فتاوى بن محمود

فهرس الكتاب

فضل عشر ذي الحجة وأفضل الأعمال فيها

فضل عشر ذي الحجة وأفضل الأعمال فيها

السؤال: ما فضل عشر ذي الحجة؟ وما هو العمل الصالح الذي يحب الله عز وجل الإكثار منه؟ [6/370]

الجواب [رقم: 133]:

الأيام العشر من ذي الحجة هي الأيام المعلومات، المخصوصة بالتفضيل في محكم الآيات. في قوله تعالى: ﴿وَالْفَجْر ١وَلَيَالٍ عَشْر ٢[سورة الفجر، الآيتان: 1 – 2] فأقسم الرب بها لشرفها على حسب ما قيل في تفسيرها. والتي قال النبي ﷺ فيها: «مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ» [رواه أبو داود (2438)، والترمذي (757)، وابن ماجه (1727)، وأحمد (1968) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما]. وهذا العمل الصالح الذي يحب الله الإكثار منه في خاصة هذه الأيام، يشمل الصلاة والصيام، والصدقة بالمال، وسائر أفعال البر والإحسان، وللصدقة فيها شأن كبير، وأجر من الله كثير، لكون الصدقة في هذه الأيام تصادف من الفقير موضع حاجة، وشديد فاقة، لما يتطلبه الفقير من حاجة العيد من النفقة والكسوة، وسائر المؤنة الضرورية، فهذا من العمل الصالح المتعدي نفعه إلى الغير.

ومن العمل الصالح أيضًا الصيام في هذه الأيام، فقد كان بعض السلف يصومون عشر ذي الحجة كلها. وبعضهم يصوم بعضها؛ لأن هذه الأيام هي أفضل أيام الدنيا؛ من أجل أن فيها يوم عرفة، الذي قال النبي فيه: «أفضل أيامكم يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي عشية يوم عرفة: لا إلـٰـه إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» [رواه الترمذي (3585) من حديث عبدالله بن عمرو بلفظ: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ...»].

ولما سئل النبي ﷺ عن صوم يوم عرفة قال: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ». رواه مسلم عن أبي قتادة[صحيح مسلم (1162)]، أي: يكفر الصغائر.

ولهذا يستحب الجهر بالتكبير في عشر ذي الحجة في المساجد وفي الأسواق والطرق، جهرًا لا يؤذي به أحدًا.

وفي البخاري أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان إلى السوق فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما حتى إن للسوق لضجة بالتكبير[صحيح البخاري (2/20) (كتاب الحج/ باب فضل العمل في أيام التشريق) معلقًا، وانظر: فتح الباري (2/381)].

وصفته أن يقول: الله أكبر، الله أكبر لا إلـٰـه إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

***