فهرست کتاب

واجب الرجل تجاه معاشرة زوجته

واجب الرجل تجاه معاشرة زوجته

السؤال: ما الذي يجب على الرجل تجاه معاشرة زوجته؟ [6/227]

الجواب [رقم: 145]:

متى تيسر قران الشخص بزوجة ديّنة صالحة، فليعلم أنه قد تحصل على سعادة وافرة، فإن الدنيا متاع وخير المتاع الزوجة الصالحة، التي إذا نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله.

فمن واجب هذه النعمة أن يعاشر هذه الزوجة بالمعروف والإكرام، والاحترام وحسن الخلق، وطيب الكلام. ففي الحديث أن النبي ﷺ قال: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ» [رواه الترمذي (1162)، وأحمد (10106)، وابن حبان في صحيحه (4176) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بإسناد صحيح].

وقال: «اتَّقُوْا اللهَ فِي الضَّعِيْفَيْنِ، الْمَرْأَةِ، وَالْيَتِيمِ» [تقدم تخريجه في ص188].

وسأل معاوية بن حيدة النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: «أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلَا تَضْرِبِ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ» [رواه أبو داود (2142)، وابن ماجه (1850)، وأحمد (20027) من حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه].

وطاف ببيت رسول الله ﷺ نساء يشتكين أزواجهن. فقام رسول الله خطيبًا فقال: «لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْتَكِينَ مِنْ أَزْوَاجَهُنَّ، لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ» [رواه أبو داود (2146)، وابن حبان (4189) من حديث إياس بن عبدالله بن أبي ذباب].

يقول الحكماء: إن النساء يغلبن الكرام، ويغلبهن اللئام. وما استقصى كريم قط.

والنبي ﷺ يقول: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» [رواه مسلم (1469) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].

فهؤلاء الأقوام الذين يعاملون نساءهم باللعن والسب، وشتم الآباء والأمهات، والحط من أقدارهن بقذفهن، هم يعتبرون من شرار الناس الذين ساءت طباعهم، وفسدت أوضاعهم، ويتأسى بهم أولادهم في إساءة أخلاقهم.

أما خيار الناس فهم ينزهون أنفسهم وألسنتهم، ويصونون أحسابهم وأحساب أنسابهم عن هذه المعاملة الفاسدة، والأقوال السافلة، ويعاشرون أهلهم بالإكرام والاحترام وطيب الكلام، ويتمتع بأهله في عيشة هنية، ومعاشرة مرضية، يعامل أهله بالوفاق وحسن الأخلاق. إذا دخل بيته سلم على أهله، والسلام من أسباب المحبة والألفة، وينشر في البيت البركة والرحمة. كما في الحديث أن النبي ﷺ قال: «إذا دخلت بيتك فسلم على أهلك تكن بركة عليك وعلى أهل بيتك» [رواه الترمذي (2698) من حديث أنس رضي الله عنه بإسناد ضعيف].

***