تعارض مفاتيح الجنان مع القرآن

فهرس الكتاب

تذكير وتحذير للقرّاء

تذكير وتحذير للقرّاء

هذا الكلام الذي أورده الشيخ عبّاس في كتابه إضافةً إلى مدح المشايخ الدائم لهذا الكتاب قد يوهم القرّاء أن كتاب «مفاتيح الجنان» خالٍ من تلك العيوب المذكورة. لكن التحقيق في الأمر يُثبت خلاف ذلك، وبعد قراءة كتابنا الحالي ستدركون أيها القُرَّاء أن كتاب «مفاتيح الجنان» ذاته من المصاديق التامة والكاملة للكتب التي ذُمَّت وانتُقدت في السطور السابقة وأنه ليس بين الشيخ عباس والشيخ الذي أشار «حسين النوري» في كتابه الفارسي «لؤلؤ ومرجان» إلى حواره معه أيُّ فَرْقٍ![28]. حقاً لقد صدق من قال: «رُبَّ مشهور لا أصل له».

إن كتاب «مفاتيح الجنان» مليء بالأخبار الضعيفة والأدعية الشركية التي لا سند لها وبالروايات غير المعقولة والمُخالفة لآيات القرآن ولحقائق التاريخ ومليء بالخرافات التي تتعارض مع العلم وبالثوابات المُغرقة وبعيوب أخرى!! كل من كان مشهوراً بأنه جليل القدر شيخ العلماء و..... كتب ما شاء كتابته ولم يرَ العلماء الآخرون أنه من مصْلحتهم أن يفحصوا ادِّعاءاتهم ويمنعوا تشويه دين الإسلام[29]، بل جاء أفرادٌ غيرُ مُؤهلين أو أعداءٌ عالمون أو مُسترزقون بالدين خادعون للعوام أو أصدقاء حمقى، فجعلوا تلك الروايات الموضوعة والأدعية الخرافية مُستمسكاً ومُستنداً وأضلُّوا الجاهلين[30] وأوقعوا الفُرقة بين المسلمين.

يجب على الإنسان أن يتعرَّف بصدق على دين الله طبقاً لكتاب الله وسنة رسول الله ص الحقيقية، وأن لا يُخدع بكتب الأدعية والزيارات ومن جملتها كتاب «مفاتيح الجنان» المليء بالأمور الخرافية المُعارضة لتعاليم الإسلام، إذ إن سبب قبول المرحوم الشيخ «عباس القمي» في الغالب للأحاديث التي أوردها في كتابه هي رواية «الكُلَيْنِيّ»[31] أو الشيخ«الصدوق»[32] أو الشیخ«الطوسي»[33] أو الشيخ «الكَفْعَمِيِّ»[34] أو «ابن طاووس»[35] أو «ابن المشهدي»[36] أو «المَجْلِسِيّ» أو الشيخ «حسين النوري» وأمثالهم لها، واتِّباعه لقاعدة «التسامح في أدلّة السنن» المُضِرَّة! لقد كان حسن الظن بالمشايخ المذكورين مع أن الرواة الذين كانوا قبلهم كان مُعظمهم من الغُلاة والضعفاء أو الفطحية أو الواقفة أو الناووسية أو من المجهولين أو المُهملين. ولم يذكر الشيخ عباس أسماء الرواة فيُلاحظها القارئ ويستطيع أن يعلم مقدار صحة واعتبار مروياته ومنقولاته. ولو ذكر في كتابه «المفاتيح» أسماء الرواة لأدرك أهل التحقيق على الأقل سقوط كثير مما فيه عن درجة الاعتبار. ولدى مُراجعتنا لأحوال رواة ما ذكره الشيخ عباس القُمّيّ من روايات وجدنا أن مُعظمهم لا يتمتع بحال جيدة مثل:

«عباس بن عامر و«أحمد بن رزق الكوفي» و«محمد بن المشمعل» و«محمد بن أبي زيد» و«سهل بن يعقوب» وكلهم من مجهولي الحال.

و«قطرب بن عليف» و«عبد الرحمن سابط» و«عثمان بن جُنيد» و«إبراهيم بن مأمون» و«إسحاق بن يوسف» وكلهم مُهملون.

و«سهل بن زياد» الكذَّاب و«محمد بن سليمان الديلمي» الفاسق الضعيف، و«إسحاق بن عمار» الفطحي و«علي بن حسن بن فضال» الواقفي وأمثال هؤلاء الأوباش!

لقد روى المرحوم القُمِّيّ أدعيةً وأذكاراً عن أستاذه الشيخ «حسين النوري» الذي كان يروي عن المُلَّا «فتحعلي سلطان آبادي» وهو يروي عن الآخوند المُلَّا «صادق العراقي» أنه رأى رؤيا وتعلَّم فيها أذكاراً وأدعيةً من سيدٍ يُدعى «محمد سلطان آبادي»!!

أو يقول في باب «كيفية زيارة الإمام الرضا» (ع) أن رجلاً صالحاً ادَّعى رؤية النَّبِيّ الأَكْرَم ص وأن النبيَّ قال له في تلك الرؤيا: زُرْ قبر حضرة الرضا! ومثل هذه الأمور صارت مُستنداً ودليلاً لمُؤلف كتاب «مفاتيح الجنان»[37]!!! وليت شعري! ألم يكن الشيخ عباس يعلم أن الرؤيا والمنامات ليست حُجّةً ؟!

رأينا في الأسطر الماضية أن الشيخ عباس قال إنه التزم في كتابه بأن لا يذكر من الأدعية إلا ما كان له سندٌ أو ما صحَّت روايته، أما ما لم يكن له سند أو كان له سند ولكنه سند واهٍ وغير مُعتبرٍ، فلن يذكره في كتابه. لكننا إذا قرأنا كتاب «مفاتيح الجنان» رأيناه يروي أدعيةً كثيرةً عن «المَجْلِسِيّ»! مع أن «المَجْلِسِيّ» ذكر في كتبه وآثاره كثيراً من الأمور التي لا سند لها أو ضعيفة السند وكان يصرّح مراراً: بأنني رأيت الدعاء الفلاني في كتب بعض الأصحاب[38]، أو وجدتُ الدعاء الفلاني في نسخة قديمة!!

ورغم أن الشيخ عباس نفسه، في فصل «آداب الزيارة»، وبعد ذكره لـ «زيارة وارث» أيضاً، ذمَّ الأدعية والزيارات المُخترعة غير المأثورة[39]، لكنه هو نفسه روى «دُعاء الْعَدِيلَة» رغم اعترافه أنه ليس دعاءً مأثوراً بل وضعه أحد أهل العلم! ويُقِرُّ أنه ذكر «دُعاءَ السّيفي الصَّغير المعروف بِدُعَاءِ القاموس» تسامحاً وتأسيَّاً بالعلماء الأعلام![40] ويروي في الفصل السابع من الباب الأول «دعاء التَّوَسُّل» الفاقد للسند! ويروي في باب «كيفية زيارة الإمام الرضا» زيارةً لم يقم هو نفسه بالتحقيق بسندها ولا يدري هل وضعها الشيخ الصدوق أو أنها مأثورة عن الأئمة![41] ويروي في الفصل السادس من الباب الأول «دعاء الصباح» ويقول هو نفسه عنه: "قد أورد العلامة المجلسي (رحمه الله) هذا الدّعاء في كتابي الدّعاء والصلاة من البحار.... وقال: إنّ هذا الدّعاء من الأدعية المشهورة، ولكن لم أجده في كتاب يُعتمد عليه سوى كتاب المصباح للسيّد ابن باقي!!".

لقد روى المرحوم القُمِّي في كتابه -كما ذكرنا- أدعيةً وأذكاراً وزياراتٍ كثيرةً عن أشخاص مثل: «الكفعمي» و«ابن طاووس» و«ابن بابويه» و«ابن المشهدي» و«الشيخ الطوسي» و.....، ليست عن الله ولا عن رسوله ص! فمثلاً يقول: قال «الكفعميُّ» في «البلد الأمين»: اكتبوا الدعاء الفلاني وانقعوه في الماء!![42]

4فليت شعري! هل كان دين الله -نعوذ بالله- ناقصاً فأكمله هؤلاء؟! أم أن هؤلاء -والعياذ بالله - شركاء لِـلَّهِ في التشريع؟! أم أن الله تعالى -نعوذ بالله- تابع لهم فكل ما قالوه أمضاه ووافق عليه؟!! فبأيِّ حقٍّ أضافوا للدين أموراً من عندهم؟ إن كل من يضيف شيئاً إلى الدين من عند نفسه فإن ما أضافه لا علاقة له بدين الله بل هو كلام بشريٌّ محض، فإن نسَبه إلى الدين كان «بدعة». وقد قال أمير المؤمنين علي ÷: "السُنَّةُ ما سَنَّ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ والبِدْعَةُ مَا أُحْدِثَ مِنْ بَعْدِهِ "[43]، وقال: "مَا أُحْدِثَتْ بِدْعَةٌ إِلا تُرِكَ بِهَا سُنَّةٌ فَاتَّقُوا الْبِدَعَ "[44].

إن المُبتدئين في علم الحديث يعلمون أن من العلامات الواضحة لوضع الحديث تضخيم العمل الصغير والحقير والمُبالغة الكبيرة بشأن فضيلته وثوابه، وأكثر مثل هذه الأحاديث وضعها قصَّاصون أو كُتَّاب أو خُطباء لا وزن لهم. والشيخ عباس -كما رأينا في الصفحات السابقة- انتقد -نقلاً عن كتاب أستاذه- دعاءً رُويت له آثار وثوابات عجيبة وغريبة، ولكنه هو نفسه يروي في كتابه المفاتيح مراراً وتكراراً ثوابات مُدهشة تُثير العجب!! فعلى سبيل المثال يقول: "رُوِيَ أَنَّ مَنْ قال يوم الجمعة قبل صلاة الصّبح ثلاث مرّات: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذي لا إلـهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ ولو كانت أكثر من زَبَد البحر "!![45] أو ذكر صلاةً وقال إنَّ "من صلَّاها يوم الأحد من شهر ذي القعدة غُفرت له جميع ذنوبه !! أو قال: "إن من صام أيّام الخميس والجمعة والسّبت، في شهر من الأشهر الحُرم كتب الله له عبادة تسعمائة عام "!![46] أو ادَّعَى أن أداء صلاة خاصَّة من ركعتين في عيد الغدير "يعدل عند الله عزَّ وجلَّ مائة ألف حجّة ومائة ألف عُمرة، ويُوجب أن يقضي الله الكريم حوائج دنياه وآخرته في يُسر وعافية "[47]. أو أتى بقول المَجْلِسِيّ الذي روى عنالزهراء عليها السلام أهها قالت: "قال لي أبي: من صلّى عليكِ غفرَ اللهُ عزّ وجلَّ له، وألحقه بي حيثما كنت من الجنّة !![48].

5ويقول الشيخ عباس: إن الصلاة في حرم أمير المؤمنين (ع) تعدل مئتي ألف صلاة !![49] (من أين علم أنَّ الصلاة في حرم ذلك الإمام الهُمام لها مثل هذا الثواب؟ من هذا يتبيَّن أن ليس في دين الشيخ عباس كتاب وميزان صحيحان لحساب الأعمال! فلماذا إذن انتقد كتاب «مفتاح الجنان»؟!). وقال الشيخ عباس في موضع آخر: "ركعتان من الصلاة في حرم عَلِيٍّ (ع) تُعادل مئة ركعة في غيره " (في النهاية لم يُبيِّن لنا هل الركعة تُعادل مئتي ألف صلاة أم تُعادل مئة ركعة؟!). وقال أيضاً: "والفريضة فيه [أي في مسجد الكوفة] تعدل حُجّة مقبُولة وتعدل ألف صلاة تُصلّى في غيره "![50] (لاحظوا أنه لم يستثنِ في كلامه هذا المسجد الحرام ولا المسجد الأقصى ولا مسجد النبيّ!!). وقال أيضاً: "الصّلاة المكتوبة فيه [أي في مسجد الكوفة] تعدل حَجَّةً مقبولةً، والنّافلة تعدل عُمْرَةً مقبولةً ...." أو "الفريضة والنّافلة فيه تعدل حجّةً وعمرةً مع رسول الله ص..." وقال: "وفي الحديث أنّه قد صلّى فيه ألف نبيّ، وألف وصيّ نبيّ "! (لا ندري كيف يعود الأنبياء السابقون الذين رحلوا عن الدنيا إليها من جديد ويُصلُّوا في ذلك المسجد؟ هذا مع العلم أنَّ مدينة الكوفة بُنيت في خلافة عمر ولم تكن هناك في تلك المنطقة أيُّ مدينة قبل ذلك كي يكون فيها مسجد!). وقال أيضاً في ذلك الباب: "ما من نبيّ ولا عبد صالح إلا وقد صلّى في مسجد الكوفة !!"[51] (لا ندري هل في رأي الشيخ عباس صلَّى جميع الأنبياء في مسجد الكوفة؟!!).

وفي ذلك الموضع أيضاً يقول: "وَيُسْتَفَادُ من بعض الرّوايات فضل مسجد الكوفة على المسجد الأقصى في بيت المقدس "!![52] هذا رغم أن المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى و بقعة يُقَدِّسُها أتباع حضرة إبراهيم (ع) جميعهم. (ونسأل: لماذا لم يُسْرِ اللهُ بنبيِّه إذاً إلى مسجد الكوفة - الأقرب والأكثر فضيلةً - بدلاً من الإسراء به إلى المسجد الأقصى؟ ولماذا لم يأتِ في القرآن أي ذِكْرٍ لمسجد الكوفة هذا؟!).

وأورد الشيخ عبَّاس القُمِّيّ في فصل «آداب الزيارة» قصيدةً لـ«بحر العلوم» أول أبياتها يقول:

وَمِنْ حَديثِ كَرْبَلا وَالْكَعْبَةْ لِكَرْبَلا بانَ عُلُوُّ الرُّتْبَةْ

وهو يدل على علو كربلاء على الكعبة!! ويقول في زيارة «الوداع» (ص 339) نقلاً عن أستاذه [الميرزا حسين النوري الطبرسي] المعتقد بتحريف القرآن: "قال شيخنا في التحيّة: إنّ موضع جسد نبيّنا والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين في الأرض أشرف من الكعبة المعظّمة باتّفاق جميع الفقهاء كما صرّح به الشّهيد (ره) في القواعد!!...".

ولم يتفكّر في نفسه بأن النبيّ الأكرم ص نفسه كان يذهب إلى زيارة الكعبة ويُصَلِّي نحوها، فكيف يمكن أن يكون قبره أشرف من الكعبة!

6وفي فصل «أعمال الشّهور الرّومية» يروي رواية عجيبةً جداً حول شفاء الناس من الأمراض ويقول: "هذه الرّواية المشهورة ينتهي سندها إلى «عبد الله بن عُمَر» لأجل ذلك يكون السّنَد ضعيفاً!"[53].

ونسأله: فأين إذاً كلامك الذي قُلْتَهُ في مقدمة كتابكَ (ص 12 و ص 432)؟ ونسأله أيضاً: هل هذه الرواية وحدها فقط ضعيفة السند أم أن كثيراً من الروايات الأخرى التي ذكرتها في كتابك هي كذلك أيضاً؟

وأتى الشيخ عبَّاس القُمِّيّ في مقدِّمة الباب الثالث المُخَصَّص للزيارات وعنوانها «المقدِّمة في آداب السفر» (ص 308 و309)[54] بأمور وقصص عجيبة، ثم لما ذكر آداب السفر التي يوصَى بها، قال في الوصية الخامسة (ص310)[55]: "أن لا يشرب من ماءِ أيِّ منزلٍ يَرِدُهُ إلّا بعد أن يمزجَه بماء المنزل الذي سبقه !..". مع أن هذا العمل مخالف لقواعد الصحَّة!

وفي مبحث «حِرزْ حضرة فاطمة» روى دعاءً ضد الُحمَّى[56]، وفي أعمال «الليلة الأولى من شهر رمضان» يوصي بالغسل فيه ويقول: "في الحديث أنّ من اغتسل أوّل ليلة منه لم يصبه الحكّة إلى شهر رمضان القابل !!"[57] (حديثٌ جدير باهتمام المبتلين بالحساسية والأمراض الجلديَّة!). وفي أعمال «يوم عيد الفطر» ينقل عن «الشيخ المفيد» قوله: "يُستحبّ أن يبتلع شيئاً من تُربة الحسين (عليه السلام) فإنّها شفاء من كلّ داء!"[58]. (جدير باهتمام الأطباء وطلاب الطب الذين أمضوا سنوات طويلة في الدراسة بلا طائل ولا زالوا غير قادرين على اكتشاف علاج عديد من الأمراض المستعصية، ولم يلتفتوا مع الأسف إلى أن شيخنا قد اكتشف علاج جميع الأمراض!!)[59].

وفي أعمال «اليوم الأول من شهر محرم» نقل الشيخ عبَّاس القُمِّيّ عن «الشّيخ الطّوسي» قولَه: "يُسْتَحَبُّ صيام الأيّام التسعة من أوّل محرّم وفي اليوم العاشر يمسك عن الطّعام والشّراب إلى بعد العصر ثمّ يفطر من تربة الحسين (عليه السلام)!!"[60].

هذا مع أنه من الواضح أن مثل هذا التوصيات مخالفة لقواعد الصحة والطبّ.

ويصف المرحوم القُمِّيّ وَصْفَةً ناجعةً لوجع الأسنان فيقول: "يضع عوداً أو حديدةً على السنِّ ويرقيه من جانبه سبع مرات: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ العَجَبُ كُلُّ العَجَبِ دودَةٌ تَكُونُ في الفَمِ تَأكُلُ العَظْمَ وَتُنْزِلُ الدَّمَ،....الخ"[61]. أو يقول إن الحيوانات أيضاً كانت تأتي إلى قبر حضرة عليٍّ (ع) لتعالج ما بها من جراحات!! (جدير بانتباه الأطبَّاء البيطريين واهتمامهم!)[62].

أعتقد أنه لو قُرِئت مثل هذه الأمور في الجامعات والمراكز العلمية لأثارت بكل تأكيد ضحك بل قهقهة المستمعين لها، ولكانت مفيدة كتسلية للطلاب والأساتذة والترفيه عنهم في فترة الاستراحة!

كتب أحد علماء زماننا حول عادات الناس في عهد الجاهلية يقول:

"وكانت تُعبَد أصنامٌ أخرى أيضاً أتت عادةً من شعوب مُجاورة أو بقيت من الأزمنة السابقة ووصلت إلى عرب الجاهلية وقد وُجد لها عُبَّاد بينهم. من هذه الأصنام: فِلْس، بَعْل، يغوث، يعوق، نَسْر، وُدّ، سُوَاع، وقد جاءت أسماؤها في القرآن المجيد أيضاً.

كان عابدو كل واحد من تلك الأصنام التي كان يُحتفظ بأصلها في مكان مُعيَّن يصنعون نموذجاً ومثالاً لصنمهم المحبوب الذي يعبدونه كي يتمكنوا من عبادته في البيت وأخذه معهم في السفر! وقد وصلت عبادة الأصنام إلى حدٍّ أنَّ المُسافر من عُبَّاد الأصنام كان أحياناً كلما وصل إلى منزل أخذ أربعة حجارة واختار أجملها ونصبها في مكان وأخذ بعبادتها" [63]. "كان أهل مكة يُولون الكعبة احتراماً ومحبّةً مُتميِّزين، فإذا خرجوا من المدينة اصطحبوا معهم أحجاراً من الكعبة كانوا يطوفون حولها حيث ما وصلوا، وقد اشتد هذا السلوك وتحوَّل إلى عبادة وحلَّت الوثنية وعبادة الأصنام محلّ التوحيد"[64]. "كان عمرو بن الجموح أحد الوُجهاء.... يسكن يثرب. وقد حمله حُبُّه الشديد لإله عشيرته إلى أن صنع من الخشب شبيهاً للإله «مناة» ووضعه في منزله في مكان مُحترم وأخذ بعبادته!"[65].

7قارنوا بين ما ذكره هذا الكاتِب وبين ما أورده الشيخ عبَّاس القُمِّيّ في «المفاتيح» في «زِيارَة النَّبي صَلّى اللهُ عَلَيْه وَآلِهِ مِنَ الْبُعد» (ص 324)[66] حين قال: "قال العلامة المجلسي (رحمه الله) في زاد المعاد في أعمال عيد الميلاد وهو اليوم السّابع عشر من ربيع الأول: قال الشّيخ المفيد والشّهيد والسّيد ابن طاووس (رحمهم الله) : إذا أردت زيارة النّبي ص في ما عدا المدينة الطيّبة من البِلاد فاغتسل وَمثِّل بين يديك شبه القبر واكتب عليه اسمه الشّريف ثمّ قف وتوجّه بقلبك إليه وقُل: أَنْ لا إله إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ....الخ".

أليس هذا العمل مماثلاً لعمل مُشركي العرب؟ هل يمكن لأحد شمَّ رائحة التوحيد أن يدعوَ الموحِّدين والمسلمين إلى القيام بمثل هذا الأمر؟ هل جاهد النَّبِيُّ الأَكْرَمُ ص كل ذلك الجهاد وتحمَّل كل ذلك العناء والمرارة كي لا يقوم الناس بمثل تلك الأمور تجاه الأصنام بل يقوموا بها تجاه قبره وقبر أحفاده؟! أم أنَّ سعيَ رسولِ الله ص وعليٍّ (ع) وسائرِ أصحاب النبيِّ ومُجاهداتهم إنما كانت لأجل أن يتجه الناس نحو الله تعالى وحده فقط؟ (فَتَأَمَّل جداً). لهذا السبب أُمر المسلمون أن يقولوا عشر مرَّات على الأقل في صلواتهم: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ٥[الفاتحة: ٥].

إنَّ معلومات المرحوم القُمِّي والروايات التي كان يعتمدها تستند إلى أحاديث وأخبار مذهبية وخرافية وضعها الغُلاة وأتباع الفرق المنحرفة، وتستند بشكل خاص إلى أفكار الأخباريين الباطلة، إذ إنَّ أستاذه ومُعلِّمه الذي أخذ عنه الحديث أي «الحاج ميرزا حسين النوري» كتب كتاباً باسم «فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب»!!! فكان يعتبر أن كتاب الله قد حُرِّف وأفرح بكتابه ذاك قلوب اليهود والنصارى!

وللأسف كان التلميذ على عقيدة أستاذه، إذْ نجد الشيخَ عبَّاس القُمِّيّ يكتب في فصل «أعمال نهار الجمعة»: "واعْلَم أنّ لقراءة آية الكرسي على التّنزيل [أي كما أُنْزِلَتْ] في يوم الجُمعة فضلاً كثيراً". ثم يكتب في حاشية الصفحة ذاتها: "قال العلامة المجلسي: آية الكرسي على التنزيل على رواية عليّ بن ابراهيم والكُلَيْنِيّ هي كما يلي: (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُما وَمَا تَحْتَ الثَّرَى عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُمَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَه......إلى آخر الآية)!![67].

كما نجده يروي صلواتٍ عن فردٍ أصفهاني (ص 52) تدل على وقوع التحريف في القرآن!![68] ويبدو أن الشيخ عبَّاس القُمِّيّ لم يقرأ قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ ٩[الحجر: ٩]، ويبدو أنه لا يعلم أن جميع الأحاديث الدالة على تحريف القرآن ضعيفة وأن قرائن الوضع فيها كثيرة[69]. ليت أحداً قام بلقاء المرحوم عبَّاس القُمِّيّ قبل أن يبدأ بتأليف كتابه «مفاتيح الجِنان» وقال له: لو قرأت هذه الآية كل يوم فإنها ستكون مفيدة لك كثيراً: ﴿وَيَجۡعَلُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ ١٠٠ [يونس : ١٠٠].

نعم، كتاب «مفاتيح الجِنان» كما سيأتي بيانه باختصار، مليء بالخرافات والأوهام التي وضعها الغلاة والكذَّابون باسم الأدعية والزيارات و نشروها بأيدي المحدِّثين والكُتَّاب السُذَّج الذي يُصَدِّقون كلَّ ما يُروى لهم.

لقد ذكرنا على نحو الإجمال، في التحرير الثاني لكتابنا «عرض أخبار الأصول....»، (ص 74 فما بعد)، أموراً حول أنواع الحديث وعيوبه من المناسب أن يطلع عليها القراء الكرام، ولكن على أي حال فإن أهم معيار لقبول الأحاديث أو ردِّها هو توافقها أو عدم توافقها مع القرآن الكريم.

8ملاحظة: نسخة «كليات مفاتيح الجنان» التي في متناول يديَّ والتي أستند إليها وأحيل إلى أرقام صفحاتها فيما تناولته منها بالنقد والتعليق، هي النسخة المكتوبة بخط المرحوم «ميرزا طاهر خوشنويس» التبريزي، التي طبعتها مكتبة «محمد حسن علمي» بعد أن قُوبِلَت على النسخة الأصلية المكتوبة بخط المؤلف نفسه وصُحِّحَتْ مِنْ قِبَلِ «الحاج الملا علي واعظ تبريزي خياباني»، وختمها الشيخ المذكور بخاتمه في آخر صفحة من الكتاب (ص 600)، وقد تمَّ الفراغ من كتابة هذه النسخة سنة 1365 هـ. ق.، الموافق لسنة 1316 هـ. ش.، وكُتِبَ في آخرها حديث الكِساء بخط «حسن بن الحاج عبد الكريم الهريسي» في الصفحة 604 فما بعد.

9لا يخفى أنَّ كتاب «مفاتيح الجنان» للمرحوم الشيخ عبَّاس القُمِّيّ يشتمل على متن وحواشٍ، أما المتن فهو كتاب «مفاتيح الجنان» وفي حاشيته رسالة له اسمها «الباقيات الصالحات في الأدعية والصلوات المندوبات» وكلاهما (أي المتن والحاشية) يبدآن من الصفحة 12 من الكتاب وينتهيان في الصفحة 571 منه. ثمَّ ابتداءً من الصفحة 572 يبتدئ في المتن كتاب «ملحقات مفاتيح الجنان» مع مُقدِّمة للمؤلف، وفي حاشيته يبتدئ كتاب «ملحقات الباقيات الصالحات»، وينتهيان في مُنتصف الصفحة 592. هذه الأقسام الأربعة هي بلا شُبهة من تأليف ذلك المرحوم. لكننا لا نستطيع أن ننسب على وجه القطع واليقين الأمور التي ذُكرت قبل الصفحة 12 والتي جاء في متن الكتاب بعد الصفحة 592 تحت عنوان «المُلحقات الثانية» إلى ذلك المرحوم[70]. والله العالم. كما أن حديث الكساء -كما سنرى لاحقاً- أُضيف إلى كتاب المفاتيح دون رضا المؤلِّف[71]. وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِـلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

***

[28] سمعت أن أحد الخطباء المشهورين غير المُعمَّمين في طهران والذي وصل إلى مجلس الشورى بعد الثورة سمَّى كتاب الشيخ عباس القمي «مفاتيح الجنون». ولو صحَّ هذا الخبر فأنا أرى أن ما ذكره ذلك الخطيب ليس بعيداً عن الحقيقة، لأنني لا أدري كيف يُمكن لعاقل مؤمن بالقرآن أن يُؤلِّف كتاباً مثل كتاب «مفاتيح الجنان» أو مثل كتب السيد ابن طاووس أو الكفعمي. [29] لأنهم عندما يقوم شخص ككاتب هذه السطور بتحقيق ذلك الكتاب وإظهار ما فيه من العيوب فإنهم يُهاجمونه بكل قوتهم ويتهمونه بآلاف التهم بل يُفَسِّقُونه ويُكَفِّرونه ويعتبرونه واجب القتل!! لماذا يحدث ذلك؟ الجواب: لأن الدين أصبح باب رزق لبعضهم وكل من كان طالب رئاسة ويبحث عن جلب احترام العوام له، لا يُمكنه أن يفعل أفضل من ذلك. وعلى كل حال لقد دوَّنَّا هذه المُلاحظات والتنبيهات والتذكير طلباً لرضا الله وتوعيةً للباحثين عن الحق وطُلَّاب الهداية ونسأل الله أن يحفظنا من شرِّ أهل البدعة ويُحسن عاقبتنا، والله العاصم. [30] لا يخفى أنني كنت -في الفترة التي كنت أدرس فيها العلوم َالدينية في قم- مُتَعَلِّقاً ومُحبَّاً بشدة لكتاب مفاتيح الجنان ومُعتقداً به أشدّ الاعتقاد، وكان ذلك الكتاب جليسي ومُؤنسي لا يفترق عني، وكنت أقرأ منه كثيراً. وبفضل الله، وله الحَمْدُ والمِنَّة، استيقظتُ من غفلتي ببركة معرفة القرآن الكريم ونجوتُ من الخرافات وها أنا أرى أن واجبي هو توعية الناس إلى حقيقة هذا الكتاب. آمل أن يجعل الله ذلك لي في الباقيات الصالحات. آمين يا ربَّ العالمين. [31] الكُلَيْنِيّ: محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُلَيْنِيّ الرازي، البغدادي (أبو جعفر) توفي ببغداد سنة 329هـ.. كان من فقهاء الشيعة القدماء، وأقدم أخبارييهم، وجمع أحاديثهم في أشهر كتب الحديث لدى الإمامية وهو كتاب «الكافي» الذي جمع فيه ما يربو على 16 ألف رواية، لم يُصَحِّح بعض المحققين المعاصرين منها سوى نحو أربعة آلاف فقط. وله أيضاً كتاب تعبير الرؤيا. والرد على القرامطة. وكتاب الرسائل. وغيرها. (الـمُتَرْجِمُ) [32] الشيخ الصدوق: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 هـ)، من محدِّثي الإمامية المشهورين القدماء وصاحب أحد الكتب الأربعة التي عليها معتمد الفقه الإمامي وهو كتاب «من لا يحضره الفقيه»، كما ألَّف كثيراً من الكتب الروائية الأخرى مثل «الأمالي» و«الخصال» و«التوحيد» و«عيون أخبار الرضا» و«علل الشرائع» و«معاني الأخبار» و«كمال الدين» و«ثواب الأعمال وعقاب الأعمال»...الخ. (الـمُتَرْجِمُ) [33] الشيخ الطوسي: هو الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي الملقَّب بشيخ الطائفة، يُعْتَبر من رؤوس علماء ومحدثي الإمامية وأعظم فقهائهم المتقدمين، طُرِدَ من بغداد فهاجر للنجف وتوفي فيها سنة 445 هـ. له تفسير في عشرة أجزاء عنوانه: «التبيان في تفسير القرآن»، كما أنه صاحب كتابين من كتب الحديث الأربعة التي عليها مدار فقه الإمامية وهما «التهذيب» و«الاستبصار»، وله كتب عديدة في الفقه والأصول، ومن أشهر كتبه: كتابٌ في الأدعية والزيارات باسم: «مصباح المتهجِّد» الذي نقل الشيخ عباس القمي عنه كثيراً في المفاتيح. (الـمُتَرْجِمُ) [34] الكَفْعَمِيُّ (ت 905 هـ /1500م): هو الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن الكفعمي مولداً - نسبةً إلى قرية (كفر عيما) بناحية الشقيف بجبل عامل جنوب لبنان - اللوزي محتداً، الجب شيثي مدفناً، توفى بها عام 905هـ، ومزاره في بلدة «جب شيث» - من بلدات جبل عامل جنوب لبنان - معروفٌ. أديبٌ كاتبٌ من علماء الشيعة الإمامية، أقام مدَّةً في كربلاء، له نظمٌ وشِعرٌ، وصنَّف 49 كتاباً، من أشهر مؤلفاته كتابه في الأدعية والزيارات الموسوم بـ «جُنَّةُ الأمان الواقية وجَنَّةُ الإيمان الباقية» المعروف بـ «مِصْبَاحِ الكَفْعَمِيِّ»، طبع مراراً، كما له «الاحتساب من كتب الأدعية لبعض الأصحاب» و«البلد الأمين والدرع الحصين من الأدعية والأعمال والأوراد والأذكار» وغيرها. (الـمُتَرْجِمُ) [35] ابن طاووس: هو السيدُ رضيُّ الدين بْنُ أبي القاسم عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ طاووس الحِـلِّيُّ (ت 664هـ). متكلِّم إماميٌّ مشاركٌ من أشهر كتبه: كتابٌ في الأدعية والزيارات وفضائل الأعمال من عشرة أجزاء عنوانه «المهمّات والتتمّات»، كل جزء من الأجزاء العشرة حمل عنواناً خاصَّاً به وطُبعَ ككتاب مستقل، من جملتها «فلاح السائل»، «زهرة الربيع»، «جمال الأسبوع»، «إقبال الأعمال». هذا وقد كتبها ابن طاووس بوصفها تتمةً -كما قال- لكتاب «مصباح المتهجِّد» للشيخ الطوسي. ومن كتبه أيضاً: «مُهَجُ الدَّعَوَاتِ» و«الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف» و«كشف المحجَّة في ثمرة المهجة» و«الملهوف على قتلى الطفوف". (الـمُتَرْجِمُ) [36] هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن جعفر بن علي المشهدي الحائري، المعروف بمحمد ابن المشهدي و«ابن المشهدي» الراوي عن أبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي وصاحب كتاب «المزار الكبير» الذي اعتبروه من أقدم الكتب المدوّنة في الزيارات وأن الأصحاب اعتمدوا على كتابه، وهو الأصل في عدة من الأدعية والزيارات. ويبدو أن ابن المشهدي كان من مشايخ الإمامية في القرن السادس الهجري ولكن بعضهم قال إن شخصه مجهول جداً، حتى قال السيد الخوئي (رح) في معجمه: "لم يظهر لنا اعتبار هذا الكتاب في نفسه، فإن محمد بن المشهدي لم يظهر حاله بل لم يُعلم شخصه!!". (الـمُتَرْجِمُ) [37] مفاتيح الجنان، في فضيلة بعض الأدعية في تعقيب صلاة الصبح، ص 21 و ص 500. [38] على سبيل المثال انظروا إلى مقدمة المناجاة الخمس عشرة في الفصل الثامن، الباب الأول من «المفاتيح»، ص 114. [39] مفاتيح الجنان، ص 314 و 432 حتى 437. (ص 415 و 552 من النسخة المُعَرَّبة). [40] مفاتيح الجنان، ص 103 (ص 167 من النسخة المُعَرَّبَة). [41] مفاتيح الجنان، ص 105 وص 500- 501. (ص 627 من النسخة المُعَرَّبة) [42] مفاتيح الجنان، حاشية الصفحة 233. [43] بحار الأنوار، ج2، ص266، الحديث 32. والشيخ الصدوق، معاني الأخبار، ص 155. (الـمُتَرْجِمُ) [44] نهج البلاغة، الخطبة 145. [45] مفاتيح الجنان، أعمال ليلة الجمعة، ص 34 (ص70-71 من النسخة المُعَرَّبة). [46] مفاتيح الجنان، «أعمال شهر ذي القعدة»، ص 251. (ص341 من النسخة المُعَرَّبة). [47] مفاتيح الجنان، أعمال يوم الغدير، ص 281. (ص 378 من النسخة المُعَرَّبة). [48] مفاتيح الجنان، زيارة حضرة رسول الله ص، ص 324. (ص427 من النسخة المُعَرَّبة). ولم يذكر المَجْلِسِيّ أيضاً أيَّ سند لهذا الكلام. [49] مفاتيح الجنان، زيارة أمير المؤمنين المُطلقة، ص 365. [50] مفاتيح الجنان، الفَصْلُ الخامِسُ: في فَضل الكوفة ومَسجدها الأعظم وأعماله، ص 387. (ص 502-503 من النسخة المُعَرَّبة). راوي هذا الحديث أحد الضعفاء الذي يُدعى «محمد بن علي ماجيلويه». وللتعرّف على الراويين الآخرين لهذا الحديث ذاته وهما «محمد بن سنان» و «المُفضَّل بن عُمَر»، راجعوا كتابنا «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول» [وسنشير إليه من الآن فصاعداً بكتاب «عرض أخبار الأصول...» اختصاراً (المترجِم)] الصفحات 304 حتى 308 والصفحات 171 فما بعد. [51] مفاتيح الجنان، الفَصْلُ الخامِسُ: في فَضل الكوفة ومَسجدها الأعظم وأعماله، ص 387. (ص 502 من النسخة المُعَرَّبة). وراوي هذا الحديث «سهل بن زياد» الكذّاب المشهور (راجعوا وسائل الشيعة، ج 3، ص 521 و522، الحديث 3). وقد عرَّفنا بالراوي «سهل بن زياد» في كتاب «عرض أخبار الأصول...»، الصفحات 86 فما بعد. [52] مفاتيح الجنان، في فَضل الكوفة ومَسجدها الأعظم وأعماله، ص 387. (ص 502 من النسخة المُعَرَّبة). وراوي هذا الحديث مجهول الهوية ومع ذلك قبل المرحوم القمِّيّ روايته (راجعوا مستدرك الوسائل، الطبعة الحجرية، ج1، ص 235). وقد اُفْتُري في الحديث المذكور على الإمام الصادق (ع) قوله إن المسجد الأقصى ليس في بيت المقدِس، بل "ذَاكَ فِي السَّمَاءِ إِلَيْهِ أُسْرِيَ رَسُولُ اللهِ (ص)!! فَقُلْتُ إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّهُ بَيْتُ الْمَقْدِسِ؟ فَقَالَ مَسْجِدُ الْكُوفَةِ أَفْضَلُ مِنْه ". مع أن القرآن يقول: ﴿ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ [الاسراء: ١]، أي أن المسجد يقع في الأرض وفي بقعةٍ جعلها اللهُ مليئةً بالبركة. وأساساً ما فائدة المسجد في السماء؟ هذا وقد اعتبرت تفاسير «مجمع البيان» و «الميزان» و «الأمثل» كلها أن «المسجد الأقصى» يقع في بيت المقدس (أي القُدس الشريف). [53] مفاتيح الجنان، ص 303 فما بعد. (ص 404 من النسخة المُعَرَّبة). [54] ص 411 من النسخة المُعَرَّبَة. (الـمُتَرْجِمُ) [55] ص 407 من النسخة المُعَرَّبَة. (الـمُتَرْجِمُ) [56] المفاتيح، ص 109 (ص 174 من النسخة المُعَرَّبَة). ورغم أن الكذب يطفح من كل جوانب متن هذا الحديث ولكنَّنا لا نرى بأساً في الإشارة إلى بعض رواته وهم: «الحسين بن محمد بن سعيد» مجهول الحال. و «جعفر بن محمد بن بشرويه» و «داود بن رشيد» و «الوليد بن شجاع بن مروان» وكلهم مهملون. (راجعوا بحار الأنوار، ج 92، ص 37-38). [57] المفاتيح، ص 231 (ص 297 من النسخة المُعَرَّبَة). (الـمُتَرْجِمُ) [58] المفاتيح، ص 249 (ص 335 من النسخة المُعَرَّبَة). (الـمُتَرْجِمُ) [59] وقال الشيخ عبَّاس القُمِّيّ في فقرةٍ في آخر الفصل السابع من باب الزيارات: (تذييلٌ: في فضل تربة الحسين المقدّسة (ع) وآدابها: اعلم أنّ لنا روايات متظافرة تنطق بأنّ تربته (ع) شفاء من كلّ سقم وداء إلاّ الموت! ... والأحاديث في هذا الباب متواترة وما برزت من تلك التّربة المقدّسة من المعجزات أكثر من أن تُذكر!". (مفاتيح الجنان، ص 596 من النسخة المعرَّبة). (الـمُتَرْجِمُ) [60] المفاتيح، ص 289 (ص387-388 من النسخة المُعَرَّبَة). (الـمُتَرْجِمُ) [61] حاشية مفاتيح الجنان: (كتاب الباقيات الصالحات)، ص 287. [62] المفاتيح، الفصل الرابع (من الباب الثالث): في فضل زيارة أمير المؤمنين (ع)، ص342 (ص451 من النسخة المُعَرَّبَة). (الـمُتَرْجِمُ) [63] الشيخ جعفر سبحاني، راز بزرگ رسالت [سر الرسالة العظيم]، انتشارات كتابخانه مسجد جامع طهران، 1358 هـ ش. ص 243 [64] المصدر السابق نفسه، ص 237. [65] المصدر السابق نفسه، ص 240. [66] ص 430 من النسخة المعربة. (الـمُتَرْجِمُ) [67] مفاتيح الجِنان، ص 36 (ص 72 في النسخة المُعَرَّبة) [68] راجعوا فصل «تحقيق مختصر حول مفاتيح الجِنان» في الكتاب الحالي، الآتي بعد قليل. وراجعوا كتاب «منتهى الآمال»، ج2، ص 355. (لا يخفى أننا ننقل من نسخة «منتهى الآمال» التي طبعتها مكتبة كتابفروشي اسلاميه، و هي بخط الحاج ميرزا حسن هريسي الأرونقي). [69] حول موضوع عدم وقوع التحريف في القرآن، راجعوا كتاب «عرض أخبار الأصول....»، الإصدار الثاني، ص 734 فما بعد، وكتاب «البيان» لآية الله السيد أبي القاسم الخوئي. [70] وللأسف في التحرير الأول لهذا الكتاب أغفلتُ ذكر هذه النقطة. [71] راجعوا ما سنذكره في هذا الصدد في آخر الكتاب الحالي.