7هل يُحَوِّلُ المهديُّ جميعَ الناس إلى مسلمين صالحين؟
يروي المجلسيُّ في «بحار الأنوار» نقلاً عن كتاب «الاحتجاج» للطَّبْرَسِي عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الجُهَنِيِّ "عَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا قَالَ: يَبْعَثُ اللهُ رَجُلًا فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَكَلَبٍ[49] مِنَ الدَّهْرِ وَجَهْلٍ مِنَ النَّاسِ، يُؤَيِّدُهُ اللهُ بِمَلَائِكَتِهِ وَيَعْصِمُ أَنْصَارَهُ وَيَنْصُرُهُ بِآيَاتِهِ وَيُظْهِرُهُ عَلَى الأَرْضِ حَتَّى يَدِينُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً يَمْلَأُ الأَرْضَ عَدْلًا وَقِسْطاً وَنُوراً وَبُرْهَاناً، يَدِينُ لَهُ عَرْضُ البِلَادِ وَطُولُهَا، لَا يَبْقَى كَافِرٌ إِلَّا آمَنَ، وَلَا طَالِحٌ إِلَّا صَلَحَ، وَتَصْطَلِحُ فِي مُلْكِهِ السِّبَاعُ....."[50] .
لنرَ الآن هل تنطبق هذه الرواية مع القرآن الكريم؟
يقول تعالى في سورة المائدة: ﴿وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰٓ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَهُمۡ فَنَسُواْ حَظّٗا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَأَغۡرَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَاوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾ [المائدة: ١٤].
ويقول سبحانه أيضاً: ﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ غُلَّتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْۘ بَلۡ يَدَاهُ مَبۡسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيۡفَ يَشَآءُۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗاۚ وَأَلۡقَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾ [المائدة: ٦٤].
إذن من هاتين الآيتين يتبـيَّن أنه حتى يوم القيامة سيبقى هناك يهود على وجه الأرض وستبقى بينهم العداوة والبغضاء، وكذلك سيبقى النصارى أيضاً على هذه الصورة حتى يوم القيامة، فليس الأمر أنه لن يبقى قبل القيامة أي كافر أو طالح وأن الإيمان والصلاح سيعُمَّان الأرض!
***
[49] الكَلَب: داء شبيه بالجنون. [50] المجلسي، بحار الأنوار، ج 52، ص 280.