تعارض مفاتيح الجنان مع القرآن

فهرس الكتاب

حول زيارة قبور الصالحين وما جاء في المفاتيح حول آداب الزيارة!

حول زيارة قبور الصالحين وما جاء في المفاتيح حول آداب الزيارة!

بعد بيانه آداب السَّفَر عَقَدَ مؤلِّف «المفاتيح» باباً باسم: «في آداب الزيارة»!.

فنقول وبالله التوفيق: اعلم أن زيارة القبور، بالصورة الشائعة اليوم بيننا، لم تُشرع في الإسلام، وكل ما كُتب في هذا المجال هو من وضع المذاهب المنحرفة وأكاذيب أهل الخرافات، وإلا فإن رسول الله ص -كما لا يخفى على أحد- دُفن في منزله وفي غرفة عائشة، وكانت عائشة تسكن في تلك الغرفة طول حياتها، ولم يأتِ أحدٌ من أصحاب النبيّ طول تلك المدة التي تصل إلى أربعين عاماً أو ثلاثين ونيّف -أي في الواقع حتى سنة 91 هجرية- إلى غرفة عائشة طارقاً بابها قائلاً: نريد أن نزور مرقد رسول الله ص أو نريد أن نُسلّم على حضرته أو نتوسل به إلى الله ونستشفع به ونجعله واسطتنا إلى الله سبحانه!! وهذا بحدّ ذاته دليلٌ بيِّنٌ على أن الزيارة لم تُشرع في الإسلام وأنه لم يكن هناك بين مسلمي صدر الإسلام وأصحاب النبيّ وتابعيهم شيء باسم «زيارة قبور الصالحين وأئمة الدين والتوسل بهم إلى الله»، بل نشأت هذه الرسوم والطقوس ودخلت إلى الإسلام في فترة لاحقة!

عندما اختلط المسلمون بأتباع الملل الأخرى وعندما كان السلاطين والحكومات الجائرة يأخذون أموال الناس ظُلماً وبغير وجه حقّ ويبنون بها الأضرحة، بدأت تروج بين المسلمين مسألة تعظيم قبور الصالحين وتقديسها وبناء القباب الذهبية والأضرحة الفضية عليها، وكان حُكّام الجور يقومون ببناء المقابر الفاخرة للصالحين وأئمة الدين كي يكسبوا بهذا الجاه بين الناس ويصرفوا فكر الناس عن العمل بالقرآن وأحكام الإسلام والجهاد لأجل وحدة المسلمين ويجعلوهم يصرفون اهتمامهم إلى عبادة القبور وزياراتها وإقامة المآتم ومجالس العزاء.

ولو أردنا أن نذكر هنا الأحاديث الكثيرة التي جاءت في ذمّ تقديس القبور وتعظيمها وشدّ الرحال إليها لاحتجنا إلى كتاب ضخم، لكننا نحيل القارئ في موضوع القبور وزيارتها إلى كتاب «زيارت وَزيارتنامه» [زيارة المزارات وأدعية الزيارات]، حيث تم توضيح هذه المسألة بشكل كامل ومفصَّل، ونكتفي هنا بذكر حديثين من كتاب «المُصَنَّف» الذي يُعَدُّ من كتب الحديث القديمة والمعتبرة، وألَّفه الحافظ «عبد الرزَّاق الصنعاني» الذي كان من قدماء الشيعة:

1- "نَهَى رَسُولُ اللهِ ص عَنْ تَجْصِيصِ [654] القُبُورِ، وَتَكْلِيلِهَا [655]، وَالكِتَابَةِ عليها ". (المُصَنَّف، ج 3، ص 507)

2- وقال رسول الله ص: "اللهم لا تجعل قبري وثناً يُصَلَّى إليه، فإنَّهُ اشتدَّ غضبُ اللهِ على قومٍ اتَّخَذُوا قُبُور أنبيائِهِم مَسَاجِدَ ". (المُصَنَّف، ج1، ص 406)

أخذ صاحب المفاتيح، بدءاً من الصفحة 311 فما بعد، ببيان آداب الزيارة[656] وذكر للزيارة 28 أدباً مع أنه لم يَذكُرْ أحدٌ من العلماء مثل هذه الآداب حتى لزيارة بيت الله الحرام أو للذهاب إلى المسجد!! إن هؤلاء القوم بسبب غلوِّهم في صالحيهم وعظمائهم يكتبون كُتُبًا في مناسك زيار القبور وآدابها!! فهل علَّمنا رسول الله ص هذه الآداب والسُّنَن؟ هل بيَّنَ رسولُ الله ص آداباً وسُنَناً لزيارة قبور الأنبياء والصالحين؟! لا وَاللهِ.

مثلاً كتبوا في كُتُب الزيارة لدينا: إذا أردتَ زيارة النّبي ص في ما عدا المدينة الطيّبة من البِلاد فاغتسل وَمثِّل بين يديك شِبْه القبر واكتب عليه اسمه الشّريف ثمّ قف وتوجّه بقلبك إليه وزُرْهُ....الخ"!![657]، في حين أن مثل هذا العمل ليس عملاً عقلانياً. فليت شعري هل تحضر روح رسول الله ص لدينا لمجرد أنَّنا بنينا مقبرةً كاذبةً له؟! أَفَلَا تَعْقِلُونَ؟!

والعجيب أنه جاء في أكثر الزيارات صفحات عديدة مليئة بالمدح والثناء والغُلوّ في حق الأئمة (ع)! فليت شعري! هل أَمَرَ الأئِمَّةُ أنفسُهُم أن نقرأ لهم صحائف طويلة في المُبالغة في مدحهم والغُلوّ في شأنهم وأن نقف أمام قبورهم ونقوم بكيل المدائح لهم والإكثار من تمجيدهم كي يرضوا عنا؟! كيف وقد نهى أمير المؤمنين علي ÷ من قام يمدحه وقال: "... فَلا تُثْنُوا عَلَيَّ بِجَمِيلِ ثَنَاءٍ، لإخْرَاجِي نَفْسِي إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وإِلَيْكُمْ مِنَ التَّقِيَّةِ فِي حُقُوقٍ لَمْ أَفْرُغْ مِنْ أَدَائِهَا وفَرَائِضَ لا بُدَّ مِنْ إِمْضَائِهَا؛ فَلا تُكَلِّمُونِي بِمَا تُكَلَّمُ بِهِ الْجَبَابِرَةُ ولا تَتَحَفَّظُوا مِنِّي بِمَا يُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِرَةِ ولا تُخَالِطُونِي بِالْمُصَانَعَةِ ولا تَظُنُّوا بِي اسْتِثْقَالاً فِي حَقٍّ قِيلَ لِي ولا الْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسِي؛ فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَوِ الْعَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ كَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَيْهِ؛ فَلا تَكُفُّوا عَنْ مَقَالَةٍ بِحَقٍّ أَوْ مَشُورَةٍ بِعَدْلٍ فَإِنِّي لَسْتُ فِي نَفْسِي بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِئَ ولا آمَنُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِي إِلا أَنْ يَكْفِيَ اللهُ مِنْ نَفْسِي مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنِّي؛ فَإِنَّمَا أَنَا وأَنْتُمْ عَبِيدٌ مَمْلُوكُونَ لِرَبٍّ لا رَبَّ غَيْرُهُ يَمْلِكُ مِنَّا مَا لا نَمْلِكُ مِنْ أَنْفُسِنَا وأَخْرَجَنَا مِمَّا كُنَّا فِيهِ إِلَى مَا صَلَحْنَا عَلَيْهِ فَأَبْدَلَنَا بَعْدَ الضَّلالَةِ بِالْهُدَى وأَعْطَانَا الْبَصِيرَةَ بَعْدَ الْعَمَى". (نهج البلاغة، الخطبة 216).

إن أمير المؤمنين علي ÷ هو ذاته الشخص الذي لَقِيَهُ عِنْدَ مَسِيرِهِ إِلَى الشَّامِ دَهَاقِينُ الأنْبَارِ فَتَرَجَّلُوا لَهُ واشْتَدُّوا بَيْنَ يَدَيْهِ[658] فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمُوهُ؟! فَقَالُوا: خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِهِ أُمَرَاءَنَا...[659] فنهاهم عن ذلك ولم يرضَ أن يتذلَّلوا بين يديه ويخضعوا له ويعظموه بهذه الطريقة. فإذا كان الأمر كذلك فهل يرضى مثل هذا الإمام الكريم بما يقوم به المدّاحون وقرّاء الزيارات من الغلوّ في حقه والتجاوز في مدحه وتقبيل عتبة مقبرته وضريحه والمبالغة في مدحه وتمجيده؟! في رأينا إن الإمام عَلِيّاً (ع) بريءٌ من واضعي مثل تلك الزيارات وقارئيها. والعجيب أنهم لم يضعوا لزيارة رسول الله ص واحد بالمئة مما وضعوه لزيارات الأئِمَّة.

ومن العجائب أنك تقرأ في حاشية الصفحة 312 من «المفاتيح» أنه من المُستحسن أن يتمثل الزائر بالأشعار التالية:

ها عبدك واقف ذليل بالباب يمدُّ كفَّ سائلِ!

يا أكرم من رجاه راجٍ عن بابك لا يُرَدُّ سائلٌ!

ويقول أيضاً (أبياتاً بالفارسية ترجمتها كما يلي):

أيها الملِك إن لَزِمَكَ كلبٌ فلعَـــــلِّي أكــون أنا كلبُـــــكَ

أنا كُلَيبٌ قفز من محبســـه تعلــق بغصـنِ وردةِ هـــواكَ

نظرةٌ منــك علـى كلبِـــكَ لا تطردني بحجرةٍ من عندكَ

هذا في حين أن من الشرك بالله أن يعتبر الإنسان نفسه عبداً لغير الله. ألم يكن هؤلاء القوم أتباعاً لعليٍّ (ع) الذي قال: "لا تَكُنْ عَبْدَ غَيْرِكَ وقَدْ جَعَلَكَ اللهُ حُرّاً". (نهج البلاغة، الرسالة 31).

كل تلك الكلمات والأشعار تملّق وتزلّف، في حين أن الإمام كان داعياً إلى الحق ولم يكن يُحبّ المُتملّقين المُتزلّفين وكان يكره المدح والتملّق. إن الإمام الذي نهى عن مدحه والثناء عليه يكره قطعاً أن يصف أحد من الناس نفسه بأنه كُليبه! ليت شعري! هل كان الإمام يلعب بالكلاب حتى يعتبر الناس أنفسهم كلاباً له؟! عندما كان الإمام حياً بحياته الدنيوية كان يكره التملّق والمديح والآن بعد أن فقد الحياة الدنيوية وانتقل إلى عالَم البقاء، لم يعد له أيّ علم بالدنيا وبالمُتملّقين الذين يَعُدُّون أنفسهم كلاباً له! [660]

ثم كتب صاحب المفاتيح (ص 313)[661]: "العاشر: تقبيل العتبة العالية المباركة.."!.

ونقول: إن مثل هذه التوصية تدل على غرور كاتبها وتكبُّره ولم يكن الأئمة الكرام مُعجبين بأنفسهم ولا مُتكبِّرين.

أو قال أيضاً: "الثالث: أن يغتسل لزيارة الأئمَّة عليهم السلام وأن يدعو بالمأثور من دعواته"!!.

ونسأل: هل قال رسول الله ص إن كل من أراد أن يلتقي بحضرته أو يزوره فعليه أن يغتسل ويقرأ الأدعية الواردة عنه وأن يُقبِّل عتبة منزله؟! وإذا لم يكن هناك أمر بفعل ذلك في زمن حياة النبيّ والإمام فكيف ورد مثل هذا الأمر تجاه قبورهم؟! ثانياً: لم يكن لقبور النبيّ والأئمة حتى سنوات عديدة بعد وفاتهم حرمٌ وضريحٌ وعتبةٌ و.... الخ؛ وَمِنْ ثَمَّ فلا يُمكن أن تصدر عنهم مثل تلك الأوامر بل من الواضح أنها وُضعت بعد زمانهم بمرحلة بعيدة. (فلا تتجاهل).

وكتبوا في كُتُب الدعاء والزيارة: "إذا ذهبتَ إلى زيارة رسول الله ص فقبّل منبره وافعل كيت وكيت عند عمود «حنانة» وامسح عينيك بالعمود..".

سبحان الله! ألا يعلم هؤلاء الكُتَّاب أن منبر رسول الله ص قد اندثر منذ مئات السنين وأن عمود «حنانة» خَرِبَ وزال منذ عهد بعيد وأن تغييرات كثيرة قد لحقت بمسجد الرسول، ولكنهم يظنُّون أن الباب والجدران والأعمدة الموجودة حالياً في المسجد النبوي هي ذاتها التي كانت للمسجد زمن رسول الله ص!

كما نجد في كتب الدعاء وَالزيارة أموراً وموضوعات مخالفة للتواريخ المعتبرة والتي تدل على أن ملفقيها كانوا جهلة بالتاريخ، فمثلاً جاء في آداب زيارة الإمام الحسين (ع) في كتاب «المفاتيح» هذا (ص 416 - 417)[662]: "التّاسع: أن يدخل الحائر المقدّس من الباب الشّرقي على ما أمر الصّادق صلوات الله وسلامه عليه يوسف الكناسي."!! هذا مع أنه لم يكن هناك بناء على قبر الإمام الحسين (ع) في زمن الإمام الصادق (ع)، وبالتالي لم يكن هناك باب شرقي ولا غربي! ويبدو أن الخرافيين نسُوا ما رووه عن الإمام الصادق (ع) أنه قال ضمن حديثٍ[663] - جاء في المفاتيح أيضاً (ص 423) [664]-: ".... زِيَارَةُ جَدِّيَ الْحُسَيْنِ (ع) فَإِنَّهُ غَرِيبٌ بِأَرْضِ غُرْبَةٍ يَبْكِيهِ مَنْ زَارَهُ وَيَحْزَنُ لَهُ مَنْ لَمْ يَزُرْهُ... وَيَرْحَمُهُ مَنْ نَظَرَ إِلَى قَبْرِ ابْنِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ فِي أَرْضِ فَلَاةٍ وَلَا حَمِيمَ قُرْبَهُ وَلَا قَرِيب...". أو جاء في الصفحة 355 من المفاتيح عن «صفوان الجمَّال»[665] أنه ذهب لزيارة قبر أمير المؤمنين ÷ مع الإمام الصادق (ع) وفيه: " قال لي (أي الإمام الصادق): يا صفوان! أنخ الرّاحلة فهذا قبر جدّي أمير المؤمنين (ع)، فأنختُها... إلى أن بلغنا الذّكوات والتّلول، فوقف (عليه السلام) ونظر يمنةً ويسرةً وخطَّ بعكازته فقال لي: اطلب فطلبت، فاذا أثر القبر، ثمّ أرسلَ دُموعَه على خدّه..... الخ"!!

فهذا يُبَـيَّنُ أنه حتى ذلك العهد لم يكن هناك حرمٌ حتى يذكر الأئِمَّة آداباً له، فكل ما ذُكر من آداب زيارة الحرم إنما تم وضعه بعد عهد الأئِمَّة بِمُدَّة، وكذلك أذون الدخول، موضوعةٌ كلُّها.

ومثل ذلك الرواية التي أوردها صاحب «المفاتيح» ص 342 [666] "عن السيد عبد الكريم بن طاووس عن «محمد بن علي الشباني» قال: خرجت أنا وأبي وعمِّي حسن ليلاً متخفِّين إلى الغريّ لزيارة أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وكان ذلك سنة مائتين وبضع وستين سنة وكنت طفلاً صغيراً فلمَّا وصلنا إلى القبر الشريف، وكان يومئذٍ قبراً حوله حجارة سوداء ولا بناء عنده...". فهذا الخبر أيضاً يدل على أنه حتى عهد الإمام المذكور - على أقلّ تقدير - لم يكن لقبر الإمام عليٍّ (ع) أي بناء أو فناء أو قبّة أو ضريح، بل تَمَّ بناء هذه الأبنية فيما بعد مِنْ قِبَلِ السلاطين الجبَّارين وأصحاب السلطة الذين يَغُرُّون النَّاس.

لكن رغم ذلك فإن مؤلِّف «المفاتيح» كتب أن أحد آداب الزيارة تقبيل عتبة الحرم، أو كتب في البند العشرين من آداب زيارة حرم الإمام الحسين:

"قال السّيد ابن طاووس (رحمه الله) يُستحبُّ للمرء إذا فرغ من زيارته (ع) وأراد الخروج من الرّوضة المقدّسة أن ينكبّ على الضّريح ويُقَبِّله.....الخ"![667]

هذا في حين أن تلك الأضرحة - كما أوضح كتاب «زيارت وَزيارتنامه» [زيارة المزارات وأدعية الزيارات] - بناها الأمراء الجبابرة والخادعين للعوام من المال الحرام أو المال الذي فيه شبهة بعد زمن الأئِمَّة ولا علاقة لعَمَلِهِم بالدين.

ويقول مؤلِّف «المفاتيح» في آداب الزيارة (ص 315)[668]: "الخامس والعشرون: الإنفاق على سَدَنَة المشهد الشّريف.."!!

لكن هذا الكلام ضدّ ما أمر به الأئِمَّة. فمن حيث المبدأ إذا نذر شخص نذراً للكعبة فإن عليه أن يُعطي نذره للحُجَّاج الذين نفق زادهم أو سُرقت أموالهم أو أضاعوها أو كانوا فُقراء من الأساس، لأن الكعبة لا تحتاج إلى المال. وقد جاء في وسائل الشيعة ( ج 9، الباب 22 من أحكام الطواف) عدة أحاديث عن رسول الله صو حضرات الصادِقَيْن - عليهما السلام - مضمونها أن من أهدى أو نذر شيئاً للكعبة فليقم ويُنَادِ في زوَّار بيت الله الحرام أَلَا مَنْ قَصَرَتْ بِهِ نَفَقَتُهُ أَوْ قُطِعَ بِهِ طَرِيقُهُ أَوْ نَفِدَ طَعَامُهُ فليأتِ... ثم يعطي كُلَّ مُنْقَطَعٍ بِهِ وَكُلَّ مُحْتَاجٍ مِنَ الـحُجَّاج من المال الذي نذره للكعبة، ولا يعطي لِـحَجَبَة الكعبة وسدنتها منه. والحِكْمَة في ذلك أن لا يزداد عدد الأشخاص الطُّفيليين العاطلين عن العمل الذين يكسبون المال تحت اسم خُدّام الحرم وحَجَبَتِهِ وينصرف الناس إلى أعمال أكثر فائدة وأن لا يُقدم أشخاص كثيرون أكثر مما يلزم على العمل في خدمة نظافة المسجد وأن تكون نيَّتهم إذا اتَّجهوا إلى هذا العمل التقرّب إلى الله بخدمة بيته لا اتِّخاذ ذلك باب رزق لكسب الأموال من الناس (فَتَأَمَّل).

يجب على القارئ المحترم أن ينتبه إلى أن المسؤولين عن إدارة مراقد الأئمة وأضرحتهم وخُدّام العتبات والمزارات وأقربائهم ينتفعون كثيراً من تشييد هذه المزارات ومن إقبال الناس الجاهلين بالقرآن عليها وقد أدّى هذا إلى بناء البيوت والدكاكين والفنادق حول المزارات وأدّى الإقبال على شراء الأراضي المجاورة للمزارات إنشاء القبور فيها إلى ارتفاع أسعارها كثيراً، هذا إضافةً إلى الأموال التي تُوقف على تلك البُقَع باسم النذور والصدقات والأوقاف مما يَصُبُّ في جيوب عددٍ مُعَيَّنٍ من الأشخاص وهذه المنافع والمصالح هي التي تدفع أفراداً من مُضلِّلي العوام إلى ترويج زيارات القبور وحثِّ الناس عليها! (فَتَأَمَّل جداً).

ومع الأسف لا تختصُّ هذه المسألة بالناس في بلادنا بل يُشاهد مثلها في بلدان المسلمين الأخرى، كما ذكر ذلك الكاتب المصري المشهور «مصطفى لطفي المنفلوطي» في كتابه «النظرات» حيث ذكر قيام عدد من الذين يَغُرُّون عوام الناس بإشاعة ما يُشبه تلك التوصيات بينهم عند زيارتهم لقبر «عبد القادر الجيلاني»!! جاء في كتاب «النظرات»:

"على زائر قبر عبد القادر الجيلاني أن يتوضأ ويصلي ركعتين بخشوع وحضور للقلب، ثم يتوجه بوجهه إلى القبر الشريف وبعد السلام على صاحب القبر يقول: يا صاحب الثقلين(؟!!) أعنِّي على قضاء حاجتي وَحَلِّ مشكلتي وَزوَالِ حُزْني وأَمِدَّني بمددك. أعنِّي يا محيي الدين يا عبد القادر، أعنِّي أيها الوليُّ عبد القادر، أعنِّي أيها السلطان عبد القادر، أعنِّي أيها الملِك عبد القادر، أعنِّي يا خواجه عبد القادر.

نعم إن الناس يُقدِّمون لخُدَّام الضريح مالاً وفيراً ويصرفون أموالاً طائلةً في أيام ولادته وَوفاته.!" (فَتَأَمَّل)

وللأسف، فإن الناس لا يعلمون أن واضعي نصوص الزيارات تلك لم يكونوا أصحاب علم بالقرآن وغالباً ما نسبوا إلى القرآن أموراً غير صحيحة، ويظنُّ الناس أن لنصوص الزيارات هذه أصل في الشرع ومُعتبرةٌ شرعاً! فمثلاً جاء في «المفاتيح» في زيارة رسول الله ص قول الزائر ضمن زيارته: "اَللّهُمَّ اِنَّكَ قُلْتَ: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا إِلهي فَقَدْ أَتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبي....الخ"[669].

لاحظوا كيف استنبط واضعو هذه الزيارة استنباطاً باطلاً من تلك الآية القرآنية الكريمة!! إذ يعلم من لهم معرفة بالقرآن وتفسيره أن الآية المذكورة تتعلق بالمنافقين الذين لم يرضوا بالتحاكم إلى رسول الله ص ولم يقبلوا قضاءه فيما وقع بينهم من نزاع، وفضَّلوا التحاكم إلى يهوديّ وقضاءه بينهم فكان في ذلك إهانة كبيرة لرسول الله ص وشريعته ودليل على كفرهم، كما قال تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا ٦٥[النساء : ٦٥]. وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم تَبَيَّنَ لنا بوضوح أن الآيات من 59 إلى 65 من سورة النساء تتحدّث عن وقوع تنازع بين المسلمين وأنه يجب على المؤمن أن يستسلم لحكم الله ورسوله ويقبله من صميم قلبه وأن عدمَ قبول حكم الله وترجيح حكم آخر على حكم الله ورسوله دليلٌ على عدم الإيمان، وَذَكَرَتْ الآيات أن المنافقين ارتكبوا مثل هذا الإثم[670]. بناءً على ذلك فإن الآية 64 من سورة النساء تتعلّق بلا ريب بالمنافقين الذين آذوا رسول الله ص وكان من الواجب عليهم وعلى كل من آذى النبيّ أثناء حياته الدنيوية أن يذهب إليه ويعتذر منه ويطلب منه السماح والعفو والمغفرة، وأن يطلب منه أن يستغفر الله له، ولا علاقة لهذه الآية بسائر المؤمنين. فهل كان سائر المؤمنين منافقين وآذوا النبيّ؟! هل اتَّجه المؤمنون جميعهم إلى رفض حكم النبيّ (ورفض التحاكم إلى الشرع) حتى يكون من الواجب عليهم أن يذهبوا إلى صاحب الشريعة ويعتذروا منه ويطلبوا منه الغفران؟!

ومن حيث المبدأ لم يأمر الله كلَّ من أذنب في هذه الدنيا أن يذهب إلى رسول الله ص ولم يَقُلْ إنه يجب على المُذنبين بعد مئة سنة أو ألف سنة من رحيل رسول الله ص أن يذهبوا إليه رغم أنه ليس في إمكانهم الوصول إليه!! وإذا كان المنافقون قد أُمروا بالذهاب إلى النبيّ فإن القصد من ذلك في الآية هو أن يلتقي أولئك الأشخاص بحضرته شخصياً ويجلسوا في محضره المبارك ويطلبوا العذر منه من مسافة مُتعارف عليها ويدل على هذا أن الآية تقول بصراحة «جاؤوك» ولم تقل أنهم كانوا يُكلِّمون رسول الله ص من على بُعْدِ عدة أزقة وشوارع!! بناءً على ذلك فإن الآية المذكورة تتعّلق بزمن الحياة الدنيوية للنبيّ ص ولا علاقة لها بما بعد رحيله عن الدنيا، أما ما يفعله الناس اليوم فهم لا يذهبون إلى لقاء النبيّ ذاته ص بل يذهبون إلى جوار مرقده ومن المعلوم أن مرقد الشخص غير ذات الشخص. أَفَلَا تَعْقِلُونَ؟!

هل تعتقدون أن الآيات التي تقول: ﴿وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسۡعَىٰ ٨ وَهُوَ يَخۡشَىٰ ٩ فَأَنتَ عَنۡهُ تَلَهَّىٰ ١٠ [عبس : ٨، ١٠] تدل على أنه لو جاء شخص اليوم أيضاً إلى قبر النبيّ فإن النبيّ سيتلهّى عنه ويتصدّى للاهتمام بشخص آخر؟!!! لا ريب أن كل عاقل مُنصف يعلم أن هذه الآية مُتعلّقة بزمن النبيّ ولا يعتبرها شاملةً لغير ذلك من الموارد. بناءً على ذلك فلماذا تجعلون الآية 64 من سورة النساء التي لا اختلاف بين المسلمين في شأن نزولها، عامَّةً شاملةً لجميع الأزمنة، دون دليل على ذلك؟!

وعلى كل حال فليس المطلوب ممن كانت له حاجة أو أراد التوبة أن يذهب إلى قبر النبيّ أو الإمام. ولكن انظروا كيف استنبط صُنَّاع الزيارات من تلك الآية القرآنية الكريمة نتيجة باطلةً؟! نعم، يقول قساوسة النصارى إن كل من أذنب فعليه أن يذهب إلى القسيس ويعترف أمامه كي يغفر الله له ذنبه. وفي نظرنا لا يُستبعد أن يكون بعض الأفراد من اليهود والنصارى والمجوس قد قاموا بعد إظهارهم الإسلام ببثِّ عقائدهم بين المسلمين بصورة أحاديث أو نصوص زيارات، أما القرآن الكريم فإن الله تعالى قال لنا فيه -خلافاً لقول النصارى- إنه أقرب إلينا من حبل الوريد وأنه يجب على كل إنسان أن يستقيم إلى الله ويتوجه إليه دون واسطة ويدعوه مباشرةً كما قال تعالى: ﴿فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُ[فصلت: ٦][671].

وقال صاحب «المفاتيح» في الأدب الثّالث عشر من آداب الزيارة: "أن يقف للزّيارة مستقبلاً القَبْرَ مُستدبِراً القبلةَ وهذا الأدب ممّا يخصّ زيارة المعصوم على الظّاهر"!! من هذا يتبيَّن أن الغلاة يُرجِّحون القبر على القبلة!! وأتى الشيخ عبَّاس برواية عن «علي بن يقطين» فيها أنه ركب من البقيع في المدينة جملاً مسرَّجاً وانطلق به إلى الكوفة فطوى الأرض وَوصل إلى بيت إبراهيم الجمَّال في الكوفة من ليلته ثم عاد في الليلة ذاتها إلى المدينة!!

هذا في حين أن النَّبِيّ الأَكْرَم ص لم يطوِ الأرض في هجرته من مكة إلى المدينة بل استغرقت هجرته عدة أيام، فكيف يذهب علي بن يقطين إلى الكوفة ويعود منها بطيّ الأرض؟!! ولا يخفى أن هذه القصة منقولة من كتاب «عيون المعجزات» المليء بالروايات الموضوعة الفاقدة لأي سند صحيح.

وكتب مؤلِّف «المفاتيح» تحت عنوان الأدب التاسع من آداب الزيارة:

"أن يقف على باب الحرم الشّريف ويستأذن ويجتهد لتحصيل الرّقّة والخضوع والانكسار والتفكير في عظمة صاحب ذلك المرقد المنوّر وجلاله، وأنّه يرى مقامَه ويسمَعُ كلامَهُ وَيَرُدُّ سَلامَهُ".

لكن هذا الكلام مخالفٌ للقرآن الذي قال: ﴿فَإِنَّكَ لَا تُسۡمِعُ ٱلۡمَوۡتَىٰ[سورة النمل: 80 والروم: 52]، وقال كذلك: ﴿... وَمَآ أَنتَ بِمُسۡمِعٖ مَّن فِي ٱلۡقُبُورِ ٢٢[فاطر: ٢٢]. ومخالفٌ لكلام أمير المؤمنين ÷ الذي قال عن أهل القبور: "وأَصْبَحَتْ مَسَاكِنُهُمْ أَجْدَاثاً، وأَمْوَالُهُمْ مِيرَاثاً، لا يَعْرِفُونَ مَنْ أَتَاهُمْ ولا يَحْفِلُونَ مَنْ بَكَاهُمْ ولا يُجِيبُونَ مَنْ دَعَاهُمْ.." (نهج البلاغة، الخطبة 230) [672].

ولكن الأعجب من كل ذلك أن صاحب «المفاتيح» يوصي الزائر في الأدب السادس عشر من آداب الزيارة "أن يزُور بالزّيارات المأثورة المرويّة عن سادات الأنام (عليهم السلام) ويترك الزّيارات المخترعة التي لفّقها بعض الأغبياء من عوام النّاس فأشغل بها الجُهَّال"[673].

وليت شعري! هل أورد الشيخ عباس نفسه في كتابه شيئاً سوى آداب وزيارات مخترعة؟! وقد بيَّنَّا في كتاب «زيارت وَزيارتنامه» [زيارة المزارات وأدعية الزيارات] عدم صحة كثير من الزيارات التي جمعها الشيخ عباس في المفاتيح. (فَلْتُرَاجَعْ ثَمَّةَ).

ثم كتب الشيخ عبَّاس تحت البند 26 من آداب الزيارة يقول:

"السّادس والعشرون: الإنفاق على المجاورين لتلك البُقعة من الفقراء والمساكين المتعفّفين والإحسان اليهم لاسيّما السّادة وأهل العلم المنقطعين الذين يعيشُون في غُربة وضيق وهم يرفعون لواء ا لتّعظيم لشعائر الله..."[674].

وعلينا أن نقول للشيخ عبَّاس: أيها الرجل الخرافي! إن الأعمال والشعائر التي ابتدعها الخُرافِيُّون والمبتَدَعُون حول قبور الأئِمَّة والصالحين ليست شعائر الله بل شعائر الناس وشعائر الخرافيين والمبتدعين وشعائر أصحاب الدكاكين المذهبية أما النبي والأئِمَّة فهم بريئون من هذه الشعائر.

***

[654] جاء في كتاب «المصنف» كلمة «تقصيص» القبور: بدلاً من تجصيص القبور. قال الزمخشري في الفائق: "تقصيص القبور: هو تجصيصها. والقصة: الجصة؛ وليس أحد الحرفين بدلاً من صاحبه لاستواء التصرف؛ ولكن الفُصَحَاء على القاف". انتهى. (الـمُتَرْجِمُ) [655] تكليلها: أي رَفْعِها بِبِناء مِثل الكِلَل وهي الصَّوامِع والقِباب، وقيل: هو ضَرْب الكِلَّة عليها وهي سِتْرٌ مُرَبَّع يُضْرب على القُبور، وقال غيره: التكليل أن يطلى فوقها شبه القصة (قاله ابن الأثير في النهاية). وقال الزمخشري في الفائق: "التَّكليل: أن يحوطها ببناء، من كلَّل رأسَه بالإكليل.... وقيل: هو أن يضرب عليها كُلَل". (الـمُتَرْجِمُ) [656] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبَة)، ص412 فما بعد. (الـمُتَرْجِمُ) [657] راجعوا الكتاب الحاضر، ص 39 - 43. [658] دَهَاقِينُ الأنْبَارِ (دهاقين: جمع دهقان: معرب «دهبان»: رئيس القرية. أي جماعة من رؤساء القرى في منطقة الأنبار في العراق) فَتَرَجَّلُوا لَهُ (أي نزلوا من على خيولهم) واشْتَدُّوا بَيْنَ يَدَيْهِ: (أي ركضوا أمامه). (الـمُتَرْجِمُ) [659] انظر نهج البلاغة، قسم الحكم والأمثال، الحمة رقم 35. (الـمُتَرْجِمُ) [660] سأل سائقُ سيارةٍ أجرةٍ مرَّةً كاتبَ هذه السطور: هل كان إمام الزمان يُربّي الكلاب؟ أو يُسرُّ من اللعب بالكلاب أو من التملّق والتزلّف إليه؟ فقلتُ له: ما الذي يحملك على هذا السؤال؟ فقال: كنت في مسجد «گوهرشاد» في مدينة مشهد فرأيت الشيخ «أحمد الكافي» (وكان قارئاً مشهوراً للمراثي ومُضلِّلاً للعوام وكان يكسب مالاً وفيراً من عمله هذا وقد تعرّضت سيارته لحادث سير أودى بحياته هو وعياله في أوائل الثورة الإيرانية) قد صعد المنبر في مجلس كان يضمُّ عشرات الأشخاص من المُعمَّمين والعلماء وأخذ بقراءة المراثي والبكاء والعويل وقال: أيها الناس ضعوا رؤوسكم جميعاً على الأرض وضعوا رجلاً على الأرض وارفعوا الرجل الأخرى وقولوا جميعاً: يا إمام الزمان نحن كلنا كلابك عو عو عو عو. ففعل الحاضرون جميعاً مثلما قال: وقالوا: نحن كلابك عو عو عو عو وكرّروا هذه الجملة عدة مرات!!! فانزعجت وحزنت من كلامه هذا كثيراً وقلت في نفسي: ماذا أقول في هذه المدة القصيرة لهذا السائل الذي ساء ظنه بالإسلام كثيراً من رؤية هذه الحادثة كي أمنعه من سوء الظن بأصل الإسلام والقرآن الكريم، ولم أستطع أن أُعطيه جواباً مُفيداً بل اكتفيت بقولي له: لا يجوز لك أن تُعمِّم نظرتك هذه تجاه الشيوخ والمُعمَّمين جميعاً وعلينا أن نتأمل القرآن ونتدبره. وبهذه المناسبة أرجو من العلماء المسؤولين ومُريدي الخير والإصلاح أن يبذلوا أقصى جهدهم لتعريف الناس بالإسلام الحقيقي وأن لا يُوفِّروا أيّ جهد في هذا المسعى. والواقع أنني ما ألَّفْتُ كتابي الحالي وسائر مؤلفاتي إلا لهذا الغرض؛ آملاً أن تكون مُفيدة في ذلك، وما ذلك على الله بعزيز. [661] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبَة)، ص 414. (الـمُتَرْجِمُ) [662] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبَة)، ص 535. (الـمُتَرْجِمُ) [663] رواه ابن قولويه في «كامل الزيارات»، ص 325، ونقله عنه المجلسي، بحار الأنوار، ج 98، ص 73. (الـمُتَرْجِمُ) [664] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبَة)، ص 541. (الـمُتَرْجِمُ) [665] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبَة)، ص 466 - 467 . (الـمُتَرْجِمُ) [666] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبَة)، ص 451 . (الـمُتَرْجِمُ) [667] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبَة)، ص 542 . (الـمُتَرْجِمُ) [668] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبَة)، ص 416 . (الـمُتَرْجِمُ) [669] روى هذه الزيارة كل من «الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ» و «ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ» و «مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ» وقد عرفنا بالثلاثة في التنقيح الثاني لكتابنا «عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول»، (ص 298، و187 - 188، و179 على الترتيب). وراجعوا بحار الأنوار، ج 97، ص 150-151. [670] حول هذه الآية من سورة النساء راجعوا ما ذكرناه من توضيحات في الصفحات 218 إلى 228 من الكتاب الحاضر. [671] لأن الله قريبٌ يُجيب دعوة الداعي إذا دعاه كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ ١٨٦[البقرة: 186] (الـمُتَرْجِمُ). [672] راجعوا كتاب «زيارت و زيارتنامه» [زيارت المزارات وأدعية الزيارات] ص 199 و 200. [673] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبَة)، ص 415 . (الـمُتَرْجِمُ) [674] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبَة)، ص 416 . (الـمُتَرْجِمُ)