الفصلان السادس والسابع [من مفاتيح الجنان]
في بداية الفصل السادس (ص 404)[726] ينسب الشيخ عبَّاس حديثاً إلى الإمام الصادق ÷ راويه شخص ضعيف غير ثقة يُدعى «مُحَمَّدُ بْنُ جُمْهُورٍ الْعَمِّيُّ»[727] ومتن الحديث شاهد على كذبه.
وفي المقصد الثالث من الفصل السابع في هذا الباب أورد الشيخ عبَّاس ثلاث زيارات، روى الأولى منها الكُلَيْنِيّ عن «الحسن بن ثُوير» الذي لم يُوثَّق ولا نعلم حقيقة حاله، عن «يونس بن ظبيان» الخبيث الملعون الذي لعنه الإمام الرضا (ع) ألف مرّة لأنه كان يدَّعي أنه يُوحى إليه وقال: "كنت في بعض الليالي وَأنا في الطواف فإذا نداء من فوق رأسي: يا يونس! إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ [طه: ١٤]، فرفعت رأسي فإذا ج (أي جبريل)"[728] والراوي الآخر هو «المُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ» وهو مجروح وضعيفٌ للغاية[729]. وعلامات الكذب الفاضح تطفح من نصِّ هذه الزيارة إذْ جاء فيها مثلاً:
"بَكَى لَهُ (= حضرة سيد الشهداء) جَمِيعُ الْخَلَائِقِ وَبَكَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَمَنْ يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مِنْ خَلْقِ رَبِّنَا وَمَا يُرَى وَمَا لَا يُرَى ".
ويجب أن نسأل هذا الوضَّاع الجاهل: وهل بكى أيضاً بنو أُميّة الذين كانوا من سكان الأرض؟! وهل بكى الكُفَّار والمنافقون الذين كانوا لا يريدون الإسلام؟! وكيف بكى أهل الجنة وهم في دارٍ لا خوفٌ عليهم فيها ولا هم يحزنون؟! أَفَلَا تَعْقِلُونَ؟!
والزيارة الثانية مروية عن «سلمة بن الخطاب البراوستاني» الذي هو من المجروحين الضعفاء أيضاً[730] (بحار الأنوار، ج 98، ص 172). والزيارة الثالثة أيضاً مروية عن عدد من الغلاة والضعفاء أحدهم «المُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ» (راوي الزيارة الأولى)!! وليس لباقي الزيارات في هذا الفصل وضع أفضل من هذه الزيارات الثلاث، ونُحيل القُرّاء في ذلك إلى كتاب «زيارت وَزيارتنامه» [زيارة المزارات وأدعية الزيارات] (ص 318 فما بعد).
[726] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبَة)، ص 523. (الـمُتَرْجِمُ) [727] لقد عرّفنا به في كتاب «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول»، ص 315-316، والرواية المذكورة أعلاه نقلها المجلسي في بحار الأنوار، ج 97، ص 435. [728] رجال الكِشِّيّ، طبع كربلاء، ص 309. وتتمة الرواية: "فغضب أبو الحسن (ع) غضباً لم يملك نفسه ثم قال للرجل: اخرج عني لعنك الله وَلعن من حدثك وَلعن يونس بن ظبيان ألف لعنة يتبعها ألف لعنة كل لعنة منها تبلغك قعر جهنم". (الـمُتَرْجِمُ) [729] للتعرف على حاله راجعوا كتاب «زيارت و زيارتنامه» [زيارت المزارات وأدعية الزيارات] ص 86. وكتاب «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول»، ص 171 فما بعد. [730] للتعرف على حاله راجعوا كتاب «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول»، ص 501.