تعارض مفاتيح الجنان مع القرآن

فهرس الكتاب

الفصل العاشر [من مفاتيح الجنان]

الفصل العاشر [من مفاتيح الجنان]

هذا الفصل يتعلّق بأشهر ربيع الثاني وجمادى الأولى وجمادى الآخِرة. هنا أيضاً ينقل الشيخ عبَّاس القُمِّيّ قول السيد ابن طاووس الخرافي وقول الآخرين. وعلينا أن نقول إن الأمر الذي لا يوجد في كتاب الله وسنة رسول الله ص وصايا حوله لا يحق للسيد ابن طاووس ولا للآخرين أن يُقرّروا لنا مُستحبّات أو مكروهات دينية بشأنه[648].

في هذا الفصل أوصى صاحب «المفاتيح» بإقامة المأتم لأجل حضرة الزهراء (ع) وقد أوجدوا استناداً إلى هذه التوصية أياماً عديدةً باسم الأيام الفاطميّة أصبحت دُكاناً مُزدهراً يتكسب به المدّاحون وقُرّاء المراثي الذين يقرؤون في مجالسهم أشعاراً في المديح أو في ذكر المصائب غالباً ما تكون غير واقعية ويُقيمون مجالس العزاء والنياحة ولطم الصدور وضرب البدن بالسلاسل....الخ، وتُصرف أموالٌ كثيرةٌ على هذه الأعمال. وللأسف فقد أصبحت هذه الأعمال منبعاً لكسب المال مِنْ قِبَلِ عدد من الخرافيين الجهلة الانتهازيين الذين يقرؤون الأشعار في تلك المجالس ويقرؤون النياحات ويأخذون على ذلك الأجر والمال من الناس!! وقد زادت تلك المنقولات غير الصحيحة وغير المُعتبرة والموضوعة والمُفتراة من شدة العداء بين الشيعة والسنة وزادت من التفرقة بين المسلمين وتباعدهم عن بعضهم وتشتتهم كي يستطيع الاستعمار أن يستفيد من هذه الفُرقة على نحو أفضل! في حين أن الإسلام وشريعة خاتَم المُرسلين لم تضع ضمن برامجها أو عباداتها الاحتفال بولادة الأشخاص أو إقامة المآتم ومجالس العزاء السنوية بمناسبة وفاة الأشخاص، وكما لاحظنا في آخر الفصل المُتعلّق بشهر ربيع الأول قلّد المسلمون أصحاب الملل الأخرى (كالنصارى) في قيامهم بمثل هذه الأعمال.

إن المدَّاحين وقُرَّاء المراثي يُكرّرون في تلك المجالس القضايا التي وقعت قبل ألف وأربعمئة عام مع أن الله سبحانه وتعالى قال لنا: ﴿تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡ‍َٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٣٤[البقرة: ١٣٤ و 141]. ولو انتبه المسلمون إلى هذه الآية وتدبّروها جيداً لَمَا قاموا بصرف كل تلك الأوقات والأموال على إقامة مجالس قتل عمر أو مراسم العزاء التي تُطرح فيها أمور خرافية ومكذوبة ويُغالَى فيها بحقّ عباد الله وتُقام مجالس ضرب الأبدان بالسلاسل..... الخ التي توجب ترويج الخرافات وتعميق الفجوة بين المسلمين، بل لصرفوا هذه الأموال على بناء المدارس والمستشفيات وعلى مجالس تعليم القرآن وسائر الأمور ذات النفع العام.

***

[648] مثلاً لا يُعْلَم ما سند الزيارة التي أوردها صاحب «المفاتيح» نقلاً عن السيد ابن طاووس على أنها خاصة بالثالث من جمادى الآخرة!