الشبهة الثامنة:
من الآيات التي يستغلُّها الخرافيون بشكل متكرِّر الآيتان التاليتان:
أ) ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا ٦٤﴾ [النساء : ٦٤].
ب) ﴿قَالُواْ يَٰٓأَبَانَا ٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَٰطِِٔينَ ٩٧﴾[يوسف: ٩٦].
غالباً ما يقولون إن الله دعا الذين ارتكبوا خطيئة وإثماً أن يطلبوا من رسول الله ص أن يستغفر لهم الله، أو يقولون: إن إخوة يوسف (ع) طلبوا من يعقوب (ع) أن يستغفر لهم الله، ولم يتَّهِمْهم يعقوب بالشرك لهذا السبب. بناءً على ذلك فلماذا تعترضون علينا وتتهموننا بالشرك إذا طلبنا من حضرة عَلِيٍّ (ع) أو حضرة الرضا (ع) أو من سيد الشهداء (ع) أن يتوسَّط لنا عند الله ويطلب المغفرة لنا منه؟!
ولِيعْلَم القارئ الكريم أن علماءنا سوَّدوا صفحات كثيرة عند بحثهم حول هذه الآية ونظائرها، وأنهم أخذوا ساعات كثيرة من أوقات الناس ليُثبتوا لهم بقاء الروح بعد فناء الجسم كي يُقنعوا الناس بشكل غير مباشر بأن مخالفيهم لا يعتقدون ببقاء الروح!! هذا في حين أن عملهم هذا ليس سوى مغالطة فاضحة ونوع من إثارة العوام لأجل حرف أذهانهم والافتراء على المُوحِّدين. سبحانك هذا بهتان عظيم.
أيُّ مؤمن من أيّ دين -فضلاً عن المسلم- لا يعتقد ببقاء الروح؟! بناءً على ذلك فليس الخلاف حول بقاء الروح أو فنائها، بل الخلاف حول إمكانية الارتباط بالأرواح بعد مفارقتها الأجسام وانتقالها إلى عالَم البرزخ. فنحن نقول إن هذا ليس مُيسَّراً لنا، خاصةً أن القرآن فرَّق بشكل واضح بين الحيّ الذي لا تزال روحه متعلّقةً بجسمه ومُرتبطةً به والميت الذي انقطعت صلة روحه بجسمه الدنيوي وانتقلت إلى عالَم آخر يعني عالَم البرزخ. قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ... أَمۡوَٰتٌ غَيۡرُ أَحۡيَآءٖۖ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ ٢١﴾[النحل: ٢٠، ٢١]، وقال أيضاً: ﴿وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَحۡيَآءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَٰتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُسۡمِعُ مَن يَشَآءُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُسۡمِعٖ مَّن فِي ٱلۡقُبُورِ ٢٢﴾[فاطر: ٢٢]، وقال عن معبودات المشركين ومدعوّيهم: ﴿إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ﴾[فاطر: ١٤]. فهذه الآيات تدل على أن دعاء المشركين أصنامهم كان باعتبار أن معبوداتهم كانت في الواقع بعض الشخصيات العظيمة والصالحة من الأسلاف[367] ولم تكن تماثيلهم وأصنامهم سوى تجسيد وتذكير بتلك الشخصيات العظيمة، ولم يكن المشركون -كما بيَّنا ذلك بالتفصيل في الصفحات الماضية[368]- يُنادون مُجرَّد أخشاب وأحجار ومعادن، كما أن القرآن الكريم يقول عن تلك المعبودات: أموات غير أحياء، فمن وجهة نظر القرآن هناك فرق أساسيّ كامل بين الموتى وأهل القبور، وبين الأحياء في هذه الدنيا، حتى لو كان الموتى وأهل القبور من الأنبياء والصالحين والأوصياء، إذ أنه رغم أن للأنبياء والأولياء بعد موتهم حياة أخروية وحياة برزخية، إلا أنهم لا يملكون حياةً دنيويةً، أي أنهم لم يعودوا أحياء في هذه الدنيا الفانية وقطعوا صلتهم بعالَمنا الفاني ولم تعد لدينا إمكانية الصلة بهم والارتباط معهم[369].
أضف إلى ذلك أن دعاء أحدٍ سوى الله -أعمّ من كونه حياً أم ميتاً-، وكما مرَّ معنا أيضاً بشكل مفصل في الصفحات الماضية[370]، مرفوض من الإسلام. (فَتَأَمَّل).
على ضوء هذا التذكير المهم أعلاه، نأتي الآن إلى تفنيد ادِّعاء الخرافيين:
أولاً: مثلما قلنا في موضوع استسقاء عُمَر (ص 185 إلى 194) وذكرنا أن عُمَر دعا العباس من مسافة مُتعارف عليها، نُكرِّر هنا أيضاً الكلام ذاته ونقول: إن إخوة يوسف كلَّموا أباهم في زمن حياته لا بعد وفاته، كما أنهم طرحوا رغبتهم من مسافة مُتعارف عليها لا من مسافة عدّة كيلومترات!! أي أنهم سألوه أن يستغفر لهم وهم على مسافة يُمكنهم فيها أن يُخاطبوه ويُسمعوه صوتهم، وأجابهم حضرة يعقوب (ع) إجابةً مُؤمِّلةً فقال: ﴿قَالَ سَوۡفَ أَسۡتَغۡفِرُ لَكُمۡ رَبِّيٓۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٩٨﴾[يوسف: ٩٧].
49ثانياً: لقد علَّمَنَا الإسلام أيضاً أنه إذا ارتكب مسلم خطيئةً فعليه أن يستغفر ربّه، ويُعبَّر عن ذلك بـ «حقِّ الله»، وإذا انتهك حق شخص أو آذى إنساناً فعليه، علاوةً على استغفار الله، أن يذهب إلى الفرد المذكور -إذا كان بإمكانه الوصول إليه- ويستسمحه ويطلب منه العفو، ويُعبَّر عن ذلك بـ «حق الناس». كما نُلاحظ في الآية 64 من سورة النساء أن الله بيَّن كلا الأمرين فقال بشأن «حق الله»: «فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ»، وقال بشأن «حق الناس»: «وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ».
وينبغي أن نعلم أن المنافقين بتفضيلهم الاحتكام إلى غير النبي على الاحتكام إلى النبيّ ص وقبول قضائه اعتبروا عملياً وبشكل غير مباشر أن غير النبيّ أعدل وأكثر إنصافاً منه ص، فكان في موقفهم هذا إهانة للنبيّ ص وإيذاء له، لذا كان من الواجب عليهم أن يعتذروا ويطلبوا السماح منه ص كي يُكفِّروا عن ذنبهم تجاهه، وأفضل حالة من الاعتذار هي أن نطلب من صاحب الحق لا أن يُسامحنا فقط بل أن يطلب بنفسه الغفران والعفو من الله على إيذائنا له؛ لأنه في هذه الصورة لا يُفهمنا صاحب الحق أنه أنعم علينا بأعلى مراتب العفو والمُسامحة والرضا وإسقاط حقه عنا فحسب، بل يؤكد لنا أنه طلب لنا من الله أيضاً أن يعفو عنا ويغفر لنا (فَتَأَمَّل)، كما أنه عندما يطلب صاحب الحق نفسه من الله أن يغفر لنا فلا شك أن الله الرؤوف الرحيم وغفَّار الذنوب سيستجيب دعاءه. وهذا العمل يُعطي للمُذنب الطالب للغفران والسماح مزيداً من الطمأنينة وراحة النفس.
وعلى هذا الأساس لما كان أبناء يعقوب قد رموا أعزَّ أبناء أبيهم في البئر وأحرقوا فؤاد أبيهم بحرمانه سنوات مديدة من فلذة كبده وسبَّبوا عمى بصره واتَّهموه بأنه ضالٌّ ومُخطئ [سورة يوسف: 95] كان عليهم أن يستغفروا الله لأنفسهم كما كان من الواجب عليهم أن يذهبوا إلى أبيهم يعقوب ويعتذروا منه ويستسمحوه ويرجوه أن يطلب من الله أن يغفر لهم، مثلما قال أخوهم الكبير قبل ذلك: ﴿فَلَنۡ أَبۡرَحَ ٱلۡأَرۡضَ حَتَّىٰ يَأۡذَنَ لِيٓ أَبِيٓ أَوۡ يَحۡكُمَ ٱللَّهُ لِيۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ ٨٠﴾[يوسف: ٧٩] أي أنَّ إِذْنَ أبي علامة على قبوله عذرنا، كما أنهم أقرُّوا أمام يوسف بخطئهم اعتذاراً منه فقبل يوسف عذرهم وأجابهم قائلاً: ﴿قَالَ لَا تَثۡرِيبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَۖ يَغۡفِرُ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ ٩٢﴾[يوسف: ٩١].
بناءً على ذلك فقد طلب أبناء يعقوب من أبيهم أن يستغفر لهم الله في حال حياته لا بعد وفاته ومن مسافة مُتعارف عليها (فلا تتجاهل)، ومثل هذا الطلب والسؤال طلبٌ وسؤالٌ مُتعارف عليه ومُقيَّد ولا علاقة له بموضوع بحثنا.
إذن فاستدلالكم بهاتين الآيتين لا يفيدكم شيئاً ولا يثبت مدعاكم، بل عليكم أن تأتوا بآية تذكر لنا أن أشخاصاً جاؤوا إلى مرقد نبيٍّ من الأنبياء وطلبوا منه أن يستغفر لهم الله أو طلبوا ذلك منه وهم على مسافة بعيدة غير مُتعارف عليها، أما استنادكم إلى هذه الآية في مسألة هي محلّ خلاف، فهو من باب قياس الغائب على الحاضر والميت على الحيّ أي هو قياس مع الفارق، وهو غير صحيح قطعاً.
إن موضوع بحثنا هو: هل يُمكن دعاء الرسول أو الإمام غير الحاضر بيننا وغير الحي بحياته الدنيوية بل الساكن في الجنة البرزخية التي أراحه الله فيها من هموم الدنيا وأحزانها، ونداؤه والطلب منه أم لا؟ ونحن -كما بيَّنا فيما سبق- تبعاً للقرآن، نعتبر الموتى وأهل القبور لا يستوون مع الأحياء في هذه الدنيا!
ثالثاً: لقد قال القرآن: ﴿تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ﴾[النساء : ٦١]، وقال: ﴿جَاءُوكَ﴾ [النساء: 64]، ولم يقل: «تعالوا إلى قبر الرسول» كما لم يقل: «جاؤوا قبرك»، واليوم لا يذهب أهل الخرافات لعند رسول الله ص بل يذهبون عند قبره. (فلا تتجاهل)، وأكثر ما تُفيده عبارات: ﴿تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ... ٱلرَّسُولِ﴾[النساء : ٦١] و ﴿جَآءُوكَ﴾[النساء : ٦٢]، أنه يُمكننا أن نطلب من النبيّ زمن حضوره بيننا وحياته الدنيوية أن يتوسط لنا ويدعوا الله لنا ولا علاقة لهذا الأمر بفعل ذلك بعد رحيله عن الدنيا. فاليوم مثلاً يقول شعبنا وهم في مدينة «سَرَخْس»[371]: "يَا رَسُولَ اللهَ! اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ الله!"، أو يقولون: "يَا نَبِيَّ اللهِ! إِنَّا تَوَسَّلْنَا بِكَ إِلَى الله!"، أو يقولون: "يَا مُحَمَّد! اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا!" و..... ونحو ذلك من الدعاء والنداء غير المُقيَّد الذي هو محلّ خلاف بيننا وبين الخرافيين.
إضافةً إلى ذلك يجب أن نعلم أن الآية 64 من سورة النساء تتعلّق بأشخاص آذوا رسول الله ص زمن حياته كالمنافقين الذين كانوا أول المُخاطَبين بتلك الآية ولا علاقة لذلك بسائر المسلمين الذين لم يكونوا مُعاصرين للنبيّ لأن الله لم يقل: أيُّها المسلمون إن ارتكبتم ذنباً فاذهبوا إلى قبر النبيّ واطلبوا منه أن يستغفر لكم الله! فلا يُمكن تعميم الآية إلى ما بعد رحيل رسول الله ص. خاصةً أننا نعلم أن أمير المؤمنين علي ÷ كان يُفرِّق بين حضور رسول الله ص وغيابه[372] (نهج البلاغة، الحكمة رقم 88).
ولكن قبل الانتهاء من هذا الموضوع من اللازم أن نُشير إلى حديث غالباً ما نجد مُروِّجي الخرافات يستندون إليه في كتبهم، وهو حديث أورده السمهودي[373] في الجزء الثاني من كتابه «وفاء الوفا» وادَّعى فيه أن الإمام مالك، الذي كان إمام المدينة المنورة زمن أبي جعفر المنصور الدوانيقي، قال لهذا الخليفة العباسي الذي كان في مسجد رسول الله ص:
"يا أمير المؤمنين! لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ فِي هَذَا الْمَسْجِد فإنّ الله تعالى أدَّب قوماً فقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ﴾[الحجرات: ٢]". وقال له أيضاً: "لِمَ تَصْرِفُ وَجْهَكَ عنْهُ وَهُوَ وَسِيلَتُكَ وَوَسِيلَةُ أَبِيكَ آدَم (ع)؟.....الخ ". ثم استدلَّ على قوله بالآية 64 من سورة النساء!! [374]
لقد أوضحنا في الصفحات الماضية ما يكفي بشأن الآية 64 من سورة النساء والقارئ ذاته يعلم أن هذا ليس له علاقة ببحثنا ويُمكنه أن يفهم أنه من المُحال تقريباً أن يستند شخص كالإمام مالك إلى هذه الآية في الموضع الذي نبحث فيه. أما بالنسبة إلى الآية الثانية من سورة الحجرات أيضاً فإن تأملاً بسيطاً في الآية يُبيِّن أن الاستدلال بها في زمن أبي جعفر المنصور الدوانيقي خطأ وبالطبع لا يفعل مالك مثل هذا الأمر. فالقرآن الكريم يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ﴾[الحجرات: ٢]، وبناءً على ذلك فالآية تتعلّق بزمن الحياة الدنيوية لرسول الله ص حيث كان من الممكن أن يوصل صوته للناس وأن يسمع صوت من يُناديه، فأُمر الناس أن يكون صوتهم أخفض من صوته ص ولا يرفعوا صوتهم فوق صوته. وكل عاقل يفهم أنه بعد رحيل النبيّ ص عن الدنيا لم يعد أحد يسمه صوته فلا مجال لأن يأتي «مالك» بعد قرن من رحيل النبيّ ص ليقول للخليفة العباسي: لا يجوز أن ترفع صوتك أمام مرقد النبيّ ص. وكما يقول أخونا الفاضل السيد «مصطفى الطباطبائي»: يلزم عن هذا القول أن نعتبر أن جميع الوُعَّاظ والمُدرِّسين الذين يعظون أو يُدرِّسون في مسجد النبيّ ص ويتكلَّمون بصوت مُرتفع ليسمعهم الحاضرون مُهينين للنَّبِيّ الأَكْرَم ص ومنتهكين لحرمته!! ﴿فَمَالِ هَٰٓؤُلَآءِ ٱلۡقَوۡمِ لَا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ حَدِيثٗا ٧٨﴾[النساء : ٧٨].
ولكن النقطة المُهمّة الأخرى التي نعتقد أنه من الضروري أن يطَّلع عليها القارئ المحترم هي أنه إذا كان العوام لا يعلمون فإن المشايخ الذين يستندون في الغالب إلى هذا الحديث يعلمون قطعاً أن راويه أي «محمد بن حميد الرازي» لم يُدرك مالك زمن أبي جعفر المنصور حتى يروي عنه هذا الحديث بشكل مباشر، وحتى لو فرضنا أنه أدركه فليس لحديثه أيضاً أيُّ اعتبار لأن علماء الرجال كالنسائي وابن شيبة وأبو زرعة ضعَّفوه واعتبروه غير ثقة!! فينبغي أن نسأل: لماذا يستند علماؤنا إلى مثل هذا الحديث؟!! (فَتَأَمَّل).
في أيام الشيخوخة والوهن وضعف البصر هذه التي أعيشها الآن لا أملك القدرة على تفصيل هذا الموضوع أكثر من ذلك وأخشى أن لا أتمكن من إكمال تنقيح وإصلاح وتهذيب كتابي هذا، لذا أكتفي بهذا القدر [حول موضوع توحيد العبادة وتفنيد الشبهات المثارة حوله]، كي يستيقظ القراء الكرام ويُحققوا ويتأملوا فيما يُعرض عليهم باسم الإسلام ولا يقبلوا أيّ كلام دون تفكير وتدبّر في القرآن الكريم، حتى لو كان قائله شيخاً مُعمَّماً، ولا ينْسَوْا قوله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ ٢٢﴾[الانفال: ٢٢]. [375]
[367] والملائكة الذين كان المشركون يعتقدون أنهم بنات الله. (الـمُتَرْجِمُ) [368] راجعوا الكتاب الحاضر، ص 105-108. [369] راجعوا الكتاب الحاضر، ص 158- 161. [370] راجعوا الكتاب الحاضر، ص 166- 169. [371] مدينة حدودية في أقصى الشمال الشرقي لإيران على الحدود مع أفغانستان. (الـمُتَرْجِمُ) [372] راجعوا الكتاب الحاضر، ص 187-190، وراجعوا أيضاً كتاب «زيارت و زيارتنامه» ص239 و240. [373] السمهودي: أبو الحسن نور الدين علي بن عبد الله بن أحمد الحسني الشافعي (844 - 911 ه = 1440-1506م): مؤرخ المدينة المنورة ومفتيها. ولد في سمهود (بصعيد مصر) ونشأ في القاهرة. واستوطن المدينة سنة 873ه، وتوفي بها. من كتبه: "وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى" طبع في مجلدين، و"خلاصه الوفا" اختصر به الأول، وطبع أيضاً، وله غيرهما من الكتب في الفقه والحديث. (الـمُتَرْجِمُ) [374] أي قوله تعالى: ﴿... وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا ٦٤﴾[النساء : 64]. (الـمُتَرْجِمُ) [375] إلى هنا انتهى كلام المؤلف حول توحيد العبادة وتفنيد الشبهات المُثارة حول توحيد العبادة الذي بدأه ص 107. وهو بحثٌ جامعٌ قَيِّمٌ يصلح أن يكون كتاباً قائماً بذاته. (الـمُتَرْجِمُ)