تعارض مفاتيح الجنان مع القرآن

فهرس الكتاب

زيارة وارث

أما «الزيارة السابعة» المشهورة بـ «زيارة وارث»[731] فلا يُعْلَمُ حال رواتها. وهذه الزيارة مجموعة من الكلام الموضوع ومن الأكاذيب والأمور المخالفة للعقل والشرع أي أنها جمعت عيوب الروايات السابقة مجتمعةً، فمثلاً يروي الشيخ عبَّاس في بدايتها عن الإمام الصادق ÷ قوله: "... فإنّ أبي حدّثني عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله ص: إنّ ابني هذا الحسين (عليه السلام) يُقتل بعدي على شاطئ الفرات، ومن اغتسل من الفرات تساقطت خطاياه كهيئة يوم وَلَدَتْهُ أمُّهُ"!!

ومن الواضح أن هذا الادِّعاء غير صحيح بل يجب على المُذنب أن يتوب، وإن كان للناس حقٌّ في ذمَّته فعليه أن يُؤدِّيه لهم، وإن كان قد ظلم أحداً فعليه أن يستسمح المظلوم ويطلب منه العفو وأن يُحِلَّه ممَّا أذنبه في حقِّه، وإن كان قد أضلَّ الناس وقال لهم أموراً غير صحيحة أو كتم حقائق عنهم فعليه أن يُبيِّن الحق وهكذا.... كي يستحق رحمة الله تعالى وفضله وكرمه.

ثانياً: يقول الشيخ عبَّاس: "فإذا أتيتَ بابَ الحائرِ فقِفْ وَقُلْ كذا وكذا "، أو يقول: اقرأ إذن الدخول أو يقول: "ثم ائتِ بابَ القُبَّةَ مِنْ حيث يلي الرأس وَ قُلْ ...." أو يقول: "ثم قُمْ وَصِرْ إلى عند رجلي القبر وقِفْ عند رأس عَلِيّ بن الحسين (ع) وَ قُلْ ....."[732]. ولكن -كما ذكرنا سابقاً (ص 462)- لم يكن لمرقد الإمام الحسين (ع) زمن حضرة الصادق (ع) بناء حتى يكون له باب وقُبَّة و......الخ.

ثالثاً: يقول: "السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ الْمُقِرُّ بِالرِّق ‏"!! من هذا يُعلَم أن واضع الزيارة -كما قلنا سابقاً (ص375)- لم يكن له علم بسُنن رسول الله ص وسيرته وسيرة عَلِيٍّ (ع).

رابعاً: يقول: "فإن خشع قلبك ودمعت عينك فهو علامة الإذن، ثم ادخل وقُلْ ....."[733]. وأقول: إذن لو لم تدمع عيني الزائر فمعنى ذلك أن إذن الدخول لم يصدر له، وَمِنْ ثَمَّ فلا يجوز لغير الباكين أن يدخلوا! فلماذا لا تمنعون غير الباكين من الدخول؟ أليسَ مِنْ عاقلٍ يقول لواضع مثل ذلك الحديث: ما معنى هذه الجمل؟ أو لو سأل شخص: ماذا تقصدون من جملة: "بِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ بِشَرَائِعِ دِينِي وَخَوَاتِيمِ عَمَلِي ‏"! فبماذا سيُجيب واضع هذه الزيارة ومُلفِّق عباراتها؟

ولا نحتاج هنا إلى تعليق حول ما ذكره مؤلِّف «المفاتيح» بشأن تُربة الإمام الحسين ونترك للقُرَّاء أنفسهم الحكم، ونكتفي هنا بذكر هذا النموذج وهو أنه أتى بحديث عن «الحسن بن محبوب» (بحار الأنوار، ج 98، ص 133) يدَّعي فيه أنه إذا كانت المسبحة مصنوعة من تُربة الإمام الحسين (ع) وكانت في يد الإنسان فإنها تُسبِّح الله ولو لم يُسَبِّح صاحبها!!!

[731] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبَة)، ص 548- 522 تحت عنوان «الزيارة السابعة»، وقد كرَّر الشيخ عباس «زيارة وارث» في المفاتيح عدة مرات، فكررها في ص 570 تحت عنوان «زيارة الحسين (ع) في عيدي الفطر والأضحى»، وفي ص 575 تحت عنوان: «زيارة الحسين (ع) في يوم عرفة» (الصفحات المذكورة كلها في النسخة المُعَرَّبَة بالطبع). (الـمُتَرْجِمُ) [732] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبَة)، ص 552. (الـمُتَرْجِمُ) [733] مفاتيح الجنان (النسخة المُعَرَّبَة)، ص 549. (الـمُتَرْجِمُ)