تعارض مفاتيح الجنان مع القرآن

فهرس الكتاب

الفصل السادس [من مفاتيح الجنان]

الفصل السادس [من مفاتيح الجنان]

أورد الشيخ عبَّاس القُمِّيّ في هذا الفصل عدداً من الأدعية من جملتها «دعاء الصباح» وقال بعد ذكر نص الدعاء (ص 62)[150]: "قد أورد العلامة المجلسي (رحمه الله) هذا الدّعاء في كتابَيْ الدّعاء والصلاة من البحار وذيَّله في كتاب الصلاة بشرح وتوضيح وقال: إنّ هذا الدّعاء من الأدعية المشهورة ولكن لم أجده في كتاب يُعتَمد عليه سوى كتاب «المصباح» للسيّد ابن باقي رضوان الله عليه...".

وهنا ينبغي أن نُذكِّر القُرَّاء بأن «السيد ابن باقي» كان من علماء القرن السابع الهجري ومُعاصراً للمُحقّق الحلي الذي تعود مؤلفاته إلى سنة 653 هـ ، فكيف يروي عن أمير المؤمنين ÷ رغم وجود ستة قرون تفصله عن زمنه؟!

وقال المَجْلِسِيّ بعد ذكر «دعاء الصباح» في البحار:

"و وجدتُ في بعض الكتب سنداً آخر له هكذا قال الشريف يحيى بن القاسم العلوي ظفرت بسفينة طويلة مكتوب فيها بخط سيدي وجدي أمير المؤمنين... عليّ بن أبي طالب عليه أفضل التحيات ما هذه صورته: بسم الله الرحمن الرحيم هذا دعاء علمني رسول الله ص وكان يدعو به في كل صباح...الخ"[151].

هذا في حين أن «أبا بصير يحيى بن القاسم» كان -كما يقول الشيخ «هاشم معروف الحسني»[152]- فاسد العقيدة ومن الضعفاء والمُتَّهمين.

وجاء في هذا الدعاء: "بَاعَدَتْنِي ذُنُوبِي عَنْ دَارِ الْوِصَالِ" في حين أن عليَّاً (ع) لم يكن صوفياً كي يستخدم مُصطلحات الصوفية بل جاء التصوف إلى بلاد الإسلام بعد زمنه. إضافةً إلى ذلك فإن عَلِيّاً (ع) قال في نهج البلاغة إن الله تعالى لا يتصل به شيء أو ينفصل عنه شيء، وَمِنْ ثَمَّ فلا ينبغي أن يعتقد لنفسه وصالاً أو فراقاً مع الله، وهذه العبارات لا تليق بالذات الإلهية المُقدَّسة.

[150] ص 106 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [151] المَجْلِسِيّ، بحار الأنوار، ج 84، ص 342. (الـمُتَرْجِمُ) [152] الموضوعات في الآثار والأخبار، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، ص 231.