فتاوى بن محمود

فهرس الكتاب

أحكام المرأة في حالة الولادة غير الطبيعية

أحكام المرأة في حالة الولادة غير الطبيعية

السؤال: الحمد لله القائل: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُون[سورة النحل، الآية: 43]، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى الآمر بطلب العلم ولو كان بالصين[هذا حديث باطل لا تصح نسبته للنبي ﷺ، انظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة (416)].

سماحة الرئيس لرئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية بدولة قطر.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...

وبعد، يشرفني كثيرًا أن أتوجه إلى سماحتكم بجملة من المسائل الدينية التي استعصى عليّ حلها، فأرجو من سماحتكم أن تتفضلوا بإفتائي فيها بما علَّمكم الله وأجركم على المولى الكريم الذي لا يُضيع أجر المحسنين. ومرفق طيه لائحة المسائل المطلوب حلها.

وبالإضافة إلى ذلك أتمنى من سماحتكم أن ترفقوا مع الرد نسخة للأجوبة الخمسة التي أجبتم بها سابقًا على أسئلة الأخ الشيخ الحاج عثمان كوثيتا منذ بضع سنين...

ودونكم رقمها في سجل الفتاوى: 522 – التاريخ: 11/6/1400هـ، 26/4/1980م.

وتفضلوا سماحة الرئيس بقبول فائق احترامي وتقديري.

ودمتم للإسلام والمسلمين ذخرًا ومعتمدًا. حفظكم الله برعايته، وسدد خطاكم، آمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(8-9-1404هـ، 8-6-1984م) المدير: عبدالرحمـٰـن كوليبالي

السؤال الرابع: بعض النسوة تعسر عليهن الولادة، فيضطر إلى توليدهن بطريقة العملية الجراحية. ولربما يحصل من جرّاء ذلك خروج الولد عن طريق غير الفرج. فما حكم أمثال هؤلاء النسوة في الشرع من ناحية دم النفاس، وما حكم غسلهن شرعًا؟

السائل: عبدالرحمـٰـن كوليبالي مدير مدرسة الرشاد ص. ب 388 كوروغو جمهورية ساحل العاج (غرب إفريقيا) التاريخ: 11/6/1400هـ الموافق: 26/4/1980م. والسلام.

الجواب [رقم: 19]:

إلى فضيلة الشيخ عبدالرحمـٰـن كوليبالي - مدير مدرسة الرشاد - كوروغو. (25/9/1404هـ، 24/6/1984م).

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد؛

فقد سألت عن مسألة: أحكام المرأة في حالة الولادة غير الطبيعية.

يوجد بعض النساء يتعسرن في حالة الولادة بالطريق الطبيعي فتحتاج إلى شق البطن وإخراج الجنين من غير الفرج.

إن هذه المرأة تعتبر نفساء، والدة من الوالدات، ولو كانت الولادة من غير طريق الفرج، إذ الأصل خروج الولد من البطن بأي طريق كان. ثم إن هذه يجب عليها أن تتريث عن الصلاة وعن الصيام ما دام الدم موجودًا، فإذا انقطع الدم فقد انقطع موجب الترك، لهذا يجب أن تصلي وتصوم، وتقضي ما فاتها من الصيام في خلال المدة، بعد أن تغتسل للنفاس عند انقطاع الدم، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين.

ولو فرضنا عدم وجود الماء عند انقطاع الموجب، فإنها تضرب الصعيد بيديها وتمسح به وجهها ويديها، ثم تعتبر طاهرة من الطاهرات، لقوله سبحانه وتعالى: ﴿فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم[سورة النساء، الآية: 43].

والنبي ﷺ قال: «الصَّعِيدُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَإِنْ لَمْ يَجِدْ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ وَلْيُمِسَّهُ بَشَرَتَهُ» [تقدم تخريجه في ص42].

ولا فرق بين كون الدم خارجًا عن طريق الفرج أو غيره كطريق العملية إذ الحكم واحد.

***