دراسة علمية لأحاديث المهدي

فهرس الكتاب

نقد خبر المفضَّل بن عُمَر

نقد خبر المفضَّل بن عُمَر

5أولاً: من الواضح أن المعلومات الدينية لهذا الراوي الذي لفَّقَ كلَّ هذه القصَّة الطويلة معلومات ضحلة للغاية، فقد وقع في أخطاء عجيبة، فمثلاً في آخر قصته هذه يقول: "..وَقَتْلَ يَحْيَى وَصَلْبَ عِيسَى وَعَذَابَ جِرْجِيسَ و... و.....الخ." مع أن جميع المسلمين يعلمون أن عيسى -طبقاً لنص القرآن - لم يُقتل ولم يُصلب، يقول الله عز وجل: ﴿وَقَوۡلِهِمۡ إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِيحَ عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَۢا ١٥٧ [النساء : ١٥٧].

وثانياً: رأينا في هذه القصَّة أن جماعةً يأتون حين ظهور القائم ويقولون: "... وَخَرَّبْنَا الدُّنْيَا مِنْ دِمَشْقَ إِلَى الزَّوْرَاءِ وَتَرَكْنَاهَا جَمَّاءَ وَخَرَّبْنَا الكُوفَةَ وَخَرَّبْنَا المَدِينَةَ وَكَسَرْنَا المِنْبَرَ وَرَاثَتْ بِغَالُنَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ...".

يُعْلَم من هذا أن الراوي لم يكن يعرف أن العلم سيتقدم وسيتم اختراع السيارات والطائرات، بل كان يظن أن الناس زمن ظهور القائم سيستخدمون الدواب والبغال في أسفارهم وأنهم يربطون بغالهم فتروِّث هناك!

ومن الإشكالات الأخرى في هذه الرواية قوله: "فَقَالَ ÷: يَا مُفَضَّلُ! كُلُّ بَيْعَةٍ قَبْلَ ظُهُورِ القَائِمِ (ع) فَبَيْعَتُهُ كُفْرٌ وَنِفَاقٌ وَخَدِيعَةٌ لَعَنَ اللهُ المُبَايِعَ لَهَا وَالمُبَايَعَ لَهُ...". فنسأل: ألا يجب مبايعة من ينهضون لتشكيل حكومةٍ إسلامية؟؟ هل يجب على المسلمين البقاء تحت سلطة الجبابرة الطغاة؟؟!

إن كل هذه القصة من أولها لآخرها تستحق النقد، ولكننا خشية الإطالة سنكتفي بنقد بعض المواضع منها.

لاحظوا كيف لفق الراوي تلك الترَّهات ونسبها إلى الإمام الصادق ÷ ونسب إليه القسم بالله 10 مرات!!

بقية القصَّة: "قَالَ الْمُفَضَّلُ: يَا سَيِّدِي! وَمَنْ فِرْعَوْنُ وَهَامَانُ؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. قَالَ الْمُفَضَّلُ قُلْتُ: يَا سَيِّدِي! وَرَسُولُ اللهِ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَكُونَانِ مَعَهُ؟ فَقَالَ: لَا بُدَّ أَنْ يَطَآ الْأَرْض......... لَكَأَنِّي أَنْظُرُ يَا مُفَضَّلُ إِلَيْنَا مَعَاشِرَ الْأَئِمَّةِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ نَشْكُو إِلَيْهِ مَا نَزَلَ بِنَا مِنَ الْأُمَّةِ بَعْدَهُ وَمَا نَالَنَا مِنَ التَّكْذِيبِ وَالرَّدِّ عَلَيْنَا وَسَبْيِنَا وَلَعْنِنَا وَتَخْوِيفِنَا بِالْقَتْل......". ثم يذكر أن عيسى المسيح ÷ يرجع إلى الدنيا أيضاً!!.

حول هذا الموضوع سنعلق باختصار - كما فعلنا من قبل - مستدلين بآيات من القرآن الكريم و نصوص من نهج البلاغة التي في متناول جميع الناس.