تعارض مفاتيح الجنان مع القرآن

فهرس الكتاب

الفصل السابع والثامن [من مفاتيح الجنان]

الفصل السابع والثامن [من مفاتيح الجنان]

هذا الفصلان مُخَصَّصَان لشهري مُحَرَّم وَصَفَر. يقول مؤلف المفاتيح: "قال الشيخ الطوسي: يُسْتَحَبُّ صيام الأيام التسعة من أول محرَّم، وفي اليوم العاشِر يُمسِك عن الطعام والشراب إلى بعد العصر، ثم يُفطِر على قليل من تربة الحسين عليه السلام"!![639] وأقول: هل يملك الشيخ الطوسي الحق في التشريع حتى يضيف من عند نفسه مستحبات أو مكروهات على الشريعة؟!! هل الإسلام يأمر بأمور مخالفة للصحة؟!! هل هؤلاء يريدون خيراً للإسلام والمسلمين؟!

وفي الصفحة 290 ينسب إلى أمير المؤمنين علي ÷ صلاةً راويها «وهب بن منبِّه» الذي كان مروِّجاً للإسرائيليات!! ثم يقول عن شهر صفر: "اعلم أنّ هذا الشّهر معروف بالنّحوسة"!! وأقول: هل هناك خرافة أوضح من أن نعتبر شهراً من هشور السنة نحساً؟! إن مثل هذه الأقاويل التي لا دليل عليها هي التي تجعل بعض من المفكِّرين يسيئون الظن بالإسلام.

ثم يقول الشيخ عبَّاس: "روى الشّيخ [الطوسي] في «التّهذيب» و«المصباح» عن الإمام الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ: عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ: صَلَاةُ الْخَمْسِينَ، وَزِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ، وَالتَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ، وَتَعْفِيرُ الْجَبِينِ، وَالْجَهْرُ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ‏"[640].

هذه الرواية ذكرها الشيخ الطوسي في «مِصْبَاحُ المُتَهَجِّد» (ص 730) ولم يذكر لها سنداً، لأنه كان يعلم أن رواتها من الضعفاء والمجاهيل. لكم الأهم من ذلك هو متن الرواية المعلول والمعيب لأنه وضع «الصلاة» التي أوصى بها القرآن الكريم إلى جانب "التَّخَتُّمِ فِي الْيَمِينِ" أو «زِيَارَةِ الْأَرْبَعِينَ» المروية عن ابن فضال الواقفي وعن «سعدان بن مسلم» الذي لم يُوَثَّق!! وليت شعري لولم يقم المسلم بتلك الأمور ألا يُعَدُّ مؤمناً؟!! هذا في حين أن ما نقرؤه في كتاب الله يخالف لهذا الكلام. لقد بين لنا القرآن الكريم علامات المؤمن بصراحة ووضوح ولا نجد بينها ثلاثة من العلامات المذكورة في الرواية. قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٢ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣[الانفال: ٢، ٣].

وقال عزَّ مِنْ قائل: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ ٣ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ ٤ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ ٦ فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ ٧ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ ٨ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩[المؤمنون : ١- ٩].

نعم، لقد ذُكِرَت في القرآن الكريم علامات متعددة ليس بينها ثلاثة من تلك العلامات المذكورة في الرواية في حين أن لدينا في طهران كثير من الناس يتختَّمون باليمين أو يقرؤون زيارة الأربعين ولا يعطون الزكاة لأنهم مقلدون لعلماء حصورا الزكاة في أجناس تسعة فقط ووضعوا لها شروطاً عجيبة من النادر تحققها!![641]

لماذا أصبح حالنا هكذا؟ لأن كتابَ المفاتيح أصبح له بين الناس مشترين أكثر من القرآن، ولا أحد من العلماء يقول للعوام إنكم لا تفهمون المفاتيح ولكن أكثر العلماء يقولون للعوام إن القرآن ظنّيّ الدلالة وعليكم أن تدرسوا في الحوزة العلمية سنوات عديدة كي تتمكَّنوا من فهم القرآن بصورة ظنّيّة!!

***

[639] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبَة)، ص 387- 388. (الـمُتَرْجِمُ) [640] ذكر الشيخ عبَّاس القُمِّيّ هذه الرواية مرة ثانية بعد زيارة عاشوراء غير المشهورة (ص 468 من المفاتيح) ! [أو ص 593 من النسخة المُعَرَّبَة للمفاتيح]. [641] من الضروري في هذا المجال مراجعة كتاب «حقايق عريان در اقتصاد قرآن - زكات» [أي الحقائق الجلية في اقتصاد القرآن - الزكاة]، تأليف المرحوم حيدر علي قلمداران.