فتاوى بن محمود

فهرس الكتاب

مشاركة غير المسلمين في أعيادهم وفرحهم

مشاركة غير المسلمين في أعيادهم وفرحهم

صاحب الفضيلة المحترم الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود.. الموقر رعاه الله وحفظه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو أنكم تتمتعون بكامل الصحة والرفاهية.

فضلاً لا أمرًا، أرجو تنويرنا عن المسائل الآتية:

2– غير المسلمين، هل لا مانع من زيارتهم بالمناسبات كعيد الميلاد، ورأس سنتهم الجديدة، وقدوم مولود... إلخ؟ وهل لا مانع من إرسال بطاقات لهم في هذه المناسبات وما أشبهها؟

4– إذا أساء الوالدان معاملة ولدهما إساءة مرهقة، فهل التذمر من هذه المعاملة يعتبر من العقوق؟ أم هو من حق الولد؟

وفقكم الله وحفظكم

المخلص: حمد العبدالله

الجواب [رقم: 334]:

13/6/1403هـ.

إلى الفاضل الدكتور حمد العبدالله، حفظه الله.

وسلام عليكم ورحمة الله... وبعد، فإنني استلمت كتابكم الكريم، وفهمت ما تضمنه من كلامكم القويم، خصوصًا ما أشرت إليه من السؤال عن المسائل التي أحدها:

السؤال: 2– زيارة غير المسلمين في مناسباتهم؛ كأعياد الميلاد ورأس السنة، وقدوم مولود... إلخ، وهل هناك مانع من إرسال بطاقات تهنئة لهم في هذه المناسبات وما أشبهها؟

الجواب: إنه لا مانع شرعًا من عيادة هؤلاء أو تهنئتهم على أفراحهم، وقد أجاب النبي ﷺ دعوة يهودي إلى طعام صنعه له، وثبتت عيادته ليهودي حيث قال له: «أَسْلِمْ». فتلكأ، فقال أبوه: أطع أبا القاسم. فعند ذلك قال: أشهد أن لا إلـٰـه إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. فدخل في الإسلام. وصلى النبي ﷺ على جنازته[رواه البخاري (1356)، وأحمد (13736) من حديث أنس رضي الله عنه].

والذين يعيشون من الكفار بين المسلمين يعتبرون بأنهم ذميون لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين والله يقول: ﴿لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ...[سورة الممتحنة، الآية: 8]. وفي الحديث: «إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ» [رواه البخاري (6258)، ومسلم (2163) من حديث أنس رضي الله عنه]، لقوله سبحانه: ﴿وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا[سورة النساء، الآية: 86].

***