لوازم الإحداد على الزوج
السؤال: ما هي لوازم الإحداد على الزوج؟ [7/192]
الجواب [رقم: 191]
من لوازم العدة: التزام الإحداد على الزوج، وهو اجتناب الزينة من الطيب والحناء والكحل والثياب الجميلة المصبوغة للجمال أو الملونة بالنقش، لحديث أم عطية وفيه أن رسول الله ﷺ قال: «...وَلَا تَلْبَسُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا، إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ، وَلَا تَكْتَحِلُ، وَلَا تَمَسُّ طِيبًا...» [رواه البخاري (5342 - 5343)، ومسلم (938)، والنسائي (3534، 3536)، وابن ماجه (2087) من حديث أم عطية رضي الله عنها] أي: بالطيب. فهذا هو الإحداد. والأحسن أن تحد في الثوب الأسود، أو الأخضر، أو غيره من لون واحد، ولا بأس أن تبدله بغيره من جنسه، ولا بأس أن تغتسل وتتنظف كل وقت.
ويجوز أن تغتسل بالصابون الذي ليس له رائحة. ويجوز أن تخرج لنخلها أو حرثها، متى كان لها زرع أو نخل. كما يجوز أن تخرج إلى بيت جارتها لحاجتها لذلك، فقد أمر النبي ﷺ نساء الشهداء بأن يجتمعن في بيت امرأة منهن، فمتى آواهن المبيت ذهبت كل امرأة إلى بيتها. ويجوز أن تذهب للمستشفى لحاجة العلاج، وتكلم الطبيب ويكلمها. فما يفعله بعض النساء المسلمات من التشديد عليها، وكونها تمكث في دار لا تخرج منها، أو لا تكلم أحدًا ولا يكلمها أحد، أو لا تتنظف؛ فكل هذا التشديد خارج عن حدود الشرع، لم يثبت عن رسول الله ﷺ الأمر به، بل تفعل في إحدادها كما تفعل قبل وفاة زوجها، ما عدا أنها تجتنب الطيب والزينة من الحليّ وغيره، وتجتنب الخضاب (الحنّاء) والكحل، وتستعمل الثياب التي ليس فيها نقش. فهذا هو الإحداد الشرعي لكل امرأة، كبيرة السن، أو صغيرة، فهما في الحكم سواء.اهـ.
***
السؤال:
يقول الله تعالى: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُون﴾[سورة النحل، الآية: 43].
بعد التحية والاحترام: نتقدم بالسؤال ونرجو من أصحاب الفضيلة الجواب، والسؤال: امرأة طلبت من زوجها الطلاق رغبة منها، والزوج غير راغب في طلاقها، لكن المرأة أصرت على الطلاق مقابل إسقاط صداقها وما تستحقه من الزوج. ووكلت خالها بشهادة رجل واحد على أن يحضر لدى الزوج ويطلقها باعتباره ولي أمرها، حضر الخال لدى الزوج ومعه الشاهد، وطلبا من الزوج أن يطلق دون أن يدفع لها شيئًا بناءً على طلبها، وافق الزوج على طلاقها شريطة إسقاط حقها، وعلى أن لا يدفع لها شيئًا، والزوج لفظ الطلاق ثلاثًا، أنت طالق أو طالق طالق طالق.
في اليوم الثاني الزوجة طالبت بتسليم حقها ودفع صداقها، ما رأي الشرع في ذلك؟ هل الطلاق يقع إذا الزوج رفض تسليم حقها، علمًا بأن الطلاق فيه شرط، والزوج غير راغب بالطلاق، نرجو الإجابة جزاكم الله خيرًا عنا وعن المسلمين.
الجواب [رقم: 192]:
ما دامت الزوجة قد طلبت من زوجها الطلاق ووافق الزوج شريطة إسقاط حق الزوجة من صداق وغيره، ووافقت الزوجة على ذلك، فالطلاق بهذه الصفة صحيح يعد خلعًا حيث افتدت الزوجة نفسها، وليس لها حق المطالبة فيما أسقطته، وإذا ندم كل منهما على ذلك فللزوج أن يرجع زوجته بعقد جديد وصداق جديد.
4/3/1408هـ، 26/10/1987م رئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية
عبدالله بن زيد آل محمود