فهرست کتاب

معنى: الدعاء هو العبادة

معنى: الدعاء هو العبادة

السؤال: ما معنى: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» أو «الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَةِ»؟ وهل يرد الدعاء ما قدره الله على الإنسان؟ [7/312]

الجواب [رقم: 323]:

الدعاء عبادة، بل هو مخ العبادة. كما روى النعمان بن بشير، أن النبي ﷺ قال: «الدعاء هو العبادة» ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين ٦٠[سورة غافر، الآية: 60] [رواه أبو داود (1479)، والترمذي (2969)، والنسائي في الكبرى (11400)، وابن ماجه (3828)، وأحمد (18352)، وابن حبان (890)]، أي: صاغرين حقيرين.

وفي رواية: «الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَةِ» [رواه الترمذي (3371)، والطبراني في الدعاء (8)، وفي الأوسط (3196) من حديث أنس رضي الله عنه بإسناد ضعيف]، ومخ الشيء خالصه، فليس شيء أكرم على الله من الدعاء[رواه أحمد (8748)، والبخاري في الأدب المفرد (712)، وابن حبان (870) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]؛ لأنه عماد الدين، ونور السماوات والأرض، وسلاح المؤمن[رواه أبو يعلى (439)، والحاكم (1812) من حديث علي رضي الله عنه]، وأنه لن يهلك مع الدعاء أحد[رواه ابن حبان (871)، والحاكم (1818)، والضياء في المختارة (1760) من حديث أنس رضي الله عنه]، كما ثبت بذلك الحديث، والله سبحانه يحب أن يسأل[رواه الترمذي (3571)، والطبراني في الدعاء (22) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه]، ويحب الملحين في الدعاء[رواه الطبراني في الدعاء (20)، والبيهقي في الشعب (1073) من حديث عائشة رضي الله عنها بإسناد ضعيف]، ومن لم يسأل الله يغضب عليه[رواه الترمذي (3373)، وأحمد (9701)، والبخاري في الأدب المفرد (658) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].

الله يغضب إن تركت سؤاله
وبُنَيُّ آدم حين يسأل يغضب

والله يقول: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ٧٧[سورة الفرقان، الآية: 77] سواء قلنا إن المراد به دعاء العبادة، أو دعاء المسألة؛ لأن دعاء المسألة هو دعاء عبادة، ودعاء العبادة، هو دعاء مسألة.

والدعاء بمثابة الأشجار المثمرة، والخزائن المدخرة، ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، فهو يدفع البلاء قبل نزوله، ويرفعه بعد نزوله، لقول النبي ﷺ: «لَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيْدُ الْعُمُرَ إِلَّا الْبِرُّ، وَإِنَّ الصَّدَقَاتِ لَتَدْفَعُ مِيْتَةَ السُّوْءِ» [رواه أحمد (22431)، وابن حبان (872)، والحاكم (1814) من حديث ثوبان رضي الله عنه دون الجملة الأخيرة منه فهي عند الترمذي (664)، وابن حبان (3309) عن أنس رضي الله عنه].

فأخبر النبي ﷺ أن الدعاء يرد القدر والقضاء، فلا يقولن أحدكم: إن كان هذا الأمر مكتوبًا لي أو عليّ سيقع لا محالة، دعوت أو لم أدع. فإن من الأشياء ما لا تحصل إلا بالدعاء، والله يمحو ما يشاء ويثبت، وفي دعاء القنوت: «وَقِنَا وَاصْرِفْ عَنَّا شَرَّ مَا قَضَيْتَ» [رواه أبو داود (1425)، والترمذي (464)، والنسائي (1745)، وابن ماجه (1178) من حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما]، فلو لم يكن الدعاء سببًا في صرف شر القدر والقضاء، لما أمر به النبي ﷺ وأرشد إليه أمته.

وفي مراسيل الحسن أن النبي ﷺ قال: «حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَاسْتَدْفِعُوْا أَمْوَاجَ البَلاَءِ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ» [رواه أبو داود في المراسيل (105) عن الحسن البصري مرسلاً، والطبراني في الكبير (10196)، والأوسط (1963)، والدعاء (48)، وأبو نعيم في الحلية (2/104) من حديث ابن مسعود بإسناد ضعيف جدًا، ورواه البيهقي في الشعب (3279) عن أبي أمامة، و(3280) عن سمرة بإسنادين ضعيفين أيضًا].

وفي حديث ابن عباس أن النبي ﷺ قال له: «احْفَظْ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ» [رواه الترمذي (2516)، وأحمد (2763، 2803)].

إنه متى كان الإنسان له معاملة مع ربه بالدعاء في حالة رخائه وسرائه، ثم وقع في شدة من الشدات، أو في حاجة من الحاجات، فدعا الله عز وجل، قالت الملائكة: يا رب صوت معروف من عبد معروف، اللَّهم استجب دعاءه.

ولهذا كان من دعاء بعض السلف: «اللَّهم إنك أمرت بالدعاء، ووعدت بالإجابة، وقد سألتك كما أمرتني، فاستجب لي كما وعدتني».

إن الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، وتعتقد بأن دعاءك واقع بمسمع من الله، إنه ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُوم ٢١٨ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِين ٢١٩ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ٢٢٠[سورة الشعراء: 218 – 220].

وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: سبحان من وسع سمعه الأصوات[رواه النسائي (3460)، وابن ماجه (188)، وأحمد (24195)، والقصة بتمامها عند الطبري في التفسير (23-226)، والحاكم في المستدرك (3791)، والبيهقي في الكبرى (15243) من حديث عائشة رضي الله عنها]، لقد أتت المُجادلة - أي: خولة بنت ثعلبة - إلى رسول الله ﷺ تشتكي زوجها - أي أوس بن الصامت - وتقول: (إنه أفنى شبابي، وأكل مالي، وكان لي منه عيال، فلما كبر سني، ظاهر مني، أشكو إلى الله حالي)، والله إني لفي كسر البيت، أسمع بعض كلامها، ويخفى علي بعضه، فما برحت من مكانها، حتى سمع الله شكواها، وأنزل ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِير ١[سورة المجادلة، الآية: 1].

ونظير هذا ما حكى الله عن نبيه يونس عليه السلام؛ وذلك أنه لما غاضبه قومه، ولم يقبلوا هدى الله الذي جاء به، خرج من البلد مغاضبًا، فركب في سفينة، ثم إن السفينة أشرفت على الغرق، فقذفوا في البحر جميع ما تحمله، فلم ترتفع، فاتفقوا على أن يعملوا قرعة، فمن وقعت عليه القرعة من الركاب، ألقي في البحر، فوقع سهم الإلقاء على نبي الله يونس بن متى، فرموا به في البحر، لكون الأنبياء أشد الناس بلاء، قال الله تعالى: ﴿فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِين ١٤١[سورة الصافات، الآية: 141] أي: الملقين ﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيم ١٤٢[سورة الصافات، الآية: 142] أي: أن الله سبحانه قد لامه على شدة الغضب الذي خرج بسببه من البلد، وكان من واجبه أن يصبر على أذى قومه، فعند ذلك دعا ربه وهو في ظلمات ثلاث! ظلمة البحر، وظلمة الليل، وظلمة بطن الحوت. فكان من دعائه ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين ٨٧[سورة الأنبياء، الآية: 87] ثم ذكر سبحانه سبب هذه الاستجابة، وهذا الإنجاء، وأن سببه كثرة دعائه لربه في حالة رخائه فقال تعالى: ﴿فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِن الْمُسَبِّحِين ١٤٣ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون ١٤٤[سورة الصافات، الآيتان: 143 – 144]. وفي الحديث: أن النبي ﷺ قال: «دَعْوَةُ أَخِي ذِي النُّونِ، مَا دَعَا بِهَا مَكْرُوبٌ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ، ﴿لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين[سورة الأنبياء، الآية: 87]» [رواه الترمذي (3505)، وأحمد (1462)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1048) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه].

فمن أحب أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء، وإذا دعا المسلم بدعاء ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم، حصل له إحدى ثلاث خصال، «إما أن يعجل الله له دعوته، أو يدخرها له في الآخرة، أو يدفع عنه من السوء مثلها »، قالوا: إذًا نكثر يا رسول الله؟ قال: «فضل الله أكثر» [رواه ابن أبي شيبة في المصنف (29170)، وأحمد (11133)، والبخاري في الأدب المفرد (710) من حديث أبي سعيد رضي الله عنه].

ومن فتح له باب الدعاء وذاق حلاوته، فقد فتح له باب الخير والرحمة والإجابة، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: إني لا أحمل همّ الإجابة، ولكن أحمل همّ الدعاء، فإني إذا أعْطيتُ الدعاء، وُفقت للإجابة.

إنه متى كان الدعاء عبادة، بل هو مخ العبادة، والإنسان مخلوق للعبادة؛ لأن الله يقول: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون ٥٦[سورة الذاريات، الآية: 56] فإنه لا ينبغي للإنسان أن يسأم من الدعاء، ولا يعجز عنه، ففي الحديث: «يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي» [رواه البخاري (6340)، ومسلم (2735) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].

فإن أفضل العبادة انتظار الفرج[رواه الترمذي (3571)، والطبراني في الدعاء (22) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه بإسناد ضعيف]، فألظوا بيا ذا الجلال والإكرام[رواه الضياء في المختارة (2064) من حديث أنس رضي الله عنه]؛ أي الزموا وداوموا.

ثم إنه متى كان الدعاء عبادة، بل هو مخ العبادة، فإن صرف هذا الدعاء لغير الله شرك أكبر، ومن الذنوب التي لا تغفر، ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ[سورة المائدة، الآية: 5] وإنه ﴿مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار[سورة المائدة، الآية: 72] فكل من دعا مخلوقًا ميتًا من دون الله، وتضرع إليه في قضاء حاجته، وتفريج كرباته، سواء كان نبيًّا أو وليًّا أو عليًّا أو عبدالقادر، أو العيدروس، أو سائر المقبورين، فقد أشرك بالله، يقول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِين ١٠٦[سورة يونس، الآية: 106]. وأخبر سبحانه بأنه لا أضل ولا أظلم، ممن يدعو مخلوقًا مقبورًا مرهونًا بعمله، لا يستطيع زيادة في حسناته، ولا نقصًا من سيئاته، فقال سبحانه: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُون ٥ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِين ٦[سورة الأحقاف، الآيتان: 5 – 6]. فأخلص دعاءك لربك، فإنه النافع الضار ﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون[سورة الزمر، الآية: 38].

إن الدعاء هو خالص حق الله، ولا يرضى أن يشرك معه في حقه أحد من خلقه، ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ١٨[سورة الجن، الآية: 18].

إن المشركين في هذه السنين هم أعظم شركًا من الأولين، لهذا تراهم يترددون رجالاً ونساءً إلى قبور من يسمونهم أولياء، ويزعمون أنهم يتصرفون في الكون، فهم يطلبون شفاعتهم بتفريج كربهم، واستجابة دعوتهم.

المستجير بعمرو عند كربته
كالمستجير من الرمضاء بالنار

ونقول:

المستغيث بقبر عند كربته
كالمستغيث من الرمضاء بالنار

إنه متى ذكّرهم مذكّر، أو وعظهم واعظ بالآيات التي تحرم الشرك، وتحذر المشركين من العقاب الأليم، قالوا: هذه الآيات إنما نزلت في المشركين الأولين، وكيف تجعلوننا مثل المشركين ونحن مسلمون موحدون، نشهد أن لا إلـٰـه إلا الله، وأن محمدًا رسول الله؟!

ولم يشعروا بأن من شرط لا إلـٰـه إلا الله كونها تحجز قائلها عن الشرك بالله، وإلا فيعتبر قائلها بأنه كاذب في شهادته، وكافر بربه.

مع العلم بأنهم أغلظ شركًا وأشد كفرًا من المشركين الأولين، ولكنهم يريدون أن يجعلوا أنفسهم في منجاة من الشرك والعقاب عليه بمجرد الدعوى الكاذبة، فهم يجمعون بين الإساءة في العمل، والأمن من العقاب ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُون ٩٩[سورة الأعراف، الآية: 99]. ﴿وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ[سورة يونس، الآية: 18]، أي: يجعلونهم وسطاء ليقربوهم إلى الله زلفى وهم لا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا، يقول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ [سورة فاطر، الآية: 13]، والنافع الضار هو الله سبحانه وتعالى.

فانتبهوا من غفلتكم، وأخلصوا دعاءكم لربكم، واستقيموا على الجادة، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.

***