دعاء السِّمات
16هو الدعاء الرابع في الفصل السادس من «المفاتيح». ويُقال له أيضاً: دعاء «الشبُّور» بمعنى البوق! وربما كان من تلفيقات اليهود.
17ادَّعى الشيخ عبَّاس القُمِّيّ أن العلماء رووا هذا الدعاء بأسانيد مُعتبرة!! ولكنه لم يذكر لنا هذه الأسانيد المعتبرة (!!) كي نُقيِّمها ونعلم مدى صدق هذا الادِّعاء وصوابه. وسنذكر للقراء الكرام سند هذا الدعاء كما أورده المَجْلِسِيّ[161]. أحد رواة هذا الدعاء «أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَيَّاشٍ الجوهريُّ» الذي قال علماء الرجال عنه إنه ضعيف وأحاديثه لا يُوثق بها، وكان مختل العقل أو مُختلّ الدين وهو الذي روى الدعاء الخامس من أدعية شهر رجب[162] وهو دعاء خرافي وقبيح[163]. وقد روى «ابْنُ عَيَّاشٍ الجوهريُّ» دعاء السِّمات هذا عن «عبد العزيز بن أحمد بن محمد الحسني» المُهمل، عن «محمد بن علي بن الحسن بن يحيى الراشدي» المُهمل أيضاً. أي أن دعاء السِّمات رِوَايَةُ ضعيفٍ عن مُهملٍ عن مُهملٍ! كما روى هذا الدعاء أيضاً كذَّابان آخران هما «محمد بن سنان»[164]و«المُفضَّل بن عمر الجُعفي»[165].
إذاً، فليعلم القارئ مصدر المطالب الدينية التي جاءت في «مفاتيح الجِنان»!
جاء في حاشية «المصباح» للكفعمي منسوباً إلى حضرة الباقر (ع) أن قال بشأن هذا الدعاء: إذا كانت لك حاجةٌ فتوجَّه بهذا الدعاء إلى الله عز وجل، ولا تُظهرْه للسفهاء وللنساء والأطفال!
وحاشا لحضرة باقر العلوم (ع) أن يقول مثل هذا الكلام؟!
يشتمل هذا الدعاء على كلمات وعبارات مُبهمة ومشكلة، في حين أن الأدعية المأثورة عن النبيّ ص ليس فيها أي غموض أو تعقيد.
يقول واضع هذا الدعاء في نهايته: "اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذَا الدُّعَاءِ وَبِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي لَا يَعْلَمُ تَفْسِيرَهَا وَلَا تَأْوِيلَهَا وَلَا بَاطِنَهَا وَلَا ظَاهِرَهَا غَيْرُك !!".
وينبغي أن نقول: إن هذا القول مخالف للأحاديث التي ذكرها الكُلَيْنِيّ في الكافي من قبيل أن الإمام ليس ذاك الذي إذا سُئل يقول: لا أدري (باب 92، حديث 1) وأن الأئمة «لا يخفى عليهم الشيء » ونظائرها.
من هذا يتبيَّن أن واضع الدعاء لفَّق كلمات ثم ذكر هذه الجمل المشار إليها في آخر الدعاء ليصرف القارئ عن محاولة فهم المقصود من جمل الدعاء! في حين أنه يجب أن نسأل: لماذا يقرأ الإنسان دعاءً لا يفهم معناه؟ إن قراءة مثل هكذا دعاء لغو وباطل. وأساساً ما فائدة الدعاء الذي -حسب قولكم- لا يعلم حتى الإمام والنبيّ ظاهره؟ والعجيب، أنه رغم ما جاء في نص الدعاء من أن لا أحد يعلم معناه سوى الله، حاول المَجْلِسِيّ أن يشرحه ويُوضح معناه!!
الواقع، أن فريقاً من الكذابين والخرافيين لفَّقوا لنا أدعيةً من بنات أفكارهم، ثم جاء أشخاص بألقاب مثل: أعلم العلماء وخرِّيت علم الحديث و.... فأرادوا توضيحها وأن يتمحَّلوا لها التأويلات ليُبرِّروا كل ما فيها من خرافات ويُصوِّبوها!!
***
[161] بحار الأنوار، ج 87، ص 96 فما بعد. [162] ذكر المجلسي هذا الدعاء في بحار الأنوار، ج 95، ص 392-393. وذكره الشيخ عبَّاس القُمِّيّ في الفَصل الأوّل من فصول الباب الثاني، وهو فصل فضلِ شهر رَجَب وأعمالِه، في فقرة «الأعمال العامّة التي تؤدّى في جميع شهر رجب». [163] راجعوا ما سنذكره بشأنه في الفصل الأول من الباب الثاني من الكتاب الحالي، ص 238 -248 [164] عرَّفنا بحاله في كتاب «عرض أخبار الأصول ...»، الصفحة 304 إلى 308. [165] عرَّفنا بحاله في كتاب «عرض أخبار الأصول ...»، الصفحة 171 فما بعد.