّحاد]، وكما أوضحتُ في التحرير الثاني الجديد لكتابي «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول».

ونعود إلى كلام العالم المذكور الذي يقول ما معناه إنه لم يكن من شأن رسول الله ص أبداً أن يَعِدَ الناس بشخصٍ مجهولٍ غائبٍ وأن يفتح بذلك مجالاً لكل شخص ليدّعي أنه المهدي ويثور ويدفع الناس إلى القتل ويخلق الفتنة والفساد، فهذا بعيدٌ جداً عن نبي الرحمة ص. ويقول إنه طبقاً لأخبار الشيعة إذا جاء الإمام الموهوم فإنه سيملك سبع سنوات وسيُقتَل بيد امرأة عجوز ذات لحية!! فهل يجوز أن ينتظر الناس آلاف الأعوام لأجل مُلْك يدوم 7 سنوات فقط، واستناداً إلى هذا الانتظار يأتي في كل عصر من العصور شخص يدعو الناس إلى الثورة و يسبب الحروب وإراقة الدماء. (ولعل تلك الحروب تطول أكثر من سبع سنوات؟!!).