من كانت أُمُّه؟
يجب القول إن اسم والدته غير معروف أيضاً كشأن تاريخ ولادته. ففي ص2 روى المَجْلِسِيُّ عن أبي الحسن أن اسم أم المهدي «نرجس».
وروى في ص5 وص 23 (من الجزء 51 من البحار) أن اسمها «صيقل» أو «صقيل» وأنها ماتت في زمن حياة زوجها الإمام العسكري.
22وروى في ص7 أن اسم أمه «مليكة بنت يشوعا». وأورد في ص15 حديثاً جاء فيه أن اسم أُمَّه كان «ريحانة»، وذكر رواية أخرى تفيد أن اسمها كان «سوسن»، وفي ص23 رواية أن اسمها كان «حكيمة»، وفي ص24 أن اسمها كان «خمط».
وفي ص28 أن اسم أُمِّه كان «مريم بنت زيد العلوية»! وأما رواة هذا الباب وتلك الأحاديث فإليكم أحوالهم من وجهة نظر علماء الرجال الشيعة:
* الرواية 1- منقولة من كتاب «الكافي».
* الرواية 2- تقول «أخبرني بعض أصحابنا» دون أن تُبيِّن من هم هؤلاء الأصحاب ومن أي بلد هُمْ؟ وهل كانوا عدولاً أم فُسَّاقاً؟ فهم مجهولون كلياً.
* الرواية 3- رواها «الـْحُسَيْنُ بْنُ رِزْقِ اللهِ» وهو مهمل لا ذكر له في كتب الرجال. وقد رواها عن «مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ» وهو أيضاً -طبقاً لكتب رجال الشيعة- مهمل ومجهول. إذن لقد أتانا مجهول عن مجهول بإمام وحجة!! هذا بالنسبة إلى الرواة. وأما بالنسبة إلى متن تلك الروايات، فإن حكيمة بنت الإمام الجواد تقول: لقد حضرتُ ساعة ولادته وكنت قابلته ورأيته، ولكن المجلسيّ يروي في ص364 من «بحار الأنوار» عن حكيمة هذه ذاتها أنها سُئلت هل رأيتِ ذلك الوليد للحسن العسكري؟ فأجابت: لم أره ولكنِّي سمعت به!
* الرواية 4- راويها «الحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ» وهو أيضاً مجهول ومذهبه غير معلوم.
* الرواية 5- راويها «عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ» مجهول الحال والمشترك بين عدة أشخاص.
* الرواية 6- رواها «الـْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ» الذي يقول عنه أهل الرجال إنه «لا وجود لمثل هذا الشخص»، أي أنه لم يُخْلَق أصلاً! ونقل هو عن «نَسِيمٍ ومَارِيَةَ» وكلاهما مجهولان أيضاً. وهذان المجهولان قالا إن الطفل عندما وُلد عطس واعتبر نفسه حجَّةَ الله!! ولم يوجد من يسأل هذين الراويين المجهولين: أليس الله هو الذي يعلن حُجِّية شخص، أم أن كل طفل صغير يمكنه أن يعلن أنه حُجَّةُ الله؟ أما القرآن الكريم فيُؤَكِّد أن لا حجة للناس بعد الرسل (النساء: 165)، وهذا يعمُّ كل إنسان طفلاً كان أم غير طفل وإماماً أم مأموماً.
* الرواية 7- رواها عن «إِبْرَاهِيمِ بْنِ مُحَمَّدٍ» وهو مجهول مشترك بين عدة أشخاص، عن «نَسِيمٍ خَادِمِ أَبِي مُحَمَّدٍ (ع)» الذي لا يدري أحد من هو وما صفته؟
* الرواية 8- كالرواية التي قبلها، في سندها «نَسِيمٌ خَادِمُ أَبِي مُحَمَّدٍ (ع)» المجهول ذاته.
* الرواية 9- في سندها «إِسْحَاقُ بْنُ رِيَاحٍ الْبَصْرِيُّ» المهمل ومجهول الحال.
الرواية 10- مروية عن «مَاجِيلَوَيْهِ» عن «أَبِي عَلِيٍّ الْخَيْزَرَانِيِّ» مجهول الحال والمذهب، عن أَمَةٍ لا نعلم شيئاً عن اسمها ولا عن صفتها!!
حقاً إن الإنسان ليتعجَّب ويتساءل: أيُّ حُجَّة وأيُّ أصل أو فرع للدين يُمكن إثباته بتجميع مثل هذه الروايات المجهولة التي يرويها مجاهيل عن مجاهيل؟!!
* الرواية 11- رواها «ابْنُ المُتَوَكِّلِ» وهو اسمٌ مجهول الهوية عن «أَبِي غَانِمٍ الْخَادِمِ» مجهول الحال ومجهول الاسم!
* الرواية 12- مروية عن «أَبِي المُفَضَّلِ الشَّيْبَانِيِّ» الضعيف عن«مُحَمَّدِ بْنِ بَحْرِ بْنِ سَهْلٍ الشَّيْبَانِيِّ» الذي كان من الغلاة القائلين بالتفويض وهي عقيدةٌ تُفضي إلى الكفر. عن «بِشْر بْنِ سُلَيْمَانَ النَّخَّاس» المجهول والمهمل في كتب الرجال.
إلا أن الممقاني أراد أن يوثِّق الراوي الأخير بواسطة هذه الرواية التي تبين محاورته لأمِّ إمام الزمان وشرائه لها. ولكنه مخطئٌ في ذلك لأنه لا يمكن معرفة حاله من هذه الرواية ذاتها بل لا بد أن يكون حاله معروفاً من قبل وأن يكون ثقة كي تُقبل روايته [وتصبح مستنداً لرفع جهالته]، وإلا فقد تكون الرواية موضوعة من أساسها (سألوا الثعلب: من الذي يشهد لك؟ قال: ذنبي!!). هذا فضلاً عن أن الرواية ذاتها تتضمن ذمّه لأنه كان نخّاساً أي بائعاً للعبيد وقد اعتبر رسول الله ص النخّاس من أسوأ الناس وقال: "شَرُّ النَّاسِ مَنْ بَاعَ النَّاسَ"، فانظروا كيف يريد أسوأ الناس أن يعرّفنا بأمّ الحجة!
* الرواية 13- رُوِيَتْ عن هذا النخَّاس المجهول أيضاً فهي ضعيفةٌ كسابقتها.
* الروايتان 14 و17-: عن «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل» مجهول لدى علماء الرجال عن مجهول آخر باسم «مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيِّ».
* الرواية 15- عن «الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا» الذي اعتبره جميع علماء الرجال ضعيفاً من ناحية دينه.
* الرواية 16- في سندها رجل مجهول الحال والاسم، أي جاء بعبارة «رجلاً من أصحابنا»!! فبالله عليكم هل يُسمَّى مثل هذا حديثاً؟!
* الرواية 18- عن «مَاجِيلَوَيْهِ» عن «الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيِّ» مجهول الحال، عن مجهول آخر باسم «الْحَسَنِ بْنِ الـْمُنْذِرِ» عن «حَمْزَةَ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ» الذي لا ندري ما إذا كان له وجود حقيقي أم لا. يقول لقد بُشِّرتُ أن أبا محمد رُزق ولداً!! واسمه محمد وكنيته جعفر! هذا في حين أنهم يعتبرون أن ذكر اسم المهدي مُحرَّم، ومع ذلك يذكر الراوي اسمه صريحاً! ثم إن هذا الراوي المجهول يقول إن ذلك الطفل يُكَنَّى بأبي جعفر وهذا يُخالف ما جاء في روايات أخرى من أن كُنيته هي كنية النبي ص ذاتها، ونحن نعلم أن كنية رسول الله لم تكن أبا جعفر، كما أن ذلك الراوي لم يرَ ذلك الطفل بعينه، وبالطبع معظم الروايات الثماني عشر التي ذكرناها لم يرَ رواتُها الطفل بل سمعوا به فقط! ومتى كان السمع مثل الرؤية؟
* الرواية 19- عن «الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا» الذي أجمع علماء الرجال على تضعيفه كما مرّ في الحديث رقم 15، عن «مُحَمَّدِ بْنِ خَلِيلَانَ » مجهول الحال، عن أبيه عن جدِّه مجهولي الحال عن «غِيَاثِ بْنِ أَسَدٍ» مجهول الحال أيضاً.
فانظروا إلى هذه الروايات المروية عن مجاهيل، هل يسوى مئة ألفٍ منها فلساً واحداً؟! إن هؤلاء القوم يُجمِّعون الأحاديث ويبنون منها بناءً شاهقاً دون تأمُّل فيها ولا يدرون أنه يُمكن طرد مئة غراب بحجرة واحدة!
حسناً فماذا قال «غِيَاثُ بْنُ أَسَدٍ» المجهول هذا؟ لقد قال فيما قاله: "لَمَّا وُلِدَ الْخَلَفُ المَهْدِيُّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ سَطَعَ نُورٌ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ إِلَى عَنَانِ السَّمَاءِ"!!
* الرواية 20- رواتُها رواةُ الرواية 19 ذاتهم ولكننا نجد هنا فكرةً خرافيةً أخرى وهي قول الرواية إن أمهات الأئمَّة لا يصيبهم نفاس ولا يرون دمه! أي أنهم ليسوا كسائر البشر، وهذا يُخالف آيات الله التي يقول تعالى لنبيِّه فيها: ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ﴾ [الكهف: ١١٠].
والعجيب أنه يذكر في الحديث 26 عن حكيمة فيه أنها لما ذهبت في اليوم الثالث رأتها في حالة النفاس!! فكيف يُمكننا أن نقبل بهذه الروايات المتعارضة التي يناقضها بعضها بعضاً؟!
* الرواية 21- عن «أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْقُمِّيِّ» مجهول الحال.
* الرواية 22 و24- عن «الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيِّ» مجهول الحال الذي قال: إنني هنأت الإمام العسكري بولادة ابنه. حسناً فهل رأى ذلك الولد أم لا؟ الرواية ساكتة. فما فائدة التهنئة وحدها؟ لا شيء.
* الرواية 23- عن «عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُبَابٍ» مجهول الحال. فهل يثبت شيء برواية المجاهيل؟
* الرواية 25- يروي عن حكيمة أنها رأت الطفل وولَّدَتْهُ، في حين أنه في ص364 رواية عنها بأنها لم تر ولم تسمع وكذَّبت هذا الحديث!.
* الرواية 26- رُوِيَ عَنْ «علي بن سميع بن بنان» مجهول الحال والمهمل. قال أنه رأى حكيمة أم المهدي في حال النفاس وهذا مناقض للرواية 20.
* الرواية 27- عن «أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ» عن «حَنْظَلَةَ بْنِ زَكَرِيَّا» وكلاهما مجهول الحال في كتب رجال الشيعة. فالحديث كالأحاديث السابقة لكنه يتضمن خرافة لا توجد فيها وهي قوله إن المهدي كان ينمو كلَّ يومٍ بمقدار سنةٍ، بما معناه أن الطفل الذي وُلد منذ خمسة عشر يوماً يصبح عمره خمسة عشرة عاماً يعني أنه ليس بشـراً مثلكم بل بشـرٌ غيرُكُم!!
* الرواية 28- عن «حَنْظَلَةَ بْنِ زَكَرِيَّا» مجهول الحال ذاته. وقد نصَّ جميع علماء الشيعة على أن حديث الراوي المجهول لا يصح ولا يُعتمد عليه فكيف جمع المجلسـيُّ روايات المجاهيل هذه لاسيما في موضوع حساس هو في نظرهم أصلٌ من أصول الدين والعقائد؟!!
* الرواية 29- ذُكر دون بيان راويه بل جاء بصيغة «رُويَ» فلا يعلم أحدٌ اسم راويه ولا حاله ولا مذهبه بل لا نعلم هل له وجود فعليٌّ أم لا؟ وقد روى عن بعض أخوات أبي الحسن لكنه لم يبين من هنّ؟؟ فهي إذن رواية شخص مجهول الاسم والصفة عن آخرين مجهولي الاسم والصفة!!
* الرواية 30- رَوَى عَلَّانٌ بِإِسْنَادِهِ، ولا نعلم من هو علان وما هو إسناده؟! وقد روى أموراً لا بد أن يُوضح التاريخ صدقها من كذبها مع أننا لا نجد أي إشارة إليها في التاريخ، وهي أن السيد [أي المهدي] وُلد بعد سنتين من وفاة أبي الحسن!!!
وهذه الرواية تُخالف الروايات التي ذكرت أن ولادة المهدي وقعت في سنة 254 أو 255 أو 257 أو 258، ومنها الروايات التي نُقلت عن «حكيمة» عمة حضرة العسكري والتي ذكرت أن ولادته كانت سنة 255 أي بعد سنة من وفاة حضرة الهادي (ع)!
* الروايتان 31 و32- راويهما «مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّلْمَغَانِيُّ» الذي كان رجلاً مُرائياً ويروي المَجْلِسِيُّ ذاته أن «الشَّلْمَغَانِيُّ» ادعى النيابة فصدرت توقيعات عن الإمام بلعنه، وأنه أراد أن يشارك «الحسين بن رَوْح»[127] في أخذ الأموال الشـرعية فلعنه «الحسين بن رَوْح» أيضاً. كان هذا «الشَّلْمَغَانِيُّ» من العلماء ومؤلفي كتب الشيعة ولكنهم لما لم يعطوه وكالةً ولا رئاسة ظهر على حقيقته وَبَدَا رياؤه. فإذا عرفنا ذلك فقد رُويت هاتان الروايتان عن هذا الشخص عن شخص مجهول آخر عن الإمام العسكري أن الإمام أرسل له شاتين عقيقةً وأمره بأن يأكل منهما ويُطعم الآخرين، ثم يقول: ولكن لما التقيت بالإمام العسكري لم يقل لي شيئاً عن ابنه!! ولا ندري ما هو المقصود من ذكر هذا الحديث وماذا يُريد المجلسـي أن يُثبت بهذه الرواية الضعيفة المُبهمة؟
* الرواية 33- من رجال سنده «الْخَشَّاب» وهو مهملٌ ومجهولٌ. وأما متن حديثه فيقول: "إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَاءِ كُلَّ مَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ حَتَّى إِذَا مَدَدْتُمْ إِلَيْهِ حَوَاجِبَكُمْ وأَشَرْتُمْ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَذَهَبَ بِهِ......!!". وعلينا أن نسأل ما هي علاقة هذا الحديث بالمهدي؟!
* الرواية 34- مرويٌّ عن «مُنَجِّمٍ يَهُودِيٍّ بِقُمَّ» (؟!!)، وكلنا يعلم أن اليهود أعداء الإسلام فأيُّ فائدة نرجوها من رواية يهودي؟!! إضافة إلى ذلك فقد روى الشيعة أنفسهم نهي النبيّ ص عن تصديق العرَّافين والمُنجِّمين وأن من أتى عرافاً فصدقه فقد كفر[128]. فهل يمكن اعتبار مثل هذه الروايات سنداً وحُجَّة؟!!
* الروايات 35 و36 و37- الرواية 35 رواها صاحب «كشف الغمَّة»[129] الذي عاش بعد قرون من زمن حضرة الإمام العسكري، وروى عن شخص مجهول أن الحُجَّة بن الحسن وُلد في 23 رمضان سنة 258 هـ في «سُرّ من رأى». ولكن قراء مراثي العزاء في إيران يروون ما يُخالف ذلك بعد مضـي سنوات عديدة على ذلك! وليت شعري ما فائدة هذه الرواية؟ ومثلها الرواية 36 المنقولة عن كتاب «الإرشاد» للشيخ المفيد مع أنه كتاب [تاريخي] أخباره ذات موثوقية ضعيفة لا يمكن الاعتماد عليها، إضافةً إلى أن الشيخ المفيد مُتأخِّر عن الإمام العسكري بقرنين من الزمن![130] فهل تقوم الحُجَّة بالنقل عن مثل تلك الكتب؟! بالطبع لا، إلا أن نقول إن كل ما ذُكر في كتب التاريخ فهو حُجَّة دينية!
* الرواية 37 ينقلها المَجْلِسِيُّ أيضاً عن «كَشْف الغمَّة» ثم يُعقِّبُ بذكر حديث يرويه عن كذاب يُدعى «سهل بن زياد» يتضمَّن أموراً غريبةً تُخالف العقل والقرآن من جملتها قوله: "إِذَا وُلِدَ [أي الإمام القائم] قَامَ بِأَمْرِ اللهِ، ورُفِعَ لَهُ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ فِي كُلِّ مَكَانٍ يَنْظُرُ فِيهِ إِلَى الْخَلَائِقِ وَأَعْمَالِهِم"!!
يقول كاتب هذه السطور: لماذا لم يظهر عمود النور هذا لرسول الله ص؟ ولماذا لم يكن لرسول الله ص أي علم بأعمال الناس بل لم يكن يعلم حتى بأعمال جيرانه؟ ثم أليس اللهُ ستَّاراً للعيوب فلا يُظهر أعمال الناس للآخرين؟!![131]
هنا ينقل المَجْلِسِيُّ عن «حكيمة» قولها أنه لما حانت ليلة ولادة «نرجِس» للإمام القائم ".... فَتَأَمَّلْتُهَا فَلَمْ أَرَ فِيهَا أَثَرَ الْحَمْلِ! فَقُلْتُ لِسَيِّدِي أَبِي مُحَمَّدٍ [أي الإمام العسكري] (ع) مَا أَرَى بِهَا حَمْلًا؟ فَتَبَسَّمَ (ع) ثُمَّ قَالَ: "إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَوْصِيَاءِ لَسْنَا نُحْمَلُ فِي الْبُطُونِ وَإِنَّمَا نُحْمَلُ فِي الْجَنْبِ، وَلَا نَخْرُجُ مِنَ الْأَرْحَامِ وَإِنَّمَا نَخْرُجُ مِنَ الْفَخِذِ الْأَيْمَنِ مِنْ أُمَّهَاتِنَا لِأَنَّنَا نُورُ اللهِ الَّذِي لَا تَنَالُهُ الدَّانِسَات"!!!
ليت شعري! هل حُمِلَ برسول الله ص وحضرة عَلِيٍّ وحضرات الحسنين -عليهم السلام- في جنوب أمهاتهم ثم وُلدنَ من أفخاذهن اليُمنى؟! ألم يكونوا بشراً كسائر البشر من بني آدم؟! وهل تثبت حُجَّة بكتابة مثل هذه الخرافات؟
والخلاصة أننا لم نصل بعد إلى أي شيء في هذا الباب، فكل رواياته ضعيفة ورواته مجهولون أو فاسدو العقيدة. فلنبدأ بدراسة روايات الباب التالي.
[127] ثالث السفراء الأربعة المتتالين للمهدي المنتظر خلال غيبته الصغرى حسب عقيدة الإمامية. (المُتَرْجِمُ) [128] رواه الشيخ الصدوق في الأمالي فِي مَنَاهِي النَّبِيِّ ص أَنَّهُ نَهَى عَنْ إِتْيَانِ العَرَّافِ وَقَال مَنْ أَتَاهُ فَصَدَّقَهُ فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أُنْزِل عَلى مُحَمَّدٍ ص. [بحار الأنوار، ج 76، ص 213]. (المُتَرْجِمُ) [129] هو أبو الحسن على بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي من علماء الإمامية البارزين في القرن السابع الهجري، أكمل كتابه هذا عام 687 هـ ، وتوفي في بغداد عام 693 هـ ، ودفن فيها. وأشهر كتبه هو كتابه المشار إليه: «كشف الغمة في معرفة الأئمة عليهم السلام». (المُتَرْجِمُ) [130] حول كتاب «الإرشاد» للشيخ المفيد راجعوا ما ذكرناه في التنقيح الثاني لكتابنا «نقد مفاتيح الجنان في ضوء آيات القرآن»، الصفحات من 386 إلى 387. و التنقيح الثاني لكتاب «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول». [131] راجعوا حول هذا الموضوع ما ذكرناه في كتاب «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول»، ص 130 إلى 148، والصفحات 198 إلى 201، والصفحتين 338- 339، و569-570.