فتاوى بن محمود

فهرس الكتاب

الوقف الشرعي خارج عن ملك الواقف منذ وقفه

الوقف الشرعي خارج عن ملك الواقف منذ وقفه

التاريخ: 26/4/1401هـ.

الجواب [رقم: 242]:

إلى فضيلة المحب الحفي والصديق الصفي الشيخ/ عبدالله بن محمد بن عبداللطيف آل الشيخ حفظه الله.

وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أخي! لقد استلمت كتابك الكريم وفهمت ما تضمنه من كلامك القويم. خصوصًا ما أشرت إليه عن خاصة أوقاف الشيخ قاسم الكائنة في الرياض، ومحاولة أحدهم لبيعها، وإنني أخرت جواب الكتاب لانتظار طلعتك علينا والتفاهم شفهيًا في ذلك، حيث وعدت في الكتاب أنك ستقدم إلينا في انسلاخ شهر صفر أو في بداية شهر ربيع الأول، فأبقينا التذاكر إلى حين اللقاء حتى فات علينا الوقت ولم ندر ماذا وقع في الوقف.

وإن هذا الوقف خيري متصل الابتداء والانتهاء، فلا ينقطع متى يوجد أحد من طلاب العلم الموقوف عليهم، وقد قلت لسمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني حين سألني فقلت: إنه لو قام الشيخ قاسم بن محمد من قبره وطالب فيه لما وجد إلى إرجاعه سبيلاً.

هذا وإن أكثر ورثة الشيخ قاسم من ذريته وبني بنيه ينكرون هذه المطالبة فيه ويتبرؤون منها، وما كنت أظن أن أحدًا مع شهرة وقفيته سيحاول بيعه أو شراءه، لكونه خارجًا عن ملك الواقف منذ وقفه كما هو حقيقة الوقف الشرعي اللازم، وقد أخرجه عن ملكه وملك ذريته في حياته فجعله تحت وصاية الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ، ثم تحت يد ابنه محمد بن عبدالله، ثم تحت يدك من بعدهما بأمر الأمير الشيخ خليفة وإذنه.

وإنني لم أسمع عن هذا الوقف شيئًا بعد كتابك، وإني أرجو أن يكونوا قد انتهوا عن محاولة إرجاعه إلى ملكيتهم، وهو حرام عليهم، ليس بملكهم ولا ملك أبيهم، وإنما هو ملك لله، أشبه المساجد المبنية لله.

فهذا حاصل ما أخبرك عنه، وأكتفي بكافة المشايخ في الرياض، لكون الوقف تحت سلطانهم وحكمهم أشبه سائر الأوقاف الخيرية.

وأنت أكرم من يوصف له، والباري يحفظكم.

رئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية

***