تعارض مفاتيح الجنان مع القرآن

فهرس الكتاب

الفصل الحادي عشر [من مفاتيح الجنان]

الفصل الحادي عشر [من مفاتيح الجنان]

هذا الفصل خاص بأعمال النيروز وأعمال الأشهر الروميّة!! وقد أشرنا في مُقدّمة الكتاب الحالي (ص 37) إلى أن الشيخ عبَّاس أورد في هذا الفصل روايةً عجيبةً نقلاً عن المَجْلِسِيّ[649]، ونُصِرُّ أن يقرأ الأطباء وطلاب الطب وأهل الفكر والتحقيق هذا الفصل بالتأكيد، وأن يُطْلِعُوا الآخرينَ عليه كي يعرف الناس ما فعله أمثال المَجْلِسِيّ بشعبنا؟!

في هذا الفصل ذكر الشيخ عبَّاس خواصاً لماء شهر «نيسان» مع أن التعرض لمثل هذه الأمور لم يكن من وظائف رسل الله الذين أرسلهم الله للتبشير والإنذار فحسب وقد أمر القرآن الكريم مراراً النبيَّ ص أن يقول: ﴿إِنۡ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ[الاعراف: ١٨٨]. فكيف لا يستيقظ الناس رغم وجود مثل هذه الآيات الواضحة بل يقبلون كل خرافة تأتيهم باسم الدين؟ الله أعلم.

والمسألة الأخرى أن الشيخ عبَّاس أورد في كتابه «منتهى الآمال» (ج 2، ص 187) حديثاً عن الإمام الصادق (ع)[650] قال فيه: "إِنِّي قَدْ فَتَّشْتُ الْأَخْبَارَ عَنْ جَدِّي رَسُولِ اللهِ ص فَلَمْ‏ أَجِدْ لِهَذَا [العيد] خَبَراً وَإِنَّهُ سُنَّةٌ لِلْفُرْسِ وَمَحَاهَا الْإِسْلَامُ، وَمَعَاذَ اللهِ أَنْ نُحْيِيَ مَا مَحَاهُ الْإِسْلَام.... الخ".

ولا يخفى أن الأخبار المُتعلّقة بعيد النيروز الذي كان عيداً للمجوس قبل الإسلام، أخبارٌ مُتناقضةٌ ومُتعارضةٌ فبعضها اعتبر هذا العيد غير إسلامي كالحديث الأخير وبعضها يخالف ذلك! ولم يُصادف كاتب هذه السطور أيّة رواية موثوقة تُؤيد النيروز، ولذلك فربما كانت الأحاديث المُوافقة للنيروز مِنْ وَضْع مَنْ أرادوا إشاعة الاحتفال بهذا اليوم بين المسلمين! والله تعالى أعلم.

***

[649] رُوي الحديث المذكور عن شخص مهمل يُدعى «عيسى بن هارون»! ولا يخفى أن السيد ابن طاووس نقل الحديث في كتابه «مهج الدعوات» (ص 356، انتشارات سنائي) عن نافع عن عمر، أما المجلسي فقد روى الرواية في كتابه «بحار الأنوار» (ج 95، 419) وكتابه «زاد المعاد» (ص 534) عن نافع عن عبد الله بن عمر، وتبع مؤلف المفاتيح ما جاء في «زاد المعاد». [650] هكذا قال المؤلِّف البرقعي وهي من هفواته، لأن الذي جاء في كتاب «منتهى الآمال» أن الحديث قاله الإمام الكاظم (ع) لا الإمام الصادق (ع). علماً أن ابن شهرآشوب المازندراني روى أصل هذا الخبر في كتابه: «مناقب آل أبي طالب عليهم السلام»، ج‏4، ص319، كما يلي: "وَحُكِيَ أَنَّ [أبا جَعْفَر] الْمَنْصُورَ تَقَدَّمَ إِلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (ع) بِالْجُلُوسِ لِلتَّهْنِئَةِ فِي يَوْمِ النَّيْرُوزِ وَقَبْضِ مَا يُحْمَلُ إِلَيْهِ، فَقَالَ ÷: إِنِّي قَدْ فَتَّشْتُ الْأَخْبَارَ عَنْ جَدِّي رَسُولِ اللهِ ص فَلَمْ‏ أَجِدْ لِهَذَا [العيد] خَبَراً وَإِنَّهُ سُنَّةٌ لِلْفُرْسِ وَمَحَاهَا الْإِسْلَامُ، وَمَعَاذَ اللهِ أَنْ نُحْيِيَ مَا مَحَاهُ الْإِسْلَام". انتهى. (الـمُتَرْجِمُ)