تعارض مفاتيح الجنان مع القرآن

فهرس الكتاب

دعاء عديلة

هو الدعاء الثامن من الفصل السادس وقد سبق أن تكلمنا عنه (ص35). دس واضع هذا الدعاء فيه عقائده الخرافية وأراد أن يعرِّف بالأئمة الاثني عشر بوصفهم أئمةً منصوصاً عليهم مِنْ قِبَلِ الله، رغم أنه ليس لدينا حديث موثوق ومعتبر في نصِّ الله تعالى على إمامتهم!

وجاء في هذا الدعاء بشأن الإمام الثاني عشر: "بِبَقائِهِ بَقِيَتِ الدُّنْيا، وَبِيُمْنِهِ رُزِقَ الْوَرى، وَبِوُجُودِهِ ثَبتَتِ الأَرْضُ والسَّمَاء"!

وهذا القول افتراء على الله وغلوٌّ لأن الله كان قبل وجود الأئمة وحتى قبل النبيِّ ص يرزق مخلوقاته ويحفظ الأرض والسماء.

كما جاء في الدعاء: "أَشْهَدُ أَنَّ أَقْوالَهُمْ حُجَّةٌ وَامْتِثالَهُمْ فَريْضَةٌ وَطاعَتَهُمْ مَفْرُوضَةٌ"! ونسأل هل جَعْلُ الحجج بيدكم أيها الملفِّقون للأحاديث والأدعية؟ ألم تعلموا أن الله هو الذي ينبغي أن يعرِّف للناس حججه؟ فأين نجد في القرآن وصف الأئمة بأنهم «حجج الله» وأن طاعتهم واجبة؟ فلماذا لم يعرف الله لنا هذه الحجج في كتابه؟ وليس هذا فحسب بل قال إنه ليس بعد الأنبياء للناس حجَّةٌ (النساء: 165)، وقال علي (ع) أيضاً: «تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ص حُجَّتُهُ » (نهج البلاغة الخطبة 91).

وذكر الراوي بعد هذا الدعاء الموضوع روايةً غير معتبرة أحد رواتها «إبراهيم بن إسحق النهاوندي» وراويها الآخر «محمد بن سليمان الديلمي»[168].

[168] عرّفنا في كتابنا «عرض أخبار الأصول....» ... بـ«إبراهيم بن إسحق» في الصفحة 109. وعرّفنا بـ«محمد بن سليمان الديلمي» في الصفحات 110 فما بعد، 714 و778.