[ أشعار المؤلف حول مظلوميته ]
في الأيام التي اتَّحد فيها المشايخ المُراؤون والمتاجرون بالمذهب ضدِّي وعزموا على تشويه سمعتي و توسلوا بدولة الشاه وباستعمال القوة وإثارة الطغام ليسلبوا مني المسجد الذي كنت أؤمه [معبر دفتر وزير] وحاصروا منزلي وفقدت الأمن على حياتي، أنشدت الأبيات التالية: (ترجمتها):
حينما نوّر البرقعي طريق الحق، عَلِمَ أنه سيجعل أهل الضلالة أعداءً له
لا شك أن سلوك طریق الحق صعب.. وهو طريق وعر.. مليء بالأشواك
ولكن من أراد النعيم والعِزَّة عند الله فعليه أن يتحمل المشاق
رفع قُرَّاء المراثي المُضلِّلون للعوام والمُتلبِّسون زوراً بلباس أهل العلم عقيرتهم بلا حياء
وجاؤوا بحميرهم وتوحَّدوا في مسعاهم ضدنا
وأُغلق المسجد بفعل أهل الشر ومُثيري الفتنة وبقُوَّة الشرطة وبالرشوة بالذهب والفضة!
وافتُتح فيه حانوت لتنويم الناس وأصبح مركز عبادة الحق خرباً
وأصبحت قاعدة الدين والقرآن خربةً وحلَّ محلَّها مكان لرواية أكاذيب كل كتاب
قال البرقعي في نفسه: أيُّها اللبيب لقد ربحت تجارتك ولم تخسر مما قمت به.
لا تحزن فإن ما خسرته هنا قد ربحته في سبيل الحق
كل ما يأتي عليك فإن الله سيجعل لك منه مخرجاً فليس في فعل الحق لهو ولعب فاثبت ولا تتردد
إن صاحب المسجد ينظر إليك بعين رحمته فإن ذهب المسجد فصاحب المسجد معك
فاثبت على ما أنت عليه فإن ذهب المسجد فلا يهم ذلك
لقد أصبح المسجد دكاناً للكسب وأصبح المسجد زاويةً للصوفية
الأصل في المسجد أن يكون مكاناً لتجمُّع عبيد الحق. والمسجد مكان لدراسة القرآن والبحث فيه.
ليس المسجد مكاناً لكل «شِمر» و «سِنَان» وليس المسجد مكاناً للمدائح وقُرَّاء المراثي.
قراءة مراثي وقراءة مراثي وقراءة مراثي أصبح قارئ المراثي زميلاً في العمل لـ «شِمر» و«سِنان»
طهِّر دين الله من البدع. واقتدِ في ذلك بالإمام الهُمام الذي قيل عنه لا فتى إلا هو.
ليس الإمام من يجعل الدين حانوتاً إنما الإمام هو الذي يعمل في حديقة الأزهار العطرة
لم تستلم المسجد بسبب أهل الفتنة والشر والفساد. كما لم يكن ذلك الإمام (الإمام علي ÷) إماماً لأهل الزور.
لم يأكل ذلك الإمام من هذا المال الحرام. لم يأخذ من الخُمس أو سهم الإمام.
لم يكن ذلك الإمام إمام الفاسقين الجاهلين. بل كان إمام العلم والفضل والمعرفة.
لم تدعُ الآلهة الزائفة في دعائكَ، كما لم يدعُ ذلك الإمام أحداً سوى الله.
إن رُبَّان سفينةِ عالَمِ الإمكان واحدٌ (الله تعالى). إن قاضي الحاجات في العالَم واحدٌ فردٌ.
إن الأرض والهواء والماء كلها خاضعة له. إن الوجود كلَّه تابعٌ لأمره.
أعرِض أيُّها البرقعي عن الحُسَّاد الدنيئين الجاهلين. واثبت على الحق وكن حذراً.
***
• وقلت لأعدائي قصيدةً عنوانها (بلِّغوا رسالتنا للأعداء):
لتكن السعادة قرينةً لعدوِّنا. وليكونوا في عزٍّ كل يوم وليلة.
كل من اتَّهمنا بالكفر فلا تردّ عليه وليكن بين الناس مؤمناً.
من وضع في طريقنا شوكاً فيا ربّ انثر في طريقه الورود.
من حفر في طريقنا حفرةً فاجعل يا رب طريقه بستاناً من الزهور.
من أنكر علمنا وفضلنا، ندعو الله أن يزيد في مُلكه وماله.
كل من قال: إن البرقعي مجنون، فقل له: نحن مجانين فلتكن أنت واعياً ذكياً!
لسنا من أهل الحرب ولا الظلم ولا الزور. فليكن الحَكَم بيننا القادر الجبّار في يوم الحساب.
***
• كما أن الله ألهمني هذه الكلمات، عندما كنت في أشدِّ حالات ضعفي:
لا تحزن فأنا وَلِيُّكَ إن كنتَ وحيداً لا رفيق لك فأنا ظهير كل من لا ظهر له فلا تغتم ولا تحزن.
لا تحزن فأنا وَلِيُّكَ إن أصبحت وحيداً فأنا صديقك ومُعينك.
لا تيأس إن ذهب العالَم من يدك فلا تجعل لليأس سبيلاً إليك.
لا تيأس فأنا وَلِيُّكَ فأنا الحق وأنا مُدَبِّر العالَم معك.
اصرف نظرك عن الجميع إن لم يكن لك أنيس في هذا العالَم في الليل والنهار.
لا تحزن فأنا وَلِيُّكَ فأنا مُؤنسك ومُمدك بمددي في كل مكان.
ليس للحق بديل فحتى لو لم يكن للحق سوق رائجة
لا تحزن فأنا وَلِيُّكَ أظهر الحق فأنا رواج سوقك.
ما من أحد يُنقذك فإن لم يكن لك فرج
لا تحزن فأنا وَلِيُّكَ وأنا الذي أجعل لك من كل ضيق مخرجاً ومن كل عسر فرجاً
إذا أتعبك الهمُّ والأذى والظلم فتوجه إليّ: فأنا من سيحميك فلا تغتم فأنا حسبك.
إن حزنك وغمَّك ليس من ذُلِّكَ إن ألمك وغمَّك ليس بلا حكمة وليس بلا سبب.
لا تحزن فأنا وَلِيُّكَ أنا أدرى بمصلحتك وأنا غافر ذنبك وأنا حافظك.
إذا اقتلع السفهاء باب دارك وباب مسجدك
لا تحزن فأنا وَلِيُّكَ واعلم أنني سأحفظ آثارك وأُبارك في أعمالك
كان هذا لولا أنني أُحِبُّ سماع صوتك في التضرع والبلاء
لا تحزن فأنا وَلِيُّكَ أنا أطلب تضرُّعك وابتهالك في الليل المظلم
فكن عبداً حُرَّاً فإذا نفر الأراذل منك وانفضُّوا من حولك فلا تغتم.
لا تحزن فأنا وَلِيُّكَ إني رفيقك وإني مُراقب لجهادك.
إن دمعت عينك أو حزن قلبك بسبب تفرُّق الناس عنك فأنا أمسح دموعك وأُطيِّب خاطرك ... فلا تحزن فأنا وليّك وناصرك
وإن كان قلبك حزيناً وثقُل الحِمل على قلبك وثقُل همُّك واشتدَّ ألمك
لا تحزن فأنا وَلِيُّكَ فأنا الذي يدفع كل غمٍّ وحزن ويشفي كل صدر.
كن مع الله وإن لم يشترِ أحد دلالك فكن ضاحكاً
لا تحزن فأنا وَلِيُّكَ ناجِ الله في سرِّك فأنا قريب منك سميع لك
بُح لي بمكنونات صدرك وإن ظُلِمْتَ وتعرَّضتَ لجور الأعداء واضطهادهم
لا تحزن فأنا وليّك وأنا القاضي بالحق والعدل ونصير المظلوم
إن سعيك أيُّها البرقعي هو في سبيل ذو المنن إن كان سعيك لأجله
لا تحزن فأنا وليّك أنا أقبل سعيك وأنشر أفكارك.