الفصل الثالث [من مفاتيح الجنان]: في فضل شهر رمضان وأعماله
هذا الفصل الثالث مُخَصَّصٌ لشهر رمضان المبارك. اعتبر الشيخ عبَّاس في هذا الفصل، خلافاً لما ذكره في الفصل الأول من الباب الثاني من قوله إن شهر رجب أفضل الشهور، أن شهر رمضان أفضل الشهور عند الله، وهذا هو الصحيح بالطبع. وينبغي أن نعلم أن ما رُوِي عن رسول الله ص في الكتب الموثوقة من الأدعية والمستحبات يتّفق جميعه مع القرآن الكريم، بيد أنه للأسف الشديد قد نُسِبَت كثير من الأمور في الكتاب الخرافية إلى الأئِمَّة تطفح بالمبالغات والغلو والكذب ومخالفة القرآن.
قال الشيخ عبَّاس القُمِّيّ في (الصفحة 167)[520]: "وفي الحديث أنّ لكلّ شيء ربيعاً وربيع القرآن هو شهر رمضان".
بناء على ذلك فإن كان المرء من أهل الدعاء والعبادة فعليه أولاً وقبل كل شيء أن يقرأ أدعيةَ القرآن كثيراً، فينال بذلك ثواباً مضاعفاً: ثواب قراءة القرآن وثواب الدعاء[521].
ثانياً: ما عدا أدعية القرآن علينا أن نختار الأدعية التي وصلتنا عن رسول الله ص في الكتب المعتبرة الموثوقة والتي يتوافق متنها مع القرآن الكريم.
هنا نشير إلى أن بعض الأحاديث التي لا تخالف القرآن لم تنجُ مع الأسف من تصرّف صُنّاع المذاهب وتحريفاتهم، ومن ذلك الحديث الأول في هذا الباب الذي رواه فردٌ فاسد العقيدة ذو مذهب باطل من أسرة «الفضّال» - الذين كانوا من الواقفة! -. النصّ الكامل للحديث موجود في كتاب «إقبال الأعمال» للسيد ابن طاووس (ص 3). في نهاية هذا الحديث افتراء على رسول الله ص أنه قال لحضرة علي (ع): "إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَنِي وَإِيَّاكَ وَاصْطَفَانِي وَإِيَّاكَ وَاخْتَارَنِي لِلنُّبُوَّةِ وَاخْتَارَكَ لِلْإِمَامَةِ فَمَنْ أَنْكَرَ إِمَامَتَكَ فَقَدْ أَنْكَرَ نُبُوَّتِي. يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَصِيِّي وَأَبُو وُلْدِي وَزَوْجُ ابْنَتِي وَخَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي فِي حَيَاتِي[522] وَبَعْدَ مَوْتِي..... أُقْسِمُ بِالَّذِي بَعَثَنِي بِالنُّبُوَّةِ وَجَعَلَنِي خَيْرَ الْبَرِيَّةِ إِنَّكَ لَحُجَّةُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ وَأَمِينُهُ عَلَى سِرِّهِ وَخَلِيفَتُهُ عَلَى عِبَادِهِ"!!
إن واضع هذا الحديث لم ينتبه إلى أنه لو كان إنكار الإمامة يعني إنكار النبوة لكان معنى ذلك أن منكر الإمامة كافر وَمِنْ ثَمَّ فإن مبايعة الكافر أو قبول الكافر صهراً أمران محرَّمان، لكن إمام المتقين حضرة علي (ع) بايع أبا بكر وعمر، وَقَبِلَ أن يكون الخليفةُ الثاني صهرَهُ في ابنته. أفلا تعقلون؟
لحسن الحظ لم يذكر الشيخ عبَّاس تلك العبارات التي أوردناها أعلاه التي جاءت في نهاية الحديث، بل اكتفى بذكر بداية الحديث فقط التي لا تُخالف القرآن.
وقال الشيخ عبَّاس في القسم الأول من الفصل الخاص بأعمال شهر رمضان العامة (ص175)[523]: "روى السّيد ابن طاووس (رحمه الله) عن الصّادق والكاظم (عليهما السلام) قالا: تقول في شهر رمضان من أوّله إلى آخره بعد كلّ فريضة: اَللّـهُمَّ ارْزُقْني حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ فِي عامي هذا وَفي كُلِّ عام.... الخ".
أما أولاً: فينبغي أن نعلم أن السيد ابن طاووس كان متساهلاً في الأخذ بالحديث.
ثانياً: متن هذا الحديث أيضاً فيه إشكال، لأنه قد ثبت بالدلائل التي ذُكِرَتْ في كتاب «زيارت وزيارتنامه» [زيارة المزارات وأدعية الزيارات] والكتاب الحاضر، أن الأئِمَّة ما كانوا يزورون قبور أئمة الدين، حتى يقول قائلهم بعد كل صلاة: "اللهم ارْزُقْنِي زِيَارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِه"! بل هذا الطلب يطلبه الغلاة والذين ينتفعون من عبادة القبور!
وفي الصفحة (175) ذاتها ذكر الشيخ عباس دعائين آخرين ليس فيهما ما يخالف القرآن، لذا لا مانع من قراءتهما لأنهما يدخلان تحت إذن الشرع العام بالدُّعاء.
وفي الصفحة 176[524] أورد الشيخ عباس دعاءً [رواه الكُلَيْنِيّ في الكافي] عن الإمام الصادق ÷ نذكر ترجمته فيما يلي آملين أن ينتبه إليه القراء ويتأملوا معانيه جيداً:
" اللَّهُمَّ إِنِّي بِكَ أَتَوَسَّلُ[525] وَمِنْكَ أَطْلُبُ حَاجَتِي، مَنْ طَلَبَ حَاجَةً إِلَى النَّاسِ فَإِنِّي لَا أَطْلُبُ حَاجَتِي إِلَّا مِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ. وَأَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ وَرِضْوَانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَنْ تَجْعَلَ لِي فِي عَامِي هَذَا إِلَى بَيْتِكَ الْحَرَامِ سَبِيلًا حَجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقَبَّلَةً زَاكِيَةً خَالِصَةً لَكَ تُقِرُّ بِهَا عَيْنِي وَتَرْفَعُ بِهَا دَرَجَتِي وَتَرْزُقُنِي أَنْ أَغُضَّ بَصَرِي وَأَنْ أَحْفَظَ فَرْجِي وَأَنْ أَكُفَّ بِهَا عَنْ جَمِيعِ مَحَارِمِكَ حَتَّى لَا يَكُونَ شَيْءٌ آثَرَ عِنْدِي مِنْ طَاعَتِكَ وَخَشْيَتِكَ وَالْعَمَلِ بِمَا أَحْبَبْتَ وَالتَّرْكِ لِمَا كَرِهْتَ وَنَهَيْتَ عَنْهُ. وَاجْعَلْ ذَلِكَ فِي يُسْرٍ وَيَسَارٍ وَعَافِيَةٍ, وَأَوْزِعْنِي شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ. وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ وَفَاتِي قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ تَحْتَ رَايَةِ نَبِيِّكَ مَعَ أَوْلِيَائِكَ. وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَقْتُلَ بِي أَعْدَاءَكَ وَأَعْدَاءَ رَسُولِكَ. وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُكْرِمَنِي بِهَوَانِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَلَا تُهِنِّي بِكَرَامَةِ أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا[526]، حَسْبِيَ اللهُ، ما شاءَ اللهُ.".
ثم كتب الشيخ عبَّاس يقول:
"واعلم أنّ أفضل الأعمال في ليالي شهر رمضان وأيّامه هو تلاوة القرآن الكريم... ويستحبّ في سائر الأيام ختم القرآن ختمةً واحدةً في كلّ شهر،............ وأمَّا شهر رمضان فالمسنون فيه ختمه في كلّ ثلاثة أيّام[527]، ويحسن إن تيسّر له أن يختمه ختمةً في كلّ يوم، وروى العلامة المَجْلِسِيُّ (رحمه الله) أنّ بعض الأئِمَّةِ الأطهارِ (عليهم السلام) كانوا يختمون القرآن في هذا الشّهر أربعين ختمةً وأكثر من ذلك"!!
أقول: أولاً: إن كانت سنة رسول الله ص ختم القرآن في شهر رمضان في كل ثلاثة أيام، فالحديث الذي يقول إن بعض الأئِمَّة كانوا يختمون القرآن في شهر رمضان أربعين ختمةً كذب قطعاً. ثانياً: الحديث الذي أشار إليه المَجْلِسِيّ رواه «البرقي» فهو حديث غير معتبر، وكذلك يتعارض مع الحديث [الذي رواه الكُلَيْنِيّ في الكافي[528]] والذي يقول: إن الإمام الصادق ÷ سُئل: "أَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ؟ فَقَالَ: لَا. فَقَالَ فِي لَيْلَتَيْنِ؟ فَقَالَ: لَا حَتَّى بَلَغَ سِتَّ لَيَالٍ فَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقَالَ: هَا. ثُمَّ قَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ص كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي شَهْرٍ وَأَقَلَّ، إِنَّ الْقُرْآنَ لَا يُقْرَأُ هَذْرَمَةً وَلَكِنْ يُرَتَّلُ تَرْتِيلًا، إِذَا مَرَرْتَ بِآيَةٍ فِيهَا ذِكْرُ النَّارِ وَقَفْتَ عِنْدَهَا وَتَعَوَّذْتَ بِاللهِ مِنَ النَّارِ.... ثم أَوْمَأَ الإِمَامُ بِيَدِهِ نَعَمْ، شَهْرُ رَمَضَانَ لَا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ مِنَ الشُّهُورِ لَهُ حَقٌّ وَحُرْمَةٌ...."[529].
وقال الشيخ عبَّاس في الصفحة 177[530]: "روى آية الله العلاّمة الحلّي في الرّسالة السّعديّة عن الصّادق (عليه السلام): «أيّما مؤمن أطعم مؤمناً لقمة في شهر رمضان كتَبَ اللهُ له أجرَ من أعتق ثلاثين رقبةً مؤمنةً، وكان له عند الله تعالى دعوةٌ مستجابةٌ». في حين أن السيد ابن طاووس روى حديثين عن النبي وعن الإمام الصادق يَنُصَّان على أن ثواب هذا العمل ثواب عتق رقبةٍ مؤمنةٍ[531]. فبأيهما نأخذ؟!
وفي الصفحة 178[532] ذكر الشيخ عباس حديثاً حول سورة الدخان، وهو من أكاذيب «الحسن بن حريش»[533] وقد عرَّفنا بحاله بقَدْرٍ كافٍ في كتابنا «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول»، (الصفحات 560 فما بعد) فَلْيُرَاجَعْ ثَمَّةَ.
58والآن نأتي إلى ما ذكره الشيخ عباس في الصفحة 178 من المفاتيح[534] باسم «دعاء الافتتاح» وهو دعاء رواه الشيخ الطوسي في «مصباح المتهجِّد» (ص 520) والمجلسي في «زاد المعاد» والكفعمي في كتابه، كلهم دون أن يذكر له سنداً!
أما السيد «ابن طاووس» الخرافي فقد أورد في كتابه «إقبال الأعمال» (ص58) سنداً لهذا الدعاء لا يتصل بأي إمام من الأئمة بل يقول إن ابن أخ «عثمان بن السعيد العمري» - الذي كان يدعي أنه من نواب إمام الزمان!! - أخرج دفتراً مجلداً بالأحمر وأراه لـ « محمد بن محمد بن نصر السكوني» وقال إنَّ عَمِّي «عثمان بن سعيد العمري» كتب أدعيته في هذا الدفتر ومن جملتها أنه كان يقرأ في شهر رمضان بهذا الدعاء.
59يَتَبَيَّن من القرائن أن حالَ الأدعية المكتوبة في ذلك الدفتر ذي الجلد الأحمر فاضحٌ! وقد أشار الشيخ عباس مرة أخرى في المفاتيح إلى دعاء مأخوذ من ذلك الكتاب (ص 248[535] العمل الثاني من أعمال يوم الفطر) ولكن لما كان الدعاء فاضحاً اكتفى الشيخ عباس بكتابة الجملة الأولى منه فقط ولم ينقل بقيته ربما لحفظ ماء الوجه!! [536] وسنذكر هنا هذا الدعاء[537] نقلاً عن كتاب «إقبال الأعمال» (ص275 فما بعد): "وَتَدْعُو بَعْدَ صَلَاةِ الْعِيدِ بِهَذَا الدُّعَاءِ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ أَمَامِي وَعَلِيٍّ مِنْ خَلْفِي وَأَئِمَّتِي عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي، أَسْتَتِرُ بِهِمْ مِنْ عَذَابِكَ وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ زُلْفَى، لَا أَجِدُ أَحَداً أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْهُمْ، فَهُمْ أَئِمَّتِي، فَآمِنْ بِهِمْ خَوْفِي مِنْ عَذَابِكَ وَسَخَطِكَ، وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ الْجَنَّةَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ. أَصْبَحْتُ بِاللهِ مُؤْمِناً مُوقِناً مُخْلِصاً عَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ وَسُنَّتِهِ وَعَلَى دِينِ عَلِيٍّ وَسُنَّتِهِ وَعَلَى دِينِ الْأَوْصِيَاءِ وَسُنَنِهِم".
ونسأل: هل بمجرد أن يقول الداعي في دعائه: النبي أمامي وعلي خلفي، سيقوم أولئك الأجلاء الكرام بطاعته فيصطف النبي أمامه وعلي خلفه والأئِمَّة عن يساره ويمينه؟!
ألم يقرأ جناب الشيخ الطوسي الذي كتب في كتابه هذا الدعاء، القرآنَ الذي قال تعالى فيه للنبي ص بأسلوب الاستفهام الإنكاري: ﴿أَفَمَنۡ حَقَّ عَلَيۡهِ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ ١٩﴾[الزمر: ١٩] أو قال له ص: ﴿ٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ أَوۡ لَا تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ إِن تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ سَبۡعِينَ مَرَّةٗ فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡ﴾[التوبة: ٨٠ ، منافقون 6]، وأنه تعالى لم يقبل شفاعة نوح ÷ بحق ابنه [هود: 45] و.......؟
ألا يعلم الشيخ عبَّاس أن النبيَّ ص قال: "أيها الناس! إنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ نسبٌ وَلا شَيْءٌ يُعْطِيهِ بِهِ خَيْراً أَوْ يَصْرِفُ عَنْهُ بِهِ شَرّاً إِلَّا الْعَمَلُ، أَيُّهَا النَّاسُ! لَا يَدَّعِي مُدَّعٍ وَلَا يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَا يُنْجِي إِلَّا عَمَلٌ مَعَ رَحْمَةٍ وَلَوْ عَصَيْتُ لَهَوَيْتُ. اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْت؟"[538]. (كتاب «زيارت وزيارتنامه» [زيارة المزارات وأدعية الزيارات]، ص 233 - 234). وأنه ص قال: "يَا مَعْشَرَ قُرَيْش اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الله؛ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ الله شَيْئاً.."[539]. "يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الله لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ الله شَيْئاً، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ الله شَيْئاً، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ الله لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ الله شَيْئاً"[540].
لنلاحِظْ أن ملفِّق الدعاء يوافق في جملته التي يقول فيها: "بِهِمْ..... أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ زُلْفَى " كلامَ المشركين الذي كانوا يقولونه عن معبوداتهم وشفعائهم ووبخهم القرآن عليه قائلاً: ﴿أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ﴾[الزمر: ٣].
ثم يقول في الدعاء: "آمنت بالله..... عَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ وَسُنَّتِهِ وَعَلَى دِينِ عَلِيٍّ وَسُنَّتِهِ وَعَلَى دِينِ الْأَوْصِيَاءِ وَسُنَنِهِم "!! في حين أنه من الواضح أن دين علي (ع) وسائر الأوصياء هو دين النبي عينه لا غير، إضافةً إلى أنه ليس لدينا في الإسلام إلا سنة واحدة هي سنة النبي ص، وليس لعليٍّ (ع) سُنَّةٌ خاصَّةٌ بل هو تابع لسنة النبيِّ[541]. أضف إلى ذلك أن واضع الحديث الجاهل تصرف بشكل يدل على قلّة مراسه وعدم مهارته إذ أثبت لسائر الأئِمَّة أيضاً سنناً ولم يفهم أن سنة الأئِمَّة والأوصياء هي سنة علي (ع) ذاتها ولم يكن لعلي - كما ذكرنا- سنة خاصة به بل كان تابعاً لسنة النبي وقال: "السُنَّةُ مَا سَنَّ رَسُولُ الله ِ ص والبِدْعَةُ مَا أُحْدِثَ بَعْدَهُ "[542]. ولم يُعَرِّف لنا سُنَّةً غير سنةِ النبي.
الآن لِنَعُدْ إلى «دعاء الافتتاح» وننتبه إلى أن هذا الدعاء نُقِل عن مثل ذلك الدفتر الذي تحدثنا عنه أعلاه وننتبه إلى أنه لا يوجد دليل موثوق على وجود ابنٍ لحضرة العسكري (ع) فضلاً أن يكون له نائبٌ! والذي ادعى النيابة له كان مُخادِعاً للعوام.
ثانياً: لم يقل النائب المذكور إنه أخذ هذا الدعاء عن الإمام.
ثالثاً: في متن هذا الدعاء أمورٌ غير صحيحة تُظْهِرُ أنه دعاءٌ موضوعٌ وضعه صُنَّاعُ المذاهب والمُتَكَسِّبِين بالدين، فمثلاً اعتبر الداعي حضرةَ عليٍّ (ع) «النبأَ العظيمَ» في حين أننا نعلم أن علياً (ع) قال في دعاء يوم الاثنين في الصحيفة العلوية: "الْحَمْدُ لِـلَّهِ الَّذِي هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ... وَعَرَّفَنِي الْحَقَّ وَالنَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ" (كتاب «زيارت و زيارتنامه» [زيارة المزارات وأدعية الزيارات] الصفحة 286). وقد أوضحنا في الكتاب الحاضر أيضاً بطلان ذلك القول (ص56). أو اعتبر علياً (ع) «الآية الكبرى» مع أن القرآن الكريم لم يُعَرِّفْ لنا مثل هذه الآية. ثم قال عن الأولاد الكرام لأمير المؤمنين (ع): «حُجَجِكَ عَلَى عِبَادِك » في حين أن هذا القول مخالف للقرآن الذي بيَّن لنا أنه ما من حجَّة بعد الأنبياء [النساء: 165]، ومخالف لكلام أمير المؤمنين علي ÷ نفسه الذي قال: "تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّد(صلى الله عليه وآله) حُجَّتُهُ " (نهج البلاغة، الخطبة 91). إضافةً إلى ذلك، فإنه لا دليل شرعي على مسألة الإمامة التي يتصورها ويؤمن بها واضع هذا الدعاء ولا يمكننا إثبات الإمامة المنصوص عليها من الله بمجرد دعاءٍ قد عرفنا حال سنده!
لقد ابتدأ «دعاء الافتتاح» بدايةً ممتازةً ورائعةً جداً ومطالبه (حتى السطر 6 من الصفحة 180)[543] مطالب يؤيدها كل مؤمن بالله - فضلاً عن كل مسلم-، ويقبلها من كل قلبه، ويبدو أن واضع الدعاء أراد بهذه الطريقة أن يمهِّد لتلقين أفكاره المذهبية وخرافاته التي سيذكرها بعد هذه المقدمة الصحيحة! لذا علينا أن ننتبه ولا تخدعنا العبارات الصحيحة التي نشاهدها في بعض الأحاديث أو الأدعية غير الموثوقة أو الموضوعة، بل علينا أن نميز دائما بين الصحيح والسقيم في كل شيء. وَاللهَ وَلِيُّ التوفيق.
في هذا الدعاء يطلب الداعي من الله أن "اشفِ بالحق صدورنا وأذهب به غيظ قلوبنا ". ولنا أن نتساءل: هذا الحقد في الصدر وغيظ في القلب، تجاه مَنْ؟ نسأل الله تعالى أن يهدي الحاقدين الذين أنشؤوا مثل هذه الأدعية أو روَّجُوها.
واعتبر الدعاءُ الإمامةَ منحصرةً باثني عشر فرداً في حين أن الإسلام ليس ديناً انحصارياً يحصر أئمَّته أو من بيدهم زمام أمور المسلمين بعدد محدَّد من الأفراد سواء كانوا ستَّة أو سبعة أو اثني عشر إماماً، بل كلُّ مسلم تتوفَّر فيه شروط الإمامة الكبرى كالعلم والكفاءة والعمل بالكتاب والسنة يمكنه أن يأخذ على عاتقه إمامة الأمَّة. ولذلك نجد أن القرآن الكريم اعتبر أن كل من اتصف بصفات عباد الرحمن المؤمنين يمكنه أن يكون إماماً، فقال: ﴿وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا ٧٤﴾[الفرقان: ٧٤]. وقال عن أئمَّة الكفر: ﴿فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ﴾[التوبة: ١٢]. فهل أئمة الكفر اثنا عشر إماماً حتى يكون أئمَّة الإيمان اثنا عشر نفراً؟! وقال تعالى أيضاً: ﴿يَوۡمَ نَدۡعُواْ كُلَّ أُنَاسِۢ بِإِمَٰمِهِمۡ﴾[الاسراء: ٧١]فهل الناس في الدنيا اثنا عشر فرقة فقط حتى يكون لهم اثنا عشر إماماً؟ بالطبع لا بل الناس آلاف الفرق وكل فرقة ستحشر مع إمامها. وقد جعل الله تعالى الأنبياء جميعهم أئمةً فقال: ﴿وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا﴾[الانبياء: ٧٣]، كما جعل في أحد السور المكية المستضعفين المؤمنين المعاصرين لفرعون أئمةً لسائر المستضعفين فقال: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ ٥﴾[القصص: ٥]. وقال الإمام الصادق ÷ - كما في الباب الأول من «الكافي» (العقل والجهل، الحديث 22) -: "حُجَّةُ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ النَّبِيُّ وَالْحُجَّةُ فِيمَا بَيْنَ الْعِبَادِ وَبَيْنَ اللهِ الْعَقْلُ". أي أن الله جعل للناس حجتين الأولى ظاهرة وهي الأنبياء والثانية باطنة وهي العقل، أما دعاء الافتتاح فقد اخترع حججاً أخرى وحصرهم باثني عشر نفراً! فكل دعاء يكون كذلك أي يخترع حججاً ساقطٌ من الاعتبار ومن وَضْع صُنَّاع المذاهب، وقد قُلْنَا مراراً [كما ذكرنا في تقديمنا لكتاب «شاهراه اتحاد» (الصفحات: م إلى ن)] 60إن الله ذاته بيَّن لنا أصول الإيمان وأصول الدين بشكل كامل (البقرة: 177, النساء: 136). ورسول الله ص- موافقاً لكتاب الله - أجابَ مَنْ سَألَه: ما الإيمان؟ فقال: "أن تُؤْمِنُ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ...."[544].
ولما سأله أبو ذر عن الإيمان قرأ عليه الآية 177 من سورة البقرة بتمامها (المصنَّف للحافظ عبد الرزاق، ج 11، ص 127 و 128، الحديثان 20107 و 20110).
والآية التي تلاها رسول الله ص هي قوله تعالى: ﴿لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّۧنَ﴾[البقرة: ١٧٧]. وكما نلاحظ لو كان هناك ضرورة لما امتنع الله من عطف كلمة «الحجج » أو «الأئِمَّة » على كلمة «النَّبِيِّينَ ». (فتأمَّل). وبقية الآية كالتالي: ﴿وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُواْۖ وَٱلصَّٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ ١٧٧﴾[البقرة: ١٧٧].
إن على القارئ المحترم ألا يَمُرَّ مرور الكرام على هذه الآية الكريمة التي تلاها رسول الله ص على أبي ذَرّ، بل عليه أن يتأمَّل فيها جيداً.
نعم، لنعد الآن إلى «دعاء الافتتاح». يُظهِر قائل الدعاء الحزن والعويل على «العدل المُنْتَظَر» ويتمنَّى ظهوره ليفعل كيت وكيت، هذا في حين أن الله تعالى دعا الناس جميعاً إلى النهوض والقيام لأجل إقامة العدل وبسط القسط ولم يقل عليكم أن تتنظروا من يفعل ذلك لكم، كما نقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: ٢٥]. لاحظوا أنه تعالى قال «ليقوم الناس بالقسط» ولم يقل «ليقوم المُنْتَظَر بالقسط»! إنهم ينتظرون حتى يرسل الله لهم في المستقبل شخصاً لينهض هو لإقامة العدل! وهذا من أفكار القدماء الفاسدة والخرافية التي تركوها لنا وكثير من أخبارهم أيضاً تدل على أن ذلك الفرد المُنْتَظَر سيكون عمله القتل وسفك الدماء! إذا عرفنا الآن أن مثل هذه الأدعية هي من وضع صُنَّاع المذاهب فحيثما وجدنا في المفاتيح مثل هذا النحو من الدعاء فإننا نعتبره مشمولاً بحكم «دعاء الافتتاح» أيضاً أي نعتبره موضوعاً؛ مثل ما ذكره الشيخ عبّاس تحت عنوان «أعمال ليالي القدر المشتركة» (العمل الرابع، 221)[545] من سؤال الله بالحجج الاثني عشر الذين لا دليل شرعي صحيح على كونهم حججاً. ويبدو أن السيد ابن طاووس هو وحده فقط الذي نقل ذلك الدعاء! وكذلك الدعاء المخصَّص لليلة الثالث والعشرين من رمضان والمروي عن شخصين من الضعفاء (أحدهما من أسرة «الفضّال» الذين كانوا من الواقفة والآخر «محمد بن عيسى بن عُبَيْد» الذي كان من الغلاة)[546]، وفيه: "اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صلواتُكَ عَلَيْهِ وعَلَى آبَائِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ وَلِيّاً وَحَافِظاً وَقَائداً وَنَاصِراً وَدَلِيلًا وَعَيْناً، حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فِيهَا طَوِيلاً...".
أيها القارئ المحترم، لاحظ جيداً ما تقوله تلك الفقرة من الدعاء. لقد قال تعالى في القرآن الكريم: ﴿ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ...﴾[البقرة: ٢٥٧]، وقال: ﴿ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾[ال عمران: ٦٨]. لاحظوا أنه عندما يكون الله ولي المؤمنين فلا ضرورة لقول كلمة «كُن»، كما أنّه عندما يقول تعالى: ﴿ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ﴾[غافر: ٦٢] لا يكون هناك ضرورة لقولنا «اللهم كن لفلان خالقاً وربّاً»! ثم إن مخاطبة الله أن يكون لفلان «عيناً» أي جاسوساً مخالف للأدب في الدعاء, والمؤمن العارف لا يكلّم الله سبحانه وتعالى بمثل هذا الكلام، ولم يؤثَر عن رسول الله ص استخدامه مثل هذا التعبير في الدعاء. وللأسف فإن من بيدهم زمام الأمر في بلادنا يكرِّرون بثَّ هذه الجملة في الإذاعة ولا أحد يسأل ما معنى هذا الدعاء؟!
أجل، في «دعاء الافتتاح» هذا اُعْتُبِر الإمام الغائب الذي يقول الخرافيون إنه غاب في طفولته «ولي الأمر» مِنْ قِبَلِ الله. هذا في حين أنه لم يأخذ على عاتقه أبداً ولاية أمور المؤمنين، فما هو الدليل على أنه ولي أمر المسلمين؟ أي أمر قد قام به ولي الأمر هذا؟ هل أصلح حال البلاد؟ هل علّم الكفّار وأرشدهم؟ هل بنى مشفى أو مدرسة؟
وفي هذا الدعاء يقول عن الإمام الغائب: "اللَّهُمَّ أَظْهِرْ بِهِ دِينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ حَتَّى لَا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْق"[547]؟!!
أولاً: هل يمكن أن يُخفِي الإمامُ شيئاً من الحق عن الناس خوفاً من أحد؟ هل الأئِمَّة السابقون كانوا يفعلون ذلك؟! هل فهم واضع هذا الدعاء أي كلام لفّقه؟
ثانياً: إذا أراد شخص أن يظهر كتاب الله وسنة رسوله قام عليه صُنّاع المذاهب وأهل البدعة وحالوا بينه وبين ذلك ونصبوا له الحرب والعداء. نعم، يقول هذا الدعاء: «اللهم أظهر به دينك» ولكن لو أراد أحد اليوم أن يظهر حقائق الدين والتوحيد فإن قارئي هذا الدعاء أنفسهم سيعادونه وسيُقْدِمون على قتله، كما حصل لكاتب هذه السطور عندما قُمت بإظهار حقائق من كتاب الله فاتّفقوا جميعاً على إسكاتي وافتروا علي واتّهموني مئاتِ التُّهَم، ومن جملة ذلك أنهم قالوا إنه على مذهب الوهَّابية في حين أن هذا العبد الفقير لست لا وهَّابياً ولا تابعاً لأي مذهب آخر بل أنا مسلم فحسب. إنهم لا ينتبهون إلى أن دعاءهم وتضرّعهم مخالف لعملهم. نسأل الله تعالى لهم الهدايةَ وأن ينجّي شعبَنَا من شرِّ أعداء القرآن وكيد الخرافيين، وأن يوقظ هذا الشعب وينقذه من الخرافات. آمِين يا رَبَّ العَالَمِينَ.
ثم في الصفحة 183[548] أورد الشيخ عبَّاس القُمِّيّ دعاءً ليُقرَأ في أسحار شهر رمضان بعنوان العمل الثالث من أعمال شهر رمضان العامة، وهو دعاء لا إشكال في قراءته استناداً إلى إذن الشرع العام بالدعاء. والدعاء الرابع من أدعية هذا القسم هو الدعاء المشهور بِـ «دعاء أبي حمزة الثمالي» (= ثابت بن دينار) وفي رأينا لم يُنقَل إلينا هذا الدعاء بأمانة تامة بل تصرف به صُنّاع المذاهب في بعض المواضع، فقد أضافوا في موضعَين منه: "وَارْزُقْنِي زِيَارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ ص وَالأئِمَّةِ عليهم السَّلام، وَلَا تُخْلِنِي يَا رَبِّ مِنْ تِلْكَ الْمَشَاهِدِ الشَّرِيفَةِ وَالْمَوَاقِفِ الْكَرِيمَة" (ص 188، سطر 14، و ص189 سطر 4 و 5)[549]! وذلك لأنه كما ذكرنا في كتابنا الحالي (حاشية ص 198 - 201) نقلاً عن كتاب «زيارت و زيارتنامه» [زيارة المزارات وأدعية الزيارات]، لم يكن مرقد النبيّ الأكرم ص في القرن الهجري الأول مزاراً كما لم تكن قبور حضرات علي والحسنين عليهم السلام في ذلك الزمان مزارات للناس حتى يسأل حضرة السجاد (ع) الله تعالى أن يرزقه زياره قبورهم! (فتأمَّل).
ولا يفوتني أن أذكر أنني أحبُّ كثيراً هذا الدعاء والأدعية من الخامس وحتى الثامن في هذا القسم وقد قرأتُها مراراً وتكراراً وأوصي إخوتي وأخواتي في الإيمان أن يقرؤوها، وَاللهَ وَلِيُّ التوفيق، بشرط أن يحصلوا على ترجمتها (إلى الفارسية) بالطبع كي يستفيدوا من معانيها وإلا فإنَّ مجرَّد قراءة جُمَل دون معرفة معناها لا فائدة منه للقارئ.
الدعاء السابع من أعمال أيام شهر رمضان (ص211)[550] لا سند له أيضاً وليس منسوباً إلى أي إمام من الأئِمَّة ولستُ أدري كي عرف الكفعمي أن ذنوب أربعين سنة تُغفَر بقراءته؟! وفي العمل التاسع روى الشيخ عبَّاس عن الشيخ المفيد قوله: "مِن سُنَن شهر رمضان الصلاة على النبيّ ص في كل يوم مئة مرة....." وهو عمل جيد جداً. وهنا أتذكّر أن المَجْلِسِيّ نقل حديثاً يقول: "مَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَتَبَ اللهُ لَهُ مِائَةَ حَسَنَةٍ، وَمَنْ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ كَتَبَ اللهُ لَهُ أَلْفَ حَسَنَة"[551].
ونسأل هل آل محمد ص غير أهل بيته حتى يكون ثواب الصلاة عليهم أقل من ثواب الصلاة على أهل البيت!؟
هنا، من الضروري أن نوضح معنى «الآل». فاعلم أن لكلمة «الآل» في النصوص الشرعية عدة معانٍ وقرينة الكلام هي التي تبيّن المراد منها. فمن جملة ذلك أنها تأتي بمعنى أهل بيت الشخص (أي زوجته وأبناءه وأهله الذي يسكنون معه في بيته)، وعائلته، وأُسْرَته، كما جاء في القرآن من قوله تعالى: ﴿وَبَقِيَّةٞ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَٰرُونَ تَحۡمِلُهُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ﴾[البقرة: ٢٤٨]، وقوله سبحانه: ﴿وَيُتِمُّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَعَلَىٰٓ ءَالِ يَعۡقُوبَ﴾[يوسف: ٦]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحٗا وَءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمۡرَٰنَ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ ٣٤﴾[ال عمران: ٣٣، ٣٤]، وقوله سبحانه: ﴿ٱعۡمَلُوٓاْ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرٗاۚ﴾[سبا: ١٣]، وقوله: ﴿قَالُوٓاْ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمٖ مُّجۡرِمِينَ ٥٨ إِلَّآ ءَالَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمۡ أَجۡمَعِينَ ٥٩ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ﴾ [الحجر: ٥٨، ٦٠].
والمعنى الآخر لكلمة «الآل» أتباع الشخص، كعبارة «آل فرعون» التي تتكرر في القرآن (البقرة: 49 و 50، والأنفال: 52 و إبراهيم: 6) كما روي عن الإمام الصادق ÷ أنه قَالَ: "قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فَسَنَكُونُ نَحْنُ وَشِيعَتُنَا قَدْ دَخَلْنَا فِيه"[552]. بناء على ذلك فإن الشيعة جميعهم آل محمد. وكذلك المراد من عبارة «آل محمَّد» التي نقرأها في صلواتنا ونحوها: الأتباع الصادقون لرسول الله ص والأتقياء من أمته الذين نصلي عليهم معه. بناء على ذلك فإن عبارة «آل محمَّد» تشمل حضرة علي (ع) وكل ابن مؤمن نقي القلب من ذريته كما تشمل سائر الأطهار من أمة الإسلام. إن الله تبارك وتعالى صلَّى أيضاً في القرآن الكريم على النبي ص وعلى أتباعه وقال: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞ﴾[البقرة: ١٥٧]، وقال: ﴿هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيۡكُمۡ وَمَلَٰٓئِكَتُهُۥ﴾[الاحزاب : ٤٣]، وقال: ﴿وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡ﴾[التوبة: ١٠٣]
وقال الإمام السجاد (ع) في الدعاء الرابع من «الصحيفة السجادية»: "اللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى التَّابِعِينَ مِنْ يَوْمِنَا هَذَا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَلَى أَزْوَاجِهِمْ وَعَلَى ذُرِّيَّاتِهِمْ وَعَلَى مَنْ أَطَاعَكَ مِنْهُمْ"، وقال في الدعاء الواحد والعشرين من الصحيفة: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً، وَاجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً".
بالطبع عبارة «آل محمَّد» التي تُذكر في كتب الفقه وأبواب الزكاة والصدقات، يُقصد منها -كما يُستفاد من الآثار والأدلة وكما قال الفقهاء أيضاً- أبناء علي (ع) وجعفر وعقيل والعباس والحارث و..... أي «بني هاشم»[553]. أما الذين ادَّعوا أن «آل محمد» ينحصرون بحضرة الزهراء وعلي -عليهما السلام- وإحدى عشراً من أولادهما فهو قول لا دليل عليه. أيها القارئ المحترم! لاحظ أن الناس لدينا يقولون كل يوم: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ " من جهة، ومن الجهة الأخرى يعتبرون عدداً من أتباع النبيّ الذين مدحهم القرآن، مُرتدّين وغاصبين لخلافة عَلِيٍّ (ع) المنصوص عليها من الله ويُبغضونهم. (فتأمَّل جداً).
لننتقل الآن إلى بقية موضوعات الفصل المُتعلّق بأعمال شهر رمضان:
يقول الشيخ عباس تحت عنوان العمل السابع من أعمال ليلة أول شهر رمضان: "السابع: أن يزور قبر الحسين (ع) لتذهب عنه ذنوبه ويكون له ثواب الحُجّاج والمُعتمرين في تلك السنة". هذه الرواية منقولة عن كتاب «إقبال الأعمال» للسيد ابن طاووس (ص 10) وراويه «فيض بن مختار» الذي عرَّفنا به في كتابنا «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول»، (ص 643- 646).
وكذلك قال الشيخ عبَّاس في قسم «أعمال ليالي القدر المشتركة»، العمل الخامس: "الخامس: زيارة الحسين (عليه السلام): ففي الحديث إنّه إذا كان ليلة القدر نادى مناد من السّماء السّابعة من بطنان العرش: إنّ الله قد غفر لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)". وراويها فرد مجهول يُدعى «صندل» ولا اعتبار لحديثه[554].
وكتب الشيخ عباس تحت عنوان العمل الأول من «أعمال اليوم الأول من شهر رمضان»: "مَنِ اغْتَسَلَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنَ السَّنَةِ فِي مَاءٍ جَارٍ وَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثِينَ غُرْفَةً كَانَ دَوَاءَ السَّنَةِ" أي كان له في ذلك أمان من جميع الأوجاع والآلام في كل السنة القادمة!!". ولكن هذه الرواية نقلها الشيخ عباس من كتاب «إقبال الأعمال» للسيد ابن طاووس (ص 86) في حين أنه قد ذُكر في آخر الرواية ذاتها: "وَإِنَّ أَوَّلَ كُلِّ سَنَةٍ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ"!! ورغم ذلك اعتمد الشيخ عباس على مثل هذه الرواية وأوردها في كتابه!
ثم نقل تحت عنوان: العمل السابع من «أعمال اليوم الأول من شهر رمضان» دعاء جيداً لا إشكال في متنه، كما أن الأدعية التي أوردها في الصفحتين 223 و 224 تحت عنوان: «أعمال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان» لا إشكال فيها وكذلك أدعية الليلة 24 إلى الليلة 30 من شهر رمضان.
ثم روى في أعمال الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان حديثاً عن عدد من الضعفاء مثل «إسماعيل بن مهران» و «علي بن أبي حمزة»[555] و «محمد بن حسان»[556] يقول: "... وقد آلى الصادق عليه السلام أن من قرأ هاتين السورتين [العنكبوت والروم] في هذه الليلة كان من أهل الجنة"!!
ثم ذكر في أعمال ليلة آخر يوم من رمضان صلاة خاصة قال إنها منسوبة إلى عبد الله بن مسعود[557]، ولكننا لا نجد في سنة النبيّ ص مثل هذه الصلوات، ولو صلّى رسول الله ص فعلاً مثل هذه الصلوات لعرف ذلك أصحابه ولعلَّمها النبيّ ص لجميع المسلمين. ولو قرأ شخص مسند أحمد بن حنبل الذي جمع أحاديث ابن مسعود لرأى أنه لم ينقل مثل هذه الصلاة الخاصة بشهر رمضان عن النبيّ، وَلَمَّا كانت العبادات توقيفية فلا يُمكننا أن ننسب إلى الشرع صلاةً مخصوصةً استناداً إلى حديثين ضعيفين غير معتبرين. والأمر ذاته ينطبق على الصلوات التي ذكرها لكل يوم من أيام شهر رمضان (ص 241 إلى 243)[558] وذكر لها ثوابات عجيبة! ثم نقل الكفعمي أن صلاة الليلة الأولى من رمضان تتم بقراءة سورة التوحيد 25 مرة أما المجلسي فذكر أنها تكون بقراءة سورة التوحيد 15 مرة؟!![559]، ورواة هذه الصلوات لا يتمتعون بحال جيدة فمحمد بن جعفر الحسين و «إسماعيل البشير» مهملان و «محمد بن محمد بن الحسين بن هارون» مجهول الحال!!
كما ذكر الشيخ عباس لكل يوم من أيام رمضان دعاءً مختصراً ذكر لها الكفعمي في كتابيه «المصباح» و «البلد الأمين» (ص 219 إلى 222) ثوابات عجيبة وغريبة لكل منها، مثلاً قال: إن ثواب قراءة دعاء من سطرين في اليوم الثامن عشر من رمضان يُعادل ثواب ألف نبيّ!!! أو ذكر أن ثواب دعاء يوم التاسع والعشرين أن يُبنى له ألف مدينة في الجنة من الذهب والفضة والزمرّد واللؤلؤ!! وقد ذكر المَجْلِسِيّ أيضاً في كتابه «زاد المعاد» (ص 215 إلى 220) هذه الأدعية وقال في ختامها: إنني لا أعتمد هذه الرواية، ورغم ذلك أورد الأدعية في كتابه؟!! ولا يخفى أن دعاء اليوم الأول يتضمن الإشكال ذاته الذي ذكره جناب الأستاذ قلمداران -رحمه الله- في كتابه القيم «شاهراه اتِّحاد» [طريق الاتِّحاد] في تمحيص الحديث السابع (ص 210 و 211). فَلْيُرَاجَعْ ثَمَّةَ.
[520] أو الصفحة 250 من النسخة المُعَرَّبة للمفاتيح. (الـمُتَرْجِمُ) [521] لقد كتبنا رسالة مختصرة عن أدعية القرآن وقمنا أخيراً بتنقيحها وإعادة النظر فيها لكن المدافعين عن الخرافات منعونا من إعادة طبعها. [522] راجعوا كتاب «شاهراه اتّحاد» [طريق الاتحاد] للمرحوم قلمداران، ص 80. [523] أو الصفحة 248 من النسخة المُعَرَّبة للمفاتيح. (الـمُتَرْجِمُ) [524] أو الصفحة 250 من النسخة المُعَرَّبة للمفاتيح. (الـمُتَرْجِمُ) [525] كلمة «أَتَوَسَّلُ» مذكورة في أصل الدعاء في كتاب الكافي للكليني ولم يذكرها الشيخ عبَّاس القُمِّيّ في المفاتيح بل ذكر العبارة على النحو التالي: "اللَّهُمَّ إِنِّي بِكَ وَمِنْكَ أَطْلُبُ حَاجَتِي... الخ". والمعنى واحد. (الـمُتَرْجِمُ) [526] إشارة إلى الآية 27 من سورة الفرقان التي تقول: ﴿وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيۡهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا ٢٧﴾. [527] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 4، ص 864، الحديث 8. [528] أصول الكافي، ج 2، ص 619. [529] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 4، ص 862، الحديث 3، ويتفق مع الحديث 8 في الصفحة 864. [530] أو الصفحة 252 من النسخة المُعَرَّبة للمفاتيح. (الـمُتَرْجِمُ) [531] الشيخ الطوسي، مصباح المتهجِّد، ص 569، والسيد ابن طاووس، إقبال الأعمال، ص 7. [532] أو الصفحة 252 من النسخة المُعَرَّبة للمفاتيح. (الـمُتَرْجِمُ) [533] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 7، ص 265، الحديث 1. [534] أو الصفحات 252-256 من النسخة المُعَرَّبة للمفاتيح. (الـمُتَرْجِمُ) [535] أو الصفحة 334 من النسخة المُعَرَّبة للمفاتيح. (الـمُتَرْجِمُ) [536] نُذَكِّرُ بأننا نستند إلى نسخة من المفاتيح صحَّحَها الملا علي واعظ تبريزي الخياباني على نسخة المؤلف نفسه، وقابلها عليها وصحح أخطاءها. [537] من المثير للانتباه أن الشيخ الطوسي والكفعمي والمجلسي أوصوا بهذا الدعاء ليقرأ بعد صلاة العيد، في حين أوصى «ابن طاووس» بقراءته بعد صلاة الصبح وقبل صلاة العيد؟! [538] المَجْلِسِيّ، بحار الأنوار، ج 22، ص 467، وابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 10، ص 183 - 184. (الـمُتَرْجِمُ). [539] حديث متفق عليه في مصادر أهل السنة رواه البخاري ومسلم في الصحيحين والنسائي في السنن، وغيرهم. (الـمُتَرْجِمُ) [540] تفسير أبو الفتوح الرازي، ج 4، تفسير سورة الشعراء، ص 141. أقول: وهو في مصادر أهل السنة في المراجع المذكورة في الحاشية السابقة بشيء من الاختلاف في التقديم والتأخير والمعنى واحد. (الـمُتَرْجِمُ) [541] حول موضوع أن حضرة علي (ع) كان تابعاً لسنة النبي ص راجعوا كتاب «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول»، ص 408-409. [542] بحار الأنوار، ج2، ص266، الحديث 23. [543] يقابله ص 242 إلى 255 من الدعاء في النسخة المُعَرَّبَة للمفاتيح. [544] أخرجه أبو داود في سننه، (4697) والنَّسَائِي في السنن الكبرى، (5853)، وأحمد في المسند، ج1، ص 52 و 53، و ج2، ص 107. (الـمُتَرْجِمُ) [545] وهو في الصفحة 307 - 308 من النسخة المُعَرَّبة للمفاتيح. (الـمُتَرْجِمُ) [546] لقد عرّفنا بحاله في التنقيح الثاني لكتابنا «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول»، ص 214. [547] الكُلَيْنِيّ، أصول الكافي، ج 3، ص 423. (الـمُتَرْجِمُ) [548] أو ص 259 - 260 في النسخة المُعَرَّبَة للمفاتيح، ويُسَمَّى بدعاء «البهاء». [549] أو ص 266 سطر 2 ثم سطر 14 من الصفحة ذاتها ، في النسخة المُعَرَّبَة للمفاتيح. [550] أو ص 278 في النسخة المُعَرَّبَة للمفاتيح، ويُسَمَّى بدعاء «يا مفزعي». [551] المَجْلِسِيّ، بحار الأنوار، ج 91، ص 58، الحديث 37. [552] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 4، أبواب الذكر، باب 42، الحديث 11. [553] راجعوا كتاب «جامع المنقول في سنن الرسول» تأليف كاتب هذه السطور، كتاب الزكاة، باب 21. [554] وسائل الشيعة، ج 10، ص 370. [555] لقد عرَّفنا بإسماعيل بن مهران في ص 662 -663 و 813 وبعلي بن أبي حمزة في ص 163 و196 فما بعد من كتاب «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول». والرواية التي ذكرها موجودة في كتاب «وسائل الشيعة»، ج 7، ص 264. [556] «محمد بن حسان» اعتبره العلامة الحلي من الضعفاء وقال: إن النجاشي قال عنه: إنه يروي كثيراً عن الضعفاء، وضعَّفه ابن الغضائري أيضاً. [557] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 5، ص 189 و 222، وكتاب «مستدرك الوسائل» ج 1، ص 445. [558] أو الصفحات من 322 إلى 324 في النسخة المُعَرَّبَة للمفاتيح. [559] المَجْلِسِيّ، بحار الأنوار، ج 94، ص 381 فما بعد. و «وسائل الشيعة» ج 5، ص 186 إلى 189.