حِرز الإمام زين العابدين (عليه السلام)
روى أحد العلماء الخرافيين حرزاً عن حضرة السجاد (ع) هو كذبٌ يقيناً والإمام زين العابدين بريءٌ من هذا الكذب. فقد كرَّر الإمام السجاد مراراً في الصحيفة السجادية قوله: اللهم لا حِرز لي ولا ملجأ إلا ذاتك المُقدَّسة، فقال مثلاً: "لَا يُجِيرُ، يَا إِلَهِي، إِلَّا رَبٌّ عَلَى مَرْبُوبٍ...... إِلَيْكَ الْمَفَرُّ وَالْمَهْرَب"[386].
وقال كذلك: "وَاجْعَلْنِي..... مِنَ الْمُصْلِحِينَ بِسُؤَالِي إِيَّاكَ،...... الْمُعَوَّدِينَ بِالتَّعَوُّذِ بِك"[387].
وقال أيضاً: "لَا يَشْرَكُكَ أَحَدٌ فِي رَجَائِي، وَلَا يَتَّفِقُ أَحَدٌ مَعَكَ فِي دُعَائِي...... فَتَعَالَيْتَ عَنِ الْأَشْبَاهِ وَالْأَضْدَادِ، وَتَكَبَّرْتَ عَنِ الْأَمْثَالِ وَالْأَنْدَادِ، فَسُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْت"[388].
وقال: "فَإِلَيْكَ أَفِرُّ، وَمِنْكَ أَخَافُ، وَبِكَ أَسْتَغِيثُ، وَإِيَّاكَ أَرْجُو، وَلَكَ أَدْعُو، وَإِلَيْكَ أَلْجَأ"[389].
ثم إن حضرة السجاد -كما هو مذكور في كتب التاريخ- لم يدَّعِ لنفسه الإمامة المنصوص عليها من الله (راجعوا كتاب «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول»، ص 640 باب 125، وص 687 فما بعد)، ولكن في هذا الدعاء الفاقد للسند يُصلِّي حضرة السجاد على الأئمة الاثني عشر فقط ويدعو نفسه «زين العابدين»! ونسأل: فلماذا لم يدعُ لابنه الآخر جناب «زيد» (رحمه الله)؟ ولماذا لم يدعُ لجناب «النفس الزكية» (رحمه الله)؟ من هذا يتبيَّن أن هذا الراوي المجهول الذي أراد أن يخترع مذهباً لحضرة السجاد وضع هذا الحِرز ثم جاء السيد «ابن طاووس» الذي بينه وبين حضرة زين العابدين (ع) ستة قرون فروى هذا الدعاء الموضوع عن حضرة السجاد دون أن يذكر لنا الرواة الذين بينه وبين حضرة السجاد!! ومن الطريف أن حضرة السجاد طلب في هذا الدعاء زيارة قائم آل محمد ولكن لم يُستجب لدعائه!!
وفي الصفحة 110[390] يروي السيد «ابن طاووس» الخرافي دعاء عن حضرة الباقر (ع) لا عيب في متنه ولكن راويه شخص كذاب باسم «أبي جميلة»[391] رواه لشخص أحمق باسم «علي بن الحكم»[392] وهو بدوره رواه لابن فضال واقفي المذهب، ثم أثبته «محمد بن الحسن الصفار» الذي لم يكن يُميِّز بين الحديث الصحيح وغير الصحيح، في كتابه![393]
[386] الصحيفة السجادية، الدعاء 21. [387] الصحيفة السجادية، الدعاء 25. [388] الصحيفة السجادية، الدعاء 28. [389] الصحيفة السجادية، الدعاء 52 . [390] وهو في النسخة المعرَّبة من المفاتيح ص 176 . [391] للتعرف على حاله راجعوا كتاب «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول »، ص 801 . [392] راجعوا ما ذكرناه بشأنه في الكتاب الحاضر، حاشية الصفحة 15. [393] راجعوا بحار الأنوار، ج 91، ص 268.