فهرست کتاب

الهجر بين المسلمين

الهجر بين المسلمين

السؤال: هل يجوز للمسلم هجر أخيه بالسنة أو أكثر، لا يسلمان على بعضهما ولا يتزاوران؟ [7/322]

الجواب [رقم: 292]:

حث القرآن على السعي بالإصلاح بين المتباغضين، والتقارب بين المتباعدين، خصوصًا إذا كانوا من ذوي الأرحام؛ لأن العداوة بينهم أشق، وإثم القطيعة بينهم أشد، وفي الحديث: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ» [رواه البخاري (6077)، ومسلم (2560) عن أبي أيوب رضي الله عنه].

فأخبر بأنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال على أثر لجاج أو جدال أو شيء من محقرات الدنيا، وأن خير الناس هو الهين اللين السهل الذي يبدأ من لقيه بالسلام، ويسلم على من هجره ليزيل الإحن والشحناء عن قلبه، ومن تواضع لله رفعه، وما جازيت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وأشقى الناس وأقساهم قلبًا؛ رجل قيل له: اتق الله على رحمك، أو على أخيك المسلم. فقال: اكتف بنفسك.

«وهجر المسلم أَخَاهُ سَنَةً كَسَفْكِ دَمِهِ» [رواه أبو داود (4915)، وأحمد (17935) بإسناد صحيح عن أبي خراش السلمي أنه سمع النبي ﷺ يقول: «من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه»]، فلا يجوز لرجل أن يهجر أخاه المسلم من السلام، إلا أن يرتكب معصية فيهجره بسببها رجاء أن يتوب منها.

***