نسب المؤلِّف
اِعْلَم أن كاتب هذه السطور من أهل مدينة «قم»، وأن آبائي وأجدادي عاشوا في هذه المدينة منذ ثلاثين جيلاً، وجدي الأعلى الذي جاء إلى «قم» وتوقف فيها هو «موسى المُبَرْقَع» ابن الإمام محمد تقي بن حضرة علي بن موسى الرضا ÷ وقبره اليوم في «قم» معروف ومشهور، ولما كانت سلسلة نسبي تصل إلى موسى المُبرقع أُطلق على أسرتي اسم: «البُرقعي»، وبما أن النسب يصل أيضاً إلى حضرة الرضا أُطلق على الأسرة أيضاً لقب «الرضوي» أو «ابن الرضا» ولهذا السبب اخترت أن تكون نسبتي في البطاقة الشخصية «ابن الرضا».
أما شجرة نسبي، كما ذُكِرَت في كتب الأنساب والمُشجَّرات وكما كتبتُها في أحد مؤلفاتي المُسمَّى بـ «تراجم الرجال» في باب الألف، فهي كما يلي: أبوالفضل بن الحسن بن أحمد بن رضي الدين بن مير يحيى بن مير ميران بن أميران الأول بن مير صفي الدين بن مير أبو القاسم بن مير يحيى بن السيد مُحسن الرضوي - وكان كبير وجهاء أهل مشهد الرضا وأشهر أعلامها في وقته-ابن رضي الدين بن فخر الدين علي بن رضي الدين حسين بادشاه بن أبي القاسم علي بن أبي علي محمد بن أحمد بن محمد الأعرج ابن أحمد بن موسى المُبرقع، ابن الإمام محمد الجواد رضي اللهُ عن آبائي وغفر اللهُ لي ولهم.
أما والدي السيد حسن فقد كان فقیراً معرضاً عن الدنيا وكان من أزهد الناس، معتمداً في قوته حتى آخر أيامه على عمل يده، فكان يعمل في فصل الشتاء البارد وفي جو الصقيع حتى وهو شيخ كبير. إلا أنه كان سعيدَ الحال، دائم البشر والسرور، يُحبُّ السَّهَر، وكان من أهل العبادة، وكان مع قلة ذات يده جواداً متواضعاً.
وأما جدِّي الأول، أي والدُ أبي، السيد أحمد، فقد كان عالماً بارزاً، ومجتهداً معروفاً، ولكنه لم يكن يحب الظهور، وهو من أبرز التلاميذ الذين اعتنى بهم الميرزا الشيرازي[3] صاحب فتوى تحريم التبغ، وكما بينت في كتابي "تراجم الرجال"، عاد جدِّي -بعد بلوغه درجة الاجتهاد- من سامراء إلى قم وأصبح مرجع الناس فيها في أمور الدين والقضاء الشرعي والفصل بين الناس في الخصومات، وكان أثاث منزله متواضعاً كحال سلمان، وبعيداً عن الثراء كحال أبي ذر، لا ينتظر من أحدٍ درهماً ولا ديناراً.
[3] هو السيد ميرزا محمد حسن الشيرازي، مرجع الشيعة الإمامية ورئيس الطائفة الأبرز في عصـره، واعتُبر لديهم مجدد المذهب في القرن الرابع عشر، واشتُهر بإصداره فتوى تحريم التنباك (التبغ) لإحباط اتفاقية (التنباك) بين حكومة ملك إيران ناصر الدين شاه وشركة ريجي البريطانية التي كانت ستؤدي إلى بسط نفوذ بريطانيا التجاري والسياسي في إيران والإضرار بالشعب الإيراني. وقد أدى انصياع الناس الكامل لفتوى الميرزا في تحريم تدخين التنباك إلى تراجع الملك ناصر الدين شاه قاجار عن موقفه وإلغاء الاتفاقية. توفي الميزرا حسن الشيرازي في شعبان 1312هـ في سامراء وحمل إلى النجف ودفن فيها. (المُتَرْجِمُ)