فهرست کتاب

حكم صلاة الظهر بعد الجمعة

حكم صلاة الظهر بعد الجمعة

السؤال: يصلي بعض الناس الجمعة ثم يصلي الظهر بعدها، فما الحكم؟ [6/47]

الجواب [رقم: 42]:

يجب على المصلي أن يعتقد اعتقادًا جازمًا بصحة جمعته التي يصليها مع الإمام، ومع جماعة المسلمين، وأنها جمعة صحيحة تامة، يرجو ثوابها وأجرها عند الله، ولا يختلج في قلبه الشك في صحتها بناءً على ما يسمعه من بعض الفقهاء الذين يقيدون الشريعة بقيود توهن الانقياد. فقد سمعنا عن بعض البلدان أن بعضهم يصلي الجمعة بنية فاسدة؛ حيث يدخل فيها وفي نيته أن يعيدها ظهرًا لاعتقاده بطلانها. ولا شك أن الداخل في صلاة الجمعة بنية فاسدة فإن جمعته فاسدة «وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» [رواه البخاري (1)، ومسلم (1907) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه]. ونحمد الله أننا في عافية من هذه البدعة فلا تفعل عندنا، وإنما ننصح عنها من ابتلي بها من إخواننا المسلمين الذين جعلوا هذه البدعة بمثابة الزيادة في الدين، وهي من وساوس الشياطين، ونعوذ بالله ﴿مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاس ٤الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاس ٥مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ٦[سورة الناس، الآيات: 4 – 6] فهؤلاء الذين يفعلون ذلك، يعتبرون بأنهم خاسرون لفضل جمعتهم وفرضها، فينصرفون عن الجمعة بخفي حنين حيث خسروا الجمعة حين دخلوها بنية فاسدة. والله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا صوابًا. كما أنهم يخسرون صلاة الظهر، فلا تصح منهم، فينصرفون وقد خسروا الجمعة، وخسروا صلاة الظهر ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُم ٣٣[سورة محمد، الآية: 33].

***