سِيرَةُ المؤَلِّفِ بِقَلَمِهِ
الْحـَمْدُ لِـلَّهِ الذي منَّ عليَّ بتمييز الحق من الباطل وأرشدني إليه سبحانه[2].
الْحـَمْدُ لِـلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا الله، إلهي أنت دللتني عليك ولولا أنت لم أدرِ ما أنت. والصلاة والسلام بلا عدّ ولا حدود على الرسول المحمود محمد المصطفى ص وأصحابه وأتباعه الذين اتَّبعوه بإحسان إلى يوم لقائه.
وبعد، فإن عدداً من الأحبة وإخواني في العقيدة والفكر أصرُّوا على هذا العبد الفقير سيد أبوالفضل ابن الرضا البرقعي أن أكتب ترجمةً لسيرة حياتي وأُسجِّل ضمن ذلك عقائدي كي لا يتمكَّن المُفترون من تلفيق التهم لي بعد موتي. لأن كل من يحارب العقائد الخرافية لمُدّعي التقوى والمُتظاهرين بالعلم، يصبح له أعداء كثيرون، أعداء لا يتورَّعون - عندما يرون شخصاً مُخالفاً لعقائدهم - عن تكفيره وتفسيقه وكَيْلِ كلِّ نَوْعٍ من الاتِّهَامَات له، بل يرون في ذلك عملاً شرعياً يُثابون عليه!! وقد وضعوا بالطبع في كتب الحديث أحاديث تُحلِّل لهم مثل هذا العمل، على نحوٍ لو اطَّلعَ عليها شخص قليل المعرفة لظنَّها أحاديث صحيحةً!
وعلى كل حال إنني أرى نفسي ذرَّةً ضئيلة الشأن، لا أستحق أن تُكْتَبَ عنِّي سيرة وتاريخ حياة، ولكنني أرى تلبية طلب الأصدقاء والأحباب وعدم ردِّ طلبهم أمراً واجباً عليّ، لذا سأكتب لهم باختصار جانباً من سيرة حياتي، رغم أنني أشرت إلى جوانب من ذلك في بعض مؤلفاتي وأنا مضطر هنا إلى تكرار بعض تلك المطالب لأهميتها.
[2] أيها القراء الكرام! من الجدير بالذكر أننا رأينا من اللازم أن نُعرِّف بمؤلف هذا الكتاب آية الله العظمى سيد أبو الفضل بن الرضا البرقعي القمي بقلمه ذاته، لذا اخترنا بعض المطالب المُتفرِّقة من كتاب سيرته الذاتية الموسوم بـ «سوانح ايام» أو «الذكريات»، الذي ألَّفه بنفسه ودوَّن فيه كل سيرة حياته، لعلَّنا إن شاء الله نتمكَّن من التعرُّف الصحيح على هذه الشخصية الجليلة، ونُؤكِّد في هذا المقام أنه للتعرّف التام على هذه الشخصية الإيرانية المجهولة لا بُدَّ من قراءة كتبه الأخرى لاسيما كتابه «سوانح الأيام» [الناشر]