دراسة علمية لأحاديث المهدي

فهرس الكتاب

[مطالعة كتاب الغدير للأميني ورأي المؤلف حوله]

[مطالعة كتاب الغدير للأميني ورأي المؤلف حوله]

عندما كنت هناك [في السجن] قمت بقراءة كتاب الغدير تأليف العلامة عبد الحسين الأميني التبريزي، من جديد ، إذْ كنتُ قد قرأته قبل سنوات عديدة، وأستطيع القول بكل تجرُّد وبدون أدنى تعصب بأن الذين قالوا بأنّ: "عمل الأميني في هذا الكتاب ليس سوى إضافة عدة أسانيد أخرى على سند حديث الغدير" قد صدقوا فيما قالوا. هذا الكتاب إن كان قادراً على خداع العوام والبُسطاء وقليلي المعرفة من غير المختصين، فهو غير قادر على خداع المطلعين المُنصفين الذين يدركون أنه ليس للكتاب أهمية علمية كبيرة، اللهم إلا أن يقوم بعض أهل الاختصاص بمدح الكتاب والثناء عليه تعصُّباً وتغريراً بالعوام، وفي نظري إن أستاذنا السيد أبا الحسن الأصفهاني كان مصيباً حين استفتوه في طباعة الكتاب من أموال الوجوه الشرعية (سهم الخمس) فلم يوافق، وأجابهم قائلاً: "إن صرف أموال سهم الإمام عليه السلام في طباعة كتاب شعر!! لعله لا يقع موقع رضا ذلك الإمام الجليل".

وقد استند هذا الكتاب على مصادر غير موثوقة، وأسانيد غير متصلة بصدر الإسلام، ولهذا لا قيمة له عند أهل التحقيق.

ورغم أن بعض احتجاجات الكتاب قد تمَّت الإجابة عنها قديماً إلا أن مؤلفه تجاهل ذلك وأعاد طرح الحجج ذاتها مرة أخرى! وأعتقد أن أهل الفن من الشيعة يدركون في قرارة أنفسهم أنه لا يمكن تقديم شيء مهم لصالح المذهب من خلال كتاب «الغدير». ولهذا السبب فإن الذين يمدحون الكتاب اليوم ويدافعون عنه من الذين بيدهم زمام الأمور في البلاد، لا يأذَنُون بأي حال من الأحوال بطباعة كتب أخرى [مخالفة له] مثل كتاب المحقق الكبير الأستاذ حيدر علي قلمداران: «شاهراه اتحاد يا بررسى نصوص امامت» [أي: طريق الاتحاد أو دراسة نصوص الإمامة]، أو كتاب: «الباقيات الصالحات» لأحد علماء الشيعة في شبه القارة الهندية، واسمه محمد عبد الشكور اللكهنوي[5] ، أو كتاب: «التحفة الاثني عشرية» تأليف عبد العزيز بن شاه ولي الله أحمد الدهلوي، أو الكُتَيِّب المختصر: «راز دلبران» [أي سر المحبوبين] تأليف السيد عبد الرحمن السربازي الذي كتبه إلى مؤسسة «در راه حق» [أي في سبيل الحق] في قم، أو كتاب «رهنمود سنت در ردِّ اهل بدعت»[6] [أي المرشد إلى السنة في الرد على أهل البدعة] ترجمة العبد الفقير البرقعي، وأمثالها من الكتب المفيدة للناطقين بالفارسية. بل لا يسمحون حتى أن يصل اسم أي من الكتب السابقة إلى مسامع الناس. في حين أنهم لو لم يكونوا مغرضين وكانوا طالبين للحق فعلاً لأَذِنوا للناس بأن يقرؤوا الترجمة الفارسية لكتاب الغدير وفي الوقت ذاته أن يقرؤوا الكُتُب المُشار إليها أعلاه، ليستطيع الناس أن يقارنوا بينهما ويحكموا بأنفسهم ويناقشوا العلماء وبعد المقارنة بين جميع الأقوال يمكنهم أن يميزوا الحق من الباطل ويختاروا أحسن الأقوال؛ وعندئذٍ فقط يمكن القول إنهم عملوا بالآية الكريمة: ﴿فَبَشِّرۡ عِبَادِ ١٧ ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ١٨ [الزمر: ١٧، ١٨]، لكن المسؤولين لا هم يفعلون ذلك، ولا يسمحون للآخرين أن يقوموا بذلك أيضاً، بل يردُّون على أطروحات أمثالي بالرصاص والسجن!!

[5] «علما أن الشيخ محمد عبدالشكور صاحب كتاب «الباقيات الصالحات» بالفارسية لم يكن من علماء الشيعة أبداً بل كان من كبار علماء أهل السنة في شبه القارة الهندية في محاربة الروافض، وله مؤلفات علمية نافعة، منها: هذا الكتاب (الباقيات الصالحات)، وهو في الحقيقة ترجمة فارسية للجزء الأول من كتاب «آيات بينات» باللغة الأردية، للشيخ نواب محسن الملك - الذي كان من كبار علماء الشيعة الإمامية في شبه القارة الهندية ثم هداه الله إلى مذهب أهل السنة والجماعة-، فألف كتابه هذا باسم (آيات بينات) في أربعة أجزاء ودافع فيه عن أصحاب رسول الله وغيرها و رد على شبهات الشيعة ردوداً علمية قوية قلما يجد الإنسان مثلها في مؤلفات أخرى. والكتاب الأصلي الكامل بالأردية وكذلك الجزء الأول المترجم إلى العربية والفارسية موجود في موقع مكتبة العقيدة (www.aqeedeh.com). وقد كتب الشيخ محمد عبدالشكور اللكهنوي تعليقات علمية نافعة على هذا الجزء الذي ترجمه وسماه بـ(الباقيات الصالحات). المصحح [6] هو ترجمة إلى الفارسية مع شيء من الاختصار والإضافات قام بها المؤلف البرقعي لكتاب «المنتقى من منهاج الاعتدال» للحافظ الذهبي. [وكتاب المنتقى للذهبي هذا هو اختصار لكتاب «منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال» تأليف الشيخ ابن تيمية الذي اختصر فيه تأليفه الكبير «منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية»]. (المُتَرْجِمُ)