النظافة من خصال الإيمان
السؤال: بعض الناس يتساهلون بالنظافة في أنفسهم ومنازلهم ويعتبرونه من التواضع في أنفسهم. فما الحكم؟ [6/272]
الجواب [رقم: 298]:
كان النبي ﷺ إذا رأى شيئًا من الأوساخ عرف أثر الكراهة على وجهه، كما روى أبو داود عن جابر أن النبي رأى رجلاً وعليه ثياب وسخة فأعرض عنه، كالكاره له، فقال: «هلا يجد هذا من يغسل له ثوبه؟» [رواه أبو داود (4062)، وأحمد (14850) من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما].
إن بعض الناس يتساهلون ويتسامحون بالنظافة في أنفسهم وفي منازلهم وطرقهم، اعتمادًا بزعمهم على التواضع في أنفسهم. وهذا لا يدخل في مسمى التواضع، فإن التواضع محله القلب، وألا يتكبر على الناس بفعل المخالفة المذمومة، ومن سحب الثوب أو العباءة بالأرض تكبرًا، وازدراء بالناس، فهذا هو المذموم شرعًا.
وقد قال رجل للنبي ﷺ: إني أحب أن يكون ثوبي حسنًا، ونعلي حسنًا، فهل هذا من الكبر؟ قال: «لَا، إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ» [رواه مسلم (91) من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه].
ولهذا قال الإمام الشافعي رحمه الله: «من نقى ثوبه قل همه، ومن طاب ريحه زاد عقله، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه». وقد قيل:
حسن ثيابك ما استطعت فإنها
زين الرجال بها تعز وتكرم
ودع التخشن في الثياب تواضعًا
فالله يعلم ما تكنّ وتكتم
إن النظافة في المنازل وفي الطرق والأجسام، لها مكانة عالية من دين الإسلام. وحسبك أنها معدودة من خصال الإيمان، وأن إزالة الأذى عن الطريق صدقة، وأن من آذى المسلمين في طرقهم فقد استوجب لعنتهم. كل هذه نصوص صحيحة صريحة في المعنى، وهي على كل أحد بحسبه.
***