أكبر معجزات النبي ﷺ
السؤال: ما هي أكبر معجزات النبي محمد ﷺ؟ [6/137]
الجواب [رقم: 5]:
معجزة القرآن النازل على محمد عليه الصلاة والسلام، والذي هو الحجة البالغة العظمى على خلقه. فهو معجزة الدهور، وآية العصور، وسِفر السعادة، ودستور العدالة، وقانون الفضيلة، والواقي عن الرذيلة. مأدبة الله في أرضه، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يَخْلَقُ[أي: لا يبلى] على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، قرآنًا عجبًا يهدي إلى الرشد، فيه خبر الأمم السابقة مع أنبيائهم، وما جرى منهم، وما جرى عليهم ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُون ٧٦ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين ٧٧﴾[سورة النمل، الآيتان: 76 – 77].
فيا لك من آيات حق لو اهتـدى
بهن مريد الحق كن هواديـا
ولكن على تلك القلوب أكنـة
فليست وإن أصغت تجيب المناديا
وهذا القرآن المشتمل على مائة وأربع عشرة سورة؛ منها السور الطوال والقصار، مع ما اشتمل عليه من البلاغة؛ أنزله الله على هذا النبي العربي الأمي الذي لا يكتب ولا يقرأ المكتوبات، وكما قيل: كفاك بالأمي معجزة. يقول الله سبحانه: ﴿وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُون ٤٨بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُون ٤٩﴾[سورة العنكبوت، الآيتان: 48 – 49]. وقد تحدى الله جميع الخلق على أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ٨٨﴾[سورة الإسراء، الآية: 88] وهذا التحدي لجميع الخلق؛ هو أعظم معجزة لنبوة محمد ﷺ، وصِدْق رسالته والقرآن النازل عليه. يقول الله سبحانه: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيل ٤٤لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِين ٤٥ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِين ٤٦﴾[سورة الحاقة، الآيات: 44 – 46].
ولا يقال: إن هذا القرآن فاض على نفس محمد ﷺ بدون أن يتكلم الله به، وبدون أن ينزل به جبريل عليه السلام ! فإن هذا صريح في التكذيب به. وهي مقالة الوحيد العنيد القائل: ﴿إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَر ٢٥﴾[سورة المدثر، الآية: 25] ﴿وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ٥قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ٦﴾[سورة الفرقان، الآيتان: 5 – 6] ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين ١٠٢﴾[سورة النحل، الآية: 102].
وللنبي ﷺ معجزات غيره: كنبع الماء من بين أصابعه[يشير إلى حديث أنس رضي الله عنه حينما رأى الماء ينبع من بين أصابع النبي ﷺ، والحديث في صحيح البخاري (200)، ومسلم (2279)]، وتكثير الطعام القليل[يشير إلى قصة تضييف أم سلمة للنبي ﷺ وبعض أصحابه وأن النبي ﷺ مس الطعام ودعا فيه بالبركة حتى أكل وشبع القوم عن آخرهم. والحديث أخرجه البخاري (5381)، ومسلم (2040)]، وغير ذلك. والمعجزة العظمى هي القرآن، فهو معجزة الدهور وآيات العصور.