فتاوى بن محمود

فهرس الكتاب

آداب يوم الجمعة

آداب يوم الجمعة

السؤال: ما هي آداب الجمعة التي ينبغي للمسلم المحافظة عليها؟ [6/45]

الجواب [40]:

إن للجمعة آدابًا ينبغي للمسلم المحتسب أن يحافظ على آدابها رجاء ثوابها، فمنها: الاغتسال لها، ولبس أحسن الثياب، ومس الطيب، وإذا دخل المسجد صلى ما يتيسر له، فمن الصحابة من يصلي اثنتي عشرة ركعة، ومنهم من يصلي ثماني ركعات، ومنهم من يصلي أقل، ومنهم من يصلي أكثر، والنبي ﷺ قد حث على هذا كله، فقال: «من اغتسل يوم الجمعة، ولبس أحسن ثيابه، ومس من طيب أهله، ثم صلى ما كتب له، ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته؛ غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام. ومن مس الحصى فقد لغا؛ ومن لغا فلا جمعة له» رواه مسلم[صحيح مسلم (857) بنحوه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]. وقال: «من تكلم والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفارًا. ومن قال لصاحبه: أنصت. والإمام يخطب فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له» [أخرجه أحمد (2033) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما].

فمن فوائد هذه الأحاديث، أن خروج الإمام، وشروعه في الخطبة، أنه يمنع من فعل التطوع بالصلاة، ويمنع من الكلام. فلا يجوز لأحد أن يقوم ثم يصلي؛ لأن هذا وقت نهي، إلا إذا دخل المسجد والإمام يخطب، أو المؤذن يؤذن، فإنه يصلي ركعتين تحية المسجد قبل أن يجلس؛ لما في صحيح مسلم عن جابر: أن النبي ﷺ كان يخطب، فدخل رجل — يقال له: سليك الغطفاني — فجلس قبل أن يصلي ركعتين. فقطع النبي خطبته، ثم قال له: «يَا سُلَيْكُ، أَصَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ؟» قال: لا. قال: «قُمْ وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ» [صحيح مسلم (875)].

ومن آداب الجمعة: الاستماع للخطبة، وألا يتكلم بشيء؛ فإن الكلام يبطل ثواب الجمعة. وألا يتخطى رقاب الناس إلى بقعة يريد أن يصلي فيها، وقد نهى رسول الله ﷺ عن تخطي رقاب الناس في المسجد، ولما رأى النبي رجلاً يتخطى رقاب الناس قال له: «اجْلِسْ، فَقَدْ آذَيْتَ، وَآنَيْتَ» [أخرجه ابن ماجه (1115) من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما].

***