تعارض مفاتيح الجنان مع القرآن

فهرس الكتاب

تحقيق مختصر في «الباب الأول» من «مفاتيح الجنان»

تحقيق مختصر في «الباب الأول» من «مفاتيح الجنان»

اعلم أن المرحوم القُمِّيّ قسَّم كتابه إلى ثلاثة أبواب:

البابُ الأول: في تعقيب الصلوات ودعوات أيام الأسبوع، وأعمال ليلة الجمعة وعدة أدعية مشهورة والمناجاة الخمس عشرة وغيرها.

البابُ الْثّاني: في أعمال أشهر السّنة العربيّة وَفضل يوم النّيروز وَأعماله وأعمال الأشهر الرّوميّة.

البابُ الثّالِثُ: في الزّيارات وما يُناسبها.

في الصفحات التالية سنمرُّ مروراً سريعاً على بعض ما ذكره في «الباب الأول» ونفحصه على نحو الإجمال:

أولاً: لقد نسي المرحوم القُمِّيّ في الصفحة الثالثة من كتابه العهد الذي قطعه على نفسه للقراء في الصفحة الأولى! إذْ أورد في فصل «التعقيبات العامة» (ص14)[87]، دعاءً عن كتاب «مِصْبَاح المُتَهَجِّد» للشيخ الطوسي ليس له سندٌ، في حين أنَّه كان قد التزم في مقدمة «مفاتيح الجنان» (ص 12)[88] أن لا يذكر أيَّ أمر ليس له سند!

والدعاء المُشار هو الذي يقول: "وهذا دعاء علّمه جبرئيلُ يوسفَ (عليه السلام) في السّجن (وفيه): ثمّ خُذْ لحيتك بيدك اليمنى وابسط يدك اليسرى إلى السّماء وقل سبع مرّات .... الخ".

ونسأل: هل على النساء اللواتي ليس لهن لِحَىً أن لا يقرؤوا هذا الدعاء؟ ثم لماذا علَّم جبريل حضرة يوسف (ع) دعاءً لم يتحقَّق حتى بعد عشرات القرون؟ ألم يكن جبريل يعلم -نعوذ بالله- دعاءً أكثر فائدةً ليوسف (ع) من هذا؟!

وخلاصة الكلام، إن معظم ما أورده المرحوم القُمِّيّ في هذا الباب مخالفٌ لما عاهد القراء عليه، لأنه عبارة عن أخبار فاقدة للسند أو ضعيفة السند، وكل من راجع الكتب التي ذكرها بوصفها مستَنَدُهُ ومرجِعُهُ فيما يذكره من نصوص أيقن بصحّة كلامنا. وسنذكر هنا بعض النماذج بنحو مختصر، لأن ذكر جميعها سيُخرجنا عن الاختصار:

1- روى في الصفحة 16[89] عن ابن بابويه القمي سلاماً على الأئمة الاثني عشر وقال بعده: "ثم سَلِ اللهَ ما شِئْتَ !".

ونسأل: هل كان الشيخ الصدوق يملك حق التشريع؟! وبأيِّ حق يفتي من عند نفسه بأمر غيبي ديني؟

2- ونقل عن «مصباح» الكفعمي أموراً لا سند لها.

3- وروى في الصفحة 17[90] حديثاً عن الإمام محمد التقي (ع) [حول ثواب قراءة سورة القَدْر] راويه «الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَرِيشِ الرَّازِيُّ‏»[91].

4- وفي الصفحة 18[92] ذكر «صلاة الغُفَيْلَة» التي ليس لها سند جيد[93]. ولكن يُمكننا أن نستنبط من الحديث المذكور ومن أحاديث مُتعددة أخرى ذُكرت في الوسائل، أن الأئمَّة عليهم السلام كانوا يُجيزون أن يقرأ المُصلِّي جزءاً من سورةٍ بعد قراءة الحمد[94]. (فَتَأَمَّل)

5- وفي الصفحتين 19 و20 [95] نقل عن كتاب «مِصْبَاح المُتَهَجِّد» للشيخ الطوسي أدعيةً تُقْرأ عقب صلاة العشاء وصلاة الصبح لا سند ها!

6- وفي الصفحة 20[96] روى عن الكُلَيْنِيّ روايةً في تعقيب صلاة الصبح والمغرب، اثنان من رواتها هما: «إسماعيل بن مهران» و«علي بن أبي حمزة البطائني»![97]

7- وفي الصفحة ذاتها روى عن «الجُعْفِيّ» وهو من الضعفاء، دعاءً لوجع العين يبتدئ بالجملة التالية: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْك‏...الخ"[98]. ونسأل: وهل لمحمد وآل محمد حقٌّ على الله؟! أم أن لِـلَّهِ عليهم حقٌّ عظيم؟

8- وذكر في الصفحة 21[99] رؤيا، نُعرض عن التعليق عليها لأن الرؤى والمنامات ليست حُجَّةً.

9- وفي الصفحة 22[100] روى عن الصادق (ع) قوله: فريضةٌ على كل مسلم أن يقرأ قَبْلَ طلوع الشمس وقبل غروبها عشراً: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.... الخ"[101].

ألا يعلم الشيخ عبَّاس أنه لم يقل بوجوب هذا الدعاء أيُّ أحد من علماء الإسلام وحتى علماء الإمامية؟!!

10- وفي الفصل الثالث من الباب الأول (ص 32)[102] يروي أدعية أيام الأسبوع نقلاً عن «ملحقات الصحيفة السجاديّة»، مع أن هذه الملحقات ليس لها أيُّ سند أصلاً، والعجيب أنها تبتدئ أيام الأسبوع من يوم الأحد -كاليهود- وتُنهيها يوم الخميس؟! وقد جاءت هذه الأدعية أيضاً في كتاب «البلد الأمين» للكفعمي دون سند[103]. وفي بعض جمل هذه الأدعية إشكالات شرعية وعقلية، مثل مسألة التوسل (في دعاء يوم الخميس) الذي سنذكر لاحقاً شرحه باختصار. وقد جاءت الجملة قبل الأخيرة من دعاء يوم الخميس في كتاب «البلد الأمين»، على النحو التالي: «واجعلهُ لي شافعاً يوم القيامة نافعاً» وليس فيها عبارة: «توسُّلي به»[104].

11- ويروي في الصفحة 29[105] [عن الإمام الصادق ÷]: "اجتنبوا المعاصي ليلة الجمعة .... ومن ترك معصية الله ليلة الجُمعة غَفَرَ الله له كلّ ما سلف !!"

أقول: إذن ما أحسنها من فكرة، نعصي الله في ستة أيام ثم نأتي ليلة الجمعة ونأخذ فيها وفي يوم الجمعة فترة راحةٍ، لِنُجَدِّد فيها قوانا حتى نتقوى على الذنوب في الأسبوع القادم مِنْ جِهَةٍ، وَلِتُغفرَ كل ذنوبنا الماضية من الجهة الأخرى!! أما القرآن الكريم فيقول: ﴿لَّيۡسَ بِأَمَانِيِّكُمۡ وَلَآ أَمَانِيِّ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِۗ مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ وَلَا يَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ١٢٣[النساء : ١٢٣]، وعلى القارئ أن يختار بين قبول كلام الله أو تصديق رواية المفاتيح!!

وقد تكلمنا فيما سبق[106] عن الأمور الذي ذكرها القمي في الصفحة 31 من المفاتيح[107] فلا نكرر الكلام هنا.

12- ادَّعى في الصفحة 12 أن قراءة الشعر ليلة الجمعة ويومها مكروهة ويجب تركها حتى لو كان كلام الشعر حقاً، وحتى لو صلَّى عن شخص لا تُقبل صلاته. ونقول: إن كنتم تؤمنون بهذه الرواية فلماذا ملأتم المساجد ليلة الجمعة ويومها بالشعر والمدائح ولطم الصدور أو قراءة المرثيَّات خلافاً لهذه الرواية؟!

13- وروى في الصفحة ذاتها روايةً فيها أنَّ: "من قال هذه الكلمات سبع مرّات في ليلة الجمعة فمات ليلته دخل الجنّة ومن قالها يوم الجمعة فمات في ذلك اليوم دخل الجنّة "[108]. في حين أن هذا الحديث مُرْسَل وساقط من الاعتبار[109].

وينقل أيضاً دعاءً عن كتاب «مصباح المتهجد» للشيخ الطوسي وهو دعاء لا سند له! وفي الصفحة ذاتها يروي عن الشيخ الطوسي والسيد ابن طاووس والكفعمي والسيد ابن باقي أنه يُستحبُّ قراءة الدعاء الفلاني! ونسأل: إذا كان ذلك الدعاء عن رسول الله ص فلماذا لا تروونه عن حضرته مباشرة، وإن لم يكن عن رسول الله ص فأيُّ حق للشيخ والسيد والآخرين أن يُضيفوا مُستحبَّات من عند أنفسهم على دين الله؟!

14- قال في «أعمال ليلة الجمعة» (ص 34)[110] [في البند العاشر]: «فإذا طلع الفجر يوم الجمعة فليقل: أَصْبَحْتُ في ذِمَّةِ اللهِ .... الخ»[111] مع أن راوي هذا الحديث رجلٌ ضعيفٌ يُدْعَى «داود بن كثير الرّقي»[112].

15- أورد في «أعمال نهار الجمعة» (ص37) [113] أكاذيب «صالح بن عُقبة» بشأن الرمَّان!![114].

16- وفي الصفحة 38 [115] قال: «التاسع عشر: أن يقرأ «دعاء الندبة»، وهو من أعمال الأعياد الأربعة». هذا في حين أن كثيراً من جُمل هذا الدعاء تتعارض مع القرآن!! وسوف يأتي شرح ذلك في الصفحات القادمة، إن شاء الله تعالى.

17- وفي «أعمال نهار الجمعة» (ص 37-38)[116] [البند الثامن عشر] ذكر افتراء الرواة على الإمام الباقر (ع) أنه قال: "زوروا الموتى يوم الجُمعة فإنّهم يَعْلَمُونَ بِمَنْ أَتَاهُمْ فَيَفْرَحُونَ بِه‏ !!"[117]. في حين أن القرآن يقول إن الأموات لا علم لهم بما يجري في الدنيا وهم في عالَم البرزخ. وأحد رواة هذا الحديث هو «محمد بن جعفر بن بطة» وكان كما قال عنه النجاشي: "يتساهل في الحديث، ويعلق الأسانيد بالإجازات، وفي فهرست ما رواه غلط كثير. وقال ابن الوليد كان محمد بن جعفر بن بطة ضعيفاً مخلطاً فيما يسنده"[118]. والراوي الآخر للحديث «علي بن الحَكَم»[119]. وراويه الآخر «ربيع بن محمد المسلي» الذي لم يُوثَّق.

18- وقال بشأن صلاة النّبيّ ص في (ص 39)[120] : "ثمّ تنصرف وليس بينك وبين الله تعالى ذنب إلا وقد غُفِرَ لك وتعطَى جميع ما سألت !!".

19- وقال بشأن صلاة أمير المؤمنين ÷ (ص 40)[121]: "من صلّى منكم أربع ركعات صلاة أمير المؤمنين ÷ خَرَج من ذُنوبه كيوم ولدته أمّه وقضيت حوائجه !!".

20- وقال في «أعمال يوم الجمعة» [البند الرّابع والعشرون] (ص 49)[122]: "من قال بعد صلاة الفجر أو بعد صلاة الظّهر: اَللّـهُمَّ اجْعَلْ صَلاتَكَ وَصَلاةَ مَلائكَتِكَ وَرُسُلِكَ على مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد لم يكتب عليه ذنب سنة !!".

وأقول: إن هذه التعليمات والوصايا مُفيدة لتجرئة الناس على المعاصي. إذ يُمكن بناءً عليها لكل من ارتكب إثماً أن يُصلِّي هذه الصلوات أو يقرأ تلك الأدعية فتُغفر ذنوبه. إن هذه التوصيات تُعجب الأراذل والأوباش والفُسَّاق والظَّلَمَة إذ يرون أنه يُمكنهم أن يعملوا بها فلا تُسجَّل عليهم ذنوبهم فيعيشون في الدنيا بلا أي قيد أخلاقي ثم يدخلون الجنة في الآخرة!! سُبحان الله ربِّ العالمين.

21- وبعد الصلاة المُخترعة والموضوعة التي ادَّعوا أن حضرة الصادق (ع) نسبها إلى عَلِيٍّ (ع) ونسبوا فيها إلى الإمام قولَهُ مُخاطباً ربَّه: «يَا مُتَرَئِّفُ.... يَا مُتَجَبِّرُ، يَا مُتَمَلِّكُ .....» في حين أن عَلِيَّاً (ع) كان أعلم الناس بالقرآن وكان أمير الفصاحة والبيان وكان أكثر بلاغةً وفصاحةً من أن يُخاطب الله بمثل هذه الصفات المذكورة. ولو كان ذلك الدعاء له فعلاً لقال تأسيّاً بالقرآن الكريم ومراعاة لمُقتضى المقام والمقال: «يا رؤوف يا جبَّار يا مالِكُ» (فَتَأَمَّل). وفي رأينا إن الذي لفَّق هذا الدعاء لم يكن عربياً أصلاً فضلاً عن أن يكون فارس ميدان الفصاحة والبلاغة حضرة أمير المؤمنين علي ÷!

22- وجاء في جملةٍ من هذا الدعاء منسوباً إلى عَلِيٍّ (ع) أنه قال: «اللَّهُمَّ بِمُحَمَّدٍ سَيِّدِي وبِعَلِيٍّ وَلِيِّي وَبِالْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ.....». إن واضع هذا الحديث كان على درجة من قلة الفهم جعلته يعجز عن فهم أنه لا يُمكن لعليٍّ (ع) أن يقول في دعائه: «وبِعَلِيٍّ وَلِيِّي »! وأنه لا يمكن للأئمة الراشدين أن يُقسموا على الله بأنفسهم، إذ ما أجهل من يُقسم على الله بنفسه!! حاشا لأئمة الدين الكرام أن يفعلوا ذلك! حقاً إنه لخداع كبير أن نقول: إن من يقرأ هذا الدعاء بهذه التعابير الواهية: "يُغفَر لَه ما تقدّم مِن ذنبِه وما تأخّر، وكان كمن ختم القرآن اثنتي عشرة ختمةً، ورفع الله عنه عطشَ يوم القِيامة !!"[123].

2313- ثم ذكر صلاةً باسم: "صلاة فاطمة صلوات الله عليها" (ص 41)[124] وادَّعى أن جبريل (ع) علَّمها إياها!! [125] وليت شعري! هل ينزل جبريل بمسائل الشريعة على غير النبيّ؟! إن رواةَ هذه الصلاة اثنان من الكذابين المشهورين باسم «محمد بن سنان»[126] و «المُفضَّل بن عُمَر»[127]!

24- وبعد تلك الصلاة المزعومة أورد صلاةً ودعاءً آخر عن حضرة فاطمة (ع) يتضمن تعابير ركيكة مثل: «لَمْ آتِكَ بِعَمَلٍ صَالِحٍ قَدَّمْتُهُ وَلَا بِشَفَاعَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِه‏» !!

يا سُبحان الله! ألا تعتبرون حضرة فاطمة من أهل بيت النبيّ؟ فهل يُمكن لحضرة فاطمة أن تتقرّب إلى الله بشفاعة نفسها لنفسها؟ أَفَلَا تَعْقِلُونَ؟

كيف يُمكن لحضرة الزهراء (ع) أن تقول مثل ذلك الكلام في حين أن زوجها الكريم (ع) كان يقول في دعائه: «وَلَقَدْ رَجَوْتُ مِمَّنْ تَوَلَّانِي فِي حَيَاتِي بِإِحْسَانِهِ أَنْ يَشْفَعَهُ لِي عِنْدَ وَفَاتِي بِغُفْرَانِه‏» [128] وكان يقول: «اللهم إني أتقرب إليك بذكرك و أستشفع بك إلى نفسك»[129]. وكان يقول: «لَا شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ»[130]. وكان حفيده الجليل حضرة زين العابدين (ع) يقول: «وَإِنْ شَفَعْتُ فَلَسْتُ بِأَهْلِ الشَّفَاعَة... شَفِّعْ فِي خَطَايَايَ كَرَمَك‏... لَا شَفِيعَ لِي إِلَيْكَ فَلْيَشْفَعْ لِي فَضْلُك‏...»[131]. ويقول: «لَا شَفِيعَ يَشْفَعُ لِي إِلَيْكَ»[132].

والأهم من ذلك: أين نجد في القرآن أن المخلوق يُرجَى ويُؤمَل به يوم القيامة؟ في أيِّ دعاء مُعتبر وموثوق جعل النبيُّ الأنبياء الآخرين شفعاءه أو واسطته في التقرُّب إلى الله؟[133] وبالمناسبة فصدر هذا الحديث يُفهم منه أن فاطمة أفضلُ من عَلِيٍّ مع أنكم تعتبرون عليَّاً أفضل منها!

25- بعد الصلاة الموضوعة المذكورة آنفاً، ذكر الشيخ عباس القمي نقلاً عن كتاب «جمال الأسبوع» الخُرافي للسيد ابن طاووس[134]، صلاةً خاصّةً ودعاءً خاصاً بكلّ واحدٍ من الأئمة (عليهم السلام) إماماً إماماً، ليس لأيٍّ منها سندٌ؟!

فليت شعري! هل الأئمة يملكون حقّ التشريع كي يُشرعوا للناس صلاة لم يُعلِّمها النبيّ ص لأمته؟! وإن كان النبيُّ ص هو الذي أتى بتلك الصلوات فما معنى اختصاص كلَّ واحدةٍ منها بإمامٍ من الأئِمَّة؟ وأساساً ما معنى اختصاص صلاة بأحد الأئمة؟

2614- الدعاء الذي أورده بعد صلاة صاحب الزمان فاضح جداً ومُضاد للقرآن ويستوجب الشرك والكفر![135] يقول في هذا الدعاء -كما ذكرنا في معرض بياننا لأحوال «الْحَسَنِ بْنِ مُثْلَةَ الْجَمْكَرَانِيّ»‏ في كتاب «زيارت و زيارتنامه» [زيارة المزارات ونصوص الزيارات]، (ص 167، الراوي 102)-:

«يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ، يَا عَلِيُّ يَا مُحَمَّدُ اكْفِيَانِي فَإِنَّكُمَا كَافِيَاي، يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ، يَا عَلِيُّ يَا مُحَمَّدُ انْصُرَانِي فَإِنَّكُمَا نَاصِرَاي، يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ، يَا عَلِيُّ يَا مُحَمَّدُ احْفَظَانِي فَإِنَّكُمَا حَافِظَاي، يَا مَوْلَايَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) الْغَوْثَ (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) أَدْرِكْنِي (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) الْأَمَانَ (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) »!! [136]

أقول: كيف يُمكن لمن له علم بالقرآن أن يتحمَّل مثل هذا الشرك الذي جاء به الشيخ عبَّاس؟

في هذا الدعاء: دعاء غير الله الذي يُعدُّ شركاً تُعارضُه وتحرِّمُه عشرات الآيات القرآنية كقوله تعالى: ﴿... فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا ١٨ [الجن: ١٨]، وقوله سبحانه: ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَدۡعُواْ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ بِهِۦٓ أَحَدٗا ٢٠[الجن: ٢٠]، وعشرات الآيات الأخرى التي اعتبرت أن نداء موجود غيبي غير الله واعتباره حاضراً وناظراً وسميعاً وبصيراً في كل مكان شِرْكٌ.

أضف إلى ذلك أنه تمَّ تقديم حضرة محمَّدٍ على عَلِيٍّ مرَّةً وتأخيره عنه مرَّةً أخرى! لعل ذلك كي لا يحزن عَلِيٌّ ويقول: لماذا لم تُقدّموا اسمي على اسم النبيّ بل أخَّرتموه عنه؟! ولذلك قدَّم كلاهما مرَّةً حتى لا يشتكي أيٌّ منهما!! أو لعلّ واضع الحديث لم يكن يعلم أو لم يكن متأكداً هل حضرة محمَّدٍ أفضل أم حضرة عَلِيٍّ!!

ثم يقول في الدعاء: «اكْفِيَانِي فَإِنَّكُمَا كَافِيَاي »!! ألم يقرأ صاحب الزمان القرآن الذي قال بلهجة الاستفهام الإنكاري: ﴿أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُۥۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ ٣٦[الزمر: ٣٦]، وقال: ﴿وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا ٦[النساء : ٦]و قال: ﴿وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَلِيّٗا وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ نَصِيرٗا ٤٥[النساء : ٤٥]فالله تعالى يقول إنني كافٍ لعبادي وكافٍ لنصرتهم ولحسابهم ولكن هذا الدعاء يقول: «يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ، اكْفِيَانِي فَإِنَّكُمَا كَافِيَاي .... وانْصُرَانِي فَإِنَّكُمَا نَاصِرَاي .... واحْفَظَانِي فَإِنَّكُمَا حَافِظَاي » في حين أن القرآن يقول: ﴿إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظٞ ٥٧[هود: ٥٧]، ويقول مخاطباً نبيَّه: ﴿فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗا ٨٠[النساء : ٨٠]، ويقول: ﴿وَمَا جَعَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗا[الانعام: ١٠٧].

ليت شعري! لماذا كان مُدَّعو العلم والحديث خرافيون إلى هذه الدرجة وجاهلون بالقرآن أو يخافون من العوام فيقعون في الشرك ويوقعون الشعب معهم في الشرك أيضاً؟! ألا يدري من يُخاطب صاحب الزمان الوهمي بقوله: «الغوث» و«أدركني» أن لا مُغيث إلا الله؟! متى اعتبر رسول الله ص وسائر الأنبياء وأمير المؤمنين علي ÷ أنفسَهم مُغيثين للخلق خاصةً من مكان بعيد أو بعد وفاتهم؟!

ألم يكن مُلفّق هذا الدعاء يعلم أن محمداً وعليَّاً بعد أن رحلا عن الدنيا استقرا في جوار رحمة الحق فلا خوف عليهما وهما مشغولان بجمال الحق لا غير؟.

27- وذكر في الصفحة 47[137] روايةً عن «المُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ» وهو من الضعفاء وهو الذي روى صلاة حضرة فاطمة (ع)[138].

28- وفي الصفحة 50[139]روى صيغةً من الصلوات على النبي وآله، وقال إن: "مَنْ قَالَهَا يومَ الجُمُعَة فِي دُبُرِ الْعَصْرِ كَتَبَ اللهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ مِائَةَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَقَضَى لَهُ بِهَا مِائَةَ أَلْفِ حَاجَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا مِائَةَ أَلْفِ دَرَجَة !!"[140].

29- وقال في «أعمال يوم الجمعة» (الصفحة 51)[141] كلاماً يُفِيدُ أن إمام الزمان سيطهِّر الأرض عند ظهوره من أدران الشّرك والكفر وأقذار المعاصي والذّنوب ومن الجبابرة والملحدين والكفّار والمنافقين... الخ".

وهذا القول مخالف للقرآن الذي قال عن النصارى: ﴿فَأَغۡرَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَاوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَسَوۡفَ يُنَبِّئُهُمُ ٱللَّهُ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ ١٤[المائ‍دة: ١٤]، وقال عن اليهود: ﴿وَأَلۡقَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ[المائ‍دة: ٦٤]. وآيات أخرى تدل على أن الكفر والشرك سيبقيان في البشر وسيبقى هناك غير مسلمين إلى ماقبل القيامة وستكون بينهم العداوة والإختلاف.

30- وفي «أعمال يوم الجمعة» (ص 52)[142] يروي صيغة صلوات على النبي وآله عن كتاب «مصباح المتهجِّد» للشيخ الطوسي[143]، والأثر مرويٌّ عن فرد مهملٍ يُدعى «أبو الحسن الضرَّاب الأصفهاني» وهو يرويه عن «عَجُوزٍ سَمْرَاءَ»! (هل يُسَمَّى هذا سنداً شرعياً؟!)[144].

31- وفي موضعٍ من تلك الصلوات يقول عن النبي ص: "الْمُفَوَّضِ إِلَيْهِ دِينُ اللهِ‏ "!!

ولا يخفى أن مثل هذه الأباطيل إنما قيلت تأثراً بأحاديث الباب 110 من «الكافي» للكُلَيْنِيّ. ولقد ذكرنا في كتاب «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول» توضيحات في هذا الشأن (ص 171 فما بعد وص 621).

وهنا نذكِّر أيضاً أن رسول الله ص لما حرَّم شيئاً بسيطاً على نفسه فقط، ولم لم يحرِّمْهُ على الآخرين، عاتبه الله على ذلك وقال له: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ[التحريم: ١]؟ وكذلك لمَّا قَبِلَ رسولُ الله ص عذر المنافقين الذين جاؤوا يعتذرون إليه في عدم خروجهم إلى الجهاد، قبل أن يتحقق من صحة أعذارهم، عاتبه الله وقال له: ﴿عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمۡ[التوبة: ٤٣]. ولو كان لهذا التفويض حقيقة لما كان هناك من معنى لهذا العتاب. وذكر المفسِّرون في سبب نزول الآية 39 في سورة الحج المباركة أن المسلمين كانوا يتعرَّضون لأذى المشركين واضطهادهم الشديد وإلى القتل والجرح، فكانوا يأتون إلى رسول الله ص ويطلبون منه الإذنَ في قتال المشركين فكان ص يقول لهم: "اصبروا فإني لم أؤمر بالقتال ". ولهذا نزلت أول آية في الإذن بالقتال وهي قوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ[الحج : ٣٩].

من هنا يقول تعالى: ﴿وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ... ٱلظَّٰلِمُونَ... ٱلۡفَٰسِقُونَ ٤٧[المائ‍دة: ٤٤و 45 و ٤٧]. ويقول سبحانه أيضاً: ﴿وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ ٤٤ لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ ٤٥ ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ ٤٦[الحاقة: ٤٤، ٤٦].

بناءً على ما تقدَّم، فإن الدين من عند الله فقط وليس لرسول الله ص الحق في أن يضيف إليه شيئاً أو ينقص منه.

32 - بعد ذكره تلك الصلوات على النبي ص أخذ الشيخ عبَّاس بصناعة حُجَجٍ لِـلَّهِ، فقدَّم للقراء اثني عشر إماماً وصفهم واحداً واحداً بعبارة: «حُجَّةَ ربِّ العالمين»! مع أن الله تعالى قال أنه ليس بعد الرسل «حُجَّة» [سورة النساء: 165] ومع أن أمير المؤمنين عليَّاً ÷ قال: «تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ص حُجَّتُهُ » (نهج البلاغة، الخطبة 91).

وقد اعتبر في هذا الدعاء الحجج المذكورة دعائم الدين وأركان التوحيد[145]، أي أنه لو لم تكن تلك الحجج لكان الدين بلا دعائم وكان التوحيد بلا أركان! ونسأل: لماذا إذاً لم يعرِّف لنا الله تعالى في كتابه دعائم دينه وأركان توحيده وترك مهمَّة التعريف بهم على عاتق مشايخ الكُلَيْنِيّ والصدوق؟!

و وصف الأئِمَّة أيضاً بعبارة: «تراجمة وحيك»! وهذا الادّعاء يستند إلى حديث واهٍ ساقط من الاعتبار أورده الكُلَيْنِيّ في الباب 69 من الكافي، لاسيما الحديث الثالث الذي أوضحنا بطلانه في كتابنا «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول» (ص 429).

ثم قال: «خُلَفَاءَكَ في أَرْضِك » فاعتبر الأئِمَّة خلفاء الله تعالى في الأرض!! في حين أن الله تعالى لا خليفة له لأن الخليفة لا يُتَصَوَّر إلا لشخص يموت أو يذهب أو يسافر أو يتمَّ عزله أو يعهد لشخص آخر أن يحل محله لانشغاله في عمل من الأعمال، وكل هذه الأمور لا تصح في حق الذات الإلهية، فالله لم يمت ولا يموت ولا يذهب إلى أي مكان ولا يشغله شأن عن شأن ولا يعزله أحد حتى يخلفه أحد. أما إذا لم يكن هذا معنى لخلافة الله مراداً من تلك العبارة، فكان من الواجب أن تكون العبارة على النحو التالي: "خلفاء نبيك في أرضك ". ولو كان ذلك الدعاء صادراً حقَّاً عن الأئِمَّة لبينوا قصدهم منه ببيان بليغ وفصيح، لكن الدعاء من وضع الرواة الجهلة.

ثم قال عن الأئِمَّة «اصْطَفَيْتَهُم عَلَى عِبَادِكَ وَارْتَضَيْتَهُم لِدينك »!!

إن أهل المعرفة بالقرآن الكريم يعلمون أن الرضا والاصطفاء الإلهي لفردٍ من أفراد من البشر، لا بد فيه من إعلان صريح من الله للبشر عن هذا الاصطفاء والاختيار؛ ونحن لا نجد في القرآن عبارة الاصطفاء إلا بشأن حضرة مر يم وطالوت. فأنتم الذين تعتبرون أن الأئمة ليسوا من قبيل طالوت بل أعلى شأناً من ذلك، فعليكم أن تقولوا: أين أعلن الله لنا في كتابه اصطفائه واختياره لأمير المؤمنين وأولاده (ع)؟ ألا تعلمون أن نسبة أي شيء إلى الله دون برهان ودليل شرعي أو سلطان وحُجَّة من الله حرام في دين الإسلام؟! هل لهذه الادِّعاءات سند ودليل؟

وجاء في الدُّعاء كذلك وصف الأئِمَّة (ع) بعبارة: «أَلْبَسْتَهُم نُورَكَ وَرَفَعْتَهُم في مَلَكُوتِك ». وهذا القول كذب لأن جدَّهم الذي هو أفضل من الجميع وأرفع شأناً كان بشراً كسائر البشر ولم يُلْبَس نور الله. ولأن الرفع إلى الملكوت والعروج إلى السموات كان خاصَّاً برسول الله ص، ولم يُعرَج بأحد من أحفاده وأقاربه. قال تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا ١١٠[الكهف: ١١٠]، وقال أيضاً: ﴿وَقَالُواْ مَالِ هَٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأۡكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمۡشِي فِي ٱلۡأَسۡوَاقِ[الفرقان: ٧]؟ (وانظروا الآية 20 أيضاً من السورة ذاتها). من هذا يتبيَّن أن هناك تفاوتٌ كبير بين نبيّ القرآن ونبيّ مفاتيح الجنان!

في هذا الدعاء يُطلب من الله أن يُخلِّص الإمام القائم من أيدي الجبارين والظالمين! وليت شعري! ألم يكن هناك من يقول لواضع هذا الدعاء: أنتم تقولون إن إمامكم غاب كي لا يقع أسيراً بأيدي الجبارين ولا يُقتل على أيديهم، فالإمام الغائب الآن ليس في أيدي الجبارين والظالمين حتى يُطلب من الله أن يُخلِّصه منهم! من الواضح أن واضع هذا الدعاء لم يكن يفهم ما يُلفِّقه من كلام.

والفضيحة الأكبر في هذا الدعاء احتواؤه على جُمَلٍ تدلُّ على تحريف القرآن وهي: "اللَّهُمَّ جَدِّدْ بِهِ مَا مُحِيَ مِنْ دِينِكَ، وَأَحْيِ بِهِ مَا بُدِّلَ مِنْ كِتَابِكَ، وَأَظْهِرْ بِهِ مَا غُيِّرَ مِنْ حُكْمِك"!!.‏

إن الوضَّاعين والمُبتدعين للفرق المذهبية أوجدوا كل تلك البدع في الإسلام، فغيَّروا أذان المسلمين وأخَّروا وقت الغروب (أذان المغرب) وبدَّلوا كيفية صلاة العيدين و..... ثم جاؤوا يصيحون ويذرفون دموع التماسيح قائلين: اللهم جِّدد ما مُحيَ من دينك وأظْهِرْ ما غُيِّر منه كي لا تبقى هناك بدعةٌ!! إن واضع هذا الدعاء مثله مثل السارق الذي يسرق شيئاً وفي الوقت ذاته يصيح حرامي..! حرامي...! كي يخدع الناس!!

وفي آخر الدعاء وصف الأئمة بعبارات: "الْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَالْحَبْلِ الْمَتِينِ وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيم ‏"!! مع أن حضرة أمير المؤمنين علي ÷ قال مراراً إن العروة الوثقى والحبل المتين هو القرآن (نهج البلاغة، الخطبة 156، 167، 192 و 189). ولم يقل أنا «حبل الله» بل قال إنني تابع لدين الله ومُطيعٌ لحبل الله.

وأخيراً قال واضعُ هذا الدعاء، الجاهلُ، في آخر دعائه: "اللهم صَلِّ عَلَى وَلِيِّكَ وَوُلَاةِ عَهْدِهِ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ وَمُدَّ فِي أَعْمَارِهِمْ وَزِدْ فِي آجَالِهِمْ...".

هل فهم هذا الوضَّاع الكلام الذي لفَّقه؟ هل كان يظنَّ أن الأئمةَ أبناءٌ للإمام الغائب وأنهم كلهم أحياء حتى طلب من الله أن يمدَّ في أعمارهم؟! ألم يكن يعلم أن الأئمة كانوا أجداد الإمام الغائب وأنهم في عهد الإمام الغائب كانوا قد رحلوا عن الدنيا منذ سنين؟!! أم أنه لم يكن يعلم أن الإمام الغائب -طبقاً لعقيدة الشيعة- آخر الأئمة ولا إمام بعده؟!

نعم، هذا ما أدخلوه باسم الدين في الكتب الدينية وأضلوا الناس، ولم يظهر عالم ناطق بالحق يُبيِّن للناس الحقائق ويُنقذهم من هذه التُرَّهات.

[87] ص 45 من النسخة المُعرَّبة لمفاتيح الجنان. [88] ص 43 من النسخة المُعرَّبة لمفاتيح الجنان. [89] ص 49 من النسخة المُعرَّبة لمفاتيح الجنان. [90] ص 51 من النسخة المُعرَّبة لمفاتيح الجنان. [91] الحديث المُشار إليه مذكور في «مستدرك الوسائل»، ج 1، ص 348. ولمعرفة حال «الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَرِيشِ الرَّازِيِّ‏» راجعوا كتابنا «عرض أخبار الأصول ...»، ص 561. [92] ص 52 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [93] راجعوا «مستدرك الوسائل»، ج 1، ص 461. [94] للاطِّلاع على الحديث المذكور راجعوا وسائل الشيعة، ج 4، ص 737 فما بعد. [95] ص 53 و54 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [96] ص 55 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [97] لقد عرّفنا في كتابنا «عرض أخبار الأصول ...» بـ «إسماعيل بن مهران» في الصفحات 662 - 663 و 813. وبـ «علي بن أبي حمزة البطائني» في الصفحة 163 و 196 فما بعد. [98] لرؤية هذا الحديث راجعوا وسائل الشيعة، ج 4، ص 1055، الحديث 5. [99] ص 56 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [100] ص 57 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [101] هذا الحديث مذكور في وسائل الشيعة، ج 4، ص 1235، الحديث 4. (نقلاً عن كتاب الخصال للشيخ الصدوق). أحد رواة هذا الحديث «تميم بن بهلول» مهمل. والراوي الآخر شخصٌ يُدعى «بكر بن عبد الله بن حبيب» ضعيف. [102] ص 58 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [103] ذكر الكفعمي هذه الأدعية أيضاً في كتابه «المصباح» (الفصل 17 في أدعية الليالي والأيام) دون سند. [104] الشيخ إبراهيم الكفعمي، البلد الأمين، ص 139. وراجعوا أيضاً كتاب المصباح للكفعمي، الفصل 17. [105] ص 64-65 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [106] راجعوا الصفحة 46 -49 من الكتاب الحالي. [107] ص 66 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [108] ص 68 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [109] راجعوا كتاب «مستدرك الوسائل»، ج 1، ص 427. [110] ص 65 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [111] ص 70 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [112] راجعوا جمال الأسبوع، للسيد ابن طاووس، الفصل التاسع عشر، «فيما يقوله إذا طلع فجر يوم الجمعة»، وللتعرف على داود الرقي راجعوا كتاب «عرض أخبار الأصول....» ص 399-400 و 458. [113] ص 73 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [114] لمعرفة حال «صالح بن عقبة» وأكاذيبه حول الرمَّان راجعوا كتاب «عرض أخبار الأصول....»، ص 310-312. [115] ص 74 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [116] ص 74 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [117] هذا الحديث مذكور في وسائل الشيعة، ج 5، ص 92، الحديث 1. [118] رجال النجاشي، ص 372 - 373. [119] راجعوا ما ذكرناه بشأنه في الصفحة 15 من الكتاب الحالي. [120] ص 75 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [121] ص 76 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [122] ص 90 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [123] مفاتيح الجنان، ص 78 من النسخة المُعَرَّبة. [124] مفاتيح الجنان، ص 78 من النسخة المُعَرَّبة. [125] هذا الحديث مذكور في مستدرك الوسائل، ج 1، ص 459. [126] راجعوا ما قلناه بشأنه في حاشية الصفحة 15 من الكتاب الحالي. [127] عرَّفنا به في كتابنا «عرض أخبار الأصول ...»، ص 171 فما بعد. [128] الصحيفة العلوية، دعاؤه في المناجاة. [129] مفاتيح الجنان، دُعاء كُمَيْل، ص 62. (ص 106-107 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجِنان) [130] نهج البلاغة، الكلمات القصار رقم 371، وسفينة البحار، ج 2، ص 646. [131] الصحيفة السجادية، دعاؤه عليه السلام في ذكر التوبة وطلبها. [132] الصحيفة السجادية، دعاؤه عليه السلام بعد الفراغ من صلاة الليل. [133] راجعوا في موضوع الشفاعة كتاب «زيارت و زيارتنامه» [زيارة المزارات ونصوص الزيارات]، ص 231 وكتاب «راه نجات از شرّ غلاة» [طريق النجاة من شر الغُلاة]، ص 233 فما بعد. [134] ص80 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجِنان. (الـمُتَرْجِمُ) [135] جاء الدعاء المذكور في وسائل الشيعة، ج 5، ص 298 دون سند. [136] ذكر نحوه الحر العاملي في وسائل الشيعة، ج 8، ص 185 من طبعة مؤسسة آل البيت، روايةً عن كِتَابِ جَمَالِ الْأُسْبُوع للسيد ابْنِ طَاووُسٍ الحلي. وهو بهذا اللفظ في مستدرك الوسائل، ج6، ص 309-310 نقلاً أيضاً عن السيد ابْنِ طَاووُسٍ فِي فَرَجِ الْهُمُومِ، وَفَلَاحِ السَّائِلِ. (الـمُتَرْجِمُ) [137] ص 87 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [138] راجعوا ما ذكرناه بشأنه في ص 57 من الكتاب الحالي. [139] ص 91-92 من النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان. [140] راجعوا وسائل الشيعة، ج 5، ص 79، الحديث 2. [141] النسخة المُعَرَّبة لمفاتيح الجنان، ص 93. [142] المصدر نفسه، ص 93. [143] هذه الصلوات جزءٌ من قصة أسطورية طويلة كلها كَذِبٌ من أولها إلى آخرها، تشتمل على إثبات معجزات وعلم الغيب (للإمام). وقد ذكر الشيخ عبَّاس القمِّي الجزء المتعلق بالصلوات منها فقط. والقصة أثبتها المَجْلِسِيّ في البحار. راجعوا بحار الأنوار، ج 91، ص 81 فما بعد. [144] من الرواة الآخرين لهذه الأسطورة «أحمد بن علي الرازي» وهو من الغُلاة. [145] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبة)، ص 96.