فهرست کتاب

أسباب إجابة الدعاء

أسباب إجابة الدعاء

السؤال: ما أسباب إجابة الدعاء؟ [6/181]

الجواب [رقم: 306]:

الدعاء جُنَّة حصينة، ومِفتاح كل خير، وهو من لذائذ الدنيا، من ذاق منه عرف، ومن حرم انحرف، فمن فُتِح له باب الدعاء وحُبِّب إليه فقد فُتِح له باب الخير والرحمة والبركة، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إني لا أحمل هَمَّ الإجابة، ولكن أحمل هَمَّ الدعاء، فإنني إذا أُعطِيت الدعاء وفقت للإجابة[لم أقف عليه مسندًا وإنما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه إبراهيم في عدد من كتبهم].

وقد قال بعض السلف: إنه ليكون لي إلى الله حاجة فيفتح لي من لذائذ مناجاته ما لا أحب معها أن يعجل قضاء حاجتي باستجابة دعوتي.

لا سيما الدعاء في السجود، فإن له سرًّا بديعًا، كما في الحديث أن النبي ﷺ قال: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا فِيهِ مِنَ الدُّعَاءِ» [رواه مسلم (482) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ولفظه: «فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ»].

وقال: «أَمَّا الرُّكُوعُ: فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ: فَأَكْثِرُوا فِيهِ مِنَ الدُّعَاءِ؛ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ» [رواه مسلم (479) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما].

ففضل الدعاء وتأثير سببه هو أمر معلوم ثابت بالكتاب والسنة والإجماع.

غير أن للدعاء بابًا يدخل إلى الله منه، وآدابًا ينبغي أن يتأدب بها الداعي، فإن من حرم الأدب حرم الإجابة.

من ذلك: أنه ينبغي للداعي أن يطيب مطعمه عن أكل الحرام؛ لأن العلائق عن الخير عوائق. وقد قال النبي ﷺ لسعد بن أبي وقاص: «يَا سَعْدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ» [رواه الطبراني في الأوسط (6495) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما]؛ لكون الوسائل مطلوبًا تقديمها أمام المسائل؛ لأنها من العمل الصالح الذي يرفع الدعاء إلى الله.

وعن فضالة بن عبيد قال: سمع النبي ﷺ رجلاً يدعو ولم يحمد الله، ولم يصل على نبيه، فقال: «عَجِلَ هَذَا» ثم دعاه وقال له: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ لِيَدْعُ بِمَا شَاءَ» رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي، وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم[مسند أحمد (23937)، وسنن أبي داود (1481)، وسنن الترمذي (3477)، وسنن النسائي (1284)، وصحيح ابن حبان (1960)، ومستدرك الحاكم (840)].

ومنها: أن يمد يديه إلى الله في الدعاء؛ لما روى سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ «إن ربكم حيِيٌّ ستير يستحيي من عبده إذا مد إليه يديه أن يردهما صفرًا» أي: خائبتين. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم[سنن أبي داود (1488)، وسنن الترمذي (3556)، وسنن ابن ماجه (3865)، وصحيح ابن حبان (876)، ومستدرك الحاكم (1831)].

ومنها: أن يدعو بقلب حاضر وهو موقن بالإجابة، فإنه لا يستجاب الدعاء من قلب ساهٍ لاهٍ.

***